الأربعاء، 3 ديسمبر 2014

اللواء خليفة حفتر يواصل مشروع الزنقة زنقة و شركة توتال تبيض عوائد المخدرات لتمويله



 
لقد عانى الطوارق من الظلم وتعرضوا لحملات إعلامية وتشويه منذ  بدايات المخاض الديمقراطي  الليبي  خلال الأشهر الأولى من عام 2011  فهم كانوا غير متحمسين  لتحدي نظام القذافي الذي تواليه قبائل قوية بعضها  يعيش معهم في الجنوب مثل  " القذاذفة والمقارحة وورفلة  والفزازنه  " و بدأ مسلسل استهداف الطوارق من اغدامس عندما طردوا من ديارهم ظلما وعدوانا بحجة أنهم كانوا مع النظام السابق وكان الإعلام   منحاز ضدهم آنذاك وأغلبهم كان يعتبر سلامته الجسدية انجاز ولا يطمح لأكثر من النجاة بنفسه  حيث  أعدم جيش القذافي مئات منهم لأنهم رفضوا إطلاق النار على المتظاهرين في بنغازي وقام عملاء النظام المندسين بين الثوار بتصفية مئات منهم بحجة  أنهم مرتزقة وعاشوا  أشهر من الرعب والاستهداف على الهوية  تلك التنازلات التي قدموها  في اغدامس  عندما كانوا في موقف ضعف شجعت الفزازنة والتبو على التحرش بهم في اوباري وسبها وجعلتهم عرضة للإبتزاز والمساومة  .
 واليوم  تدخل معركة " آلللو  " التي يخوضها ثوار الطوارق الأبطال في اوباري  ضد عصابات  التبو المتاجرة بالمخدرات شهرها الثالث ويحظى  سفهاء التبو بدعم الجنرال خليفة حفتر الذي يقود ثورة مضادة  تسمى  معركة الكرامة  بمساندة  فرنسا و الدول الأفريقية التي كان القذافي يغدق عليها أموال الشعب الليبي وتعمل فرنسا على توريط  مصر و بعض الأقطار العربية التي كان النظام السابق قد وضع في مصارفها مبالغ  تقدر بأكثر من 60 مليار يورو في المستنقع الليبي .   
 هذه الأموال  موزعة بين العواصم المؤيدة للجنرال  خليفة حفتر  وتحت تصرف أحمد قذاف الدم ومحمود جبريل وبشير صالح  ويسعى قادة الثورة المضادة في ليبيا وشركة توتال النفطية الفرنسية  لإضفاء شرعية على عصابات تجارة المخدرات التبو وتسويقهم على أنهم فيلق  يحارب الإرهاب والقاعدة وجزء  من جيش  نظامي شرعي يسانده برلمان منتخب  وتشعر واشنطن بالقلق لأن بعض الدول  التي ورطتها   توتال  الفرنسية في دعم الجنرال   حفتر تدرج منظمات أمريكية مسلمة يعتمد عليها مكتب التحقيقات الفدرالي في التقارب مع  المسلمين  على أنها منظمات إرهابية إخوانية وفي المقابل تضفي  تلك الدول شرعية على تجار المخدرات التبو وتعتبرهم قوة مكافحة للإرهاب .
وإذا  تتبعنا جذور معركة الكرامة  بقيادة  الجنرال  حفتر نجدها بدأت منذ خطاب القذافي الذي قال فيه  " إنه سيزحف عليهم بالملايين لتطهير ليبيا شبر شبر دار دار زنقة زنقة بيت بيت " وكذا خطابه الذي توعد فيه بتحويل ليبيا إلى جمر وجهنم   بعد زوال حكمه ومنذ عام 2003 عندما سقط نظام صدام حسين بدأ القذافي يشعر بأنه التالي وصار يضع مليارات اليورو  في مصارف القاهرة  ودبي ومالطا وعواصم أفريقيا  بأسماء ابنته عائشة و زوجها احمد القذافي وابن عمه احمد قذاف الدم .
 وقد أثبتت الأيام أن كثير من وزراء القذافي  الذين بكوا دموع التماسيح وأعلنوا انضمامهم لثورة 17 فبراير كانوا مجرد منافقين انتهازيين استغفلوا الشعب الليبي على حين غرة وركبوا موجة الثورة ليفسدوها من الداخل كمرحلة أولى بدخولهم في صراعات مع التيارات الإسلامية  والظهور أمام الغرب بمظهر اللبراليين المعادين للإخوان المسلمين   وقد فاتهم أن معاداة الإسلام ومكافحة الإرهاب لم تعد تجارة رابحة في أمريكا    ثم تآمروا عليها بانضمامهم لمعركة كرامة حفتر الممولة من تجارة مخدرات التبو و من ثروات النظام السابق  .
ومع دخول معركة  "آلللو"  شهرها الثالث بدأت الأطراف الإقليمية تعيد حساباتها فالحكومات التشادية والنيجرية والمالية  تشعر بالقلق فهم كانوا يؤيدون  معسكر حفتر لسببين الأول أنه يحظى بدعم  أركان نظام القذافي بما فيها أسرته وقبيلة القذاذفة  والثاني تحالفه مع التبو حيث كانت تشاد تستخدم حفتر  ومعركة الكرامة ليقتصوا من قبائل الجنوب " المقارحة واولاد سليمان والطوارق والحساونة " الذين هزموا تشاد في حرب قطاع اوزو في  الثمانينات كما تستخدم إيران نوري المالكي والتحالف الشيعي الموالي لها ليقتص من الشعب العراقي على هزيمتها  في الحرب العراقية الإيرانية  على شط العرب.
 كما أن النيجر ومالي تدعمان  الجنرال  حفتر لإضعاف الطوارق المطالبين بالاستقلال في أزواد  وآير لكنها في الوقت نفسه تخشى من أن يؤدي انتصار معركة الكرامة إلى سيطرة التبو على إقليم فزان ليكون نواة لدولة  " تبوستان "  التي ستخوض حربا ضد  قبائل الزغاوى الحاكمة حاليا  في انجامينا والمنافسة لها تاريخيا  في تشاد وضد الفور  شرق تشاد وغرب السودان  وضد الهوسا في النيجر وضد القبائل العربية  والطوارق في فزان وبلاد البيضان  لتستكمل تبوستان  وحدتها الترابية وقد أدى انحياز فرنسا للجنرال حفتر  و التبو إلى سقوط نظام بوركينافاسو المتحالف مع تشاد والنيجر وقد تؤدي أية  انتصارات  لمعركة الكرامة   إلى انهيار النظامين التشادي والنيجري وسقوط الرئيس المنتخب في مالي إبراهيم بوبكر كيتا  ومسلسل من  الانهيارات و الفوضى في غرب إفريقيا تتحمل مسؤوليتها شركة توتال النفطية الفرنسية  .
وكانت فرنسا منذ وصول الاشتراكيين  بقيادة  هولاند  إلى قصر الاليزي  تعمل على إفشال التحول الديمقراطي في ليبيا بزرع العداوات بين الفصائل الليبية المختلفة و تدعم الثورة المضادة كما شجعت التحالف بين الزنتان والتبو وسمحت لوزير في حكومة علي زيدان  من الزنتان  بفتح قنوات للتعاون بين شركة توتال  الفرنسية و تجار المخدرات التبو لتبييض أموال تجارتهم القذرة في مصارف باريس وتسويقهم على أنهم صحوات تحارب القاعدة و الإرهاب في الجنوب الليبي  وقام احمد قذاف الدم ومحمود جبريل وبشير صالح  بتبيض أموال تجارتهم القذرة  في الحسابات المصرفية  للنظام السابق  لتكون إحدى  أهم مصادر تمويل  الجنرال  حفتر و معركة الكرامة  .
وقد أدت تلك السياسات  إلى انخفاض التصنيف الائتماني لباريس  وأزمة في الاقتصاد الفرنسي تتسع  وتكبر يوما بعد يوم مثل كرة الثلج   لتصل إلى ما كانت عليه اليونان  عندما هددها الاتحاد الاوروبي بالطرد من منظومة عملة اليورو  لأنها عبئ على اقتصاد  القارة  وقد تمتد آثارها لتطال بقية   الداعمين لمعركة الكرامة  وأن من يساندون المجرم حفتر ويمنحونه شرعية  يعرضون أنفسهم لزلازل اقتصادية ويزعزعون استقرار منطقة غرب إفريقيا كما أن حماقاته  تهدد سوق النفط  العالمية بكوارث لا تحمد عقباها  لأن ثورته المضادة   تدور رحاها  في دولة  نفطية بتحريض من شركة توتال الفرنسية النفطية  عبر  تبييض  أموال تجارة مخدرات التبو .
إنما يقوم به الجنرال خليفة حفتر من جرائم  في بنغازي وجبل نفوسه و  في الجنوب من استهداف   لأبناء القبائل الذين دحروا تشاد في قطاع أوزو هو تنفيذ لمشروع القذافي الزحف بالملايين لتطهير ليبيا من شعبها المطالب بالحرية دار دار شبر شبر زنقة زنقة بيت بيت وكذا تهديد  القذافي بتحويل ليبيا إلى جمر وجهنم  وهو ما تقوم به  معركة الكرامة  عبر حفتر و الزنتان والتبو والقذاذفة على أرض الواقع   ويحظون بشرعية  توتال  النفطية التي تفرض على الدول المتعاملة معها تبني سياساتها  التخريبية  و الدول الأفريقية التي أغدق ملك ملوك إفريقيا ثروات الشعب الليبي لشراء تبعيتها له .
لقد بات واضحا للجميع أن هناك صراع فرنسي – أمريكي في القارة الإفريقية  حيث تسعى فرنسا لبقاء الطوارق تحت حكم مالي ضمن نظام لا مركزي أقل مما منحهم اتفاق 1992  كما تدعم فرنسا التدخلات الإقليمية في ليبيا لإفساد ثورة 17 فبراير  .
و في المقابل تسعى واشنطن عبر مشروع الشرق الأوسط الكبير لقيام دولة طارقية في شمال وغرب إفريقيا ودولة كردية في الشرق الأوسط وقد استفادت  تركيا الأطلسية من تأييدها لإقليم كردستان العراق ودعمها لثورة 17 فبراير ومعركة فجر ليبيا ومساندتها للحراك الأمازيغي   لتصبح أنقرة  القوة الإقليمية الفاعلة في مشروع الشرق الأوسط الكبير وبات الغرب يعتمد عليها  في التقارب مع الإسلام والحركات الإسلامية المعتدلة وفي التقرب من المجموعات العرقية التي ليس لها دول خاصة بها كالطوارق والكرد والتركمان والأمازيغ  والطاجيك  .
 بينما  تآمرت شركة توتال الفرنسية مع إيران  من أجل توريط مصر وبعض الدول الخليجية في المستنقع الليبي من خلال دفعها  لدعم  الجنرال  خليفة  حفتر  وثورته المضادة  لترجيح كفة إيران في الملف السوري وفقدان دول الخليج  زمام المبادرة في اليمن وصارت الفضائيات الشيعية العراقية  الموالية لطهران وقناة الميادين اللبنانية  تمجد معركة كرامة حفتر  وجيشها  وأن جهود مصر و حلفاءها  الإقليميين  تصب في مصلحة إيران في سوريا والعراق واليمن  فالإرهاب الذي يقاتله  الجنرال  حفتر  في بنغازي هو العشائر العربية و المذهب السني  الذي تحاربه إيران في العراق وسوريا   .
كما أن دور الجنرال  حفتر في ليبيا مثل نظيره  الحوثي في اليمن محاربة السنة وبسط الهيمنة  الفارسية  والوصاية الحبشية على الجزيرة العربية  وترجيح كفة  إيران وإثيوبيا والدول الإفريقية  الراغبة في حرمان مصر من حصتها من النيل لسحب البساط من تحت أقدام القاهرة وحلفاءها  كما قامت شركة توتال  بالعمل خلف  الكواليس  لتسوية  برنامج طهران  النووي تمهيدا لتسويقها  على أنها تستحق أن تكون شرطي الغرب في الخليج  على غرار ما كانت عليه في زمن الشاه .
خلاصة القول الطوارق هم مهندسوا استقلال ليبيا في الخمسينات وهم العمود الفقري لبناء ليبيا موحدة  لكل أبنائها وهم على مسافة واحدة من كل الليبيين وعلى الحياد بين فرقاء  الأزمة الليبية  وهم المفتاح للتحالف مع الحراك الأمازيغي  واجهة المشروع الأمريكي الشرق الأوسط الكبير ومن يبحث عن مصلحته عليه التعاون معهم أما التورط في سفك دمائهم  فإن له نتائج  لاتحمد عقباها  .
أبو بكر الأنصاري
رئيس المؤتمر الوطني الأزوادي





الأحد، 19 أكتوبر 2014

اللواء حفتر يخون مصر و يقتص من الليبيين على هزيمة تشاد في أوزو




قبل الحديث عن المواجهة بين الطوارق والتبو التي اندلعت في اوباري منذ شهر  لابد من التعريج قليلا نحو تاريخ الجنوب الليبي إقليم فزان ومكوناته " الطوارق وبعض القبائل العربية أولاد سليمان والمقارحة والقذاذفة  " ويشهد تاريخ ليبيا أن الطوارق كانوا العمود الفقري للجهاد والمقاومة ضد الاستعمار الفرنسي في فزان  والسند القوي للحركة السنوسية وعمر المختار في إقليم برقة شرق ليبيا وأن الاستعمار الثلاثي " الفرنسي في فزان والايطالي في برقة والبريطاني في طرابلس " حاولوا  تقسيم ليبيا إلى ثلاث دويلات .
قامت الدولة الليبية الموحدة عام 1951 بفضل تضحيات اموهاغ الطوارق الذين كان طموحهم أن تكون ليبيا حلقة وصل بين المشرق العربي والمغرب الكبير بسبب جوارها لمصر ودول الطوق ومتاخمتها للشعوب الثائرة ضد الاستعمار الفرنسي " طوارق أزواد واير والهجار  والثورة الجزائرية "  وقد شكل الطوارق وجيرانهم من القبائل العربية في فزان نموذج للتعاون والتعايش والاحترام  والمصاهرات والروابط الاجتماعية عبر التاريخ حيث منحت الجنسية الليبية لكل طوارق أزواد واير والهجار الذين دخلوا ليبيا لاجئين هاربين من بطش المستعمر واستقدمت ليبيا في العهد السنوسي الكفاءات العلمية الطوارقية والتجار والمهارات لتطوير إقليم فزان .
وخلال فترة الحرب في تشاد برز نجم العقيد الفرجاني " خليفه حفتر " الذي احتك  بالطوارق الذين زج القذافي بهم في أتون حرب  لا ناقة لهم فيها و لا جمل   واسر مع بعضهم في سجون تشاد قبل أن يصبح معارضا في الخارج ويعمل  مع  الجبهة الوطنية لإنقاذ ليبيا التي تضم العناصر المقربة  من الغرب   لكن المعارضة الليبية في عهد القذافي كانت تخاف من بعضها البعض بسبب خشية المعارضين من قبائل معينة من نظرائهم المنتمين لقبائل يتولى بعض أفرادها مواقع قيادية في النظام  حيث كانت قبيلة الفرجاني التي ينتمي لها حفتر ممثلة بقوة في أجهزة نظام القذافي الأمنية والعسكرية وبسبب دور الطوارق في  انتصار الجيش الليبي  في تلك الحرب تنامى الحقد التشادي ضدهم  على كافة الأصعدة والمستويات الرسمية والشعبية وأصبحت انجامينا على رأس كل عمل عدائي ضدهم.
وخلال ثورة  17فبراير عانى الطوارق من الظلم فهم كانوا مترددين  في تحدي نظام  تواليه قبائل قوية وبعضها  يعيش معهم في الجنوب مثل  " القذاذفة والمقارحة وورفلة  والفزازنه  وقامت بعضها  في الجنوب   بتوزيع الأدوار بين أبنائها خلال الثورة   للاستفادة المزدوجة  من النظام والمعارضة كما فعل الفزازنة حيث طلبوا من عبد الرحمن شلغم أن يعارض و يبكي دموع التماسيح في الأمم المتحدة ومن بشير صالح  البقاء مع النظام وقامت دول الجوار مثل الجزائر بتحريك الزنتان والغدامسيين ضد الطوارق لخلق مظلومية في الجنوب تسمح لها بالتدخل في شؤون جنوب ليبيا  .
وقد تجاوز الطوارق ذلك التحدي بنجاح وخلال فترة حكم المجلس الوطني الانتقالي تودد اللواء  خليفه حفتر إلى   الطوارق وبعد فشله  في أن يصبح قائد لأركان الجيش الليبي غير بوصلته فاتجه صوب مصر بعد الانقلاب الذي قاده عبد الفتاح السيسي ليقدم  نفسه عدو للتيار الإسلامي  ليقزم  ثورة 17 فبراير التي لم تعينه قائد لأركان جيشها  ليقود ثورة مضادة في ليبيا   مستعينا ببعض رموز النظام السابق والحقيقة أن ليبيا دولة متعددة الأعراق وموحدة مذهبيا فالجميع سنة مالكيين  .
وفي المقابل توجد معركة فجر ليبيا التي ترى أن هدفها هو الحفاظ على ثورة 17 فبراير ومنع رموز النظام السابق ممن تلطخت أيديهم بدماء وأموال وأعراض الليبيين من العودة للشأن العام   والمشهد  في ليبيا  منقسم بين معركة كرامة حفتر وفجر ليبيا وكلاهما يسعى لاستقطاب الطوارق بوصفهم الرقم الصعب في معادلة حكم الجنوب  وقد توجه وفد من المصراتيين إلى اوباري قبل أشهر  وطلب  من قادة الطوارق الانضمام لعملية فجر ليبيا التي يدعمها المؤتمر الوطني والتي انبثقت عنها حكومة الإنقاذ الوطني بقيادة الحاسي .
 وقد أعلن  الطوارق حيادهم التام وقالوا أنهم مع ليبيا موحدة لكل الليبيين وأنهم على مسافة واحدة بين الكرامة وفجر ليبيا وأن الطوارق مع كل من يعمل على حقن دماء الليبيين ويضمن وحدة واستقرار الوطن الجريح ليعود كما كان في الخمسينات  والستينات حلقة وصل بين المشرق العربي والمغرب الكبير .
في حين قام القذاذفة  والزنتان  بدعم تشادي جزائري فرنسي بضم التبو" حركات دارفور المسلحة التي كان يدعمها القذافي ضد السودان "  إلى معركة الكرامة بقيادة اللواء حفتر وقاموا  بمهاجمة اوباري ومحاولة السيطرة عليها وقد استطاع الطوارق طرد التبو التشاديين  من اوباري وتسعى تشاد لاستخدام اللواء حفتر ليقتص من الليبيين الذين هزموا تشاد في الحرب على قطاع اوزو  و الأطراف المستهدفة بالقصاص أولاد سليمان والمقارحة  والطوارق وقبائل الجنوب العربية وقد اعتدى التبو على تلك القبائل الواحد تلو الأخرى وأخرها عدوانهم  المتواصل على الطوارق في اوباري  منذ شهر .
إن تورط  معركة الكرامة بقيادة اللواء  خليفة حفتر  في سفك الدم الطارقي عبر دعمها للتبو الموالين لتشاد  ستكون له تداعياته على الأمن القومي المصري لأن نظام القاهرة    يسعى للتحالف مع الحراك الأمازيغي والانخراط بفاعلية في مشروع  واشنطن الشرق الأوسط الكبير وأن مصر تنظر للطوارق وإمكانية قيام دولة أزواد  شمال مالي على أنه سيكون انتصار لها  ضد الدول الإفريقية  الداعمة لمالي التي تسعى لحرمان مصر من حصتها في النيل .
 إن قيام الجنرال حفتر والقذاذفة والزنتان بدعم التبو التشاديين  هو خيانة كبرى للقاهرة   وضربة قاضية  لسياستها الإفريقية  فالدولة المصرية بقيادة المؤسسة العسكرية لن تغفر لهم  ضرب أمنها القومي   وأن حفتر يحرق أوراقه لدى الجيش المصري الذي كلف خلية بتقييم أدائه   ورفع تقارير سلبية بسبب حماقاته كما أن الخلاف بين معركة  الكرامة وحكومة السودان  سببه  ضم حفتر لمسلحي حركة العدل والمساواة من الفور والجنجويد  في جيشه واستخدامهم ضد قبائل الجنوب الليبي وهذا قد يؤثر على دعم السودان لمصر في قضية مياه النيل    .
وأن معركة الكرامة  يقصون القاهرة من المشهد الليبي والإفريقي   ويفتحون الباب لمعركة فجر ليبيا ومن ورائها تركيا الأطلسية لتكون حليفة الطوارق والتيار الأمازيغي وبذلك تلعب أنقرا  المؤيدة لفجر ليبيا دورا محوريا في شمال وغرب إفريقيا ضمن مشروع الشرق الأوسط الكبير على حساب القاهرة التي خانتها  معركة الكرامة  كما أن دوران حفتر  في فلك فرنسا وتشاد يعمق الكراهية له في نفوس عرب وطوارق الجنوب مثل كراهية السنة والأكراد للمجرم نوري المالكي الذي نصبه الإيرانيين بدعم من الأمريكان ليقتص من الشعب العراقي على هزيمة إيران في الحرب العراقية  الإيرانية  ومثلما صار أبناء العشائر غرباء  في العراق وأصبح  الإيرانيين الفرس القادمين من اصفهان وقم  ممثلين للشعب في البرلمان  وفي الجيش العراقي كذلك أصبح التشاديين والجنجويد وفصائل دارفور حركة العدل والمساواة ليبيين في ممثلين للجنوب في جيش  معركة الكرامة  وجنودها لسحق قبائل  الجنوب  .
كما أن دعم تشاد  للتبو بعد تورطها في سفك الدم الطارقي   و تخلي قبيلة المقارحة إحدى أهم القبائل المؤيد لنظام القذافي في الجنوب  عن دعم الجنرال حفتر سوف  ينجم عنه  تنامي مشاعر الكراهية ضد تشاد  وحفتر في  فزان   على غرار كراهية العشائر  السنية والأكراد للمالكي وإيران  ويقزم الدور التشادي جنوب ليبيا بسبب رفض القبائل التي استعداها التبو  مثل اولاد سليمان والطوارق والمقارحة  للدور التخريبي  التشادي  ثم إن الشعب الليبي برمته ناقم على تدخل دول الجوار " مصر والجزائر وتشاد وفرنسا الاستعمارية  " الداعمين لحفتر الساعي لتخريب ثورة 17 فبراير وهو دعم يراد منه إقناع الشعب بأن استبداد القذافي خير مما تلاه من فوضى وفقدان للبوصلة الوطنية التي اتسم بها ما بعده وتسويق الدول التي ساعدت في إسقاط القذافي على أنها مسؤولة عن معاناة الليبيين ليكون  عبرة لكل شعب طامح للحرية والتخلص من الاستبداد  .
لقد تمنى الليبيين أن تفرز المؤسسة العسكرية وبقية السلطات التنفيذية رجل دولة قوي يوحد الليبيين تحت حكمه  يكون بقوة الشهيد عبد الفتاح يونس وتدين وطيبة المستشار مصطفى عبد الجليل نابع من الذات الوطنية لكن اللواء حفتر  خيب آمالهم فهو عميل مزدوج متعدد الولاءات استقوى بالمصريين وخدم الأجندة التشادية في الانتقام ممن هزمها في قطاع أوزو وجند حركات دارفور لسحق قبائل الجنوب .
 لقد بات واضحا للجميع أن هناك صراع فرنسي – أمريكي في القارة الإفريقية  حيث تسعى فرنسا لبقاء الطوارق تحت حكم مالي ضمن نظام لا مركزي اقل مما منحهم اتفاق 1992  كما تدعم فرنسا التدخلات الإقليمية في ليبيا لإفساد ثورة 17 فبراير  .
و في المقابل تسعى واشنطن عبر مشروع الشرق الأوسط الكبير لقيام دولة طارقية في شمال وغرب افريقيا ودولة كردية في الشرق الأوسط وقد استنزفت الجزائر طاقاتها  في دعم المشروع الفرنسي في مالي وليبيا عبر رعاية اتفاقيات فاشلة وصناعة مظلوميات واهية  لتفقد  أي دور لها في المشروع الأمريكي  الشرق الأوسط الكبير .
 ويبدو أن اللواء حفتر والقذاذفة والتبو  والزنتان بدعمهم للسياسة الفرنسية المؤيدة لمالي وتشاد والدول الافريقية التي تسعى لحرمان مصر من مياه النيل سوف يضيعون على مصر فرصة الاستفادة من المشروع الأمريكي  وأن استنزاف مصر طاقاتها في دعم مراهقة حفتر وحلفائه  الموالين لتشاد  سوف يفقد مصر دورها الأفريقي المنشود  .
خلاصة القول الطوارق هم مهندسوا استقلال ليبيا في الخمسينات وهم العمود الفقري لبناء ليبيا موحدة  لكل أبنائها وهم على مسافة واحدة من كل الليبيين وعلى الحياد بين معركة  الكرامة وفجر ليبيا وهم المفتاح للتحالف مع الحراك الأمازيغي  واجهة المشروع الأمريكي الشرق الأوسط الكبير ومن يبحث عن مصلحته عليه التعاون معهم أما التورط في سفك دمائهم عبر دعم التبو التشاديين  فإن له عواقب لاتحمد عقباها  .
أبو بكر الأنصاري

الخميس، 7 أغسطس 2014

هل تدفن شركة توتال الفرنسية مشروع الشرق الأوسط الكبير







مما لاشك فيه ذلك الارتباط  العضوي بين  المشروع الفرنسي و الدور الجزائري  في منطقة الساحل ذلك أن الاقتصاد محرك السياسة فالدبلوماسية  الفرنسية تحركها شركة توتال النفطية  وتملك  سونتراك الجزائرية 28% من أسهم توتال  ولذا فهي  جزء من المشروع الفرنسي الذي يمنح   جنرالات الجزائر حق توقيع  الاتفاقيات التي تطبخ في وزارة الدفاع الفرنسية   وقد صرح الرئيس المالي إبراهيم بوبكر كيتا بأن اختيار الوساطة الجزائرية  لم يأت من فراغ بل هو نتيجة معرفة مالي وفرنسا برفض الجزائر حق تقرير مصير الشعب الأزوادي .
يذكر أن منطقة شمال إفريقيا تعاني من صراع المشاريع بين مستعمر قديم يحدث برنامجه الاستعماري  وبين قوى كبرى لها مشاريع إقليمية ودولية ترغب في ضم شمال وغرب إفريقيا لمشاريعها الشرق أوسطية والمتوسطية وكل هذه القوى تستخدم وكلاءها لتمرير مشاريعها والتصدي لمنافسيها .
و عندما ترغب فرنسا في التصدي  لمشروع الشرق الأوسط الكبير الذي ينص على قيام دولة كردية بشمال العراق في منطقة الشرق الأوسط ودولة طارقية بشما مالي وشمال النيجر في منطقة شمال وغرب إفريقيا  تقوم باريس  بتحريك عملاءها من القادة العرب والأفارقة  لشيطنة المنخرطين في مشروع واشنطن الإقليمي وتصفه بأنه مؤامرة صهيونية لتفتيت المنطقة وتحويلها إلى دويلات طائفية وعرقية لتفتيت المفتت وتقسيم المقسم وتجزئة المجزء .
 وتتصدى باريس له بكل قوتها بتحريك الجزائر وإيران ومعسكر الممانعة الذي تقوده طهران  ويضم الأحزاب الصفوية العراقية وحزب الفرس اللبناني وكذلك تستخدم باريس الاتحاد الإفريقي  ثم  تشتري ذمم بعض  قيادات الشعوب المعنية بالأمر للانخراط في المشروع الفرنسي الرامي للحفاظ على الحدود الموروثة عن استعمارها الفاسد عبر اتفاقيات موقعة في الجزائر تجرد مقاومة تلك الشعوب من كل الحقوق التي منحها  الإعلان العالمي لحقوق الإنسان .
وتستخدم  باريس نفس إستراتيجية الدول الاستعمارية  في استهداف بعض المناطق تحت غطاء محاربة الإرهاب  فتقوم  بمساعدة الجزائر بزرع التنظيمات الإرهابية وتتدخل عسكريا لدفن طموحات الشعب الأزوادي بحجة محاربة تلك الحركات وتكلف الجزائر بتنفيذ خارطات طريق تجرد الأزواديين من كل حق فالاعتراف بدستور مالي وتقديس وحدتها الترابية يعني عدم شرعية قيام الحركات من أساسها  فالدستور لا يسمح بجيشين في دولة واحدة ذات مؤسسات دستورية والاعتراف بالوحدة الترابية يعني أن الدماء الأزوادية التي سالت من اجل بناء دولة أزواد ذهبت هباء منثورا ولا أدري بأي وجه تستطيع  الوساطة الجزائرية تقديم هذه المقترحات  للقيادات التي رفعها الشعب إلى  منزلة القديسين .
لقد عبر الشعب  الأزوادي عن رفضه لخارطة الطريق التي سربها الإعلام للجمهور وبدأت التداعيات لذلك الرفض تصل إلى فرنسا والجزائر والأطراف المعنية  وسوف تفرز تداعياته ربيع أزوادي  يعصف  بالمشروع الفرنسي  الداعم لوحدة مالي الترابية واقتلاعه من منطقة شمال وغرب افريقيا وفتح المجال لمشروع الشرق الأوسط الكبير وفتح الأبواب للشركات الصينية والروسية  لتقتلع توتال من القارة الإفريقية واقتلاع فرنسا من  الملفات الشرق أوسطية وعلى رأسها الملف السوري واللبناني والعراقي  وهي ملفات تشهد تراجع الدور الفرنسي فيها مع تقهقر واضح لشعبية هولاند وحزبه في استطلاعات الرأي التي تؤكد عودت اليمين للأليزي واكتساحه البرلمان والبلديات وتعاني باريس تراجع على كافة الأصعدة  والمستويات  وان الوساطة الجزائرية لا تعدوا كونها محاولة يائسة لإنعاش دور باريس  فشركة توتال الفرنسية أخذت على عاتقها محاربة المشروع الأمريكي " الشرق الأوسط الكبير " الذي تعمل عليه واشنطن منذ عام 1995 .
لقد وصلت باريس وواشنطن مرحلة الصراع المكشوف  على منطقة الشرق الأوسط وإفريقيا  وهذا ما يفسر تحريك فرنسا الثورة المضادة للربيع العربي وقد كانت الوساطة الجزائرية بين العراق وإيران  عام 1975 السبب الرئيسي في الحرب العراقية  الإيرانية التي دامت ثماني سنوات وراح ضحيتها الملايين من أبناء الشعبين لأن الجزائر استخدمت عقود سونتراك مع مصافي عبدان الإيرانية  لإرغام العراق على التنازل عن حقوقه في شط العرب  ثم قامت شركة توتال الفرنسية بإنجاح  ثورة الخميني عام 1979  التي جرت الويلات على المنطقة لتربح شركات السلاح الفرنسي من طرفي النزاع وخاصة من الجانب العراقي وتربح نفطيا من الجانب الإيراني   .
ويعتبر التدخل الفرنسي في شمال مالي حملة استعمارية تقودها شركة توتال للسيطرة على ثروات المنطقة و بعد توقيعها اتفاقية الدفاع المشترك مع باماكو التي يسمح شقها الاقتصادي لشركة توتال وأخواتها بنهب ثروات المنطقة والتصدق على دولة مالي  من فتات ما تنهبه من شمالها بلغة الأرقام سوف تنهب فرنسا  حوالي 450 مليار يورو من ثروات أزواد سنويا وتتصدق على حكومة مالي  بمليار ونصف يورو سنويا ويبقى الشعب الأزوادي يعاني الجوع والحرمان و منح عقارات لمسؤوليين ماليين وبعض قادة الحركات الموقعة  وإسقاط تهم الإرهاب عمن كان متحالف مع القاعدة  و منحهم صكوك غفران من مجلس وزراء الداخلية العرب  بعد  التوقيع الاتفاق في الجزائر و أن  الأنظمة الداعمة والممولة للعدوان الفرنسي هي التي تربطها عقود نفطية مع توتال .

وبعدما استطاع المشروع الأمازيغي  إبعاد خطر الغزو الأمريكي عن أقاليم أزواد والتصدي لحملات التحريض التي كان الإعلام الغربي يشنها ضد شعبه مابين 2005-2010  يسعى المشروع الأمازيغي لإخراج أزواد من عنق الزجاجة الفرنسية والتصدي لحملة  توتال  الاستعمارية  من خلال  تحالفه مع بعض  لوبيات دوائر صنع القرار الغربي  عبر احتضان الدور القيادي المصري لتكون  القاهرة واجهة إقليمية للمشروع الأمازيغي في المنطقة العربية   ضمن منظومة  مشروع الشرق الأوسط الكبير وأن تقوم مصر بمصالحة  المغرب والجزائر  لتصبح العلاقات بينهما مثل العلاقات الألمانية الفرنسية على أسس منها حل القضية الصحراوية وفق الطرح المغربي " الحكم الذاتي للأقاليم الصحراوية ضمن السيادة المغربية على أقاليمه الجنوبية " وترسيم الأمازيغية في جميع دول شمال إفريقيا ودعم استقلال أزواد لتكون دولة مغاربية  .

و أيضا  ليحقق مشروع الشرق الأوسط الكبير نظرية الأمن القومي المصري التي اقرها الظاهر بيبرس  بعد معركة عين جالوت التي انهزم فيها جيش هولاكو والتي تنص على أن الأمن القومي المصري يمتد من  تمبكتو إلى بغداد بمعنى منع الفرس من السيطرة على العراق ومنع الزنوج من السيطرة على بلاد الطوارق وبهذا تكون الدولة الكردية السنية الشافعية المذهب حاجز يمنع الهيمنة  الصفوية الفارسية على العراق والخليج وتكون الدولة الطارقية الأزوادية السنية المالكية المذهب حزام ابيض يمنع تمدد الزنوج في المغرب الكبير وتكون الدولة الطارقية في  أزواد سند لمصر في صراعاتها  المائية ضد الحبشة والدول الإفريقية التي ترفض حصة مصر من النيل وإنجاح عملية السلام على كافة المسارات وفق المبادرة العربية  بقيام دولة فلسطينية بجوار إسرائيل  وضمان حق العودة للفلسطينيين .

وستكون دولة أزواد جمهورية فيدرالية بين ثلاثة أقاليم " غاو وتمبكتو وكيدال " لكل إقليم حكومته المحلية وبرلمانه المحلي وسوف يقوم كل إقليم بإبرام اتفاقيات اقتصادية مع الدول المجاورة له بحيث يقوم إقليم تمبكتو بإبرام اتفاقيات اقتصادية واستثمارية  مع المغرب وموريتانيا تمنح هاتان الدولتان امتيازات تفضيلية كما تقوم هذه  الدول بإنشاء موانئ خاصة بالتجارة مع تمبكتو في  نواذيبو والداخلة وبوجدور وإقامة مشاريع  شبكات اتصالات واستثمارات  سياحية وطاقة عبر برلمانه وحكومته المحلية  ويقيم إقليم كيدال علاقات مماثلة مع الجزائر تشمل السماح لشركة سونتراك بالعمل في الإقليم كما سيبرم إقليم  غاو اتفاقيات مع النيجر وبوركينافاسو وسوف يقوم كل إقليم بصياغة قوانينه الداخلية كما ستشارك النخب الأكاديمية أساتذة القانون والعلوم السياسية الازواديين والمراجع الدينية في صياغة الدستور الاتحادي  ليكون مستمدا من الشريعة الإسلامية ويعالج بعض الأمور العصرية بطريقة تضمن الأصالة والمعاصرة وتكون دولة أزواد دولة  ذات نظام برلماني على الطريقة التركية  تتوزع السلطات فيه بين الرئاسات الثلاثة " رئاسة الجمهورية ورئاسة الحكومة ورئاسة البرلمان  وتتوزع المناصب السيادية بين الأقاليم الثلاثة  .

بحيث يكون رئيس الجمهورية من غاو ورئيس الحكومة من تمبكتو ورئيس البرلمان من كيدال ورئيس مجلس الشيوخ الغرفة الثانية للبرلمان من عرب أزواد ورئيس المجلس الاقتصادي والاجتماعي من السنغاي ورئيس المجلس الأعلى للقضاء من الفولان  وتكون تمبكتو العاصمة الإدارية  السياسية و أن تصبح غاو العاصمة الاقتصادية وكيدال العاصمة الثقافية لأن اختيار العواصم تحدده معايير معينة فمثلا معظم أبطال سوريا من حلب وحمص وجبل اللاذقية  لكن دمشق هي العاصمة ومعظم أبطال ومشاهير العراق من الموصل والبصرة والنجف لكن العاصمة بغداد ومعظم أبطال فلسطين من غزة ورام الله والخليل  لكن العاصمة القدس  وعليه كثير من مشاهير وأبطال أزواد من كيدال وغاو و منكا   لكن العاصمة الإدارية  السياسية الاتحادية هي تمبكتو .

وتعمل المرجعيات الأمازيغية على النهوض بالواقع الأمازيغي على ضوء المتغيرات الإقليمية وإيجاد آليات  لتحديث المشروع الأمازيغي  ليصبح متكاملا سياسيا واجتماعيا وثقافيا  يراعى خصوصية كل مكون أمازيغي وارتباطاته التاريخية والمذهبية وحلفائه بحيث تصب كلها في خدمة القضية الأمازيغية سواء  تعلق الأمر باستقلال أزواد عن الاحتلال المالي أو  بترسيم ودسترة  الأمازيغية وصولا لبناء منظومة أمازيغية  يتم فيها رد الاعتبار للإنسان الأمازيغي الذي كان عنصرا محوريا في بناء الحضارة الإسلامية في الأندلس وفي دولة المرابطين ويتمكن الحراك الأمازيغي من تحصين جبهته الداخلية لحماية المشروع الوطني من أي لعبة أمم .

وصولا لوضع مثل  الشعوب المشابهة  كالأرد والبشتون والأتراك والكرد وكلها شعوب مسلمة  تملك مشاريع وطنية قومية تتحدث بلغاتها وتقوم بتدريس العلوم الدينية بالعربية كما تقوم بتدريس الطب والهندسة بالانجليزية فحافظت على لغاتها وأبقت العربية لغة لتعليم الدين والانجليزية لغة لتعليم التقنيات الحديثة  وتعيش مع جيرانها من القوميات الأخرى باحترام وسلام وتعايش ضمن دول متعددة الأعراق وتعاملت مع الغرب بندية و مع العالم العربي وفق المصالح المشتركة ضمن احترام ثوابت الطرفين وهي متطورة تقنيا ومتقدمة اقتصاديا مثل النمور الأربعة " كوريا الجنوبية  وماليزيا وتايوان وتايلاند" .

إن النضال السلمي أجدى وأنفع للقضايا العادلة  وأن المقاومة الذكية عبر القلم أفضل من العنتريات الكاذبة كما أن الدعوة إلى الإسلام تبدأ من تلميع صورته  ثم تشجيع الجاليات الإسلامية في الدول الغربية على المشاركة السياسية في بلدانهم والدخول في تحالفات لخدمة قضاياهم وتلميع صورة الإسلام وجعله رقما صعبا في سياسة بلدانهم التي يحملون جنسيتها والمساهمة في تعديل دساتير وأنظمة وقوانين بلدانهم لإعطاء الدين الإسلامي مكانة تساوي بقية الأديان السماوية الأخرى في الغرب واستصدار قوانين وتشريعات تجرم الإساءة للإسلام ونبيه ورموزه وتجريم الإساءة للشعوب المسلمة مثل قوانين معاداة السامية وقوانين تجريم إنكار مذبحة الأرمن.

أبو بكر الأنصاري

رئيس المؤتمر الوطني الأزوادي