السبت، 29 يوليو 2017

أزواد نجاحات المعسكر الاستقلالي بعد التغيير الفرنسي




يعتقد  كثير من المثقفين أن عدالة القضية ووضوح الطرح  كافيان لخوض غمار الدفاع عنها  إعلاميا وسياسيا والحقيقة أن المبالغة في سرد المظلومية لا يختلف عن التغني بأمجاد الماضي دون فعل شيء في الحاضر وعليه فالانتصار للقضايا العادلة  يقتضي إجادة لغة المصالح التي تفهمها الدول الكبرى والإقليمية وفهم لعبة التوازنات وتوظيفها  في شكل اختيار الحلفاء واحتواء الخصوم مع الأخذ بعين الاعتبار خصوصية كل قضية واختلاف معطياتها فخصوم  قضية عادلة  بالشرق الأوسط  قد يكونون حلفاء مناصرين لأخرى عادلة في المغرب الكبير وقد يكون أحد أطراف القضية المغاربية صديق مشترك لخصوم  المشرقية مما يسهل صنع السلام وفي الحالة الأزوادية  لا يكفي أن نردد أن فرنسا  وحكام إفريقيا  السوداء والضباط الأحرار القوميين العرب بقيادة جمال عبد الناصر  ظلموا الأزواديين وسلخوهم عن إقليم المغرب الكبير وضموهم قسرا إلى مالي والنيجر اللتان قامتا بالمذابح وكافة أنواع التمييز .  
وماذا بعد ؟ كيف التحرك لتغيير الوضع الذي صنعه الاستعمار؟  والذي يعتبر الحفاظ عليه أهم بنود منظمة الوحدة الإفريقية والاتحاد الإفريقي المؤيدين لمالي  والذين قطعوا علاقاتهم مع إسرائيل وتاجروا  بالقضية الفلسطينية  لارتكاب جرائم بحق  الأعراق المعارضة لاستبدادهم وبعد  دعم  جنرالات الجزائر غير المحدود لمالي الذي  بلغ حد تزوير تاريخ الثورة الجزائرية لينسب الدعم والتضحيات التي قدمها الطوارق لنصرة الثورة  الجزائرية إلى موديبو كيتا  وحصولها  على دعم عسكري  لأنها من الدول التي أيدت الغزو الأمريكي  للعراق عام 2003 لهذه الأسباب وغيرها يجب على من يطالبون بحق تقرير المصير إيجاد سياسات وتحالفات تغير هذا الواقع وتضع الشعب على سكة الاستقلال .
وفي عام 1990 عاد آلاف المقاتلين الطوارق من ليبيا بعدما ضاقوا ذرعا بتوريطهم  في حروب القذافي ومغامراته الإفريقية والشرق أوسطية  للقيام بثورة لتحرير أزواد وانتهت بتوقيع اتفاقية مذلة وقعها إياد اغ غالي زعيم الحركة الشعبية الأزوادية  تم بموجبها التخلي عن معظم الثوابت الوطنية ورفضها اغلب قادة  فصائل أزواد وقد انقسمت الساحة الأزوادية إلى معسكرين  متنافسين :
 الأول : معسكر الاندماجيين يقوده إياد غالي زعيم حركة أنصار الدين القائد السابق للحركة الشعبية الأزوادية  الذي انقلب على قادة ثورة 63 وجعل قضيته ومنظومته القبلية  لعبة بيد القذافي والجنرال توفيق  واللوبي الزنجي الأمريكي يستخدمونه للانخراط  في التنظيمات المغضوب عليها غربيا  لتصفية القضية بحجة مكافحة الإرهاب ويضم المعسكر الاندماجي  منسقية حركات أزواد بقيادة العباس اغ انتالا  وحركة بلال اغ الشريف وبلات فورم  يختطفون ثورة الشعب ويقدمون تنازلات مذلة  من أجل وحدة أراضي مالي  لاحتكار تمثيل أزواد ومشاركة حكومة باماكو في نهب المساعدات المقدمة للشمال ويصرحون بأن القضية لعبتهم يشعلونها ويخمدونها  متى أرادوا ويحولون الحراك الشعبي إلى فتن وصراعات قبلية تجعل المواطن يؤمن بأن بقاءه تحت ظلم  مالي أفضل من فوضى الثورة  كما تستخدم  بعض دول الجوار المعسكر الاندماجي لتسويق نفسها  للدول الكبرى على أنها  راعي وضامن للاستقرار الإقليمي .
 الثاني : المعسكر الاستقلالي  الذي أسسه الزعيمان الخالدان في قلوب الشعب الأزوادي الأمير محمد علي الأنصاري أمير طوارق ولاية تمبكتو والشهيد مانو دياك زعيم المقاومة في النيجر و يضم بعض  أتباع الأمير  زيد اغ الطاهر  القائد العسكري لثورة 63  و بعض أتباع عيسى سيدي محمد زعيم الجبهة الشعبية لتحرير أزواد  وهو تيار يضم منظومة القوى المطالبة بالاستقلال  ويسعى لقيام دولة أزواد وحق تقرير المصير ويضم قادة  سياسيين مخضرمين وعسكريين من مختلف الرتب  وزعماء تقليديين وشخصيات نسائية نضالية وإعلاميين وكتاب ومراجع دينية وشخصيات اعتبارية ومشاهير وشباب ناشطين في شبكات التواصل الاجتماعي  و يمثل المعارضة التقليدية التي رفضت ضم أزواد لمالي منذ نهاية الخمسينات ويرفض كل الاتفاقيات المبرمة بين مالي والحركات  الاندماجية  ونشاطه مستمر و يقوم  بالمقاومة السلمية السياسية والاجتماعية  والإعلامية عبر التعبئة والتثقيف النضالي داخليا  والدفاع عن القضية في المحافل الدولية والتصدي لخصومها في الخارج وصياغة الرواية الوطنية للصراع  وبلورة المشروع الوطني الأزوادي وصولا لتحقيق أهدافه وهي الاستقلال وبناء الدولة الأزوادية  المستقلة الفاعلة في محيطها الإقليمي والدولي ويعتبر " المؤتمر الوطني الأزوادي "   العمود الفقري  للمعسكر الاستقلالي  .
 وخلال فترة التسعينات لعب المعسكر الاستقلالي  دور رئيسي  وراء الكواليس مع إدارة بيل كلنتون   بسبب علاقاتهم المتوازنة  مع صناع القرار في المنطقة وخاصة الدول المنخرطة في عملية السلام  وقربهم من دوائر صناع القرار الغربي بفضل دعم  الأمازيغ لقضية استقلال أزواد التي تعتبر إلى جانب ترسيم الأمازيغية في الدول المغاربية من أهم ثوابت  المنظومة الأمازيغية  وقد قام المعسكر الاستقلالي بالتصدي لخصوم وأعداء قضية أزواد في باريس بعد تدخل الرئيس فرانسوا هولاند عسكريا بحجة مكافحة الإرهاب عام 2013 ومحاولة هولاند  دفن طموحات شعبنا وتسليمه الإقليم لمالي لممارسة أبشع الجرائم العنصرية  حيث طلب المعسكر الاستقلالي  مساعدة  القوى الأمازيغية  داخل فرنسا  التي وقفت إلى جانبه وقاموا بالتحرك من أجل  التصويت العقابي ضد الحزب الاشتراكي الفرنسي في الانتخابات البرلمانية المحلية والأوروبية  ومنعوا هولاند من الترشح  لفترة ثانية وهو ما أفرز مشهد سياسي جديد في باريس يقوده رئيس شاب طموح قابل للتعاطي بايجابية مع الملف الأزوادي بعيدا عن غرور المتاجرة بمكافحة الإرهاب الذي ميز الإدارة السابقة ومن المرجح أن يتعاون الحكم الفرنسي الجديد مع القوى الأمازيغية داخل فرنسا ومع لندن وواشنطن  لدعم  المعسكر الاستقلالي في الساحة الأزوادية  من أجل مواصلة النفوذ الفرنسي في غرب إفريقيا  و لعب فرنسا أدوار في ملفات شرق أوسطية عدة واستضافت باريس مقر الاتحاد من أجل المتوسط  أنشطة رياضية واجتماعات ومؤتمرات دولية سياسية واقتصادية  لتعزيز مكانتها  أوروبيا  وتطوير اقتصادها السياحي وأن الحراك الأزوادي جزء من  المشهد الإقليمي في  منطقة الشرق الأوسط والمغرب الكبير التي يتنافس  فيها مشروعين غربيين.
لأول  : "  مشروع الحرب على الإرهاب الذي انطلق منذ أحداث 11 سبتمبر عام 2001 الذي يعتبر  في جوهره حرب صليبية ضد الإسلام السني  "  برعاية اللوبي الزنجي الأمريكي المعادي للسامية بقيادة كوندليزا رايس وكولن باول والذي ينتمي إليه  الرئيس باراك اوباما  و تستقوي به الأنظمة المستبدة  وينخرط فيه جناح  الجنرال توفيق في الجزائر ويدعم  وحدة أراضي مالي ويستخدم معسكر الاندماجيين بقيادة اياد اغ غالي  لتحقيق أهدافه في الساحة الأزوادية  وهو مشروع زنجي عنصري يدار بإستراتيجية  فارسية  وقيادة مشروع " الحرب الإرهاب " الإقليمية  لإيران ويعمل على شيطنة و محاربة المسلمين السنة الساميين  البيض عبر العالم ومن أهدافه تقسيم بلاد العرب بين الفرس والزنوج عبر فوضى خلاقة يقتل فيها البيض بعضهم بعضا وقد شهدت أمريكا هجرة مكثفة من الأفارقة السود بسبب شيطنة المسلمين البيض وربطهم بالتنظيمات الإرهابية بهدف تغيير التركيبة العرقية  لأمريكا حتى تضاعف عدد الزنوج عشرات المرات عما كان عليه قبل 2001  وقد استغل اللوبي الزنجي حاجة بعض دول الخليج  للحماية الأمريكية  لتمويل حروبه ضد العراق وأفغانستان وحقق بذلك المصالح الفارسية وأهمها تسليم العراق للقوى الشيعية الموالية لإيران  كما تآمر اللوبي الزنجي  على دولة الإمارات البيضاء بتوريطها  في تقسيم السنة  بالمنطقة  عبر فوضى خلاقة  بشراء مواقف بعض الدول غير النفطية  ومساندة أطراف ضد أخرى في أزمات المنطقة ودعم الثورات المضادة  وعنوانها "محاربة الإخوان المسلمين والتصدي للربيع العربي"  ومن مظاهر ذلك  دفعها لاستخدام مصر في دعم اللواء خليفة حفتر عدو الأمازيغ في ليبيا  و تأييدها جماعة فتح الله غولن المعادية لحزب العدالة والتنمية التركي  في مناطق تابعة جغرافيا لمشروع الاتحاد من أجل المتوسط  الذي تقوده باريس وأنقرة  وقد اضر ذلك بعلاقات الإمارات مع حوض المتوسط  الذي ترفض دوله أي تدخل من خارجها في شؤون شعوبه  كما أن شعار "محاربة الإخوان" يضر بأمن الخليج بسبب الأوضاع الداخلية لدوله حيث تعاني مملكة البحرين من تمرد شيعي موالي لإيران وتحتمي المنامة بقوى سنية مثل جماعة الإخوان فإذا أصبحوا إرهابيين على من ستعتمد أسرة آل خليفة في الداخل  وأنه ليس من مصلحة دول الخليج التي تعاني تحديات كبيرة  أن يهدروا طاقاتهم في معارك استنزاف دبلوماسية إعلامية  ضد بعضهم البعض تضر بسمعتهم وتحرق أوراقهم  في الغرب .
ومن أهداف مشروع  الحرب على الإرهاب  تحويل أميركا من بلد العام سام إلى  دولة سوداء وإذا تمكنت إيران الفارسية المتحالفة مع اللوبي الزنجي الأمريكي من السيطرة على المشرق العربي فإن أمريكا ستتحول تلقائيا  عام 2048 إلى دولة زنجية مثل جنوب إفريقيا بعد زوال حكم البيض  وبحلول عام 2067 ستصبح  أمريكا الجديدة السوداء دولة عنصرية معادية للبيض مثل زيمبابوي وسوف يدفع اليهود الأمريكيين ثمن التغيير لأنهم مرتبطين في العقل الجماعي الزنجي  بتجارة العبيد الذين كانوا يشترونهم من  إفريقيا وينقلونهم في بواخر إلى أمريكا  للعمل  بظروف مذلة  في مزارع الانجليز والمهاجرين الأوروبيين وأن الحرب على الإرهاب  زادت عن حدها وقد تنقلب فوضى خلاقة داخل أميركا بين أعراقها المختلفة .  كما أوصل اللوبي الزنجي الأمريكي بعض القوى اليمينية من المستوطنين  للحكم في إسرائيل ليغطي المياه التي تجري من تحت الشعب اليهودي المتمثلة في قطع الفرس أشواطا  في السيطرة على المشرق العربي وصعود نجم اللوبي الزنجي الذين يرغبون في الانتقام من اليهود  تجار العبيد على عهود الرق والاستعباد والتهميش التي عانوا منها بعد بيع أسلافهم في أميركا ومنذ الاتفاق النووي مع إيران أنهى الرئيس الأسود أوباما القيادي باللوبي الزنجي دور دول الخليج في الحرب على الإرهاب  لفشلها في الحد من تنامي كراهية مليار ونصف مسلم سني لأمريكا بعد غزوها العراق لمصلحة المشروع الفارسي  كما يعمل على احتكار فيلق القدس وأذرعه الإقليمية دور الشرطي الإقليمي لمكافحة الإرهاب  . 
الثاني : مشروع الشرق الأوسط الكبير الذي ترعاه اللوبيات السامية البيضاء  يسعى لبناء دولة أزواد في منطقة المغرب الكبير وإحياء عملية السلام "حل الدولتين " بتنفيذ قرار الأمم المتحدة عام 1947  الذي نص على تقسيم فلسطين إلى دولتين  إسرائيل على مساحة 55%  بجوار دولة فلسطين في الضفة الغربية وقطاع غزة على 45% من مساحة فلسطين التاريخية  وتكون القدس الشرقية عاصمة  لدولة فلسطين الحليف المميز  لواشنطن وتكون غزة ميناء فلسطين المتوسطي. وإيجاد حل سياسي في سوريا يحفظ وحدتها مبني على تقاسم السلطة تكون الرئاسة  في دمشق للدكتور بشار الأسد وحزب البعث الذين يملكون شرعية الانجاز وإشراك المعارضة في الانتخابات البرلمانية وفي حكومة وحدة وطنية و منح إقليم كردستان العراق حق تقرير المصير لمنع الفرس من السيطرة على القضية الكردية  .
 وأن المؤسسة الأمريكية الحاكمة بحاجة لقيام الدولة الفلسطينية المستقلة  لحماية يهود أميركا من التغيرات الجديدة  في الداخل الأمريكي المتمثلة في تغير التركيبة العرقية الأمريكية بتضاعف الزنوج على حساب البيض ليتحالف اليهود مع كتلة بيضاء من الشعوب السامية  المسلمة لحماية أنفسهم  مستقبلا من اللوبي الزنجي  ليعيش يهود أميركا  تحت حماية المسلمين السنة كما عاش أسلافهم  تحت حمايتهم في الأندلس والمغرب الكبير عندما  كانوا يترجمون علوم الإغريق واليونان للعربية وهو ما عزز تفوق الحضارة الإسلامية مثلما يعيش مسيحيو الشام تحت حماية المسلمين السنة حتى يسهل على مؤسسات صنع القرار الأمريكي اتخاذ قرارات بشأن منطقة الشرق الأوسط  نابعة من توافق مصالح اليهود والمسلمين الأمريكيين مثلما يتخذ القادة الأمازيغ مواقفهم بناء على تفاهم مسلم يهودي لخدمة المصالح الأمازيغية العلياء   . 
وعبر مشروع الشرق الأوسط الكبير تعمل لندن وواشنطن على إعادة تأهيل معسكر الاستقلاليين في الساحة الأزوادية وصناعة حلفاء له في منطقة الشرق الأوسط ليقود المشهد الأزوادي وتوحيد جهود الشعوب السامية  أتباع الديانات السماوية لبناء مستقبل مشرق لأجيالهم  والتقريب بين المذاهب الإسلامية لاستعادة السلم الأهلي في مجتمعات المنطقة  وإيجاد حلول سلمية للصراعات القائمة وتنشيط الاقتصاد السياحي الديني في دول مشروع الشرق الأوسط الكبير مهد الأديان السماوية ومنبع المذاهب الإسلامية  وقيادة  المشروع الإقليمية لتركيا  المسلمة السنية الأطلسية وقد انضمت لمشروع الشرق الأوسط الكبير دولة الكويت وسلطنة عمان لتعزيز مكانتهما الاستثمارية ودورهما كوسيط لحل الخلافات والأزمات بين دول المنطقة  لكن إمارة أبو ظبي ترفض الانضمام للمشروع  بسبب موقع تركيا القيادي داخله ويرى حاكمها محمد بن زايد  أن مصالحه مع  " الحرب على الإرهاب"  الذي أوهمه اللوبي الزنجي  أنه الأنسب لتحقيق طموحه الإقليمي .
 الجدير بالذكر أن دول الخليج ذات تاريخ مشرف في دعم قضية أزواد فقد سعى الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان مؤسس دولة الإمارات لتنمية ولاية تمبكتو في الثمانيات و حاول بناء مستشفى وجامعة كبيرين فيها لكن حكومة مالي منعوه من تحقيق هدفه كما دافع الإعلام القطري وعلى رأسه قناة الجزيرة عن قضية أزواد وشرحها للرأي العام العربي. و يعاني مجلس التعاون من انقسام دوله حيال المشروعين الغربيين المتنافسين ومن صراع  الأدوار بين قطر والإمارات وتكمن الأزمة الخليجية " في رفض أبو ظبي أي دور لشقيقتها الصغرى دولة قطر ثاني أكبر منتج ومصدر للغاز في العالم وتعمل اللوبيات الراعية لمشروع  الشرق الأوسط الكبير لدمج الدوحة كذراع استثماري يدعم اقتصاديات الدول غير النفطية في المشروع   ويزودها  بحاجتها من الغاز الطبيعي بأسعار تفضيلية واستخدام الإعلام القطري للدفاع عن القضايا التي يناصرها المشروع لتعزيز التكامل بين أركانه وقد استخدمت أبو ظبي شقيقتها الكبرى السعودية كأداة للهجوم على قطر فالرياض التي أطلقت "التحالف الإسلامي لمكافحة الإرهاب" تعتقد أن موقع أبو ظبي في  " الحرب على الإرهاب " أهم  من موقع الدوحة في مشروع الشرق الأوسط الكبير وقد انقسم مجلس التعاون بين محايد أو منحاز للإمارات " ويتوقع المراقبون أن يؤدي الاختلاف والتباين بين قادة الخليج إلى تعامل واشنطن بشكل منفرد مع كل دولة خليجية على حدا انطلاقا من القواسم المشتركة بينهما  في كل ملف بالمنطقة ريثما تتمكن الأطراف الخليجية من حل خلافاتها بوساطة  يقوم يها حكيم الخليج أمير دولة الكويت الذي يسعى  لتحيق المصالح  الخليجية العلياء  ليستعيد مجلس التعاون تماسكه و يدعم قضايا أمته العادلة كما  فعل الآباء المؤسسيين للمنظومة الخليجية .
 ومن أجل تحقيق أهداف  شعب أزواد القريبة والبعيدة المدى يتعين الإسراع في  إعادة ترتيب البيت الأزوادي  والعمل لبناء تكتل وطني يضم معظم القوى مثل التحالف الكردستاني أو منظمة التحرير الفلسطينية أو قوى 14 آذار اللبنانية يحتفظ فيه كل فصيل وحزب ومنظمات المجتمع المدني  باستقلاله التنظيمي وخصوصيته لكنه جزء من منظومة وطنية أكبر من أجل استتباب الأمن ببناء دولة أزواد وعاصمتها تمبكتو آمنة مستقرة فاعلة  في محيطها الإقليمي والدولي فيدرالية بين ثلاثة أقاليم هي تمبكتو وغاو و كيدال بنظام برلماني يكون الرئيس من إقليم غاو ورئيس الحكومة من طوارق  تمبكتو بينما رئيس البرلمان من كيدال ورئيس مجلس الشيوخ من البرابيش ورئيس المجلس الاقتصادي والاجتماعي من السنغاي ورئيس مجلس القضاء من الفولان .
إن النضال السلمي أجدى وأنفع للقضايا العادلة  وأن المقاومة الذكية عبر القلم أفضل من العنتريات الكاذبة كما أن الدعوة إلى الإسلام تبدأ  بتلميع صورته  ثم تشجيع الجاليات المسلمة في الدول الغربية على المشاركة السياسية في بلدانهم والدخول في تحالفات لخدمة قضاياهم وتلميع صورة الإسلام وجعله رقم صعب في سياسة بلدانهم التي يحملون جنسيتها والمساهمة في تعديل دساتير وأنظمة وقوانين بلدانهم لإعطاء الدين الإسلامي مكانة تساوي بقية الأديان السماوية الأخرى في الغرب واستصدار قوانين وتشريعات تجرم الإساءة للإسلام ونبيه ورموزه وتجريم الإساءة للشعوب المسلمة مثل قوانين تجريم معاداة السامية وقوانين تجريم إنكار مذبحة الأرمن وجعل الأعياد والمناسبات الإسلامية عطل رسمية في الغرب وجعل الحجاب واللحية جزء من الهوية الشعبية في الدول الغربية وصولا لبناء لوبي سني قوي يحمي مصالح المسلمين السنة عبر العالم ويكبح جماح المؤامرات التي تحاك ضدهم من أجل تحقيق طموحاتهم ونصرة قضاياهم وفتح صفحة جديدة في علاقات العالم الإسلامي مع الغرب  مبنية على الاحترام المتبادل و التعامل بندية.
بقلم : أبو بكر الأنصاري
 رئيس المؤتمر الوطني الأزوادي