الأربعاء، 3 ديسمبر 2014

اللواء خليفة حفتر يواصل مشروع الزنقة زنقة و شركة توتال تبيض عوائد المخدرات لتمويله



 
لقد عانى الطوارق من الظلم وتعرضوا لحملات إعلامية وتشويه منذ  بدايات المخاض الديمقراطي  الليبي  خلال الأشهر الأولى من عام 2011  فهم كانوا غير متحمسين  لتحدي نظام القذافي الذي تواليه قبائل قوية بعضها  يعيش معهم في الجنوب مثل  " القذاذفة والمقارحة وورفلة  والفزازنه  " و بدأ مسلسل استهداف الطوارق من اغدامس عندما طردوا من ديارهم ظلما وعدوانا بحجة أنهم كانوا مع النظام السابق وكان الإعلام   منحاز ضدهم آنذاك وأغلبهم كان يعتبر سلامته الجسدية انجاز ولا يطمح لأكثر من النجاة بنفسه  حيث  أعدم جيش القذافي مئات منهم لأنهم رفضوا إطلاق النار على المتظاهرين في بنغازي وقام عملاء النظام المندسين بين الثوار بتصفية مئات منهم بحجة  أنهم مرتزقة وعاشوا  أشهر من الرعب والاستهداف على الهوية  تلك التنازلات التي قدموها  في اغدامس  عندما كانوا في موقف ضعف شجعت الفزازنة والتبو على التحرش بهم في اوباري وسبها وجعلتهم عرضة للإبتزاز والمساومة  .
 واليوم  تدخل معركة " آلللو  " التي يخوضها ثوار الطوارق الأبطال في اوباري  ضد عصابات  التبو المتاجرة بالمخدرات شهرها الثالث ويحظى  سفهاء التبو بدعم الجنرال خليفة حفتر الذي يقود ثورة مضادة  تسمى  معركة الكرامة  بمساندة  فرنسا و الدول الأفريقية التي كان القذافي يغدق عليها أموال الشعب الليبي وتعمل فرنسا على توريط  مصر و بعض الأقطار العربية التي كان النظام السابق قد وضع في مصارفها مبالغ  تقدر بأكثر من 60 مليار يورو في المستنقع الليبي .   
 هذه الأموال  موزعة بين العواصم المؤيدة للجنرال  خليفة حفتر  وتحت تصرف أحمد قذاف الدم ومحمود جبريل وبشير صالح  ويسعى قادة الثورة المضادة في ليبيا وشركة توتال النفطية الفرنسية  لإضفاء شرعية على عصابات تجارة المخدرات التبو وتسويقهم على أنهم فيلق  يحارب الإرهاب والقاعدة وجزء  من جيش  نظامي شرعي يسانده برلمان منتخب  وتشعر واشنطن بالقلق لأن بعض الدول  التي ورطتها   توتال  الفرنسية في دعم الجنرال   حفتر تدرج منظمات أمريكية مسلمة يعتمد عليها مكتب التحقيقات الفدرالي في التقارب مع  المسلمين  على أنها منظمات إرهابية إخوانية وفي المقابل تضفي  تلك الدول شرعية على تجار المخدرات التبو وتعتبرهم قوة مكافحة للإرهاب .
وإذا  تتبعنا جذور معركة الكرامة  بقيادة  الجنرال  حفتر نجدها بدأت منذ خطاب القذافي الذي قال فيه  " إنه سيزحف عليهم بالملايين لتطهير ليبيا شبر شبر دار دار زنقة زنقة بيت بيت " وكذا خطابه الذي توعد فيه بتحويل ليبيا إلى جمر وجهنم   بعد زوال حكمه ومنذ عام 2003 عندما سقط نظام صدام حسين بدأ القذافي يشعر بأنه التالي وصار يضع مليارات اليورو  في مصارف القاهرة  ودبي ومالطا وعواصم أفريقيا  بأسماء ابنته عائشة و زوجها احمد القذافي وابن عمه احمد قذاف الدم .
 وقد أثبتت الأيام أن كثير من وزراء القذافي  الذين بكوا دموع التماسيح وأعلنوا انضمامهم لثورة 17 فبراير كانوا مجرد منافقين انتهازيين استغفلوا الشعب الليبي على حين غرة وركبوا موجة الثورة ليفسدوها من الداخل كمرحلة أولى بدخولهم في صراعات مع التيارات الإسلامية  والظهور أمام الغرب بمظهر اللبراليين المعادين للإخوان المسلمين   وقد فاتهم أن معاداة الإسلام ومكافحة الإرهاب لم تعد تجارة رابحة في أمريكا    ثم تآمروا عليها بانضمامهم لمعركة كرامة حفتر الممولة من تجارة مخدرات التبو و من ثروات النظام السابق  .
ومع دخول معركة  "آلللو"  شهرها الثالث بدأت الأطراف الإقليمية تعيد حساباتها فالحكومات التشادية والنيجرية والمالية  تشعر بالقلق فهم كانوا يؤيدون  معسكر حفتر لسببين الأول أنه يحظى بدعم  أركان نظام القذافي بما فيها أسرته وقبيلة القذاذفة  والثاني تحالفه مع التبو حيث كانت تشاد تستخدم حفتر  ومعركة الكرامة ليقتصوا من قبائل الجنوب " المقارحة واولاد سليمان والطوارق والحساونة " الذين هزموا تشاد في حرب قطاع اوزو في  الثمانينات كما تستخدم إيران نوري المالكي والتحالف الشيعي الموالي لها ليقتص من الشعب العراقي على هزيمتها  في الحرب العراقية الإيرانية  على شط العرب.
 كما أن النيجر ومالي تدعمان  الجنرال  حفتر لإضعاف الطوارق المطالبين بالاستقلال في أزواد  وآير لكنها في الوقت نفسه تخشى من أن يؤدي انتصار معركة الكرامة إلى سيطرة التبو على إقليم فزان ليكون نواة لدولة  " تبوستان "  التي ستخوض حربا ضد  قبائل الزغاوى الحاكمة حاليا  في انجامينا والمنافسة لها تاريخيا  في تشاد وضد الفور  شرق تشاد وغرب السودان  وضد الهوسا في النيجر وضد القبائل العربية  والطوارق في فزان وبلاد البيضان  لتستكمل تبوستان  وحدتها الترابية وقد أدى انحياز فرنسا للجنرال حفتر  و التبو إلى سقوط نظام بوركينافاسو المتحالف مع تشاد والنيجر وقد تؤدي أية  انتصارات  لمعركة الكرامة   إلى انهيار النظامين التشادي والنيجري وسقوط الرئيس المنتخب في مالي إبراهيم بوبكر كيتا  ومسلسل من  الانهيارات و الفوضى في غرب إفريقيا تتحمل مسؤوليتها شركة توتال النفطية الفرنسية  .
وكانت فرنسا منذ وصول الاشتراكيين  بقيادة  هولاند  إلى قصر الاليزي  تعمل على إفشال التحول الديمقراطي في ليبيا بزرع العداوات بين الفصائل الليبية المختلفة و تدعم الثورة المضادة كما شجعت التحالف بين الزنتان والتبو وسمحت لوزير في حكومة علي زيدان  من الزنتان  بفتح قنوات للتعاون بين شركة توتال  الفرنسية و تجار المخدرات التبو لتبييض أموال تجارتهم القذرة في مصارف باريس وتسويقهم على أنهم صحوات تحارب القاعدة و الإرهاب في الجنوب الليبي  وقام احمد قذاف الدم ومحمود جبريل وبشير صالح  بتبيض أموال تجارتهم القذرة  في الحسابات المصرفية  للنظام السابق  لتكون إحدى  أهم مصادر تمويل  الجنرال  حفتر و معركة الكرامة  .
وقد أدت تلك السياسات  إلى انخفاض التصنيف الائتماني لباريس  وأزمة في الاقتصاد الفرنسي تتسع  وتكبر يوما بعد يوم مثل كرة الثلج   لتصل إلى ما كانت عليه اليونان  عندما هددها الاتحاد الاوروبي بالطرد من منظومة عملة اليورو  لأنها عبئ على اقتصاد  القارة  وقد تمتد آثارها لتطال بقية   الداعمين لمعركة الكرامة  وأن من يساندون المجرم حفتر ويمنحونه شرعية  يعرضون أنفسهم لزلازل اقتصادية ويزعزعون استقرار منطقة غرب إفريقيا كما أن حماقاته  تهدد سوق النفط  العالمية بكوارث لا تحمد عقباها  لأن ثورته المضادة   تدور رحاها  في دولة  نفطية بتحريض من شركة توتال الفرنسية النفطية  عبر  تبييض  أموال تجارة مخدرات التبو .
إنما يقوم به الجنرال خليفة حفتر من جرائم  في بنغازي وجبل نفوسه و  في الجنوب من استهداف   لأبناء القبائل الذين دحروا تشاد في قطاع أوزو هو تنفيذ لمشروع القذافي الزحف بالملايين لتطهير ليبيا من شعبها المطالب بالحرية دار دار شبر شبر زنقة زنقة بيت بيت وكذا تهديد  القذافي بتحويل ليبيا إلى جمر وجهنم  وهو ما تقوم به  معركة الكرامة  عبر حفتر و الزنتان والتبو والقذاذفة على أرض الواقع   ويحظون بشرعية  توتال  النفطية التي تفرض على الدول المتعاملة معها تبني سياساتها  التخريبية  و الدول الأفريقية التي أغدق ملك ملوك إفريقيا ثروات الشعب الليبي لشراء تبعيتها له .
لقد بات واضحا للجميع أن هناك صراع فرنسي – أمريكي في القارة الإفريقية  حيث تسعى فرنسا لبقاء الطوارق تحت حكم مالي ضمن نظام لا مركزي أقل مما منحهم اتفاق 1992  كما تدعم فرنسا التدخلات الإقليمية في ليبيا لإفساد ثورة 17 فبراير  .
و في المقابل تسعى واشنطن عبر مشروع الشرق الأوسط الكبير لقيام دولة طارقية في شمال وغرب إفريقيا ودولة كردية في الشرق الأوسط وقد استفادت  تركيا الأطلسية من تأييدها لإقليم كردستان العراق ودعمها لثورة 17 فبراير ومعركة فجر ليبيا ومساندتها للحراك الأمازيغي   لتصبح أنقرة  القوة الإقليمية الفاعلة في مشروع الشرق الأوسط الكبير وبات الغرب يعتمد عليها  في التقارب مع الإسلام والحركات الإسلامية المعتدلة وفي التقرب من المجموعات العرقية التي ليس لها دول خاصة بها كالطوارق والكرد والتركمان والأمازيغ  والطاجيك  .
 بينما  تآمرت شركة توتال الفرنسية مع إيران  من أجل توريط مصر وبعض الدول الخليجية في المستنقع الليبي من خلال دفعها  لدعم  الجنرال  خليفة  حفتر  وثورته المضادة  لترجيح كفة إيران في الملف السوري وفقدان دول الخليج  زمام المبادرة في اليمن وصارت الفضائيات الشيعية العراقية  الموالية لطهران وقناة الميادين اللبنانية  تمجد معركة كرامة حفتر  وجيشها  وأن جهود مصر و حلفاءها  الإقليميين  تصب في مصلحة إيران في سوريا والعراق واليمن  فالإرهاب الذي يقاتله  الجنرال  حفتر  في بنغازي هو العشائر العربية و المذهب السني  الذي تحاربه إيران في العراق وسوريا   .
كما أن دور الجنرال  حفتر في ليبيا مثل نظيره  الحوثي في اليمن محاربة السنة وبسط الهيمنة  الفارسية  والوصاية الحبشية على الجزيرة العربية  وترجيح كفة  إيران وإثيوبيا والدول الإفريقية  الراغبة في حرمان مصر من حصتها من النيل لسحب البساط من تحت أقدام القاهرة وحلفاءها  كما قامت شركة توتال  بالعمل خلف  الكواليس  لتسوية  برنامج طهران  النووي تمهيدا لتسويقها  على أنها تستحق أن تكون شرطي الغرب في الخليج  على غرار ما كانت عليه في زمن الشاه .
خلاصة القول الطوارق هم مهندسوا استقلال ليبيا في الخمسينات وهم العمود الفقري لبناء ليبيا موحدة  لكل أبنائها وهم على مسافة واحدة من كل الليبيين وعلى الحياد بين فرقاء  الأزمة الليبية  وهم المفتاح للتحالف مع الحراك الأمازيغي  واجهة المشروع الأمريكي الشرق الأوسط الكبير ومن يبحث عن مصلحته عليه التعاون معهم أما التورط في سفك دمائهم  فإن له نتائج  لاتحمد عقباها  .
أبو بكر الأنصاري
رئيس المؤتمر الوطني الأزوادي