الاثنين، 25 نوفمبر 2019

قضية أزواد تعيد تأهيل الساحل الإفريقي لمشروع الشرق الأوسط الكبير




منذ نهاية الحرب الباردة انقسمت أميركا حول من يجب اتخاذه عدوا لتغطية تناقضاتها الداخلية بعد تفكك المعسكر السوفيتي وصار لكل جماعة عدوها ومشروعها الجيو استراتيجي  فأصبح اللوبي الزنجي وقناعه الأبيض الإنجيلين "المحافظين الجدد"  يجعلون من اليهود الاشكناز والمسلمين البيض السنة عدوهم ونسقوا مع نظام ولاية الفقيه وخاضوا حربهم الصليبية ضد الإسلام السني الأبيض" الحرب على الإرهاب" وقاموا بالتخلص من أعداء إيران حركة طالبان البشتونية وصدام حسين الذي هزمها في حرب السنوات الثمانية وتحرشوا بشعوب الصحراء الكبرى وقبل ذلك أطاحوا بأقطاب مملكة إسرائيل الاشكناز إسحاق رابين وشمعون بيريز ونصبوا اليمين الروسي بقيادة نتنياهو فالذين نفذوا هجمات 11 سبتمبر ليسو عراقيين أو أفغان لكن مشروع الحرب على الإرهاب مصمم للاقتلاع الناعم لليهود الاشكناز تجار العبيد وكذلك محاربة السنة البيض خصوم إيران أو المتعاطفين مع صدام حسين في حرب الخليج وابتزاز السعودية وتخويفها ودفعها لتمويل حروب تمكين المشروع الفارسي من السيطرة على المنطقة العربية وفي المقابل جعل اللوبي الإسرائيلي" معسكر السلام" من الحركة الزنجية التي تحمل الصهيونية مسؤولية  معاناة سود أميركا  عدوه وعمل على توحيد الجبهة الداخلية ببناء هلال سامي  لشعوب المنطقة عبر عملية السلام في الشرق الأوسط  حتى تعمل إسرائيل والعرب لنصرة قضايا مشتركة  ضمن مشروع شرق أوسط كبير وانقسم حلفاء الغرب في الدول العربية بين الطرفين فأصبح بعضهم مثل اللواء عمر سليمان والأمير نايف بن عبد العزيز والجنرال توفيق الحاكم الفعلي للجزائر يعملون مع اللوبي الزنجي ويستخدمون مجلس وزراء الداخلية العرب لتمرير مؤامراته القذرة في المنطقة بينما أختار آخرون مثل أسرة آل صباح حكام الكويت والسلطان قابوس بن سعيد حاكم عمان وياسر عرفات ورفيق نضاله  أبو مازن وعائلة الحريري والرئيس الموريتاني معاوية ولد الطايع  نصرة قضايا الأمة العادلة والوقوف مع شعوب الصحراء الكبرى واستخدموا مجلس وزراء الخارجية العرب لتحقيقه وألقت تلك التطورات بظلالها على ثورة أزواد منذ عام 1990 التي أشعلها الضغط والتكالب الإقليمي الداعم لمالي ضد أبسط حقوقهم وانتهت باتفاق وقعه إياد غالي قائد الحركة الشعبية الأزوادية وأدى رفضه من طرف غالبية الشعب الأزوادي إلى انقسام الساحة بين معسكرين يدور كل منها في فلك مشروع إقليمي دولي .
الأول : معسكر الاندماجيين بقيادة إياد غالي زعيم حركة أنصار الدين القائد السابق للحركة الشعبية الأزوادية الذي انقلب على قادة ثورة 63 وجعل قضيته ومنظومته القبلية لعبة بيد القذافي والجنرال توفيق واللوبي الزنجي الأمريكي يستخدمونهم للانخراط  في التنظيمات المغضوب عليها غربيا  لتصفية القضية بحجة مكافحة الإرهاب ويضم المعسكر الاندماجي منسقية حركات أزواد بقيادة العباس اغ انتالا  وبلات فورم  يحولون الحراك الشعبي إلى فتن وصراعات قبلية تجعل المواطن يؤمن بأن بقاءه تحت ظلم مالي أفضل من فوضى الثورة وهو تحالف صنعه الجنرال توفيق بعدما أقنع  منسقية عرب مالي بأن حكومة باماكو أفضل لهم من كيان يحكمه الطوارق الأمازيغ كما أفهموا  إياد أغ غالي ومعسكره أنه لا مستقبل لهم في الثورة و أن قيادة المشهد الأزوادي ستكون  للمثقفين من أبناء القيادات التاريخية المدعومين من الغرب وأن على جماعته  التعاون مع منسقية عرب مالي لمنع حق تقرير المصير مقابل حصولهم على امتيازات مادية ومناصب في مالي وتجنيسهم في دول الجوار ليكونوا في واجهة الحروب القبلية والفوضى الخلاقة.   
 الثاني : المعسكر الاستقلالي الذي أسسه الزعيمان الخالدان في قلوب الشعب الأزوادي الأمير محمد علي الأنصاري أمير طوارق ولاية تمبكتو والشهيد مانو دياك زعيم المقاومة في النيجر ويضم بعض  أتباع الأمير زيد اغ الطاهر القائد العسكري لثورة 63  والرافضين للاتفاقيات المذلة وهو تيار يضم منظومة القوى المطالبة بالاستقلال ويسعى لقيام دولة أزواد ويضم قادة  سياسيين مخضرمين وعسكريين من مختلف الرتب وزعماء تقليديين وشخصيات نسائية نضالية وإعلاميين وكتاب ومراجع دينية وشخصيات اعتبارية ومشاهير وشباب ناشطين في شبكات التواصل الاجتماعي ويمثل المعارضة التقليدية التي رفضت ضم أزواد لمالي منذ نهاية الخمسينات ويرفض كل الاتفاقيات المبرمة بين مالي والحركات الاندماجية  ونشاطه مستمر ويقوم  بالمقاومة السلمية السياسية والاجتماعية  والإعلامية عبر التعبئة والتثقيف النضالي داخليا ونشر ثقافة الاستقلال والدفاع عن قضية أزواد في المحافل الدولية والتصدي لخصومها في الخارج وصياغة الرواية الوطنية للصراع  وبلورة المشروع الوطني الأزوادي وصولا لتحقيق أهدافه وهي الاستقلال وبناء الدولة الأزوادية المستقلة الفاعلة في محيطها الإقليمي والدولي ويعتبر " المؤتمر الوطني الأزوادي " العمود الفقري والمتحدث باسم المعسكر الاستقلالي  .
وخلال السنوات الماضية عمل الاستقلاليون خلف الكواليس لإفشال مؤامرات اللوبي الزنجي الذي كان يحرض ضد منطقة الساحل الإفريقي بحجة مكافحة الإرهاب و تصدوا لمناوراته التي شارك فيها 32 دولة عربية وافريقية وأوروبية عام 2005 عندما قامت كبريات الفضائيات العربية والغربية بشيطنة سكان المنطقة وربطهم بكل ما هو مغضوب عليه غربيا  وهو ما دفع المعسكر الاستقلالي لطلب المساعدة من إخوانه اليهود الأمازيغ " آل عمران " المغاربة والجزائريين الذين تحركوا عبر منظمة " ايباك" اكبر منظمات اللوبي اليهودي الأمريكي و الدولة العميقة لرعاية مشروع  "الهلال السامي "الذي يضم الأمازيغ والكرد واليهود الشرقيين بدعم من عائلة روتشيلد التي تهيمن على اقتصاد العالم  وجعل التآخي المسلم اليهودي في المنظومة الأمازيغية رقم صعب في معادلة حكم العالم وإستراتيجية للدولة العميقة الإسرائيلية وبفضله تمت الإطاحة بكل من تأمروا ضد قضية أزواد مثل الجنرال الأسود وليام ورد قائد الافريكوم والتصويت العقابي ضد الرئيس الفرنسي هولاند  والإطاحة بالجنرال توفيق عام 2015 وقطع الطريق على المأمورية الثالثة  للمرتزق محمد ولد عبد العزيز في موريتانيا وصولا لاقتلاع  جذور خليفة حفتر عدو الأمازيغ في ليبيا وتفصيل منطقة الساحل على مقياس مشروع الشرق الأوسط الكبير و العمل على معاقبة نتنياهو  لدعمه تدخل الرئيس هولاند في مالي والإطاحة بحكمه عبر تحريك تهم فساد ضده وفضحه أمام الشعب الإسرائيلي وإعادة إنتاج مشروع السلام الذي قاده أقطاب مملكة إسرائيل إسحاق رابين و شمعون بيريز في التسعينات وأن الحراك الأزوادي جزء من المشهد الإقليمي في منطقة الشرق الأوسط والمغرب الكبير التي يتنافس فيها مشروعين .
 الأول  : " مشروع الحرب على الإرهاب " برعاية اللوبي الزنجي الأمريكي المعادي للسامية الذي يتخذ من المحافظين الجدد "الإنجيليين " قناعه الأبيض وتقوده كوندليزا رايس وكولن باول و ينتمي إليه الرئيس باراك اوباما وقد انضم إليه  التاجر الرئيس دونالد ترامب الذي وصل للسلطة عبر القرصنة الروسية وانطلق  منذ أحداث 11 سبتمبر عام 2001 وتستقوي به الأنظمة المستبدة و يدعم وحدة أراضي مالي ويستخدم معسكر الاندماجيين بقيادة إياد اغ غالي  لتحقيق أهدافه في الساحة الأزوادية وهو في ظاهره حرب صليبية ضد الإسلام السني  لحساب طهران وفي الجوهر لعبة أمم لتصفية المشروع الصهيوني  لمصلحة اللوبي الزنجي  المدعوم من  روسيا للانتقام من الحركة الصهيونية  لدورها في الإطاحة بحكم القياصرة لانجاز وعد بفلور و دعمها الغرب خلال الحرب الباردة  وقد قامت موسكو عبر المستوطنين الذين يحملون جنسيتها بالانقلاب على رجال مملكة إسرائيل إسحاق رابين وشمعون بيريز وتغيير التركيبة العرقية  بجلب مهاجرين فرس من أصفهان لدعم نتنياهو في الليكود ونفايات بشرية من روسيا  بقيادة ليبرمان ليصبحوا  أغلبية على حساب  الاشكناز و المغاربة وهذا ما يفسر الفوز المتتالي  لليمين الاستيطاني  وسنوا قانون القومية الذي يلغي السامية العربية لغة اليهود الشرقيين واستبدالها بالروسية تمهيدا لطمس معالم السامية العبرية لغة أنبياء بني إسرائيل عليهم السلام  وقد أفرز  نخب فاسدة مثل  ترامب و نتنياهو يعملون لحساب موسكو و صنعوا أدوات إقليمية مثل الجنرال الجزائري توفيق في المنطقة المغاربية راعي المعسكر الاندماجي في أزواد كما قام اللوبي الزنجي بالإطاحة بحليف صدام حسين الرئيس الموريتاني معاوية ولد الطايع بعد مناوراتهم شمال مالي 2005  بسبب معارضته لمشاريعهم الإجرامية  في أرض البيضان ونصبوا المرتزق محمد ولد عبد العزيز لتنفيذ مؤامراتهم القذرة  بزرع الفوضى والحروب القبلية في منطقة الساحل  فاستخدم بعض البرابيش لطعن الطوارق في الظهر وأعاد إنتاج حركة فلام المسؤولة عن أحداث 1989  كحزب سياسي مدني  عبر أكذوبة " معالجة الإرث الإنساني" نكاية بالقبائل الرافضة لاستمرار حكمه  بعدما فعله أسياده كولن باول وكوندليزا رايس  في العراق وأفغانستان للانتقام من بيض شمال إفريقيا والشرق الأوسط على عهود الرق والعبودية التي عاني منها سود أميركا  .
وفي منطقة الشرق الأوسط  يعمل مشروع الحرب على الإرهاب على تنفيذ مؤامرات الإنجيليين بمحاصرة الشعوب اليهودية شرق المتوسط وذبحهم  بالحرب مع العرب و بيد  نفايات روسيا حتى ينزل مخلصهم وتقوم قيامتهم وتأتي صفقة القرن باستخدام التاجر ترامب لخصخصة السياسة الخارجية الأمريكية ببيع مواقف أميركا لمن يضاعف ثرواته ودعمه سياسات اليمين الاستيطاني بالذوبان القهري للاشكتاز والشرقيين في الأغلبية الروسية  واستخدام قانون القومية للإلغاء التدريجي للهوية العبرية لإسرائيل  كما حدث مع الشيشان ومسلمي أسيا الوسطى والمسيحيين غير الارثوكس الروس خدمة للحقد القيصري  وإنها هيمنة عائلة روتشيلد  الذراع الاقتصادي للمشروع الصهيوني  التي تملك نصف ثروة العالم و تسيطر على  صندوق النقد والبنك الدوليين والمصارف المركزية الغربية ومحاولة استبدالها بمليارديرات روس عبر حروب  ترامب الاقتصادية ضد الصين  لإفلاس الشركات العالمية المرتبطة بمنظومة عائلة روتشيلد التي يعتبرها ترامب خصمه التجاري ويحملها مسؤولية  فشل مشاريعه السابقة  لتتمكن  روسيا عبر شركات أغنياءها من السيطرة على ثروات إفريقيا والشرق الأوسط   بتدخلها  لمكافحة الإرهاب بالتعاون مع محور الممانعة بقيادة فيلق القدس الإيراني المعادي للسنة  واللوبي الزنجي المعادي لليهود الاشكناز تجار العبيد لمصلحة رؤساء من قوميات وطوائف حاكمة تستقوي بالكرملين  ضد أخرى مضطهدة ومعارضة .
 الثاني : مشروع الشرق الأوسط الكبير الذي ترعاه اللوبيات السامية البيضاء وتقوده على الساحة الأمريكية منظمة " أيباك" أكبر منظمات اللوبي اليهودي في واشنطن و منظمات المسلمين الأمريكيين ويعمل مع مؤسسات صنع القرار الأمريكي والغربي وترعاه اقتصاديا عائلة روتشيلد التي تدعم التآخي المسلم اليهودي في المنظومة الأمازيغية وتهيمن على الاقتصاد العالمي ويسعى لبناء دولة أزواد في منطقة المغرب الكبير وإحياء عملية السلام "حل الدولتين الساميتين مثل اسبانيا والبرتغال" بتنفيذ قرار الأمم المتحدة عام 1947  الذي نص على تقسيم فلسطين إلى دولتين الأولى إسرائيل على مساحة 55%  والثانية دولة فلسطين في الضفة الغربية وقطاع غزة على مساحة 45% من فلسطين التاريخية  وتكون القدس الشرقية عاصمة لدولة فلسطين الحليف المميز للغرب ولتحقيق ذلك يجب عقد مؤتمر دولي في بروكسيل على غرار مؤتمر مدريد يسبقه إجراء مفاوضات في لندن بين منظمة التحرير الفلسطينية الممثل الوحيد والشرعي للشعب الفلسطيني ومنظمة " ايباك" التي تمثل يهود العالم بحضور أحزاب إسرائيل برعاية منظمات المسلمين الأمريكيين وتشكيل آلية وساطة دولية متعددة لرعاية عملية السلام بإشراف الأسرة المالكة البريطانية الزعيم الإقليمي لمشروع الشرق الأوسط الكبير الذي يدور في فلكه المرجعيات الإعلامية الكبرى في الغرب مثل صحف واشنطن بوسط  ونيويورك تايمز وشبكة سي ان ان  وجور سليم بوسط  وهارتس وقناة إسرائيل 24 وبي بي سي والغارديان والتايمز وشبكات التواصل فيسبوك وتويتر وغوغل وياهو والمرجعيات الاقتصادية صندوق النقد والبنك الدوليين من أجل بناء مجتمع إنساني مبني على التآخي المسلم اليهودي .
 ونصرة قضايا  التآخي المسلم اليهودي ومنها عملية السلام على أساس حل الدولتين بحدودهما المنصوص عليها في قرار التقسيم عام1947 وإعادة تأهيل معسكر السلام الإسرائيلي الذي أسسه مناحييم  بيجن وإسحاق رابين وشمعون بيريز الذي ينتمي لمشروع الشرق الأوسط الكبير ويؤيده أغلب يهود الخارج ويلبي طموحات اللوبيات الإسرائيلية في الغرب ويضم سياسيين مخضرمين وشخصيات اعتبارية وضباط من مختلف الرتب في كل مفاصل الدولة  وكتاب ومفكرين ومن أبرز شخصياته  ووزراء سابقون و قادة المؤسسات السيادية الأمنية والعسكرية ويمثله معسكر أزرق ابيض وحزب العمل واليسار ومراكز دراسات الداخل والخارج  والمدونين المؤثرين وكبار الصحفيين والكتاب في إسرائيل  وإعادة إنتاج الأجيال الجديدة من أبناء الأسر اليهودية المرجعية السياسية مثل آل رابين و آل بن غوريون  وآل بيجن  وآل بيريز وآل كوهين وآل أزولاي وآل ليفي لقيادة المشهد الإسرائيلي على أساس دعم قضايا التآخي المسلم اليهودي في المنظومة الأمازيغية الذي يمثل مصلحة علياء ليكملوا انجازات الإباء المؤسسيين وتقديم تنازلات لصالح السلام الشامل كما فعل رجال الدولة العظماء مناحيم بيجن في كامب ديفيد وإسحاق رابين في اوسلو ووادي عربة  .
 وأن من أهم انجازات معسكر السلام القبول الإقليمي بإسرائيل دولة متوسطية في حدودها التي اقرها قرار التقسيم عام 1947 وشطب صفة العنصرية عن الصهيونية في الأمم المتحدة وتقاسم جائزة نوبل للسلام بين قادة إسرائيل إسحاق رابين وشمعون بيريز مع الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات والتطبيع الإعلامي بظهور شخصيات سياسية وإعلامية إسرائيلية في الإعلام العربي وإيجاد قضايا عادلة مشتركة يدافع عنها بعض العرب والإسرائيليين وأصبح السلام مع الفلسطينيين والعرب مصلحة علياء لليهود الاشكناز والشرقيين ولمنظومة "ايباك" الراغبة في الاستفادة من الجاليات الشرق أوسطية التي تؤيد قضايا مشتركة بين إسرائيل وتلك الشعوب لتعزيز دورها في التحكم بقواعد اللعبة في الدول الغربية واعتراف المؤرخين العرب بفضل اليهود الشرقيين  ودورهم في الحضارة الإسلامية في بغداد وقرطبة كتطوير الرياضيات والطب والهندسة والطبخ والمقام العراقي منذ أن كانوا يترجمون علوم الإغريق واليونان وقيام الدراما العربية بعرض مسلسلات تحكي عن الدور الايجابي لحارات اليهود في العالم العربي قبل نكبة فلسطين  .
وعبر مشروع الشرق الأوسط الكبير تعمل واشنطن و لندن وباريس على إعادة تأهيل معسكر الاستقلاليين في الساحة الأزوادية و تفصيل المشهد المغاربي على مقاسه عبر أدوات المشروع الإقليمية مثل الجنرال محمد ولد الشيخ الغزواني  في موريتانيا و الجنرال أحمد قايد صالح ومن يأتي به في الانتخابات الجزائرية ليكملوا ما بناه الرئيس معاوية ولد الطايع  رجل معسكر السلام  في منطقة الساحل واستئناف جهوده  لبناء تحالفات مغاربية افريقية لدعم استقلال أزواد وصناعة حلفاء للمعسكر الاستقلالي في منطقة الشرق الأوسط ليقود المشهد الأزوادي وتوحيد جهود الشعوب السامية  أتباع الديانات السماوية لبناء مستقبل مشرق لأجيالهم والتقريب بين المذاهب الإسلامية لاستعادة السلم الأهلي في مجتمعات المنطقة وإيجاد حلول سلمية للصراعات القائمة وتنشيط الاقتصاد السياحي الديني في دول مشروع الشرق الأوسط الكبير مهد الأديان السماوية ومن أبرز دوله الكبيرة تركيا المسلمة الأطلسية كما انضمت للمشروع دولة الكويت وسلطنة عمان لتعزيز مكانتهما الاستثمارية ودورهما كوسيط لحل الخلافات والأزمات في المنطقة ودعم اقتصاديات دوله غير النفطية مثل فلسطين والأردن ولبنان وباكستان ودول المغرب الكبير واندونيسيا وماليزيا وتايلاند والفلبين ومناصرة القضايا التي يدافع عنها المشروع ومنها دعم معسكر حكومة الوفاق الليبية بقيادة فائز السراج الحليف الاستراتيجي للمعسكر الاستقلالي الأزوادي ونشر الثقافة الإسلامية الصوفية في غرب إفريقيا للتحكم بقادتها عبر مرجعياتهم الدينية المغاربية لإنجاح مشروع الشرق الأوسط الكبير.
ومن أجل تحقيق أهداف شعب أزواد القريبة والبعيدة المدى يتعين الإسراع في إعادة ترتيب البيت الأزوادي والعمل لبناء تكتل وطني يضم معظم القوى مثل التحالف الكردستاني أو منظمة التحرير الفلسطينية أو قوى 14 آذار اللبنانية يحتفظ فيه كل فصيل وحزب ومنظمات المجتمع المدني  باستقلاله التنظيمي وخصوصيته لكنه جزء من منظومة وطنية أكبر من أجل استتباب الأمن ببناء دولة أزواد وعاصمتها تمبكتو آمنة مستقرة فاعلة  في محيطها الإقليمي والدولي فيدرالية بين ثلاثة أقاليم هي تمبكتو وغاو و كيدال بنظام برلماني يكون الرئيس من إقليم غاو ورئيس الحكومة من طوارق  تمبكتو بينما رئيس البرلمان من كيدال ورئيس مجلس الشيوخ من البرابيش ورئيس المجلس الاقتصادي والاجتماعي من السنغاي ورئيس مجلس القضاء من الفولان .
إن النضال السلمي أجدى وأنفع للقضايا العادلة  وأن المقاومة الذكية عبر القلم أفضل من العنتريات الكاذبة كما أن الدعوة إلى الإسلام تبدأ بتلميع صورته ثم تشجيع الجاليات المسلمة في الدول الغربية على المشاركة السياسية في بلدانهم والدخول في تحالفات لخدمة قضاياهم وتلميع صورة الإسلام وجعله رقم صعب في سياسة بلدانهم التي يحملون جنسيتها والمساهمة في تعديل دساتير وأنظمة وقوانين بلدانهم لإعطاء الدين الإسلامي مكانة تساوي بقية الأديان السماوية الأخرى في الغرب واستصدار قوانين وتشريعات تجرم الإساءة للإسلام ونبيه ورموزه وتجريم الإساءة للشعوب المسلمة مثل قوانين تجريم معاداة السامية وقوانين تجريم إنكار مذبحة الأرمن وجعل الأعياد والمناسبات الإسلامية عطل رسمية في الغرب وجعل الحجاب واللحية جزء من الهوية الشعبية في الدول الغربية وصولا لبناء لوبي سني قوي يحمي مصالح المسلمين السنة عبر العالم ويكبح جماح المؤامرات التي تحاك ضدهم من أجل تحقيق طموحاتهم ونصرة قضاياهم وفتح صفحة جديدة في علاقات العالم الإسلامي مع الغرب  مبنية على الاحترام المتبادل و التعامل بندية.
بقلم : أبو بكر الأنصاري
 رئيس المؤتمر الوطني الأزوادي


الثلاثاء، 6 أغسطس 2019

الاستقلاليون الأزواد رقم صعب في معادلات مشروع الشرق الأوسط الكبير




منذ انطلاق الربيع العربي عام 2011  تشهد منطقة الشرق الأوسط والمغرب الكبير تسونامي كبير عصف ببعض الدول التي أنشأتها اتفاقية سايس بيكو والتي لم تلبي تطلعات شعوبها بسبب هيمنة مافيات مرتبطة بقوى كبرى كما حدث مع دول أوروبا الشرقية قبل انهيار الاتحاد السوفيتي السابق وهو ما لم تستوعبه بعض القوى الإقليمية " محورها الممانعة بقيادة إيران ومعسكر نتنياهو" الذين يعملون لتدمير حراك الشعوب العربية ومعاقبتها على الإطاحة بحكامها المستبدين الذين كانوا ينسقون معهم لتبادل المعلومات حول المعارضين ومطالبة الدول الغربية التي يقيمون فيها بتسليمهم بحجة أنهم إرهابيين مطلوبين والتضييق على نضالهم حتى انفجر غضب الشعوب التي ليس لديها ما تخسره وأسقطت أنظمتها المستبدة  كما يقول المثل العربي " كل شيء زاد عن حده يتقلب إلى ضده "ولم تكتف تلك الأطراف سواء الداعمة لحكم الإخوان عبر منظومتها الإعلامية أو الممولة للثورات المضادة بقيادة معسكر نتنياهو الذي يستخدم أموال مشايخ الخليج لتدمير تضحيات شعوب المنطقة بل امتد طموحهم لنشر نفوذهم العالمي والإقليمي عبر التحالف مع إدارة ترامب ودعمه في صراعه ضد الدولة العميقة ومده بالمال لشراء ذمم قادة حزبه لتقويض دور المؤسسات السيادية وتقوية المشروع الروسي الداعم لليمين الاستيطاني عبر صفقة القرن على حساب هيمنة الاشكناز مما أربك الساحة الإسرائيلية وأدي لإعادة الانتخابات حتى تتاح للدولة العميقة فرصة التخلص من حكم معسكر اليمين بزعامة نتنياهو وإعادة إنتاج مشروع السلام الغربي الذي قاده أقطاب مملكة إسرائيل إسحاق رابين وشمعون بيريز و رعاه الرئيس الأمريكي السابق بيل كلينتون و الحسن الثاني ملك اليهود المغاربة .
 وقد عاني الشعب الأزوادي من تكالب مجلس وزراء الداخلية العرب الذي يدور في فلك معسكر اليمين بقيادة نتنياهو ومحور الممانعة والاتحاد الإفريقي المنظمة العنصرية المعادية للسامية التي تقف مع كل أسود ضد كل أبيض ونتيجة لضغط الأنظمة الداعمة لمالي انفجر غضب شعبنا وأدى لثورة عام 1990 انتهت باتفاقية مذلة وقعها أياد غالي رئيس الحركة الشعبية الأزوادية وأدى رفضها من طرف الشعب إلى انقسام الساحة إلى معسكرين متنافسين يدوركل منها في فلك مشروع إقليمي دولي .
الأول : معسكر الاندماجيين بقيادة إياد غالي زعيم حركة أنصار الدين القائد السابق للحركة الشعبية الأزوادية الذي انقلب على قادة ثورة 63 وجعل قضيته ومنظومته القبلية لعبة بيد القذافي والجنرال توفيق واللوبي الزنجي الأمريكي يستخدمونهم للانخراط  في التنظيمات المغضوب عليها غربيا  لتصفية القضية بحجة مكافحة الإرهاب ويضم المعسكر الاندماجي منسقية حركات أزواد بقيادة العباس اغ انتالا  والحركة الوطنية بقيادة بلال اغ الشريف وبلات فورم  يحولون الحراك الشعبي إلى فتن وصراعات قبلية تجعل المواطن يؤمن بأن بقاءه تحت ظلم مالي أفضل من فوضى الثورة وقد  سهلوا التدخل الفرنسي لاحتكار المشهد الأزوادي وفقدوا شعبيتهم بعد الإطاحة بجناح الجنرال توفيق وسجنه في معمعة الحراك الجزائري وأصبح مستقبلهم غامض بعد صعود قيادة أمازيغية للجيش الجزائري مؤيدة لاستقلال أزواد.
 الثاني : المعسكر الاستقلالي الذي أسسه الزعيمان الخالدان في قلوب الشعب الأزوادي الأمير محمد علي الأنصاري أمير طوارق ولاية تمبكتو والشهيد مانو دياك زعيم المقاومة في النيجر ويضم بعض  أتباع الأمير زيد اغ الطاهر القائد العسكري لثورة 63  والرافضين للاتفاقيات المذلة وهو تيار يضم منظومة القوى المطالبة بالاستقلال ويسعى لقيام دولة أزواد ويضم قادة  سياسيين مخضرمين وعسكريين من مختلف الرتب وزعماء تقليديين وشخصيات نسائية نضالية وإعلاميين وكتاب ومراجع دينية وشخصيات اعتبارية ومشاهير وشباب ناشطين في شبكات التواصل الاجتماعي ويمثل المعارضة التقليدية التي رفضت ضم أزواد لمالي منذ نهاية الخمسينات ويرفض كل الاتفاقيات المبرمة بين مالي والحركات الاندماجية  ونشاطه مستمر ويقوم  بالمقاومة السلمية السياسية والاجتماعية  والإعلامية عبر التعبئة والتثقيف النضالي داخليا ونشر ثقافة الاستقلال والدفاع عن القضية في المحافل الدولية والتصدي لخصومها في الخارج وصياغة الرواية الوطنية للصراع  وبلورة المشروع الوطني الأزوادي وصولا لتحقيق أهدافه وهي الاستقلال وبناء الدولة الأزوادية المستقلة الفاعلة في محيطها الإقليمي والدولي ويعتبر " المؤتمر الوطني الأزوادي " العمود الفقري والمتحدث باسم المعسكر الاستقلالي  .
وخلال السنوات الماضية عمل الاستقلاليون خلف الكواليس لإفشال مؤامرات اللوبي الزنجي الذي كان يحرض على منطقة الساحل الإفريقي بحجة مكافحة الإرهاب وقد تصدوا لمناوراته التي شارك فيها 32 دولة عربية وافريقية وأوروبية عام 2005 والتي جند لها  اللوبي الزنجي كبريات الفضائيات العربية والغربية لشيطنة سكان المنطقة وربطهم بكل ما هو مغضوب عليه غربيا وكان  يسعى لتهجير سكان المنطقة وتوطين زنوج جنوب الصحراء لنهب ثرواتها لمنافسة الحركة الصهيونية التي بنت مجدها من تجارة العبيد حيث طلب المعسكر الاستقلالي المساعدة من إخوانه اليهود الأمازيغ " آل عمران " المغاربة والجزائريين الذين تحركوا عبر منظمة " ايباك" اكبر منظمات اللوبي اليهودي الأمريكي و الدولة العميقة لرعاية مشروع لبناء "هلال سامي "يضم الأمازيغ والكرد واليهود الشرقيين وجعل التآخي المسلم اليهودي في المنظومة الأمازيغية  رقم صعب في معادلة حكم العالم وإستراتيجية للدولة العميقة الإسرائيلية وبفضله تمت الإطاحة بكل من تأمروا ضد قضية أزواد مثل الجنرال الأسود وليام ورد قائد الافريكوم والتصويت العقابي ضد الرئيس الفرنسي هولاند كما يعمل اليهود المغاربة والاشكناز لتحريك الدولة العميقة  لمعاقبة نتنياهو والإطاحة بحكومته عبر تحريك تهم فساد ضده وفضحه أمام الشعب الإسرائيلي واستخدام القضاء والإعلام والشرطة للتخلص منه وإعادة إنتاج مشروع السلام الذي قاده أقطاب مملكة إسرائيل إسحاق رابين وشمعون بيريز في التسعينات وأن الحراك الأزوادي جزء من المشهد الإقليمي في منطقة الشرق الأوسط والمغرب الكبير التي يتنافس فيها مشروعين غربيين منذ نهاية الحرب الباردة .بي
 الأول  : " مشروع الحرب على الإرهاب " برعاية اللوبي الزنجي الأمريكي المعادي للسامية الذي يتخذ من المحافظين الجدد والإنجيليين قناعه الأبيض ويعملون على جمع يهود العالم شرق المتوسط وذبحهم عبر حروب أهلية داخلية ومع الجيران العرب بانتظار قيامتهم وظهور مخلصهم وتقوده كوندليزا رايس وكولن باول و ينتمي إليه الرئيس دونالد ترامب الذي وصل للسلطة عبر القرصنة الروسية  محاط بخدام المشروع الروسي في واشنطن أمثال صهره كوشنير وغرينبلات وسفيره في إسرائيل فريدمان ومستشاره للأمن القومي بولتون وقد انطلق المشروع منذ أحداث 11 سبتمبر عام 2001 وتستقوي به الأنظمة المستبدة و يدعم  مالي ويستخدم معسكر الاندماجيين بقيادة اياد اغ غالي  لتحقيق أهدافه في الساحة الأزوادية وعبره تستخدم  موسكو أدواتها الغربية لتصفية حساباتها مع الحركة الصهيونية التي وقفت مع أميركا لتفكيك المعسكر السوفيتي وهو في ظاهره حرب صليبية ضد الإسلام السني  لحساب المشروع الفارسي وفي جوهره لعبة أمم لتصفية المشروع الصهيوني  لحساب اللوبي الزنجي وقد قاموا بانقلاب على رجال مملكة إسرائيل إسحاق رابين وشمعون بيريز وغيروا التركيبة العرقية الإسرائيلية بتهجير مواطنين فرس شيعة وبهائيين و من الاتحاد السوفيتي  ليسو يهود ليصبحوا أغلبية على حساب الاشكناز واليهود المغاربة لتدمير المشروع الصهيوني من الداخل وهذا ما يفسر الفوز المتتالي لمعسكر اليمين بقيادة نتنياهو خادم المشروع الروسي  وتأتي صفقة القرن الصغرى لبناء دولة غزة بقيادة تحالف دحلان وحماس بدعم من أدوات إيران الجهاد الإسلامي ومساندة خجولة من الجبهتين الشعبية والديمقراطية عبر زواج متعه بين محور الممانعة بقيادة إيران ومعسكر اليمين الاستيطاني لإفشال اتفاق أوسلو والسماح لطهران بتحريك حزب الله وحماس والجهاد لافتعال عنتريات ضد إسرائيل كلما وجدت نفسها في مأزق يحولها من قاتلة للسنة في العراق وسوريا إلى داعمة لمجددي عهد صلاح الدين الأيوبي الذين يحصلون على المال القطري عبر نتنياهو لتكريس الانقسام الفلسطيني ورفع شعبية معسكره في الانتخابات الإسرائيلية وتكريس حكم حماس في غزة لتقويض سلطة منظمة الحرير الفلسطينية وجعل القضية ورقة مساومات إقليمية وأما صفقة القرن الكبرى فهي بيع منطقة الشرق الأوسط وبحارها الدافئة لروسيا بترليون دور تدفعها دول الخليج لأمريكا على شكل صفقات سلاح مقابل توازن مواقفها بين أطراف الأزمة الخليجية وهيمنة سمسارها ترامب على الاقتصاد الأمريكي وتسويقه على أنه من أنعش الاقتصاد  بالمال الخليجي ووفر الوظائف واشترى ذمم أعضاء حزبه في الكونغرس للدفاع عنه في معارك كسر العظم بينه وبين الدولة العميقة وكسر شوكة المؤسسات الحاكمة في واشنطن واحتكار أدواته نتنياهو وحلفائه من شيوخ الخليج  الحكم في بلدانهم لخمسين سنة قادمة وتوريث الصفقة لأبنائهم .
وقد بدأ معسكر نتنياهو يتفكك وتخلى عنه الكثير من اليهود الفرس أنصار حركة مجاهدي خلق الذين رشحوا أمازيغية  لزعامتهم  كما أختار كثير من المهاجرين السوفيت ليبرمان رجل الكرملين لقيادتهم وتخلى عنه الفلاشة بسبب قمع الشرطة وتراجع المليارديرات في الخارج عن دعمه خوفا من تردي علاقاتهم مع المؤسسة الأمنية  و بدأ حلفائه من حكام الخليج يراجعون مواقفهم خوفا من معاقبة المؤسسات الأمريكية بعد رحيل ترامب الذي تخلت عنه المنظمات اليهودية الأمريكية  وتصدع حزبه الجمهوري وأن صفقة القرن تعمق الشرخ بين المهاجرين السوفييت  في المنطقة " ج " الذين يمثلهم طاقم ترامب ضد تحالف الاشكناز الغربيين والمغاربة الشرقيين كما تعمق الأحقاد والعداوات داخل المجتمع الإسرائيلي مثلما حدث بين أمراء الطوائف في الأندلس قبل سقوطها وأصبحت إسرائيل منبوذة من غالبية يهود العالم الذين يكرهون حكم اليمين بقيادة نتنياهو والتحق بعضهم  بحركة المقاطعة "بي دي اس " و تقلص حجم تبرعاتهم  للمنظمات المدافعة عن إسرائيل وكلما طالت فترة حكم نتنياهو حفتر اليمين الاستيطاني الراغب في توريث الحكم لابنه عبر صفقة القرن كان الثمن الذي ستدفعه الشعوب اليهودية المختلفة عرقيا ومذهبيا  أكثر فداحة وقد أصبح الاشكناز والمغاربة بعد ربع قرن على استشهاد إسحاق رابين يفضلون التحالف مع منظمة التحرير على أساس حل الدولتين والعودة لقرار التقسيم عام 47 وهو ما عبره عنه يهود المرت رئيس الحكومة الأسبق وتسبي ليفني ويعتبرونها  أفضل من دويلة المستوطنين السوفييت في المنطقة "ج" التي تهدد الهيمنة الاشكنازية على المشهد الإسرائيلي مثلما تهدد دويلة حماس ودحلان في غزة سلطة منظمة التحرير كما أدت قرارات ترمب حول القدس إلى تكريس العداوة بين إسرائيل وثلاثة مليار مسلم ومسيحي عبر العالم الذين يرفضون سيادتها على القدس ويصرون على العهدة العمرية التي تنظم العلاقات الدينية  بالعاصمة المقدسة كما يتمسكون بالوصاية الهاشمية المنبثقة عنها وقد تجعل صفقة القرن أمريكا وأوروبا ساحة لحروب يهودية ضد المسيحيين والمسلمون  بسبب قرارات ترامب الانتهازية  .
 الثاني : مشروع الشرق الأوسط الكبير الذي ترعاه اللوبيات السامية البيضاء ويقوده على الساحة الأمريكية منظمتا " أيباك" " وجي ستريت" أكبر منظمات اللوبي اليهودي بالتعاون مع منظمات المسلمين الأمريكيين ويعمل مع مؤسسات صنع القرار الأمريكي والغربي وقد انطلق منذ مؤتمر مدريد للسلام علم 1992  و يسعى لبناء دولة أزواد في منطقة المغرب الكبير وإحياء عملية السلام "حل الدولتين " بتنفيذ قرار الأمم المتحدة عام 1947  الذي نص على تقسيم فلسطين إلى دولتين إحداها  إسرائيل على مساحة 55%  والأخرى دولة فلسطين في الضفة الغربية وقطاع غزة على مساحة 45% من فلسطين التاريخية وتكون القدس الشرقية عاصمة  لدولة فلسطين الحليف المميز  للغرب وتكون غزة ميناء فلسطين المتوسطي ولتحقيق ذلك يجب إجراء مفاوضات في لندن بين منظمة التحرير الفلسطينية ومعسكر السلام الذي يدعمه اليهود الاشكناز والمغاربة عبر منظمتا " ايباك" و" جي  ستريت" بحضور أحزاب إسرائيل  ورعاية منظمات المسلمين الأمريكيين والأسرة المالكة البريطانية الزعيم الإقليمي لمشروع الشرق الأوسط الكبير تمهيدا لمؤتمر دولي على غرار مدريد عام 1992 ترسم فيه الخطوط العريضة للسلام بين إسرائيل وفلسطين والعالم الإسلامي عبر آلية وساطة متعددة تشارك فيها الرباعية الدولية وأطراف أخرى مثل التعاون الإسلامي والاتحاد من اجل المتوسط  بما يخدم التآخي المسلم اليهودي وأن ما يتوافق عليه مسلمو ويهود كل دولة غربية هو سياستها الرسمية مثلما يتخذ القادة الأمازيغ مواقفهم بناء على تفاهم مسلم يهودي لخدمة المصالح الأمازيغية العلياء وتنمية الأخلاق السياسة في إسرائيل وجعلها على نهج الأنبياء سليمان بن داوود وموسى بن عمران عليهم السلام  .
 ونصرة قضايا  التآخي المسلم اليهودي ومنها عملية السلام على أساس حل الدولتين بحدودهما المنصوص عليها في قرار التقسيم عام1947 وإعادة تأهيل معسكر السلام الإسرائيلي العمود الفقري لمملكة إسرائيل بقيادة الملك سليمان بن داود عليهما السلام الذي أسسه مناحييم  بيجن وإسحاق رابين وشمعون بيريز الذي ينتمي لمشروع الشرق الأوسط الكبير ويؤيده أغلب يهود العالم ويلبي طموحات اللوبيات الإسرائيلية عبر العالم ويضم سياسيين مخضرمين وشخصيات اعتبارية وضباط من مختلف الرتب في كل مفاصل الدولة والقادة السابقين والحاليين في المؤسستين العسكرية والأمنية وكتاب ومفكرين وقادة رأي ومدونين مؤثرين ومراكز دراسات إستراتيجية  ووزراء سابقون وقادة حزب ازرق أبيض الذين وصلوا لصدارة المشهد بفضل تصويت أنصار مشروع الهلال السامي من الاشكناز والمغاربة وإعادة إنتاج الأجيال الجديدة من أبناء الأسر اليهودية المرجعية السياسية مثل آل رابين و آل بن غوريون  وآل بيريز وآل كوهين وآل أزولاي وآل ليفي لقيادة المشهد الإسرائيلي على أساس دعم قضايا التآخي المسلم اليهودي في المنظومة الأمازيغية وتشكيل نظام سياسي توافقي وفق توازنات مشروع الشرق الأوسط الكبير وعلى أسس التآخي المسلم اليهودي بحيث يكون رئيس دولة إسرائيل من اليهود المغاربة الأمازيغ " آل عمران "وتكون رئاسة الحكومة وقيادة المؤسسة العسكرية  للاشكناز وأن تكون قيادة المؤسسات الأمنية لليهود الشرقيين وتكون رئاسة الكنيست ليهود أميركا وإفراز قيادات شابه تكمل ما بناه الآباء المؤسسيين  "بن غوريون ومناحيم بيغن  وإسحاق رابين وشمعون بيريز" لدمج شعب إسرائيل  في منظومة شعوب منطقة الشرق الأوسط.
 وأن من أهم انجازات معسكر السلام القبول الإقليمي بإسرائيل دولة متوسطية في حدودها التي اقرها قرار التقسيم عام 1947 وتقاسم جائزة نوبل للسلام بين قادة إسرائيل مع الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات وصدور المبادرة العربية عن قمة بيروت عام 2002 والتطبيع الإعلامي بظهور شخصيات سياسية وإعلامية إسرائيلية في الإعلام العربي وإيجاد قضايا عادلة مشتركة يدافع عنها بعض العرب والإسرائيليين  ليكون مشروع السلام مع الفلسطينيين مصلحة علياء لمنظومة اللوبيات اليهودية وصولا لجعل مملكة إسرائيل رقم صعب في إدارة العلاقات بين المنظومة الغربية مع العالم الإسلامي  بما يعود بالفائدة على شعوب وقضايا منطقة الشرق الأوسط والمغرب الكبير  .
وعبر مشروع الشرق الأوسط الكبير تعمل واشنطن ولندن وباريس على إعادة تأهيل معسكر الاستقلاليين في الساحة الأزوادية وصناعة حلفاء له في منطقة الشرق الأوسط ليقود المشهد الأزوادي وتوحيد جهود الشعوب السامية  أتباع الديانات السماوية لبناء مستقبل مشرق لأجيالهم  والتقريب بين المذاهب الإسلامية لاستعادة السلم الأهلي في مجتمعات المنطقة وإيجاد حلول سلمية للصراعات القائمة وتنشيط الاقتصاد السياحي الديني في دول مشروع الشرق الأوسط الكبير مهد الأديان السماوية كما انضمت للمشروع دولة الكويت وسلطنة عمان لتعزيز مكانتهما الاستثمارية ودورهما كوسيط لحل الخلافات والأزمات في المنطقة  لخدمة طموحاتهم الإقليمية ودعم اقتصاديات دوله غير النفطية مثل فلسطين والأردن ولبنان وباكستان ودول المغرب الكبير و اندونيسيا وماليزيا وتايلاند والفلبين ومناصرة القضايا التي يدافع عنها المشروع  ومنها دعم معسكر حكومة الوفاق الليبية بقيادة فايز السراج  الحليف الاستراتيجي للمعسكر الاستقلالي الأزوادي .
ومن أجل تحقيق أهداف شعب أزواد القريبة والبعيدة المدى يتعين الإسراع في إعادة ترتيب البيت الأزوادي والعمل لبناء تكتل وطني يضم معظم القوى مثل التحالف الكردستاني أو منظمة التحرير الفلسطينية أو قوى 14 آذار اللبنانية يحتفظ فيه كل فصيل وحزب ومنظمات المجتمع المدني  باستقلاله التنظيمي وخصوصيته لكنه جزء من منظومة وطنية أكبر من أجل استتباب الأمن ببناء دولة أزواد وعاصمتها تمبكتو آمنة مستقرة فاعلة  في محيطها الإقليمي والدولي فيدرالية بين ثلاثة أقاليم هي تمبكتو وغاو و كيدال عبر ديمقراطية توافقية بنظام برلماني يكون الرئيس من إقليم غاو ورئيس الحكومة من طوارق  تمبكتو بينما رئيس البرلمان من كيدال ورئيس مجلس الشيوخ من البرابيش ورئيس المجلس الاقتصادي والاجتماعي من السنغاي ورئيس مجلس القضاء من الفولان .
إن النضال السلمي أجدى وأنفع للقضايا العادلة وأن المقاومة الذكية عبر القلم أفضل من العنتريات الكاذبة كما أن الدعوة إلى الإسلام تبدأ بتلميع صورته ثم تشجيع الجاليات المسلمة في الدول الغربية على المشاركة السياسية في بلدانهم والدخول في تحالفات لخدمة قضاياهم وتلميع صورة الإسلام وجعله رقم صعب في سياسة بلدانهم التي يحملون جنسيتها والمساهمة في تعديل دساتير وأنظمة وقوانين بلدانهم لإعطاء الدين الإسلامي مكانة تساوي بقية الأديان السماوية الأخرى في الغرب واستصدار قوانين وتشريعات تجرم الإساءة للإسلام ونبيه ورموزه وتجريم الإساءة للشعوب المسلمة مثل قوانين تجريم معاداة السامية وقوانين تجريم إنكار مذبحة الأرمن وجعل الأعياد والمناسبات الإسلامية عطل رسمية في الغرب وجعل الحجاب واللحية جزء من الهوية الشعبية في الدول الغربية وصولا لبناء لوبي سني قوي يحمي مصالح المسلمين السنة عبر العالم ويكبح جماح المؤامرات التي تحاك ضدهم و تحقيق طموحاتهم ونصرة قضاياهم وفتح صفحة جديدة في علاقات العالم الإسلامي مع الغرب  مبنية على الاحترام المتبادل و التعامل بندية.
بقلم : أبو بكر الأنصاري
 رئيس المؤتمر الوطني الأزوادي

الأربعاء، 5 يونيو 2019

الاستقلاليون يعيدون إنتاج مشروعهم الوطني رغم تنافس الكبار على المنطقة




منذ عام 2011 شهدت منطقة الشرق الأوسط والمغرب الكبير ثورات أطاحت بالكثير من النظام الرسمي الذي صنعه انقلاب جمال عبد الناصر منذ انقلابه على الملك فاروق وصعود الشعبوية القومجية التي تتاجر بالقضية الفلسطينية للتغطية على تأمرها على قضايا شعوب المنطقة وقد شهدت الدول التي حكمها الانقلابين العرب كوارث بدأ بالنكسة عام 1967 وخسارة ما تبقى من فلسطين والجولان وسينا وتنازل العراق عن شط العرب في اتفاقية الجزائر من اجل تكالب إقليمي ضد الكرد  ووساطة رئيس مالي موديبو كيتا لوقف حرب الرمال بين المغرب والجزائر بعد سرقة ثورتها وتوظيفها لطموحات عبد الناصر القيادية مقابل تسليم قادة أزواد الأمير محمد علي الأنصاري والأمير زيد إلى باماكو ليقضوا 13 سنة في سجون مالي مرورا باستغلال الحكام العرب للورقة الفلسطينية في صراعاتهم كالزج بهم في أيلول الأسود لإرضاء غرور عبد الناصر والقذافي  وتوريطهم في الحرب الأهلية اللبنانية لإيجاد تبرير لحافظ الأسد للوصاية على لبنان والتلاعب بنسيجه الطائفي وفق حساباته مع الغرب أدت لحرب أهلية طاحنة وبعد ستين سنة من الفشل القومجي  ظهر الربيع العربي  لتصحيح المسار الخاطئ منذ انقلاب عبد الناصر وعنترياته التي جلبت الكوارث للعرب وخلال العقود  الماضية تدرج الأزواديين في ثوراتهم منذ عام 1963 التي سلم وسجن قادتها مرورا بهجرتهم للدول العربية وانخراطهم في جيش القذافي الذي استغلهم في مغامراته وحروبه حتى هرب مجموعة منهم وقاموا بثورة انتهت باتفاق مذل وقعه إياد اغ غالي قائد الحركة الشعبية الأزوادية وانقسمت الساحة إلى معسكرين .
الأول : معسكر الاندماجيين يقوده إياد غالي زعيم حركة أنصار الدين القائد السابق للحركة الشعبية الأزوادية الذي انقلب على قادة ثورة 63 وجعل قضيته ومنظومته القبلية لعبة بيد القذافي والجنرال توفيق  واللوبي الزنجي الأمريكي يستخدمونهم للانخراط  في التنظيمات المغضوب عليها غربيا  لتصفية القضية بحجة مكافحة الإرهاب ويضم المعسكر الاندماجي  منسقية حركات أزواد بقيادة العباس اغ انتالا  والحركة الوطنية بقيادة بلال اغ الشريف وبلات فورم  يحولون الحراك الشعبي إلى فتن وصراعات قبلية تجعل المواطن يؤمن بأن بقاءه تحت ظلم مالي أفضل من فوضى الثورة وقد  سهلوا التدخل الفرنسي لاحتكار المشهد الأزوادي و نفذوا المشاريع التصفوية  وارتموا في أحضان مالي ليفقدوا شعبيتهم وبعد الإطاحة بجناح الجنرال توفيق وسجنه في معمعة الحراك الجزائري أصبح مستقبلهم غامض بعد صعود قيادة أمازيغية للجيش الجزائري مؤيدة لاستقلال أزواد.
الثاني : المعسكر الاستقلالي الذي أسسه الزعيمان الخالدان في قلوب الشعب الأزوادي الأمير محمد علي الأنصاري أمير طوارق ولاية تمبكتو والشهيد مانو دياك زعيم المقاومة في النيجر و يضم بعض  أتباع الأمير زيد اغ الطاهر القائد العسكري لثورة 63  والرافضين للاتفاقيات المذلة وهو تيار يضم منظومة القوى المطالبة بالاستقلال ويسعى لقيام دولة أزواد ويضم قادة  سياسيين مخضرمين وعسكريين من مختلف الرتب وزعماء تقليديين وشخصيات نسائية نضالية وإعلاميين وكتاب ومراجع دينية وشخصيات اعتبارية ومشاهير وشباب ناشطين في شبكات التواصل الاجتماعي ويمثل المعارضة التقليدية التي رفضت ضم أزواد لمالي منذ نهاية الخمسينات ويرفض كل الاتفاقيات المبرمة بين مالي والحركات الاندماجية  ونشاطه مستمر و يقوم  بالمقاومة السلمية السياسية والاجتماعية  والإعلامية عبر التعبئة والتثقيف النضالي داخليا ونشر ثقافة الاستقلال والدفاع عن القضية في المحافل الدولية والتصدي لخصومها في الخارج وصياغة الرواية الوطنية للصراع  وبلورة المشروع الوطني الأزوادي وصولا لتحقيق أهدافه وهي الاستقلال وبناء الدولة الأزوادية المستقلة الفاعلة في محيطها الإقليمي والدولي ويعتبر " المؤتمر الوطني الأزوادي " العمود الفقري والمتحدث باسم المعسكر الاستقلالي  .
وخلال السنوات الماضية عمل الاستقلاليون خلف الكواليس لإفشال مؤامرات اللوبي الزنجي الذي كان يحرض على منطقة الساحل الإفريقي باسم مكافحة الإرهاب وقد تصدوا لمناوراته التي شارك فيها 32 دولة عربية وافريقية وأوروبية وكانت الحركة الزنجية تسعى لتهجير سكان المنطقة وتوطين زنوج جنوب الصحراء لنهب ثرواتها لمنافسة الحركة الصهيونية التي بنت مجدها من تجارة العبيد حيث طلب المعسكر الاستقلالي من إخوانه اليهود الأمازيغ المغاربة والجزائريين الذين تحركوا عبر منظمة " ايباك" اكبر منظمات اللوبي اليهودي الأمريكي و الدولة العميقة لرعاية مشروع لبناء "هلال سامي "يضم الأمازيغ والكرد واليهود الشرقيين العمود الفقري لمشروع الشرق الأوسط الكبير وجعل التآخي المسلم اليهودي في المنظومة الأمازيغية  رقم صعب في معادلة حكم العالم وإستراتيجية للدولة العميقة الإسرائيلية وبفضله تمت الإطاحة بكل من تأمروا ضد قضية أزواد مثل الجنرال الأسود وليام ورد قائد الافريكوم والتصويت العقابي ضد الرئيس الفرنسي هولاند بعد تدخله العسكري لصالح مالي كما يعمل اليهود المغاربة والاشكناز لتحريك الدولة العميقة  لمعاقبة نتنياهو عبر لإطاحة بحكومته أولا بتنحية وزير دفاعه يهودا براك الذي شارك طيرانه في قصف شعبنا ثم تحريك تهم فساد ضده وفضحه أمام الشعب الإسرائيلي واستخدام القضاء والإعلام والشرطة للتخلص منه وأصبح على نتنياهو التوصل لتسوية مع الشرطة بأن يستقيل ويعتزل السياسة مقابل أمانه الشخصي حفاظا على المصالح  العلياء الليكود الذي أسسه رجل السلام الاشكنازي مناحيم بيجن بطل معاهدة كامب ديفيد وبعد طي صفحة فساد نتنياهو العدو الأكبر لليهود المغاربة سوف يتم إعادة إنتاج مشروع الهلال السامي على أساس التآخي المسلم اليهودي في المنظومة الأمازيغية وأن الحراك الأزوادي جزء من المشهد الإقليمي في منطقة الشرق الأوسط والمغرب الكبير التي يتنافس فيها مشروعين غربيين منذ نهاية الحرب الباردة .
الأول  : " مشروع الحرب على الإرهاب " برعاية اللوبي الزنجي الأمريكي المعادي للسامية الذي يتخذ من المحافظين الجدد والإنجيليين  قناعه الأبيض وتقوده كوندليزا رايس وكولن باول و ينتمي إليه  الرئيس دونالد ترامب الذي وصل للسلطة عبر القرصنة الروسية  محاط بخدام المشروع الروسي في واشنطن أمثال صهره كوشنير وغرينبلات وسفيره في إسرائيل فريدمان  وقد انطلق المشروع منذ أحداث 11 سبتمبر عام 2001 وتستقوي به الأنظمة المستبدة و يدعم وحدة أراضي مالي ويستخدم معسكر الاندماجيين بقيادة اياد اغ غالي  لتحقيق أهدافه في الساحة الأزوادية ويعتبر في ظاهره حرب صليبية ضد الإسلام السني  لحساب المشروع الفارسي وفي جوهره لعبة أمم لتصفية المشروع الصهيوني  لحساب اللوبي الزنجي  المدعوم من الإمبراطورية الروسية للانتقام من الحركة الصهيونية على دورها في الحرب الباردة التي انتهت بتفكيك السوفييت وقد قاموا بانقلاب على رجال مملكة إسرائيل إسحاق رابين وشمعون بيريز  وغيروا التركيبة العرقية الإسرائيلية بتهجير مواطنين من أصفهان شيعة وبهائيين وكذلك مهاجرون روس ليسو يهود ليصبحوا  أغلبية على حساب الاشكناز واليهود المغاربة وهذا ما يفسر الفوز المتتالي لمعسكر اليمين بقيادة نتنياهو العمود الفقري للمشروع الروسي في إسرائيل بقيادة ترامب  وتأتي صفقة القرن الصغرى لبناء دولة غزة بقيادة تحالف دحلان وحماس بدعم من أدوات إيران الجهاد الإسلامي ومساندة خجولة من الجبهتين الشعبية والديمقراطية وأن دويلة الممانعة في غزة مكافأة لعنتريات حلفاء طهران الشريكة في المشروع الروسي بعد التكالب الداخلي والإقليمي لإفشال أوسلو والسماح لإيران بتحريك حزب الله وحماس والجهاد لافتعال عنتريات ضد إسرائيل كلما وجدت نفسها في مأزق  يحولها من قاتلة للسنة في العراق وسوريا إلى داعمة لمجددي عهد صلاح الدين الأيوبي الذين يحصلون على المال القطري عبر نتنياهو لتكريس الانقسام الفلسطيني واستخدام قنوات الجزيرة والميادين لشتم السلطة الفلسطينية وانتقادها للتغطية على الرفض الشعبي لحكم حماس الاستبدادي الفاشل الذي جلب الحروب المتتالية والحصار الذي دمر حياة المواطنين في غزة وأما صفقة القرن الكبرى فهي بيع منطقة الشرق الأوسط وبحارها الدافئة لروسيا بترليون دور تدفعها دول الخليج لأمريكا على شكل صفقات سلاح مقابل توازن مواقفها  بين أطراف الأزمة الخليجية وتسويق سمسارها ترامب على أنه الزعيم الذي أنعش الاقتصاد الأمريكي بالمال الخليجي ووفر الوظائف واشترى ذمم أعضاء حزبه في الكونغرس للدفاع عنه في معارك كسر العظم بينه وبين الدولة العميقة والمؤسسات وأنه صديق معسكر نتنياهو اليميني الاستيطاني الذي نقل سفارته للقدس وغطى جرائم المستبدين مثل خليفة حفتر عدو الأمازيغ في ليبيا نكاية بخصوم نتنياهو اليهود المغاربة  داخل إسرائيل.
وأن المشروع الروسي الذي يستخدم الحرب الأمريكية على الإرهاب لتفصيل منطقة الشرق الأوسط على مقاسه يعتمد على الجناح الفارسي في الليكود وعلى المهاجرين الروس غير اليهود ليصبحوا أغلبية تجعل نتنياهو  زعيم أسطوري  مثلما كان جمال عبد الناصر للقوميين العرب أيام الزمن الجميل " الأرض بتتكلم عربي " وبعد قانون القومية المفصل على مقاس معسكره تجري محاولات لاستصدار قانوني الحصانة و الولاء لمن يحكم إسرائيل بهدف إقصاء يهود أوروبا وأميركا والمغاربة المعارضين لليمين الاستيطاني  ومحاولة إعادة هيكلة بعض المصالح الحكومية بهدف خصصتها ليصبح قادتها مرتزقة موالين للزعيم القومجي  نتنياهو رجل موسكو في إسرائيل .
ويستخدم المشروع الروسي أدواته في واشنطن مثل كوشنير وغرينبلات وفريدمان لتفصيل حكام الخليج الموالين للبيت الأبيض على مقاسه كما يستخدم اليمين بقيادة نتنياهو لمحاولة اختراق اللوبيات اليهودية في واشنطن لتحريك سياستها الخارجية بما يخدم المصالح الروسية حتى تسيطر موسكو بطريقة ناعمة على مصالح أميركا الحيوية في المشرق العربي "إسرائيل والنفط العربي "عبر تحالف اليمين الاستيطاني بقيادة نتنياهو وحكام الخليج المرتبطين بمعسكر ترامب  لتمويل تخريب المنظومة الديمقراطية الغربية  والقضاء على أحزابها التقليدية العمال والمحافظين في بريطانيا والجمهوريين والديمقراطيين في أميركا كما حدث مع حزب العمل الإسرائيلي عبر دعم الأحزاب القومية الشعبوية  المتحالفة مع اليمين الاستيطاني لتفكيك الاتحاد الأوربي وفصله عن أميركا والتدخل في الانتخابات الغربية لصالحها وصولا لاستخدام إدارة ترامب ورموزها كوشنير وغرنبلات وبولتون لتفكيك حلف الناتو الذراع العسكري للمنظومة الغربية لتكون نهاية الحرب الصليبية الأمريكية على الإسلام المسماة بالحرب على الإرهاب هزيمة الطرفين "الروسي الفارسي "والغربي وتشكيل عالم متعدد الأقطاب يكون في دور هام للصين وشرق أسيا وأميركا اللاتينية .
 الثاني : مشروع الشرق الأوسط الكبير الذي ترعاه اللوبيات السامية البيضاء ويقوده على الساحة الأمريكية منظمتا " أيباك" " وجي ستريت" أكبر منظمات اللوبي اليهودي بالتعاون مع منظمات المسلمين الأمريكيين  ويعمل مع مؤسسات صنع القرار الأمريكي والغربي وقد انطلق منذ مؤتمر مدريد للسلام علم 1992  و يسعى لبناء دولة أزواد في منطقة المغرب الكبير وإحياء عملية السلام "حل الدولتين " بتنفيذ قرار الأمم المتحدة عام 1947  الذي نص على تقسيم فلسطين إلى دولتين إحداها  إسرائيل على مساحة 55%  والأخرى دولة فلسطين في الضفة الغربية وقطاع غزة على مساحة 45% من فلسطين التاريخية وتكون القدس الشرقية عاصمة  لدولة فلسطين الحليف المميز  للغرب وتكون غزة ميناء فلسطين المتوسطي ولتحقيق ذلك يجب إجراء مفاوضات في لندن بين منظمة التحرير الفلسطينية ومنظمتا " ايباك" و" جي  ستريت" بحضور أحزاب إسرائيل  وبرعاية منظمات المسلمين الأمريكيين والأسرة المالكة البريطانية الزعيم الإقليمي لمشروع الشرق الأوسط الكبير تمهيدا لمؤتمر دولي على غرار مدريد عام 1992 ترسم فيه الخطوط العريضة للسلام بين إسرائيل وفلسطين والعالم الإسلامي عبر آلية وساطة متعددة تشارك فيها الرباعية الدولية وأطراف أخرى مثل التعاون الإسلامي والاتحاد من اجل المتوسط  بما يخدم التآخي المسلم اليهودي وأن ما يتوافق عليه مسلمو ويهود كل دولة غربية هو سياستها الرسمية مثلما يتخذ القادة الأمازيغ مواقفهم بناء على تفاهم مسلم يهودي لخدمة المصالح الأمازيغية العلياء وتنمية الأخلاق السياسة في إسرائيل وجعلها على نهج الأنبياء سليمان بن داوود وموسى بن عمران عليهم السلام واحترام حقوق الإنسان وحسن الجوار مع الفلسطينيين وإلغاء جميع قوانين الفساد والاستبداد الاستيطانية و إي قانون  يعارض التآخي المسلم اليهودي يعتبر باطل وغير دستوري ويجب أن تلغيه المحكمة العلياء .
 ونصرة قضايا  التآخي المسلم اليهودي ومنها عملية السلام على أساس حل الدولتين بحدودهما المنصوص عليها في قرار التقسيم عام1947 وإعادة تأهيل معسكر السلام الإسرائيلي الذي أسسه مناحييم  بيجن وإسحاق رابين وشمعون بيريز الذي ينتمي لمشروع الشرق الأوسط الكبير ويؤيده أغلب يهود الخارج ويلبي طموحات اللوبيات الإسرائيلية في الغرب ويضم سياسيين مخضرمين وشخصيات اعتبارية وضباط من مختلف الرتب في كل مفاصل الدولة والقادة السابقين والحاليين في المؤسستين العسكرية والأمنية وكتاب ومفكرين وفادة رأي ومدونين مؤثرين ومراكز دراسات إستراتيجية  ووزراء سابقون وقادة حزب ازرق أبيض الذين وصلوا لصدارة المشهد بفضل تصويت أنصار مشروع الهلال السامي من الاشكناز والمغاربة وإعادة إنتاج الأجيال الجديدة من أبناء الأسر اليهودية المرجعية السياسية مثل آل رابين و آل بن غوريون  وآل بيريز وآل كوهين وآل أزولاي وآل ليفي لقيادة المشهد الإسرائيلي على أساس دعم قضايا التآخي المسلم اليهودي في المنظومة الأمازيغية وضم أشكناز روسيا الذين تنتمي إليهم الرئيسة غولدا مائير رئيسة الحكومة في الستينات إلى معسكر السلام بقيادة حزبا العمل وأزرق أبيض وتكليف جالياتهم في روسيا  بدور اللوبي الذي  يخدم مشروع الهلال السامي داخل منظومة الحكم الروسية مثلما تفعل منظمتا " ايباك " و" جي ستريت" في واشنطن  وتشكيل نظام سياسي توافقي وفق توازنات مشروع الشرق الأوسط الكبير على أسس التآخي المسلم اليهودي بحيث يكون رئيس دولة إسرائيل من اليهود المغاربة الأمازيغ " آل عمران "وتكون رئاسة الحكومة وقيادة المؤسسة العسكرية لليهود الاشكناز وأن تكون قيادة المؤسسات الأمنية لليهود الشرقيين وتكون رئاسة الكنيست ليهود أميركا  وإفراز قيادات شابه جديدة تكمل ما بناه الآباء المؤسسيين.
 وأن من أهم انجازات معسكر السلام القبول الإقليمي بإسرائيل دولة متوسطية في حدودها التي اقرها قرار التقسيم عام 1947 وتقاسم جائزة نوبل للسلام بين قادة إسرائيل مع الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات وصدور المبادرة العربية عن قمة بيروت عام 2002 والتطبيع الإعلامي بظهور شخصيات سياسية وإعلامية إسرائيلية في الإعلام العربي وإيجاد قضايا عادلة مشتركة يدافع عنها بعض العرب والإسرائيليين وأصبح السلام مع الفلسطينيين والعرب مصلحة علياء لمنظومة اللوبيات بقيادة "ايباك" و" جي ستريت" الراغبة في الاستفادة من الجاليات الشرق أوسطية   .
وعبر مشروع الشرق الأوسط الكبير تعمل واشنطن ولندن وباريس على إعادة تأهيل معسكر الاستقلاليين في الساحة الأزوادية وصناعة حلفاء له في منطقة الشرق الأوسط ليقود المشهد الأزوادي وتوحيد جهود الشعوب السامية  أتباع الديانات السماوية لبناء مستقبل مشرق لأجيالهم  والتقريب بين المذاهب الإسلامية لاستعادة السلم الأهلي في مجتمعات المنطقة وإيجاد حلول سلمية للصراعات القائمة وتنشيط الاقتصاد السياحي الديني في دول مشروع الشرق الأوسط الكبير مهد الأديان السماوية كما انضمت للمشروع دولة الكويت وسلطنة عمان لتعزيز مكانتهما الاستثمارية ودورهما كوسيط لحل الخلافات والأزمات في المنطقة  لخدمة طموحاتهم الإقليمية ودعم اقتصاديات دوله غير النفطية مثل فلسطين والأردن ولبنان وباكستان ودول المغرب الكبير و اندونيسيا وماليزيا وتايلاند والفلبين ومناصرة القضايا التي يدافع عنها المشروع  ومنها دعم معسكر حكومة الوفاق الليبية بقيادة فايز السراج المتحالف مع المعسكر الاستقلالي الأزوادي .
ومن أجل تحقيق أهداف شعب أزواد القريبة والبعيدة المدى يتعين الإسراع في إعادة ترتيب البيت الأزوادي والعمل لبناء تكتل وطني يضم معظم القوى مثل التحالف الكردستاني أو منظمة التحرير الفلسطينية أو قوى 14 آذار اللبنانية يحتفظ فيه كل فصيل وحزب ومنظمات المجتمع المدني  باستقلاله التنظيمي وخصوصيته لكنه جزء من منظومة وطنية أكبر من أجل استتباب الأمن ببناء دولة أزواد وعاصمتها تمبكتو آمنة مستقرة فاعلة  في محيطها الإقليمي والدولي فيدرالية بين ثلاثة أقاليم هي تمبكتو وغاو و كيدال عبر ديمقراطية توافقية بنظام برلماني يكون الرئيس من إقليم غاو ورئيس الحكومة من طوارق  تمبكتو بينما رئيس البرلمان من كيدال ورئيس مجلس الشيوخ من البرابيش ورئيس المجلس الاقتصادي والاجتماعي من السنغاي ورئيس مجلس القضاء من الفولان .
إن النضال السلمي أجدى وأنفع للقضايا العادلة  وأن المقاومة الذكية عبر القلم أفضل من العنتريات الكاذبة كما أن الدعوة إلى الإسلام تبدأ بتلميع صورته ثم تشجيع الجاليات المسلمة في الدول الغربية على المشاركة السياسية في بلدانهم والدخول في تحالفات لخدمة قضاياهم وتلميع صورة الإسلام وجعله رقم صعب في سياسة بلدانهم التي يحملون جنسيتها والمساهمة في تعديل دساتير وأنظمة وقوانين بلدانهم لإعطاء الدين الإسلامي مكانة تساوي بقية الأديان السماوية الأخرى في الغرب واستصدار قوانين وتشريعات تجرم الإساءة للإسلام ونبيه ورموزه وتجريم الإساءة للشعوب المسلمة مثل قوانين تجريم معاداة السامية وقوانين تجريم إنكار مذبحة الأرمن وجعل الأعياد والمناسبات الإسلامية عطل رسمية في الغرب وجعل الحجاب واللحية جزء من الهوية الشعبية في الدول الغربية وصولا لبناء لوبي سني قوي يحمي مصالح المسلمين السنة عبر العالم ويكبح جماح المؤامرات التي تحاك ضدهم و تحقيق طموحاتهم ونصرة قضاياهم وفتح صفحة جديدة في علاقات العالم الإسلامي مع الغرب  مبنية على الاحترام المتبادل و التعامل بندية.
بقلم : أبو بكر الأنصاري
 رئيس المؤتمر الوطني الأزوادي