الأربعاء، 7 نوفمبر 2018

أزواد بين انجازات مشروع الشرق الأوسط الكبير و تحديات الحرب على الإرهاب




في عالم تجري فيه تحولات عميقة يتصاعد  نفوذ دول كبرى وبتراجع تأثير أخرى يتعين على أصحاب القضايا العادلة مثل أزواد التي دفعت أثمان فادحة خلال التحولات السابقة كانسحاب الاستعمار الأوروبي بعد الحرب العالمية الثانية وقيام الدول الوطنية الإفريقية والعربية وما رافقها من تحالفات وصفقات منها ما حدث في نهاية الخمسينات عندما رعى الرئيس الفرنسي شارل ديغول صفقة القرن الأولى بتقسيم بلاد الطوارق بين أربع دول افريقية وعربية من أجل بناء تحالف عربي إفريقي لمواجهة تحالف الصهيونية الاشكنازية المكون من إسرائيل وجنوب إفريقيا البيضاء وتم بذلك مصادرة حقنا في الاستقلال وأصبحت إفريقيا السوداء والأنظمة العربية المستبدة متكالبين ضدنا وهو ما تحاول إدارة ترامب عبر صفقة القرن الثانية تكراره في الشرق الأوسط بإنشاء تحالف بين بعض أتباعها العرب واليمين الاستيطاني الروسي الأصفهاني لمواجهة محور المقاومة بتصفية حل الدولتين وإنهاء صلاحية اليهود الاشكناز وشركائهم اليهود الشرقيين عبر فرض حل الدولة القومية الروسية الاستيطانية بنكهة فارسية أصفهانية من البحر إلى النهر التي أقرها قانون القومية عبر الكنيست.
على الرغم من دور الطوارق في نصرة قضايا العرب و أن 45% من المليون وتصف شهيد الذين قدموا أرواحهم لاستقلال الجزائر كانوا من أزواد والنيجر فقد أصبحت جبهة التحرير الجزائرية وجنرالاتها ألد أعداء الحقوق الوطنية لشعبنا كما فعل رئيسها هواري بومدين مع يهود الجزائر الذين مولوا جهاد الشعب الجزائري ضد فرنسا وأنفقوا على أرامل وأيتام وثكالى الثورة وكان قادتهم أول من بايعوا الأمير عبد القادر الجزائري على الجهاد ومع ذلك طردوا أذلاء من وطنهم الذي ضحوا من أجل استقلاله بموجب صفقة القرن الأولى بين عبد الناصر وديجول وبسبب مذابح جيش مالي بأسلحة مصرية وعربية كما تدهور المناخ بسبب التجارب النووية الفرنسية عامي 1960 و1962  وتغيير مجرى نهر النيجر ليروي جنوب مالي ويعطش شمالها ومصادرة مزارع الطوارق ومنحها لأخريين من قوميات أخرى وقد هاجر مئات الآلاف من الأزواديين للعالم العربي ليعشوا كأجانب محتقرين لا يتمتعون بأي حقوق مدنية وتربت أجيال مجهولة الجنسية لا ماليين ولا يحملون جنسيات البلدان العربية التي ولدوا أو تربوا فيها  ليصبحوا أداة للاستغلال في حروب القذافي وفي عام 1990 هرب مجموعة منهم من ليبيا وقاموا بثورة  انتهت باتفاقية مذلة وقعها أياد اغ غالي زعيم الحركة الشعبية الأزوادية تخلى فيها عن الثوابت الوطنية وانقسمت الساحة إلى معسكرين متنافسين .
الأول : معسكر الاندماجيين يقوده إياد غالي زعيم حركة أنصار الدين القائد السابق للحركة الشعبية الأزوادية  الذي انقلب على قادة ثورة 63 وجعل قضيته ومنظومته القبلية  لعبة بيد القذافي والجنرال توفيق  واللوبي الزنجي الأمريكي يستخدمونه للانخراط  في التنظيمات المغضوب عليها غربيا  لتصفية القضية بحجة مكافحة الإرهاب ويضم المعسكر الاندماجي  منسقية حركات أزواد بقيادة العباس اغ انتالا  وحركة بلال اغ الشريف وبلات فورم  يحولون الحراك الشعبي إلى فتن وصراعات قبلية تجعل المواطن يؤمن بأن بقاءه تحت ظلم  مالي أفضل من فوضى الثورة  و تستخدم  بعض الدول الإقليمية الاندماجيين لتسويق نفسها  على أنها  راعي ضامن للاستقرار الإقليمي .
 الثاني : المعسكر الاستقلالي  الذي أسسه الزعيمان الخالدان في قلوب الشعب الأزوادي الأمير محمد علي الأنصاري أمير طوارق ولاية تمبكتو والشهيد مانو دياك زعيم المقاومة في النيجر و يضم بعض  أتباع الأمير زيد اغ الطاهر  القائد العسكري لثورة 63  والرافضين للاتفاقيات المذلة وهو تيار يضم منظومة القوى المطالبة بالاستقلال  ويسعى لقيام دولة أزواد ويضم قادة  سياسيين مخضرمين وعسكريين من مختلف الرتب  وزعماء تقليديين وشخصيات نسائية نضالية وإعلاميين وكتاب ومراجع دينية وشخصيات اعتبارية ومشاهير وشباب ناشطين في شبكات التواصل الاجتماعي ويمثل المعارضة التقليدية التي رفضت ضم أزواد لمالي منذ نهاية الخمسينات ويرفض كل الاتفاقيات المبرمة بين مالي والحركات  الاندماجية  ونشاطه مستمر و يقوم  بالمقاومة السلمية السياسية والاجتماعية  والإعلامية عبر التعبئة والتثقيف النضالي داخليا ونشر ثقافة الاستقلال والدفاع عن القضية في المحافل الدولية والتصدي لخصومها في الخارج وصياغة الرواية الوطنية للصراع  وبلورة المشروع الوطني الأزوادي وصولا لتحقيق أهدافه وهي الاستقلال وبناء الدولة الأزوادية  المستقلة الفاعلة في محيطها الإقليمي والدولي ويعتبر " المؤتمر الوطني الأزوادي " العمود الفقري والمتحدث باسم المعسكر الاستقلالي  .
وخلال السنوات الماضية عمل المعسكر الاستقلالي خلف الكواليس من أجل التصدي لمؤامرات اللوبي الزنجي الذي كان يحرض على غزو إقليم أزواد بحجة مكافحة الإرهاب بعد مناورات عام 2005 التي قامت بها واشنطن مع 32 دولة عربية افريقية في صحراء تمبكتو حيث طلب الاستقلاليون مساعدة اليهود الأمازيغ  الذين تحركوا عبر منظمة " أيباك" أكبر منظمات اللوبي الإسرائيلي  في واشنطن لإنجاح مشروع الشرق الأوسط الكبير عبر تفعيل التآخي المسلم اليهودي في المنظومة الأمازيغية وجعله رقم صعب في معادلة حكم العالم وتم التصدي لكثير من مؤامرات اللوبي الزنجي في منطقة المغرب الكبير والإطاحة بمن كانوا يخططون للإضرار بقضية أزواد أمثال وليام وورد القائد الأسود السابق لافريكوم   والتصويت العقابي ضد الرئيس الفرنسي هولاند وأن الحراك الأزوادي جزء من المشهد الإقليمي في منطقة الشرق الأوسط والمغرب الكبير التي يتنافس فيها مشروعين غربيين .
 الأول  : " مشروع الحرب على الإرهاب منذ أحداث 11 سبتمبر عام 2001 " برعاية اللوبي الزنجي الأمريكي المعادي للسامية الذي يستخدم المحافظين الجدد ويدعمه المتطرفون الإنجيليون ويقوده كل من كوندليزا رايس ورامسفلد وديك شيني وبول بيريمر و ينتمي إليه التاجر الرئيس دونالد ترامب المتهم بالوصول للسلطة عبر القرصنة الروسية وعبره يعمل يهود أصفهان الفرس في الليكود الذين يشتركون مع المتطرفين الإنجيليين في معتقدات وأساطير لتجمع استيطاني لمؤمنين بفكرتهم شرق المتوسط بانتظار ظهور إمامهم الغائب الذي يعتبر زعيم يهود أصفهان نفسه من حوارييه ويعتنقوا مسيحيته المنتظرة بدعم من اللوبي الزنجي المعادي لليهود الاشكناز تجار العبيد بين ضفتي الأطلسي و استغلال العلاقات الأمريكية - الإسرائيلية لتوريط واشنطن في حروب استباقية  ضد أعداء المشروع الفارسي أمثال حركة طالبان وصدام حسين وتطويرها إلى حرب صليبية ضد الإسلام السني وتسليم العراق للقوى الشيعية الموالية لإيران وصولا لبناء دولة القومية الروسية بنكهتها الفارسية التي أقرها الكنيست بأغلبية استيطانية استجابة للأساطير الأصفهانية الإنجيلية و به تستقوي الأنظمة المستبدة و يدعم وحدة أراضي مالي ويستخدم معسكر الاندماجيين بقيادة إياد اغ غالي  لتحقيق أهدافه في الساحة الأزوادية وأن مشروع الحرب على الإرهاب لعبة أمم  لتصفية المنظومة الصهيونية حتى يتخلى الغرب عن اليهود الاشكناز والشرقيين وحلفائه السنة ويستبدلهم بالفرس قادة محور المقاومة ويهود أصفهان الفرس في الليكود كوكلاء للغرب في منطقة الشرق الأوسط  وتحويل بعض أركان الإسلام إلى أعمال إرهابية مثل الصلاة في المساجد إلى تكوين خلايا إرهابية نائمة و دفع الزكاة  إلى تمويل للإرهاب و أداء فريضة الحج  إلى اجتماع تنسيقي عالمي للخلايا الإرهابية  ضمن قواعد  لعبة حروب أميركا الإستباقية ضد أعداء المشروع الفارسي  لتوسيع الهوة بين الحكام  العرب المرتبطين بالغرب وشعوبهم وصناعة معارضات مسلحة لنشر الفوضى الخلاقة وتعطيل فعالية المؤسسات السيادية الغربية لتمرير مرشحي الحرب على الإرهاب وصفقاتهم عبر المال السياسي الفاسد وخصخصة السياسة الخارجية الأمريكية لتصبح مصالح شخصية بين بعض القادة في البيت الأبيض ومموليهم مع مسؤوليين فاسدين أو مستبدين بعينهم في الشرق الأوسط  لتحقيق  أرباح مالية عبر صفقات السلاح وتهميش دور المؤسسات الأمريكية.
  ويهدف مشروع الحرب على الإرهاب إلى تقسيم بلدان المنطقة بين سيطرة الفرس وهيمنة الزنوج عبر فوضى خلاقة يقتل فيها البيض بعضهم بعضا ومن ذلك "صفقة القرن" التي تهدف فلسطينيا "لبناء دولة في غزة "يحكمها تحالف حماس ودحلان  لإقصاء منظمة التحرير الفلسطينية وإسرائيليا تعمل صفقة القرن لتقوية اليمين الروسي الاستيطاني بقيادة الليكود الفارسي أدوات اللوبي الزنجي في الساحة الإسرائيلية ومساعدة بنيامين نتنياهو المدعوم من مستوطنو أصفهان على الانتقام من اليهود المغاربة الشرقيين الذين أطاحوا بحكومته الأولى في التسعينات بسبب إساءته الأدب مع ملكهم الحسن الثاني مهندس معاهدة وادي عربة وتغيير التركيبة العرقية الإسرائيلية بعد استشهاد إسحاق رابين الذي لقي ربه وهو يحقن دماء بني إبراهيم عليه السلام  بزيادة وتيرة تهجير الروس وفرس أصفهان والفلاشة  وجعلهم أغلبية وتحويل مستوطنو أصفهان إلى كتلة داخل الليكود تدعم  نتنياهو للإطاحة بغريمه ارئيل شارون و صولا لسن قانون القومية الذي يؤسس لقيام دولة الابرتهايد  الروسية من البحر إلى النهر يهيمن عليها المستوطنون القادمين من جمهوريات السوفييت وأغلبهم ليسو يهود ولا ناقة لهم في الحركة الصهيونية ولا جمل بالتعاون مع مستوطني أصفهان الليكود  دعما للمشروع الفارسي الإيراني  لتغيير موازيين القوى في الشرق الأوسط  لصالح موسكو ضد الغرب  بعد مائة سنة على وعد بلفور تأني صفقة القرن وقرارات ترامب  لسحب البساط  من تحت أقدام مشروع تيودور هرتزل وحركته الصهيونية وكسر جناحيها اليهودي الاشكنازي واليهودي الشرقي .
وأن قانون القومية الذي أقره الكنيست سيؤدي على المدى المتوسط  للإطاحة بحكم الاشكناز للمنظومة الإسرائيلية و يمارس التمييز ضد شركائهم اليهود الشرقيين لتكون إسرائيل بعد صفقة القرن بجوار سوريا بعد نهاية حربها الأهلية جمهوريتي موز يجري اختيار قادتهما عبر تفاهمات روسية إيرانية مع محور ترامب العربي  وحديقتان خلفيتان للإمبراطوريتين الروسية والفارسية في شرق المتوسط وقد هدد فريدمان سفير ترامب والإنجيليين في تل أبيب المتحالف مع الأحزاب الروسية والليكود الأصفهاني بان تفكيك مستوطنات الروس وفرس أصفهان سيؤدي إلى حرب أهلية في إسرائيل بين أعراقها المتنوعة وقد برزت أصوات من اليهود الاشكناز مثل ايهود اولمرت رئيس الحكومة السابق تسعى للسلام والتعاون مع منظمة التحرير الفلسطينية لمواجهة الخطر الروسي الفارسي الذي يمثله الائتلاف الحاكم بقيادة نتنياهو وبروز مقاومة يخوضها يهود مغاربة مثل رئيس حزب العمل لبلورة إستراتيجية شاملة لحماية اليهود الشرقيين من تبعات صفقة القرن التي تحملها القنبلة البشرية الاستيطانية الروسية الفارسية التي زرعها اللوبي الزنجي والمتطرفين الإنجيلين  .
الثاني : مشروع الشرق الأوسط الكبير الذي ترعاه اللوبيات السامية البيضاء وتقوده على الساحة الأمريكية منظمة " أيباك" أكبر منظمات اللوبي اليهودي في واشنطن و منظمات المسلمين الأمريكيين ويعمل مع مؤسسات صنع القرار الأمريكي والغربي و يسعى لبناء دولة أزواد في منطقة المغرب الكبير وإحياء عملية السلام "حل الدولتين الساميتين مثل اسبانيا والبرتغال" بتنفيذ قرار الأمم المتحدة عام 1947  الذي نص على تقسيم فلسطين إلى دولتين الأولى إسرائيل على مساحة 55% لأحفاد إسحاق بن إبراهيم عليهما السلام  والثانية دولة فلسطين في الضفة الغربية وقطاع غزة على مساحة 45% من فلسطين التاريخية لأحفاد إسماعيل بن إبراهيم عليهما السلام وتكون القدس الشرقية عاصمة لدولة فلسطين الحليف المميز للغرب ولتحقيق ذلك يجب عقد مؤتمر دولي في بروكسيل على غرار مؤتمر مدريد يسبقه إجراء مفاوضات في لندن بين منظمة التحرير الفلسطينية الممثل الوحيد والشرعي للشعب الفلسطيني ومنظمة " ايباك" التي تمثل يهود العالم بحضور أحزاب إسرائيل برعاية منظمات المسلمين الأمريكيين وتشكيل آلية وساطة دولية متعددة لرعاية عملية السلام بإشراف الأسرة المالكة البريطانية الزعيم الإقليمي لمشروع الشرق الأوسط الكبير الذي يدور في فلكه المرجعيات الإعلامية الكبرى في الغرب مثل صحف واشنطن بوسط  ونيويورك تايمز وشبكة سي ان ان  وجور سليم بوسط  وهارتس وقناة إسرائيل 24 وبي بي سي والغارديان والتايمز وشبكات التواصل فيسبوك وتويتر وغوغل وياهو والمرجعيات الاقتصادية صندوق النقد والبنك الدوليين والعلامات التجارية الراعية لملابس الفرق الرياضية من أجل بناء مجتمع إنساني مبني على التآخي المسلم اليهودي ليكون ما يتوافق عليه مسلمو ويهود كل دولة غربية هو سياستها الرسمية في منطقة الشرق الأوسط والمغرب الكبير مثلما يتخذ القادة الأمازيغ مواقفهم بناء على تفاهم مسلم يهودي لخدمة المصالح الأمازيغية العلياء على ضوء تشكيل نظام عالمي متعدد الأقطاب ستفرزه موازيين القوى العالمية الجديدة .
 ونصرة قضايا  التآخي المسلم اليهودي ومنها عملية السلام على أساس حل الدولتين بحدودهما المنصوص عليها في قرار التقسيم عام1947 وإعادة تأهيل معسكر السلام الإسرائيلي الذي أسسه مناحييم  بيجن وإسحاق رابين وشمعون بيريز الذي ينتمي لمشروع الشرق الأوسط الكبير ويؤيده أغلب يهود الخارج ويلبي طموحات اللوبيات الإسرائيلية في الغرب ويضم سياسيين مخضرمين وشخصيات اعتبارية وضباط من مختلف الرتب في كل مفاصل الدولة وقادة سابقين في المؤسستين العسكرية والأمنية وكتاب ومفكرين ومن أبرز شخصياته  داليا رابين نائبة وزير دفاع سابقة وتسيبي ليفني وزيرة خارجية سابقة ووزراء سابقون وغابي اشكنازي قائد سابق للجيش ويهودا اولمرت رئيس حكومة سابق وقيادات المعسكر الصهيوني وإعادة إنتاج الأجيال الجديدة من أبناء الأسر اليهودية المرجعية السياسية مثل آل رابين و آل بن غوريون  وآل مائير  وآل بيجن وآل شامير وآل بيريز وآل كوهين وآل أزولاي وآل ليفي لقيادة المشهد الإسرائيلي على أساس دعم قضايا التآخي المسلم اليهودي في المنظومة الأمازيغية الذي يمثل مصلحة علياء ليكملوا انجازات الإباء المؤسسيين وتقديم تنازلات لصالح السلام الشامل كما فعل رجال الدولة العظماء مناحيم بيجن في كامب ديفيد وإسحاق رابين في اوسلو ووادي عربة  .
 وأن من أهم انجازات معسكر السلام القبول الإقليمي بإسرائيل دولة متوسطية في حدودها التي اقرها قرار التقسيم عام 1947 وشطب صفة العنصرية عن الصهيونية في الأمم المتحدة وتقاسم جائزة نوبل للسلام بين قادة إسرائيل إسحاق رابين وشمعون بيريز مع الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات والتطبيع الإعلامي بظهور شخصيات سياسية وإعلامية إسرائيلية في الإعلام العربي وإيجاد قضايا عادلة مشتركة يدافع عنها بعض العرب والإسرائيليين وأصبح السلام مع الفلسطينيين والعرب مصلحة علياء لليهود الاشكناز والشرقيين ولمنظومة "ايباك" الراغبة في الاستفادة من الجاليات الشرق أوسطية التي تؤيد قضايا مشتركة بين إسرائيل وتلك الشعوب لتعزيز دورها في التحكم بقواعد اللعبة في الدول الغربية واعتراف المؤرخين العرب بفضل اليهود ودورهم في الحضارة الإسلامية في بغداد وقرطبة كتطوير الرياضيات والطب والهندسة والطبخ والقفطان المغربي والمقام العراقي منذ أن كانوا يترجمون علوم الإغريق واليونان وقيام الدراما العربية بعرض مسلسلات تحكي عن الدور الايجابي لحارات اليهود في العالم العربي قبل نكبة فلسطين .
وعبر مشروع الشرق الأوسط الكبير تعمل واشنطن و لندن وباريس على إعادة تأهيل معسكر الاستقلاليين في الساحة الأزوادية وصناعة حلفاء له في منطقة الشرق الأوسط ليقود المشهد الأزوادي وتوحيد جهود الشعوب السامية  أتباع الديانات السماوية لبناء مستقبل مشرق لأجيالهم  والتقريب بين المذاهب الإسلامية لاستعادة السلم الأهلي في مجتمعات المنطقة وإيجاد حلول سلمية للصراعات القائمة وتنشيط الاقتصاد السياحي الديني في دول مشروع الشرق الأوسط الكبير مهد الأديان السماوية ومن أبرز دوله الكبيرة تركيا المسلمة الأطلسية كما انضمت للمشروع دولة الكويت وسلطنة عمان لتعزيز مكانتهما الاستثمارية ودورهما كوسيط لحل الخلافات والأزمات في المنطقة ودولة قطر كذراع استثماري إقليمي يدعم اقتصاديات دوله غير النفطية مثل فلسطين والأردن ولبنان وباكستان ودول المغرب الكبير و اندونيسيا وماليزيا وتايلاند والفلبين ومناصرة القضايا التي يدافع عنها المشروع إعلاميا .
ومن أجل تحقيق أهداف شعب أزواد القريبة والبعيدة المدى يتعين الإسراع في إعادة ترتيب البيت الأزوادي والعمل لبناء تكتل وطني يضم معظم القوى مثل التحالف الكردستاني أو منظمة التحرير الفلسطينية أو قوى 14 آذار اللبنانية يحتفظ فيه كل فصيل وحزب ومنظمات المجتمع المدني  باستقلاله التنظيمي وخصوصيته لكنه جزء من منظومة وطنية أكبر من أجل استتباب الأمن ببناء دولة أزواد وعاصمتها تمبكتو آمنة مستقرة فاعلة  في محيطها الإقليمي والدولي فيدرالية بين ثلاثة أقاليم هي تمبكتو وغاو و كيدال بنظام برلماني يكون الرئيس من إقليم غاو ورئيس الحكومة من طوارق  تمبكتو بينما رئيس البرلمان من كيدال ورئيس مجلس الشيوخ من البرابيش ورئيس المجلس الاقتصادي والاجتماعي من السنغاي ورئيس مجلس القضاء من الفولان .
إن النضال السلمي أجدى وأنفع للقضايا العادلة  وأن المقاومة الذكية عبر القلم أفضل من العنتريات الكاذبة كما أن الدعوة إلى الإسلام تبدأ بتلميع صورته ثم تشجيع الجاليات المسلمة في الدول الغربية على المشاركة السياسية في بلدانهم والدخول في تحالفات لخدمة قضاياهم وتلميع صورة الإسلام وجعله رقم صعب في سياسة بلدانهم التي يحملون جنسيتها والمساهمة في تعديل دساتير وأنظمة وقوانين بلدانهم لإعطاء الدين الإسلامي مكانة تساوي بقية الأديان السماوية الأخرى في الغرب واستصدار قوانين وتشريعات تجرم الإساءة للإسلام ونبيه ورموزه وتجريم الإساءة للشعوب المسلمة مثل قوانين تجريم معاداة السامية وقوانين تجريم إنكار مذبحة الأرمن وجعل الأعياد والمناسبات الإسلامية عطل رسمية في الغرب وجعل الحجاب واللحية جزء من الهوية الشعبية في الدول الغربية وصولا لبناء لوبي سني قوي يحمي مصالح المسلمين السنة عبر العالم ويكبح جماح المؤامرات التي تحاك ضدهم من أجل تحقيق طموحاتهم ونصرة قضاياهم وفتح صفحة جديدة في علاقات العالم الإسلامي مع الغرب  مبنية على الاحترام المتبادل و التعامل بندية.
بقلم : أبو بكر الأنصاري
 رئيس المؤتمر الوطني الأزوادي