الأربعاء، 3 يناير 2018

الاستقلاليون ومقاومتهم الذكية في معمعة تنافس المشاريع الإقليمية والدولية




قال الحكماء قديما لكل زمان دولة ورجال و أنه في كل قرن نظام عالمي جديد  بقواعد لعبة وموازيين  تختلف عن غيره وأن الجرائم بحق الشعوب لا تسقط بالتقادم وقد تغييرت " سايس بيكو " منذ سقوط الاتحاد السوفيتي واستقلت اريتريا ودول البلقان وتيمور الشرقية  ومنذ أحداث 11 من سبتمبر عام 2001 تمر أميركا بتغييرات كبرى أهمها صعود نجم العبيد السابقين" اللوبي الزنجي"  وتحالفهم مع الفرس  الذين يجيدون حبك المؤامرات أكثر من مهارتهم في حياكة السجاد وسعيهم لصياغة نظام عالمي مفصل على مقاسهم   .
وتزامنت هذه التغيرات مع حراك أمازيغي يطالب بترسيم الأمازيغية في الدول المغاربية كما يطالب بقيام دولة أزواد يكون الطوارق عمودها الفقري و في الساحة الأوروبية تنشط جاليات أمازيغية  من المسلمين ومن اليهود المغاربة والجزائريين ممن طردتهم جبهة التحرير إلى فرنسا  في عهد هواري بومدين رغم تمويلهم  للثورة  وإنفاقهم على أراملها وثكلاها وأيتامها من المسلمين علما بأن أول من بايع الأمير عبد القادر الجزائري على الجهاد كان يهودي أمازيغي وقد تم التنكر لتضحياتهم وانجازاتهم الوطنية إرضاء لغرور جمال عبد الناصر الذي سرق ثورة  الجزائر ووظفها لمصالحه وزعامته الإقليمية كما كان وراء حماقة  طرد اليهود العرب من أوطانهم وهم جزء أصيل من مجتمعات المنطقة وحراكها الوطني وكانت كبريات المدن العربية تتميز بحارات اليهود التي كانت نموذج للتآخي المسلم اليهودي على غرار التآخي المسلم المسيحي.
 وبعدما تآمر جمال عبد الناصر مع قادة إفريقيا السوداء خلال الثورة الجزائرية على سلخ إقليم أزواد عن محيطه المغاربي وضمه لمالي وحصولها على الدعم العسكري عبر تنسيقها الأمني العربي طيلة 50 سنة  لارتكاب جرائمها بحق شعبنا وقد قاتل الأزواديون إلى جانب الفلسطينيين في لبنان   لاكتساب خبرة وتكوين علاقات نضالية تفيدهم في ثورتهم وأصبح نصرة قضية أزواد من ثوابت الشهيد ياسر عرفات لشجاعتهم في القتال بجانبه وقد اختفى واستشهد الكثير من الأزواديين في لبنان دفاعا عن فلسطين  كما استفاد بعض السياسيين منهم مثل الشهيد مانو دياك ضمن إستراتيجية المقاومة الذكية من التآخي المسلم اليهودي في المنظومة الأمازيغية  بحصولهم على تأييد شعبي من اليهود الأمازيغ  في  أميركا و أوروبا  وداخل المجتمع  الإسرائيلي على غرار التآخي  المسلم  المسيحي في الشام  لتغيير بعض المواقف الغربية  لصالح قضيتهم كما سعوا للتوفيق بين مؤيدي قضيتهم من طرفي الصراع العربي الإسرائيلي  وعليه فإن قضية أزواد تتأثر وتؤثر  بقضايا الشام  والمغرب الكبير وهكذا عاد آلاف المقاتلين الأزواديين من ليبيا للقيام بثورة عام 1990  لتحرير وطنهم من الاحتلال الزنجي انتهت بتوقيع اتفاق مذل تخلى  فيه إياد اغ غالي عن الثوابت الوطنية وانقسمت الساحة الأزوادية إلى معسكرين متنافسين .
الأول : معسكر الاندماجيين يقوده إياد غالي زعيم حركة أنصار الدين القائد السابق للحركة الشعبية الأزوادية  الذي انقلب على قادة ثورة 63 وجعل قضيته ومنظومته القبلية  لعبة بيد القذافي والجنرال توفيق  واللوبي الزنجي الأمريكي يستخدمونه للانخراط  في التنظيمات المغضوب عليها غربيا  لتصفية القضية بحجة مكافحة الإرهاب ويضم المعسكر الاندماجي  منسقية حركات أزواد بقيادة العباس اغ انتالا  وحركة بلال اغ الشريف وبلات فورم  يحولون الحراك الشعبي إلى فتن وصراعات قبلية تجعل المواطن يؤمن بأن بقاءه تحت ظلم  مالي أفضل من فوضى الثورة   كما تستخدم  بعض الدول الإقليمية المعسكر الاندماجي لتسويق نفسها  للدول الكبرى على أنها  راعي ضامن للاستقرار الإقليمي .
 الثاني : المعسكر الاستقلالي  الذي أسسه الزعيمان الخالدان في قلوب الشعب الأزوادي الأمير محمد علي الأنصاري أمير طوارق ولاية تمبكتو والشهيد مانو دياك زعيم المقاومة في النيجر و يضم بعض  أتباع الأمير  زيد اغ الطاهر  القائد العسكري لثورة 63  و بعض أتباع عيسى سيدي محمد زعيم الجبهة الشعبية لتحرير أزواد  وهو تيار يضم منظومة القوى المطالبة بالاستقلال  ويسعى لقيام دولة أزواد ويضم قادة  سياسيين مخضرمين وعسكريين من مختلف الرتب  وزعماء تقليديين وشخصيات نسائية نضالية وإعلاميين وكتاب ومراجع دينية وشخصيات اعتبارية ومشاهير وشباب ناشطين في شبكات التواصل الاجتماعي  و يمثل المعارضة التقليدية التي رفضت ضم أزواد لمالي منذ نهاية الخمسينات ويرفض كل الاتفاقيات المبرمة بين مالي والحركات  الاندماجية  ونشاطه مستمر و يقوم  بالمقاومة السلمية السياسية والاجتماعية  والإعلامية عبر التعبئة والتثقيف النضالي داخليا ونشر ثقافة الاستقلال  والدفاع عن القضية في المحافل الدولية والتصدي لخصومها في الخارج وصياغة الرواية الوطنية للصراع  وبلورة المشروع الوطني الأزوادي وصولا لتحقيق أهدافه وهي الاستقلال وبناء الدولة الأزوادية  المستقلة الفاعلة في محيطها الإقليمي والدولي ويعتبر " المؤتمر الوطني الأزوادي "   العمود الفقري  والمتحدث باسم المعسكر الاستقلالي  .
 وخلال السنوات الماضية عمل المعسكر الاستقلالي وراء الكواليس على التصدي لمؤامرات خصوم وأعداء قضية أزواد داخل أميركا " اللوبي الزنجي"  لإفشال مخططاتهم الإجرامية الرامية لغزو "إقليم أزواد" شمال مالي بعدما قادت أميركا وفرنسا مناورات عسكرية شارك فيها أكثر من 32 دولة عربية وافريقية  عام 2005  في صحراء ولاية تمبكتو  بحجة مكافحة الإرهاب  حيث طلب المعسكر الاستقلالي مساعدة  اليهود الأمازيغ الذين تحركوا داخل منظمة "ايباك"  أكبر قوى اللوبي اليهودي في واشنطن  لإفشال ذلك المخطط الإجرامي والإطاحة بعقوله المدبرة مثل الجنرال الأسود وليام ورد قائد الافريكوم السابق و تقلص عدد الدول المشاركة  المناورات عام 2006 إلى ثماني دول وألغيت العملية برمتها عام 2007  وأصبح الكونغرس وبقية مؤسسات صنع القرار  يتصدون لمؤامرات  اللوبي الزنجي في المغرب الكبير وكذلك طلبه مساعدة  أمازيغ  فرنسا للتصويت عقابيا ضد الرئيس الفرنسي هولاند الذي تدخل عسكريا لصالح مالي  وأن الوضع الأزوادي جزء من المشهد الإقليمي في منطقة الشرق الأوسط والمغرب الكبير التي يتنافس فيها مشروعين غربيين كبيرين  .
 الأول  : "  مشروع الحرب على الإرهاب " الذي انطلق منذ أحداث 11 سبتمبر عام 2001 و يعتبر  في جوهره حرب صليبية ضد الإسلام السني  برعاية اللوبي الزنجي الأمريكي المعادي للسامية ويقوده كوندليزا رايس وكولن باول و ينتمي إليه  الرئيس باراك اوباما وقد انضم إليه مؤخرا رجل الأعمال الرئيس دونالد ترامب الذي يتهمه الإعلام الأمريكي  بالوصول للسلطة عبر القرصنة الروسية كما تستقوي به الأنظمة المستبدة  ويدعم  وحدة أراضي مالي ويستخدم معسكر الاندماجيين بقيادة اياد اغ غالي  لتحقيق أهدافه في الساحة الأزوادية  وهو مشروع زنجي عنصري يدار بإستراتيجية  فارسية  وتقوده  إقليميا إيران ويعمل على جعل الإسلام  السني عدو خارجي لأمريكا  عبر شيطنة السنة الساميين  البيض  ومن أهدافه تقسيم بلاد العرب بين الفرس والزنوج عبر فوضى خلاقة يقتل فيها البيض بعضهم بعضا  كما تآمر اللوبي الزنجي على الدول التي ساعدت أميركا في هزيمة الاتحاد السوفيتي مثل باكستان والسعودية  لتجريد واشنطن من حلفاءها السنة كما يشمل مشروع  الحرب على الإرهاب لعبة أمم زنجية لتصفية المشروع الصهيوني الذي شيد أمجاده من تجارة العبيد وقد شهدت أمريكا هجرة افريقية سوداء بعد شيطنة السنة البيض وربطهم بالتنظيمات الإرهابية بهدف تغيير التركيبة العرقية حتى تضاعف عدد الزنوج عشرات المرات عما كان عليه قبل 2001 ومن نتائج ذلك الصدام بين الشرطة والسود في عدة مدن أمريكية   .
وقد استثمر اللوبي الزنجي حاجة بعض دول الخليج  للحماية الأمريكية  فاستغلها  لتمويل حروبه  والإطاحة بصدام حسين الذي هزم إيران في حرب الثماني سنوات وضد حركة طالبان  التي يقودها البشتون الذين منعوا التوسع  الفارسي في أسيا الوسطى وشبه القادرة الهندية وحقق بذلك المصالح الإيرانية وأهمها تسليم العراق للقوى الشيعية الموالية لطهران  كما تآمر اللوبي الزنجي  على دولة الإمارات  بتخويفها  بقانون جاستا و توريطها  في تقسيم السنة  بالمنطقة  عبر دعم الثورات المضادة  وعنوانها "محاربة الإخوان المسلمين والتصدي للربيع العربي "  مثل دعمها مجرم الحرب اللواء خليفة حفتر عدو الأمازيغ في ليبيا  كما قام مشروع الحرب على الإرهاب  بتقسيم مجلس التعاون بتأليب السعودية ومصر ضد قطر وإنشاء مجلس تنسيق  إماراتي سعودي على أنقاضه حتى تسيطر إيران على الخليج  بعد تفكيك تماسك دوله العربية وأصبحت الحرب على الإرهاب  مرتع للفاسدين الانتهازيين الذين يتسلقون على أكتاف التمويل والدعاية الإعلامية اليهودية ثم يتخذوا قرارات ظاهرها البحث عن رضا إسرائيل وباطنها نزع الشرعية الدولية عنها وتقسيم شعبها ونخبها السياسية .
 ومنذ دخوله البيت الأبيض وجد رجل الأعمال  الرئيس ترامب مصالحه الشخصية مع مشروع الحرب على الإرهاب  لمضاعفة ثرواته قبل رحيله عن الحكم بأخذ أموال الخليجين عبر تخويفهم بقانون جاستا الذي يعاقب الدول على ما يقوم به مواطنوها من أعمال إرهابية وبأخذ أموال المليارديرات المتطرفين اليهود عبر قراراته الانتهازية حول القدس  المعادية للمسلمين والمسيحيين والتي جعلت أميركا منبوذة ومعزولة عالميا وخسرت جميع حلفاءها التقليديين بما في ذلك بريطانيا وفقدت هيبتها ووقف العالم ضدها  وقد يتطور الأمر إلى ما لا تحمد عقباه على الاقتصاد الأمريكي بقيام القارة الإفريقية و العالم الإسلامي بضغط من شعوبهم الغاضبة بالتخلي عن استخدام الدولار في تجارتهم الخارجية والتعامل بعملات أخرى  كما أن خطوات الرئيس ترامب  الانتهازية في موضوع القدس تمثل قمة معاداة السامية فهي تؤلب ثلاثة مليار مسيحي ومسلم ضد 15مليون يهودي في العالم وهو ما يهدد وحدة أميركا  عبر صراع ديني في المجتمع الأمريكي وفتن عرقية بين البيض والسود .
 و يهدف مشروع الحرب على الإرهاب لتوريط أمريكا في  حروب استنزاف لانهاية لها ضد السنة في العالم الإسلامي  تنهك قواها كما حدث للسوفييت في أفغانستان بهدف بناء نظام عالمي متعدد الأقطاب تكون فيه أميركا دولة عادية مثل كندا تشتهر بالسينما مثل شهرة البرازيل بكرة القدم ويتهم يهود أميركا الرئيس ترامب  من خلال صهره كوشنير بتقسيم المجتمع الإسرائيلي  بدعمه  بنيامين نتنياهو المتهم بالفساد واختلاس أموال وتلقي هدايا  لأسرته و المتحالف مع يهود أصفهان الفرس أدوات اللوبي الزنجي في  الساحة الإسرائيلية  بهدف الانتقام من اليهود المغاربة الذين أطاحوا بحكومته الأولى في التسعينات بعد خلافه مع  ملكهم الحسن الثاني  وهذا ما يفسر قيام البيت الأبيض ببيع إقليم كردستان العراق  بقيادة مسعود البرزاني أهم صديق لأميركا وإسرائيل في الشرق الأوسط لقاسم سليماني قائد فيلق القدس الإيراني  وقد يتطور الانقسام  بعد قرارات ترامب الانتهازية حول القدس إلى الداخل الأمريكي  لتشتيتها  شعوبا وأقواما  بحيث تصوت كل مجموعة عرقية في الانتخابات القادمة حسب أصولها فالسود بتوجيهات من دولهم الإفريقية ضد اليهود تجار العبيد  الداعمين لنظام الفصل العنصري في جنوب إفريقيا سابقا  وكل جالية سوف تصوت حسب تعليمات وطنها الأم  الرافض لقرارات ترامب الانتهازية  وهو ما يهدد بفقدان اللوبي الإسرائيلي  التحكم بقواعد اللعبة الأمريكية  وقد تتحول الانتخابات الأمريكية القادمة إلى تصويت دولي فكل دولة ستصوت عبر جاليتها وقد يلغي الكونغرس القادم جميع القرارات المتعلقة بالقدس والمنحازة لإسرائيل حفاظا على تماسك الشعب الأمريكي وقد يتبنى الحزبيين الرئيسيين مقاربات جديدة بعيدا عن التودد للممولين اليهود بغية كسب أصوات الأمريكيين المنحدرين من  الدول المعارضة لقرارات الرئيس ترامب  أسوة بالبرلمانات الأوروبية التي أوصت بالاعتراف بدولة فلسطين . 
الثاني : مشروع الشرق الأوسط الكبير الذي ترعاه اللوبيات السامية البيضاء ويقوده على الساحة الأمريكية منظمة " أيباك" أكبر منظمات اللوبي اليهودي بالتعاون مع منظمات المسلمين الأمريكيين  ويعمل مع  مؤسسات صنع القرار الأمريكي والغربي و يسعى لبناء دولة أزواد في منطقة المغرب الكبير وإحياء عملية السلام "حل الدولتين " بتنفيذ قرار الأمم المتحدة عام 1947  الذي نص على تقسيم فلسطين إلى دولتين إحداها  إسرائيل على مساحة 55%  والأخرى دولة فلسطين في الضفة الغربية وقطاع غزة على 45% من مساحة فلسطين التاريخية  وتكون القدس الشرقية عاصمة  لدولة فلسطين الحليف المميز  للغرب وتكون غزة ميناء فلسطين المتوسطي .
ورد الاعتبار للتآخي المسلم اليهودي في جميع الدول الغربية ليكون ما يتوافق عليه مسلمو ويهود كل دولة غربية هو سياستها الرسمية  في منطقة الشرق الأوسط والمغرب الكبير مثلما يتخذ القادة الأمازيغ مواقفهم بناء على تفاهم مسلم يهودي لخدمة المصالح الأمازيغية العلياء ونصرة قضايا  التآخي المسلم اليهودي  ومنها  عملية السلام على أساس حل الدولتين بحدودهما المنصوص عليها في قرار التقسيم عام 1947 واستقلال إقليم  أزواد في  المغرب الكبير على غرار استقلال إقليم كوسوفو  واستكمال ترسيم الأمازيغية في الدول المغاربية وترسيم الأمازيغية  في إسرائيل عبر الكنيست لأن 35% من شعبها  من  الأمازيغ  وإنشاء وسائل  إعلام  لربط أمازيغ إسرائيل  يوطنهم الأم " تمازغا" منطقة المغرب الكبير  واعتماد رأس السنة الأمازيغية إجازة مدفوعة الأجر في إسرائيل  ورد الاعتبار لليهود العرب  المطرودين من أوطانهم  على يد الضباط الأحرار الانقلابيين في الخمسينات  ليعودوا لأوطانهم  وحاراتهم في مدنهم ويسترجعوا ممتلكاتهم المنهوبة ومكانتهم في دولهم ويلعبوا دورهم تحت سقف التآخي المسلم اليهودي  في صنع السلام الشعبي  بين إسرائيل والعالم العربي .
 إعادة تأهيل معسكر السلام الإسرائيلي الذي أسسه مناحيين  بيجن واسحاق رابين وشمعون بيريز والذي ينتمي  لمشروع الشرق الأوسط الكبير  و يضم سياسيين مخضرمين وشخصيات اعتبارية  وضباط  من مختلف الرتب وكتاب ومفكرين  ومن أبرز شخصياته  داليا رابين نائبة وزير دفاع سابقة  وتسيبي ليفني  وزيرة خارجية سابقة  وسيلفان شالوم وبنيامين بن اليعزر وديفد ليفي وزراء سابقين و زعيم حزب العمل الجديد المساندين لقضايا التآخي الأمازيغي  وفق عقيدة  أن مصلحة البلاد العلياء في التآخي المسلم اليهودي القادر على تحقيق المعجزات لجميع الأطراف وتقديم تنازلات لصالح السلام الشامل كما فعل رجال الدولة العظماء مناحين بيجن في كامب ديفيد وإسحاق رابين في اوسلو ووادي عربة.
وعبر مشروع الشرق الأوسط الكبير تعمل واشنطن و لندن وباريس  على إعادة تأهيل معسكر الاستقلاليين في الساحة الأزوادية وصناعة حلفاء له في منطقة الشرق الأوسط ليقود المشهد الأزوادي وتوحيد جهود الشعوب السامية  أتباع الديانات السماوية لبناء مستقبل مشرق لأجيالهم  والتقريب بين المذاهب الإسلامية لاستعادة السلم الأهلي في مجتمعات المنطقة  وإيجاد حلول سلمية للصراعات القائمة وتنشيط الاقتصاد السياحي الديني في دول مشروع الشرق الأوسط الكبير مهد الأديان السماوية ومنبع المذاهب الإسلامية  وتتولى تركيا  المسلمة السنية الأطلسية  قيادته الإقليمية وقد انضمت لمشروع الشرق الأوسط الكبير دولة الكويت وسلطنة عمان لتعزيز مكانتهما الاستثمارية ودورهما كوسيط لحل الخلافات والأزمات بين دول المنطقة  كما أضافت اللوبيات الداعمة للمشروع  دولة قطر ثاني أكبر منتج ومصدر للغاز في العالم لتكون ذراع استثماري إقليمي يدعم اقتصاديات دوله غير النفطية مثل فلسطين والأردن ولبنان وباكستان  ودول المغرب الكبير و اندونيسيا وماليزيا وتايلاند والفلبين  ومناصرة القضايا التي يدافع عنها المشروع إعلاميا   .
ومن أجل تحقيق أهداف  شعب أزواد القريبة والبعيدة المدى يتعين الإسراع في  إعادة ترتيب البيت الأزوادي  والعمل لبناء تكتل وطني يضم معظم القوى مثل التحالف الكردستاني أو منظمة التحرير الفلسطينية أو قوى 14 آذار اللبنانية يحتفظ فيه كل فصيل وحزب ومنظمات المجتمع المدني  باستقلاله التنظيمي وخصوصيته لكنه جزء من منظومة وطنية أكبر من أجل استتباب الأمن ببناء دولة أزواد وعاصمتها تمبكتو آمنة مستقرة فاعلة  في محيطها الإقليمي والدولي فيدرالية بين ثلاثة أقاليم هي تمبكتو وغاو و كيدال بنظام برلماني يكون الرئيس من إقليم غاو ورئيس الحكومة من طوارق  تمبكتو بينما رئيس البرلمان من كيدال ورئيس مجلس الشيوخ من البرابيش ورئيس المجلس الاقتصادي والاجتماعي من السنغاي ورئيس مجلس القضاء من الفولان .
إن النضال السلمي أجدى وأنفع للقضايا العادلة  وأن المقاومة الذكية عبر القلم أفضل من العنتريات الكاذبة كما أن الدعوة إلى الإسلام تبدأ  بتلميع صورته  ثم تشجيع الجاليات المسلمة في الدول الغربية على المشاركة السياسية في بلدانهم والدخول في تحالفات لخدمة قضاياهم وتلميع صورة الإسلام وجعله رقم صعب في سياسة بلدانهم التي يحملون جنسيتها والمساهمة في تعديل دساتير وأنظمة وقوانين بلدانهم لإعطاء الدين الإسلامي مكانة تساوي بقية الأديان السماوية الأخرى في الغرب واستصدار قوانين وتشريعات تجرم الإساءة للإسلام ونبيه ورموزه وتجريم الإساءة للشعوب المسلمة مثل قوانين تجريم معاداة السامية وقوانين تجريم إنكار مذبحة الأرمن وجعل الأعياد والمناسبات الإسلامية عطل رسمية في الغرب وجعل الحجاب واللحية جزء من الهوية الشعبية في الدول الغربية وصولا لبناء لوبي سني قوي يحمي مصالح المسلمين السنة عبر العالم ويكبح جماح المؤامرات التي تحاك ضدهم من أجل تحقيق طموحاتهم ونصرة قضاياهم وفتح صفحة جديدة في علاقات العالم الإسلامي مع الغرب  مبنية على الاحترام المتبادل و التعامل بندية.
بقلم : أبو بكر الأنصاري
 رئيس المؤتمر الوطني الأزوادي