الخميس، 11 أبريل 2013

هل يحول التدخل في مالي فرنسا إلى دولة عنصرية معادية للسامية ؟




في شهر فبراير 2012 كتبت مقال تحت عنوان" لماذا يا فرنسا إنصاف الأرمن وتجاهل الطوارق ؟" أبدي استغرابي من اندفاع البرلمان الفرنسي لتجريم إنكار الإبادة بحق الأرمن من طرف الجيش العثماني رغم تبرأ الجمهورية التركية بقيادة مصطفى كمال أتاتورك من تلك المذبحة وكيف يتاجر البرلمان الفرنسي  بمأساة الأرمن كما يتاجر الساسة الفرنسيون بالمحارق التي تعرض لها اليهود على يد النازية وبما أننا من المتعاطفين مع مأساة الشعب ألأرمني الجريح  الحليف لعدالة قضيتنا  إلا أننا نستغرب من تجاهل فرنسا لمعاناة الشعب الأزوادي المظلوم واليوم نجد الموضوع قد تجاوز مرحلة خطيرة عندما تشن فرنسا  حربا   لدعم عنصرية وعدوانية مالي السوداء و المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا الزنجية ضد الشعب الأزوادي الأبيض ويرتكب الطيران والجيش الفرنسي جرائم  كالتي ينتقدون الدولة العثمانية عليها ففظائع فرنسا لا تقل بشاعة عن جرائم العثمانيين ضد الأرمن ونزوح الأزواد للخارج مثل النزوح ألأرمني جريمة فرنسا بحق الأزواد تجري في الذكرى المئوية لجرائم العثمانيين بحق الأرمن.
اخطر ما في الإجرام  الفرنسي الداعم للتطهير العرقي الذي تقوم به  مالي  شن حرب إبادة ضد الشعب الأبيض في الشمال على غرار مساندة فرنسا للجرائم بين  الهوتو و  التوتسي في رواندا ومساندة فرنسا في عهد الرئيس الاشتراكي السابق فرانسوا ميتران لصرب البوسنة ضد المسلمين هذا الإجرام الفرنسي  قد يحول فرنسا إلى دولة عنصرية معادية للسامية  و لهذا تداعياته السياسية والاقتصادية على فرنسا ومن يؤيدها من الدول الغربية ومنها  تنسيق الشعوب  والجاليات السامية  " الامازيغ والعرب والكرد  والأرمن والأتراك واسيا الوسطى "  في فرنسا وأوربا لسحب البساط من تحت أقدام الحزب الحاكم الفرنسي  في الانتخابات البرلمانية ليلقى نفس مصير حزب كاديما الاسرائيلي بعد العدوان على غزة الذي تحول من حاكم يملك 54 نائبا ويهيمن  على الرئاسات الثلاثة إلى  أقلية تدخل ليفني  الائتلاف مع نتنياهو بحوالي 8 نواب .
 وقد بات مسلمو العالم يشعرون  أن فرنسا تخوض الجولة الثالثة من الحرب الصليبية على الإسلام  بعد نشر صحفها الرسوم المسيئة للرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم وبعد إقرارها قانون المثليين الجنسيين  فالجولة الأولى كانت حرب السوفييت على أفغانستان والتي انتهت بتفكك الاتحاد السوفيتي والجولة الثانية هي حروب بوش في أفغانستان والعراق في عهد بوش والتي انتهت بأزمة مالية عالمية والآن يقود اولاند في مالي الجولة الثالثة سوف تنتهي بتفكيك المنظومة  الإمبراطورية  الفرنسية الإفريقية على يد الربيع الأوروبي كما تم تفكيك الإمبراطورية العثمانية  .
وقد خسر الأمريكيين 150 ألف أمريكي  بين قتيل وجريح ولا تزال عمليات الانتحار متواصلة في صفوف من شاركوا في حروب بوش العبثية  وخسارة 5 ترليون دولار لإرضاء غرور اللوبي الزنجي على حساب دماء واقتصاد الأمريكيين  وقد نجم عن ذلك أزمة الرهن العقاري والأزمة المالية العالمية كما أن القنابل الفسفورية التي أسقطها الأمريكيون في عهد بوش الابن على العراق هي المسؤولة عن التغيرات المناخية وارتفاع  درجة حرارة الأرض وذوبان المحيط المتجمد الشمالي ولأعاصير والفيضانات التي تعصف بمدن الشرق الأمريكي وفرنسا مرشحة لخسائر أكبر بسبب إرضاءها غرور حكومات زنجية عنصرية معادية للسامية على حساب دماء الفرنسيين وعلى حساب الاقتصاد الفرنسي وعلى أنقاض مكانة فرنسا الإقليمية والدولية .
 وقد تتسبب حرب فرنسا الداعمة  لحكومة مالي العنصرية ومجموعة غرب إفريقيا العنصرية المعادية للسامية إلى تعميق الجراح الاقتصادية لمنطقة اليورو ويجر  فرنسا وغيرها  لكوارث اقتصادية لا تحمد عقباها  فكل يوم يمر على الحرب ينخفض التصنيف الائتماني لفرنسا نقطتين وبلغة الأرقام خلال 4 أشهر ينخفض التصنيف لفرنسا 240 نقطة  كما شهدت الأسابيع الماضية هروب 120 ملياردير من فرنسا بسبب الضرائب على الأغنياء وبعضهم حصل على جنسيات روسية واوروبية ويتوقع أن تؤدي الحرب مالي الى خسارة فرنسا 600 مليار يورو من السياحة كل 6 اشهر  كما حدث مع لبنان إبان الحرب الأهلية عندما صار السياح يتوجهون الى سوريا والمغرب وقبرص بدل من لبنان فالاستثمار والسياحة هما ضحايا اي حرب في العالم.
لقد خسرت فرنسا موقعها في منطقة الشرق الأوسط في سوريا وفي عملية السلام بسبب حربها في مالي إلى جانب حكومة مالي السوداء العنصرية المعادية للسامية ضد الشعب الأزوادي الأبيض السامي وبذلك تكون فرنسا خسرت جميع دول الربيع العربي فالسوريون يرفضون أن يتاجر اولاند الذي يرتكب جرائم ضد البيض الأزواد  فما يقوم به اولاند في مالي كالعمل الذي ينتقد عليه بشار الأسد فالطيران الفرنسي وجيش اولاند وجيش غرب افريقيا كطيران بشار الأسد وجيشه وشبيحته كما خسرت فرنسا موقعها في لبنان منذ 2010 وفي ليبيا منذ رحيل ساركوزي لم يعد لفرنسا موطئ قدم في ليبيا وتراجع مكانها وفي تونس ومصر جماعة الإخوان وحركة النهضة ضد حرب اولاند في مالي
ويجب العمل على النخب الازوادية  الاستفادة مما سبق من أجل  إنجاح المشروع الوطني الأزوادي الذي تعمل القوى الوطنية على تحقيقه والذي يقضي ببناء دولة أزوادية  فيدرالية مكونة ثلاثة أقاليم رئيسية " غاو و تمبكتو و كيدال " لكل إقليم برلمان محلي وحكومة محلية بالإضافة إلى البرلمان الاتحادي الأزوادي و أن هناك حكومة اتحادية أزوا دية ويكون النظام المحلي لكل إقليم برلماني يختار نوابه المحليون   المناصب السيادية  داخله بشكل توافقي بين القبائل والتنظيمات  ضمن قانون داخلي يكتبه أبناء كل إقليم بما يتناسب مع خصوصيته السكانية وتوازناته الاجتماعية  ويختار كل إقليم ممثليه في المناصب السيادية الاتحادية ووزرائه في الحكومة الاتحادية.
 ويكون النظام الاتحادي الأزوادي  نظام برلماني يختار فيه النواب الاتحاديون قادة المناصب السيادية بشكل توافقي وفي سلة واحدة من أبناء الأقاليم الثلاثة بأن يكون رئيس الجمهورية من غاو , ورئيس الحكومة من تمبكتو , ورئيس البرلمان من كيدال , ورئيس مجلس الشيوخ أو الأعيان الغرفة الثانية للبرلمان من البرابيش , ورئيس المجلس الأعلى الاقتصادي والاجتماعي من السنغاي ,  ورئيس المجلس الأعلى للقضاء من الفلان  مثلا  ولكل منهم صلاحياته التي يحددها دستور البلاد, كما تتوزع الوزارات السيادية بمعدل وزارة سيادية لكل إقليم وذلك بشكل توافقي وضمن دستور وطني أزوادي يكتبه أبناء أزواد من خريجي كليات الحقوق والعلوم السياسية والشريعة الإسلامية لبناء دستور مستمد من الشريعة الإسلامية حتى نبني دولة الأصالة والمعاصرة ببناء دولة عصرية شعبها مسلم متدين آمنة مستقرة فاعلة في محيطها الإقليمي والدولي .
إن النضال السلمي أجدى وأنفع للقضايا العادلة من الحروب والصراعات وأن المقاومة الذكية عبر القلم أفضل من العنتريات الكاذبة كما أن الدعوة إلى الإسلام تبدأ من تلميع صورة الإسلام ثم تشجيع الجاليات الإسلامية في الدول الغربية على المشاركة السياسية في بلدانهم والدخول في تحالفات لخدمة قضاياهم وتلميع صورة الإسلام وجعله رقم صعب في سياسة بلدانهم التي يحملون جنستها والمساهمة في تعديل دساتير وأنظمة وقوانين بلدانهم لإعطاء الدين الإسلامي مكانة تساوي بقية الأديان السماوية الأخرى في الغرب واستصدار قوانين وتشريعات تجرم الإساءة للإسلام ونبيه ورموزه وتجريم الإساءة للشعوب المسلمة مثل قوانين معاداة السامية وقوانين تجريم إنكار مذبحة الأرمن.
 بقلم : أبو بكر الأنصاري
رئيس المؤتمر الوطني الأزوادي