السبت، 13 أبريل 2019

الاستقلاليون والتكامل النضالي بين منطقة الشرق الأوسط والمغرب الكبير




من المفيد التأكيد على أن قواعد اللعبة في منطقة الشرق الأوسط والمغرب الكبير تتطور وأنها  تستعد لنظام إقليمي جديد قد يطيح بالكثير من مسلمات سايس بيكو التي صنعت دول وطنية  لم تراعي الكثير من شعوب المنطقة التي تعيش منذ الآف السنيين  في المنطقة و رسموا خرائط  وتأسست دول تتجاهل حقيقة حق تقرير مصيرهم وبني كثير منها سياسته على جعل مطالبهم المشروعة  تهديدا قوميا يستلزم التنسيق الأمني وشن حروب لإسكات مناضليهم و ضرب حركات تحررهم وبنيت تحالفات ومصالح أنانية على استهدافهم وتنازلت دول لأخرى عن جزء من أراضيها الثمينة مقابل الإبقاء على التكالب الإقليمي ضد تطلعاتهم مثل وساطة موديبو لإنهاء حرب الرمال بين المغرب والجزائر مقابل تسليم قادة أزواد الأمير محمد علي الأنصاري والأمير زيد اغ الطاهر إلى مالي عام 1963 وكذلك تنازل العراق  في اتفاقية الجزائر عن حقه الكامل في شط العرب منفذه البحري الوحيد مقابل وقف الشاه دعمه للحركة الكردية  بقيادة الملا مصطفى البرزاني المطالبة بحق تقرير مصيرها في كردستان العراق وتأمر الحكام العرب  الذين صنعهم الغرب على القضية الفلسطينية عندما ضغطوا لإنهاء إضراب عام 1936 ورفضهم قرار التقسيم وتهجير اليهود العرب بعد إذلالهم وتخوينهم واتهامهم بالعمالة لإسرائيل التي كان معظمهم يرفضها لأنها دولة اشكنازية ولا رابط عرقي بينهم وبينها حيث كان يهيمن عليهم الفكر القومي العربي مثل المسيحيين العرب ولكن بعد نكبتهم  في مصر واليمن والعراق وليبيا وما تعرضوا له في الجزائر التي مولوا بأموالهم  جهاد شعبها  منذ الأمير عبد الجزائري وتم طردهم من وطن شاركوا في استقلاله والإنفاق على أيتامه وثكلاه وأرامله من عائلات المجاهدين المسلمين وصولا لتقسيم بلاد الطوارق بين أربعة دول عربية وافريقية بعدما تم استغلالهم بفكرة  بناء الاتحاد المغاربي الكبير وانخراط قادتهم فيه في أربعينات القرن الماضي وهو المشروع الذي ألغاه جمال عبد الناصر خوفا من ظهور دولة مغاربية قوية تقود العالم العربي بدل من مصر وقسم المنطقة المغاربية وسرق ثورة الجزائر ووظفها لطموحاته وزعامته  وألغى هويتها وفرض عليها  اللهجة العامية المصرية على حساب الأمازيغية وتأمر تلميذه القذافي مع مالي ضد الطوارق حتى قرر مجموعة منهم الهروب من جيشه بعدما استغلهم في حروبه في تشاد ولبنان وقاموا بثورة انتهت باتفاق مذل وقعه إياد اغ غالي قائد الحركة الشعبية الأزوادية وأدى رفضه إلى انقسام الساحة في أزواد بين معسكرين متنافسين :
الأول : معسكر الاندماجيين يقوده إياد غالي زعيم حركة أنصار الدين القائد السابق للحركة الشعبية الأزوادية الذي انقلب على قادة ثورة 63 وجعل قضيته ومنظومته القبلية لعبة بيد القذافي والجنرال توفيق  واللوبي الزنجي الأمريكي يستخدمونهم للانخراط  في التنظيمات المغضوب عليها غربيا  لتصفية القضية بحجة مكافحة الإرهاب ويضم المعسكر الاندماجي  منسقية حركات أزواد بقيادة العباس اغ انتالا  والحركة الوطنية بقيادة بلال اغ الشريف وبلات فورم  يحولون الحراك الشعبي إلى فتن وصراعات قبلية تجعل المواطن يؤمن بأن بقاءه تحت ظلم مالي أفضل من فوضى الثورة وقد  سهلوا التدخل الفرنسي لاحتكار المشهد الأزوادي و نفذوا المشاريع التصفوية  وتخلوا عن الاستقلال وارتموا في أحضان مالي ليفقدوا شعبيتهم وسحبت المؤسسة العسكرية الجزائرية البساط من تحتهم  وقامت بتكوين  موازيين  بديلة للحفاظ على نفوذها وبقاءها لاعب رئيسي في منطقة الساحل .
 الثاني : المعسكر الاستقلالي الذي أسسه الزعيمان الخالدان في قلوب الشعب الأزوادي الأمير محمد علي الأنصاري أمير طوارق ولاية تمبكتو والشهيد مانو دياك زعيم المقاومة في النيجر و يضم بعض  أتباع الأمير زيد اغ الطاهر القائد العسكري لثورة 63  والرافضين للاتفاقيات المذلة وهو تيار يضم منظومة القوى المطالبة بالاستقلال ويسعى لقيام دولة أزواد ويضم قادة  سياسيين مخضرمين وعسكريين من مختلف الرتب  وزعماء تقليديين وشخصيات نسائية نضالية وإعلاميين وكتاب ومراجع دينية وشخصيات اعتبارية ومشاهير وشباب ناشطين في شبكات التواصل الاجتماعي ويمثل المعارضة التقليدية التي رفضت ضم أزواد لمالي منذ نهاية الخمسينات ويرفض كل الاتفاقيات المبرمة بين مالي والحركات الاندماجية  ونشاطه مستمر و يقوم  بالمقاومة السلمية السياسية والاجتماعية  والإعلامية عبر التعبئة والتثقيف النضالي داخليا ونشر ثقافة الاستقلال والدفاع عن القضية في المحافل الدولية والتصدي لخصومها في الخارج وصياغة الرواية الوطنية للصراع  وبلورة المشروع الوطني الأزوادي وصولا لتحقيق أهدافه وهي الاستقلال وبناء الدولة الأزوادية  المستقلة الفاعلة في محيطها الإقليمي والدولي ويعتبر " المؤتمر الوطني الأزوادي " العمود الفقري والمتحدث باسم المعسكر الاستقلالي  .
وخلال السنوات الماضية عمل الاستقلاليون خلف الكواليس لإفشال مؤامرات اللوبي الزنجي الذي كان يحرض على منطقة الساحل الإفريقي باسم مكافحة الإرهاب وقد تصدوا لمناوراته التي شارك فيها 32 دولة عربية وافريقية وأوروبية وكان اللوبي الزنجي يسعى لتهجير سكان المنطقة وتوطين زنوج جنوب الصحراء لنهب ثرواتها ومنافسة الحركة الصهيونية التي بنت مجدها من تجارة العبيد حيث طلب المعسكر الاستقلالي من إخوانه اليهود الأمازيغ المغاربة والجزائريين الذين تحركوا عبر منظمة " ايباك" اكبر منظمات اللوبي اليهودي الأمريكي و الدولة العميقة لرعاية مشروع لبناء هلال سامي يضم الأمازيغ والكرد واليهود الشرقيين تحت قيادة أميركا لمنطقة الشرق الأوسط والمغرب الكبير وجعل التآخي المسلم اليهودي في المنظومة الأمازيغية  رقم صعب في معادلة حكم العالم وبفضله تمت الإطاحة بكل من تأمروا ضد قضية أزواد مثل الجنرال الأسود وليام ورد قائد الافريكوم والتصويت العقابي ضد الرئيس الفرنسي هولاند بعد تدخله العسكري لصالح مالي كما يعمل اليهود المغاربة  لتحريك الدولة العميقة على معاقبة حليفه نتنياهو المعادي لهم  للإطاحة بحكومته أولا بتنحية وزير دفاعه يهودا براك الذي شارك طيرانه في قصف شعبنا ثم تحريك تهم فساد ضده وهم الذين أطاحوا بحكومته الأولى بعد إساءته الأدب مع ملكهم الحسن الثاني وفضحه أمام الشعب الإسرائيلي واستخدام القضاء والإعلام والشرطة للتخلص منه واحتواء المال السياسي الفاسد الداعم له وتوحيد الجهود مع الاشكناز لتوجيه منظمات "ايباك"و" جي ستريت" لتحريك الدولة العميقة الأمريكية للإطاحة بمؤيديه وعلى رأسهم عائلة ترامب الفاسدة  بسبب تحالف نتنياهو مع اللوبي الزنجي  المعادي للسامية الراغب في الانتقام من الاشكناز لدورهم في تجارة العبيد بين ضفتي الأطلسي وبعد الإطاحة بآل ترامب سيتم إعادة إنتاج مشروع الهلال السامي المنبثق من العملية السياسية التي قادها  الرئيس الأمريكي الأسبق بيل كلينتون بدعم من الملك الحسن الثاني في التسعينات على التآخي المسلم اليهودي في المنظومة الأمازيغية وأن الحراك الأزوادي جزء من المشهد الإقليمي في منطقة الشرق الأوسط والمغرب الكبير التي يتنافس فيها مشروعين غربيين منذ نهاية الحرب الباردة .
 الأول  : " مشروع الحرب على الإرهاب " برعاية اللوبي الزنجي الأمريكي المعادي للسامية الذي يتخذ من المحافظين الجدد والانجيليين  قناعه الأبيض وتقوده كوندليزا رايس وكولن باول و ينتمي إليه الرئيس باراك اوباما وقد انضم إليه مؤخرا التاجر الرئيس دونالد ترامب الذي وصل للسلطة عبر القرصنة الروسية  وانطلق المشروع منذ أحداث 11 سبتمبر عام 2001 وتستقوي به الأنظمة المستبدة و يدعم وحدة أراضي مالي ويستخدم معسكر الاندماجيين بقيادة اياد اغ غالي  لتحقيق أهدافه في الساحة الأزوادية ويعتبر في ظاهره حرب صليبية ضد الإسلام السني  لحساب المشروع الفارسي وفي باطنه لعبة أمم لتصفية المشروع الصهيوني  لحساب اللوبي الزنجي  المدعوم من الإمبراطورية الروسية للانتقام من الحركة الصهيونية على دورها في الحرب الباردة التي انتهت بتفكيك السوفييت وقد قاموا بانقلاب على رجال مملكة إسرائيل إسحاق رابين وشمعون بيريز  وتغيير التركيبة العرقية الإسرائيلية بتهجير مواطنين من أصفهان أغلبهم ليسو يهود وإنما شيعة وبهائيين وكذلك مهاجرون روس ليسو يهود وأصبحوا يشكلون أغلبية على حساب  الاشكناز مؤسسو الحركة الصهيونية وعلى حساب اليهود المغاربة سدنة المشروع الصهيوني وهذا ما يفسر الفوز المتتالي لمعسكر اليمين بقيادة نتنياهو وتدمير حزب العمل مؤسس إسرائيل الذي حكمها 35 سنة متتالية وقد أفرز نخبة فاسدة مثل عائلة ترامب  و نتنياهو يعملون لحساب روسيا وتدخلها في الانتخابات الغربية مرة  ضد هلري كلينتون ومرة لترجيح خروج بريطانيا من أوروبا لاحتواء  دبلوماسيتها الناعمة التي بدأت منذ عهد الملكة فيكتوريا جدة أغلب ملوك القارة العجوز وقيادتها منظومة الأسر الملكية الأوروبية وجعلها تتخبط في أزمة بريكست لإضعاف الغرب في صراعه مع روسيا على ثروات المحيط المتجمد الشمالي.
وقد أوصل التدخل الروسي في الانتخابات الغربية والإسرائيلية المشروع الصهيوني إلى طريق مسدود فإسرائيل أصبحت تخضع لنظام يميني روسي فارسي بدعم مرتشين من الحرديم يتظاهر بعداوة العرب لضرب خصومه الاشكناز واليهود المغاربة وقد يؤدي فوز نتنياهو الجديد لتصدير الانقسامات الداخلية الإسرائيلية إلى الساحة الأمريكية بتحالف معسكر نتنياهو الحاكم  مع المسيحيين الإنجيلين  لكسر شوكة يهود أميركا وتمزيق وحدتهم السياسية وقد بدأ مسلسل انشقاق جزء من اللوبي اليهودي في عهد أوباما وتشكيلهم منظمة  " جي ستريت " بعد فوز نتنياهو على تسبي ليفني عام 2009  وأن انتصار نتنياهو الجديد على حزب أزرق ابيض بقيادة جنرالات الجيش  إذلال كبير للمؤسسة الأمنية وسيجعلها حكومة غير متجانسة وفي حالة صدام  دائم مع الأجهزة الأمنية والإعلام والقضاء والشرطة لأنها مفروضة عليهم  نتيجة توافق بين بوتين وترامب ضد رغبة الجيش الإسرائيلي  مثل  الرئيس اللبناني السابق إميل لحود المفروض على شعبه نتيجة توافق سوريا وحزب الله الموالي لإيران وقد يؤدي استمرار حكم اليمين إلى تفكيك ما تبقى من منظمة " ايباك" في واشنطن إلى معسكرين أحدهما إنجيلي مسيحي متحالف مع معسكر نتنياهو  يدعم عائلة ترامب في معارك كسر العظم ضد المؤسسات و أخر يقوده اليهود الاشكناز والمغاربة الداعمين لحزب أزرق ابيض وحزب العمل  ينسق مع منظمة " جي استريت " لتوحيد جهود اللوبيات اليهودية للعمل مع الدولة العميقة ومع المؤسسات للإطاحة بآل ترامب لرد الاعتبار للمشروع الصهيوني الذي أطاح به الروس والفرس الداعمين لمعسكر نتنياهو اليميني و الدفع باتجاه إبعاد التيار الإنجيلي عن التدخل في الشؤون الإسرائيلية حفاظا على العلاقات بين القوميات والأعراق المختلفة في المجتمع اليهودي.
الثاني : مشروع الشرق الأوسط الكبير الذي ترعاه اللوبيات السامية البيضاء ويقوده على الساحة الأمريكية منظمتا " أيباك" " وجي ستريت" أكبر منظمات اللوبي اليهودي بالتعاون مع منظمات المسلمين الأمريكيين  ويعمل مع مؤسسات صنع القرار الأمريكي والغربي وقد انطلق منذ مؤتمر مدريد للسلام علم 1992  و يسعى لبناء دولة أزواد في منطقة المغرب الكبير وإحياء عملية السلام "حل الدولتين " بتنفيذ قرار الأمم المتحدة عام 1947  الذي نص على تقسيم فلسطين إلى دولتين إحداها  إسرائيل على مساحة 55%  والأخرى دولة فلسطين في الضفة الغربية وقطاع غزة على مساحة 45% من فلسطين التاريخية وتكون القدس الشرقية عاصمة  لدولة فلسطين الحليف المميز  للغرب وتكون غزة ميناء فلسطين المتوسطي ولتحقيق ذلك يجب إجراء مفاوضات في لندن بين منظمة التحرير الفلسطينية ومنظمتا " ايباك" و" جي  ستريت" بحضور أحزاب إسرائيل  وبرعاية منظمات المسلمين الأمريكيين والأسرة المالكة البريطانية الزعيم الإقليمي لمشروع الشرق الأوسط الكبير تمهيدا لمؤتمر دولي على غرار مدريد عام 1992 ترسم فيه الخطوط العريضة للسلام بين إسرائيل وفلسطين والعالم الإسلامي عبر آلية وساطة متعددة تشارك فيها الرباعية الدولية وأطراف أخرى مثل التعاون الإسلامي والاتحاد من اجل المتوسط  بما يخدم التآخي المسلم اليهودي وأن ما يتوافق عليه مسلمو ويهود كل دولة غربية هو سياستها الرسمية مثلما يتخذ القادة الأمازيغ مواقفهم بناء على تفاهم مسلم يهودي لخدمة المصالح الأمازيغية العلياء .
 ونصرة قضايا  التآخي المسلم اليهودي ومنها عملية السلام على أساس حل الدولتين بحدودهما المنصوص عليها في قرار التقسيم عام1947 وإعادة تأهيل معسكر السلام الإسرائيلي الذي أسسه مناحييم  بيجن وإسحاق رابين وشمعون بيريز الذي ينتمي لمشروع الشرق الأوسط الكبير ويؤيده أغلب يهود الخارج ويلبي طموحات اللوبيات الإسرائيلية في الغرب ويضم سياسيين مخضرمين وشخصيات اعتبارية وضباط من مختلف الرتب في كل مفاصل الدولة وقادة سابقين في المؤسستين العسكرية والأمنية وكتاب ومفكرين ومراكز دراسات إستراتيجية ومن أبرز شخصياته  داليا رابين نائبة وزير دفاع سابقة وتسيبي ليفني وزيرة خارجية سابقة ووزراء سابقون ويهودا اولمرت رئيس حكومة سابق وقادة حزب ازرق أبيض الذين وصلوا لصدارة المشهد بفضل تصويت أنصار مشروع الهلال السامي من الاشكناز والمغاربة وإعادة إنتاج الأجيال الجديدة من أبناء الأسر اليهودية المرجعية السياسية مثل آل رابين و آل بن غوريون  وآل بيريز وآل كوهين وآل أزولاي وآل ليفي لقيادة المشهد الإسرائيلي على أساس دعم قضايا التآخي المسلم اليهودي في المنظومة الأمازيغية الذي يمثل مصلحة علياء ليكملوا انجازات الإباء المؤسسيين وتقديم تنازلات لصالح السلام الشامل كما فعل رجال الدولة العظماء مناحيم بيجن في كامب ديفيد وإسحاق رابين في اوسلو ووادي عربة  .
وتشكيل نظام سياسي توافقي يحمي الداخل من محاولات الاختراق الفارسي الروسي حتى ينتخب الشعب الإسرائيلي من يريد بينما تشكل الدولة العميقة الحكومات الوطنية وفق توازنات مشروع الشرق الأوسط الكبير على أسس التآخي المسلم اليهودي بحيث يكون رئيس دولة إسرائيل من اليهود المغاربة الأمازيغ " آل عمران "وتكون رئاسة الحكومة وقيادة المؤسسة العسكرية لليهود الاشكناز وأن تكون قيادة المؤسسات الأمنية لليهود الشرقيين وتكون رئاسة الكنيست ليهود أميركا  ويكون العمر الافتراضي لرئاسة الحكومة سبع سنوات دورة انتخابية ونصف ويسلم بعدها الرئاسة لشريكه في الائتلاف الحاكم ثم إعادة ترتيب حزبه وإفراز قيادات شابه جديدة تكمل ما بناه الآباء المؤسسيين تيودور هرتزل وبن غوريون وإسحاق رابين وشمعون بيريز لمنع قيام ديكتاتورية تستصدر قوانين لحماية فسادها أو تعبث بقواعد الحكم في مملكة إسرائيل.
 وأن من أهم انجازات معسكر السلام القبول الإقليمي بإسرائيل دولة متوسطية في حدودها التي اقرها قرار التقسيم عام 1947 وتقاسم جائزة نوبل للسلام بين قادة إسرائيل  مع الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات وصدور المبادرة العربية عن قمة بيروت عام 2002 والتطبيع الإعلامي بظهور شخصيات سياسية وإعلامية إسرائيلية في الإعلام العربي وإيجاد قضايا عادلة مشتركة يدافع عنها بعض العرب والإسرائيليين وأصبح السلام مع الفلسطينيين والعرب مصلحة علياء لمنظومة اللوبيات بقيادة "ايباك" و" جي ستريت"الراغبة في الاستفادة من الجاليات الشرق أوسطية   .
وعبر مشروع الشرق الأوسط الكبير تعمل واشنطن ولندن وباريس على إعادة تأهيل معسكر الاستقلاليين في الساحة الأزوادية وصناعة حلفاء له في منطقة الشرق الأوسط ليقود المشهد الأزوادي وتوحيد جهود الشعوب السامية  أتباع الديانات السماوية لبناء مستقبل مشرق لأجيالهم  والتقريب بين المذاهب الإسلامية لاستعادة السلم الأهلي في مجتمعات المنطقة وإيجاد حلول سلمية للصراعات القائمة وتنشيط الاقتصاد السياحي الديني في دول مشروع الشرق الأوسط الكبير مهد الأديان السماوية كما انضمت للمشروع دولة الكويت وسلطنة عمان لتعزيز مكانتهما الاستثمارية ودورهما كوسيط لحل الخلافات والأزمات في المنطقة  لخدمة طموحاتهم الإقليمية  ودعم اقتصاديات دوله غير النفطية مثل فلسطين والأردن ولبنان وباكستان ودول المغرب الكبير و اندونيسيا وماليزيا وتايلاند والفلبين ومناصرة القضايا التي يدافع عنها المشروع إعلاميا .
ومن أجل تحقيق أهداف شعب أزواد القريبة والبعيدة المدى يتعين الإسراع في إعادة ترتيب البيت الأزوادي والعمل لبناء تكتل وطني يضم معظم القوى مثل التحالف الكردستاني أو منظمة التحرير الفلسطينية أو قوى 14 آذار اللبنانية يحتفظ فيه كل فصيل وحزب ومنظمات المجتمع المدني  باستقلاله التنظيمي وخصوصيته لكنه جزء من منظومة وطنية أكبر من أجل استتباب الأمن ببناء دولة أزواد وعاصمتها تمبكتو آمنة مستقرة فاعلة  في محيطها الإقليمي والدولي فيدرالية بين ثلاثة أقاليم هي تمبكتو وغاو و كيدال عبر ديمقراطية توافقية بنظام برلماني يكون الرئيس من إقليم غاو ورئيس الحكومة من طوارق  تمبكتو بينما رئيس البرلمان من كيدال ورئيس مجلس الشيوخ من البرابيش ورئيس المجلس الاقتصادي والاجتماعي من السنغاي ورئيس مجلس القضاء من الفولان .
إن النضال السلمي أجدى وأنفع للقضايا العادلة  وأن المقاومة الذكية عبر القلم أفضل من العنتريات الكاذبة كما أن الدعوة إلى الإسلام تبدأ بتلميع صورته ثم تشجيع الجاليات المسلمة في الدول الغربية على المشاركة السياسية في بلدانهم والدخول في تحالفات لخدمة قضاياهم وتلميع صورة الإسلام وجعله رقم صعب في سياسة بلدانهم التي يحملون جنسيتها والمساهمة في تعديل دساتير وأنظمة وقوانين بلدانهم لإعطاء الدين الإسلامي مكانة تساوي بقية الأديان السماوية الأخرى في الغرب واستصدار قوانين وتشريعات تجرم الإساءة للإسلام ونبيه ورموزه وتجريم الإساءة للشعوب المسلمة مثل قوانين تجريم معاداة السامية وقوانين تجريم إنكار مذبحة الأرمن وجعل الأعياد والمناسبات الإسلامية عطل رسمية في الغرب وجعل الحجاب واللحية جزء من الهوية الشعبية في الدول الغربية وصولا لبناء لوبي سني قوي يحمي مصالح المسلمين السنة عبر العالم ويكبح جماح المؤامرات التي تحاك ضدهم و تحقيق طموحاتهم ونصرة قضاياهم وفتح صفحة جديدة في علاقات العالم الإسلامي مع الغرب  مبنية على الاحترام المتبادل و التعامل بندية.
بقلم : أبو بكر الأنصاري
 رئيس المؤتمر الوطني الأزوادي