الأحد، 10 فبراير 2019

الاستقلاليون فن إدارة الصراع على ضوء تضارب المشاريع الإقليمية والدولية




مما لاشك فيه أنه لا يوجد شعب أو قضية يعيشون في جزيرة معزولة  وأن جميع القضايا تتأثر وتؤثر في المشهد الإقليمي بسبب التدخلات المحيطة والدولية  منذ نهاية الحرب العالمية الثانية وتأسيس الدول الوطنية العربية والإفريقية والمفصلة على مقياس أهداف القوى الكبرى التي صنعتها فلكل دولة في المنطقة دور وظيفي  يتغير بتبدل موازيين القوى وهو ما يفسر الهزات منذ سقوط السوفييت والربيع العربي وكان الشعب الأزوادي قد قاطع التعليم الفرنسي مما دفع باريس إلى اتخاذ قرارها بأنه غير مؤهل لحق تقرير المصير ولم تسند له أي وظيفية إقليمية وتم إبرام صفقة القرن الأولى برعاية شارل ديغول بين جمال عبد الناصر وموديبو كيتا  في الخمسينات بتقسيم بلاد الطوارق بين أربعة دول عربية وافريقية لمواجهة الصهيونية الاشكنازية التي تحكم إسرائيل و جنوب إفريقيا البيضاء ومع مرور الزمن قام شعب أزواد بتطوير مسيرته النضالية من تحالفه مع الجبهة الجنوبية لثورة الجزائر بقيادة عبد العزيز بوتفليقة مرورا برسائل الاحتجاج على مساعي إلحاقه بمالي 1958 وصولا لحمل السلاح لمنع سيطرة مالي في ثورة عام 1963 التي قادها سياسيا الأمير محمد علي الأنصاري  وعسكريا الأمير زيد بن الطاهر و انتهت بتسليمهم إلى موديبو كيتا من أجل إنجاح وساطته  في حرب الرمال بين المغرب والجزائر عام 1963 بموجب صفقة القرن الأولى وتوالت طعنات الأنظمة العربية في ظهر شعبنا  بتنسيقهم الأمني مع مالي و تفننت بعض الفضائيات العربية في شيطنة الأزواديين وربطهم بالإرهاب وبكل ما هو مغضوب عليه غربيا واستغل القذافي ظروفهم وورطهم في حروبه الخارجية  مما أدى لهروب أعداد منهم عام 1990 وقاموا بثورة انتهت باتفاق وقعه إياد غالي قائد الحركة الشعبية الأزوادية وانقسمت الساحة إلى  معسكرين متنافسين :
الأول : معسكر الاندماجيين يقوده إياد غالي زعيم حركة أنصار الدين القائد السابق للحركة الشعبية الأزوادية الذي انقلب على قادة ثورة 63 وجعل قضيته ومنظومته القبلية لعبة بيد القذافي والجنرال توفيق  واللوبي الزنجي الأمريكي يستخدمونهم للانخراط  في التنظيمات المغضوب عليها غربيا  لتصفية القضية بحجة مكافحة الإرهاب ويضم المعسكر الاندماجي  منسقية حركات أزواد بقيادة العباس اغ انتالا  والحركة الوطنية بقيادة بلال اغ الشريف وبلات فورم  يحولون الحراك الشعبي إلى فتن وصراعات قبلية تجعل المواطن يؤمن بأن بقاءه تحت ظلم مالي أفضل من فوضى الثورة وقد  سهلوا التدخل الفرنسي لاحتكار المشهد الأزوادي و قدموا تنازلات مهينة وتخلوا عن الاستقلال وارتموا في أحضان مالي ليفقدوا شعبيتهم وسحبت الجزائر البساط من تحتهم  وقامت بتكوين  موازيين  بديلة للحفاظ على نفوذها وبقاءها لاعب رئيسي في منطقة الساحل .
الثاني : المعسكر الاستقلالي الذي أسسه الزعيمان الخالدان في قلوب الشعب الأزوادي الأمير محمد علي الأنصاري أمير طوارق ولاية تمبكتو والشهيد مانو دياك زعيم المقاومة في النيجر و يضم بعض  أتباع الأمير زيد اغ الطاهر القائد العسكري لثورة 63  والرافضين للاتفاقيات المذلة وهو تيار يضم منظومة القوى المطالبة بالاستقلال ويسعى لقيام دولة أزواد ويضم قادة  سياسيين مخضرمين وعسكريين من مختلف الرتب  وزعماء تقليديين وشخصيات نسائية نضالية وإعلاميين وكتاب ومراجع دينية وشخصيات اعتبارية ومشاهير وشباب ناشطين في شبكات التواصل الاجتماعي ويمثل المعارضة التقليدية التي رفضت ضم أزواد لمالي منذ نهاية الخمسينات ويرفض كل الاتفاقيات المبرمة بين مالي والحركات الاندماجية  ونشاطه مستمر و يقوم  بالمقاومة السلمية السياسية والاجتماعية  والإعلامية عبر التعبئة والتثقيف النضالي داخليا ونشر ثقافة الاستقلال والدفاع عن القضية في المحافل الدولية والتصدي لخصومها في الخارج وصياغة الرواية الوطنية للصراع  وبلورة المشروع الوطني الأزوادي وصولا لتحقيق أهدافه وهي الاستقلال وبناء الدولة الأزوادية  المستقلة الفاعلة في محيطها الإقليمي والدولي ويعتبر " المؤتمر الوطني الأزوادي " العمود الفقري والمتحدث باسم المعسكر الاستقلالي  .
وخلال السنوات الماضية عمل المعسكر الاستقلالي خلف الكواليس من أجل التصدي لمؤامرات اللوبي الزنجي الذي كان يحرض على غزو إقليم أزواد بحجة مكافحة الإرهاب بعد مناورات عام 2005 التي قامت بها واشنطن مع 32 دولة عربية افريقية في صحراء تمبكتو حيث طلب الاستقلاليون مساعدة اليهود الأمازيغ" آل عمران" العمود الفقري لمملكة إسرائيل التي أسسها الملك سليمان بن الملك داوود عليهما السلام وهم يهود منطقة الشرق الأوسط والمغرب الكبير وقد تحركوا عبر منظومة اللوبيات اليهودية لتفعيل التآخي المسلم اليهودي في المنظومة الأمازيغية وجعله رقم صعب في معادلة حكم العالم وتم التصدي لكثير من مؤامرات اللوبي الزنجي في منطقة المغرب الكبير والإطاحة بمن كانوا يخططون للإضرار بقضية أزواد أمثال وليام وورد القائد الأسود السابق لافريكوم  والتصويت العقابي ضد الرئيس الفرنسي هولاند ومعاقبة حليفه نتنياهو المعادي لليهود المغاربة بتحريك الدولة العميقة في إسرائيل للإطاحة باليمين الاستيطاني "حكومة نتنياهو الثانية "على غرار ما فعلوا بالأولى في التسعينات بعد إساءته الأدب مع ملكهم الحسن الثاني ونشر ملفات فساده وفضحه أمام الشعب الإسرائيلي واستخدام الإعلام والقضاء والشرطة للتخلص منه كما لعب الاستقلاليون الأزواد دور هام في وقف العدوان الأمريكي بطائرات بدون طيار على باكستان الذي كان يستهدفها في عهد الرئيس أوباما وأن الحراك الأزوادي جزء من المشهد الإقليمي في منطقة الشرق الأوسط والمغرب الكبير التي يتنافس فيها مشروعين غربيين .
الأول  : " مشروع الحرب على الإرهاب الذي انطلق منذ أحداث 11 سبتمبر عام 2001 " برعاية اللوبي الزنجي الأمريكي المعادي للسامية ويستخدم المحافظين الجدد المتطرفون الإنجيليون ويقوده كل من كوندليزا رايس ورامسفلد وديك شيني وبول بيريمر بدعم من زعيم يهود أصفهان الفرس المقرب من المرشد الإيراني الأعلى الزعيم الديني اليمين الاستيطاني و يمثل أتباعه العمود الفقري لليمين الليكود وحلفائه الأحزاب الروسية في  إسرائيل وينتمي إليه التاجر الرئيس دونالد  ترامب الذين يعملون لحساب الإمبراطوريتين الروسية والفارسية و به تستقوي الأنظمة المستبدة و يدعم وحدة أراضي مالي ويستخدم معسكر الاندماجيين بقيادة إياد اغ غالي  لتحقيق أهدافه في الساحة الأزوادية  ويستخدم مشروع الحرب على الارهاب الليكود وتحالفه اليميني الذي يضم  يهود أصفهان الفرس والمهاجرون الروس  لتكوين أغلبية في الكنيست واستغلال العلاقات الأمريكية - الإسرائيلية  لتوريط واشنطن في حروب استباقية  للانتقام من أعداء المشروع الفارسي أمثال حركة طالبان وصدام حسين والقصاص من حزب العمل الإسرائيلي مؤسس دولة إسرائيل الذي حكمها 30 سنة متواصلة  لدعمه صدام حسين في حرب الخليج الأولى وتسليم العراق للقوى الشيعية الموالية لإيران للانتقام من شعبه على هزيمة الخميني  في حرب الخليج  كما كلف مشروع الحرب على الإرهاب  أدواته من الليكود والأحزاب الروسية و الحرديم المتدينين المدعومين من المستوطنين الروس ويهود أصفهان والفلاشة بالتأمر للانقلاب على " مشروع مملكة إسرائيل" التي أسسها النبي الملك سليمان بن الملك داود عليهما السلام واستهداف قادتها الاشكناز رجال دولتها العميقة  منذ اغتيال إسحاق رابين الذي يعيد للأذهان مقتل الملك فيصل الثاني بن الملك غازي في بغداد وقطعهم الطريق على تولي شمعون بيريز رئاسة إسرائيل في أواخر التسعينات وتنصيب الأصفهاني موشي كساف على حسابه و تعين شاؤول مفاز لقيادة أركان الجيش لافتعال بطولات وعنتريات مع  نصر الله في حرب تموز عام 2006 للتغطية على جرائم التحالف الشيعي بحق السنة ومحاولات اليمين الاستيطاني استغلال انجازات الجيش والأجهزة الأمنية لأغراض انتخابية  على حساب أرواح المواطنين الاشكناز للانتقام من الحركة الصهيونية التي وقفت مع الغرب في الحرب الباردة التي انتهت بتفكيك الاتحاد السوفيتي.
ومنذ وصول التاجر الرئيس ترامب  للسلطة عبر الدعم الروسي عمل على تثبيت معسكر اليمين الليكود وحلفائه وتوظيف  الخلافات الخليجية التي صنعها البيت الأبيض لتقويته للانتقام من اليهود المغاربة والشرقيين الذين أطاحوا بحكومته الأولى في التسعينات بعد إساءته الأدب مع ملكهم الحسن الثاني فاستخدم الليكود  قطر وقناتها الجزيرة وقناة الميادين الموالية لإيران لتلميع حماس وتكريس الانقسام وجعل قطاع غزة تحت حكمها ورقة مساومة لكل من التنظيم الدولي للإخوان المسلمين وطهران لتعزيز موقفها التفاوضي في برامجها الصاروخية والنووية و لتسجيل الدوحة نقاط على محاصريها  ومنعهم من تحقيق أي انجازات كما يستخدم البيت الأبيض وليي عهد الرياض وأبو ظبي والسيسي للضغط على الرافضين لصفقة القرن بتهديدهم بتجفيف منابع الدعم عنهم ومحاولة تضييع القضية الفلسطينية عبر صراع المحاور حتى يتراجع الاهتمام العربي  بسبب الانقسام الفلسطيني  وتفكيك محور المقاومة بسبب رفض النظام السوري محاولات إيران احتضان حماس على حسابه بعد وقوفها إلى جانب معارضيه خلال سنوات الحرب لأنها  فصيل من لإخوان المسلمين في الشام يلمع صورة طهران بين الشعوب السنية التي تعارض تدخل الحرس الثوري وحزب الله ضد السنة في الحرب السورية وأن دور حماس المعادي لحزب البعث السوري قد يحد من نفوذ دمشق على حلفائها من فصائل منظمة التحرير وفي المقابل تسعى موسكو لبناء تحالف يضم حزب البعث السوري و حلفائه اللبنانيين من قوى 8 آذار مع منظمة التحرير بقيادة حركة فتح وقوى 14 آذار بزعامة تيار المستقبل لإعادة إنتاج الدور الروسي شرق المتوسط  لمنع تحالف فيلق القدس الإيراني وجماعة الإخوان المسلمين من الهيمنة على الشام ويمكن القول إن " صفقة القرن" بناء دولة إمارة غزة بقيادة تحالف حماس ودحلان التي يروج لها  ترامب  وقراراته الاستعراضية الدعائية المعادية للفلسطينيين حول القدس واللاجئين التي أغضبت شعوب العالم وقسمت حزبه الجمهوري وأدت لهزيمته في انتخابات الكونغرس وحرمانه من فترة رئاسية ثانية بالتصويت العقابي ضده كلها حماقات للتغطية على فساده وعمالته  لروسيا ومحاولاته توريط إسرائيل للاصطفاف إلى جانبه في معارك كسر العظم بينه وبين المؤسسات السيادية الأمريكية و قد تراجع دور تركيا المسلمة الأطلسية  بسبب عدائها للأكراد الرقم الصعب في منطقة الشرق الأوسط  وبسبب تنامي اليمين الشعبوي المتحالف مع اللوبيات الأرمينية المعادية للأتراك لصالح موسكو في شرق المتوسط  مثلما تراجع دور قطر السياسي بسبب دعمها للإخوان المسلمين لصالح روسيا المنتصرة في الأزمة السورية وقد وجدت القيادة السعودية والإماراتية مصالحهما في التحالف مع إدارة ترامب وتمويل حروبه الداخلية لخدمة طموحاتهم الإقليمية .
الثاني : مشروع الشرق الأوسط الكبير الذي ترعاه اللوبيات السامية البيضاء وتقوده على الساحة الأمريكية منظمة " أيباك" أكبر منظمات اللوبي اليهودي في واشنطن بدعم من منظمات المسلمين الأمريكيين ويعمل مع مؤسسات صنع القرار الأمريكي والغربي و يسعى لبناء دولة أزواد في منطقة المغرب الكبير وإحياء عملية السلام "حل الدولتين الساميتين مثل اسبانيا والبرتغال" بتنفيذ قرار الأمم المتحدة عام 1947  الذي نص على تقسيم فلسطين إلى دولتين الأولى إسرائيل على مساحة 55%  والثانية دولة فلسطين في الضفة الغربية وقطاع غزة على مساحة 45% من فلسطين التاريخية  وتكون القدس الشرقية عاصمة لدولة فلسطين الحليف المميز للغرب ولتحقيق ذلك يجب عقد مؤتمر دولي في بروكسيل على غرار مؤتمر مدريد لإجراء مفاوضات بين منظمة التحرير الفلسطينية الممثل الوحيد والشرعي للشعب الفلسطيني ومنظمة " ايباك" التي تمثل يهود العالم بحضور أحزاب إسرائيل برعاية منظمات المسلمين الأمريكيين وتشكيل آلية وساطة دولية متعددة لرعاية عملية السلام بإشراف الأسرة المالكة البريطانية الزعيم الإقليمي لمشروع الشرق الأوسط الكبير الذي يدور في فلكه المرجعيات الإعلامية والاقتصادية الكبرى في الغرب  لبناء مجتمع إنساني مبني على التآخي المسلم اليهودي ليكون ما يتوافق عليه مسلمو ويهود كل دولة غربية هو سياستها الرسمية في منطقة الشرق الأوسط والمغرب الكبير مثلما يتخذ القادة الأمازيغ مواقفهم بناء على تفاهم مسلم يهودي لخدمة المصالح الأمازيغية العلياء على ضوء تشكيل نظام عالمي متعدد الأقطاب  .
 ونصرة قضايا التآخي المسلم اليهودي ومنها عملية السلام على أساس حل الدولتين بحدودهما المنصوص عليها في قرار التقسيم عام1947 وإعادة تأهيل معسكر السلام الإسرائيلي الذي أسسه رجال مملكة إسرائيل " أقطاب الدولة العميقة مناحييم  بيجن وإسحاق رابين وشمعون بيريز" و ينتمي  لمشروع الشرق الأوسط الكبير ويضم سياسيين مخضرمين وشخصيات اعتبارية وضباط من مختلف الرتب في كل مفاصل الدولة وقادة سابقين في المؤسستين العسكرية والأمنية وكتاب ومفكرين ومن أبرز شخصياته  داليا رابين نائبة وزير دفاع سابقة وتسيبي ليفني وزيرة خارجية سابقة اللتان تحظيان بثقة المؤسسة الأمنية ووزراء سابقون ومن المفيد انتخاب  عدد كبير من النساء في الكنيست فالمرأة اليهودية أكثر إخلاصا للحركة الصهيونية وتقديم تنازلات لصالح السلام الشامل كما فعل رجال الدولة الاشكناز "أقطاب الدولة العميقة " مناحيم بيجن في كامب ديفيد وإسحاق رابين وشمعون بيريز في أوسلو ووادي عربة وتشكيل كتل انتخابية وتحالفات برلمانية لتشكيل نظام سياسي توافقي يحمي الداخل من محاولات الاختراق الفارسي الروسي حتى ينتخب الشعب الإسرائيلي من يريد بينما تشكل الدولة العميقة الحكومات الوطنية وفق توازنات مشروع الشرق الأوسط الكبير على أسس التآخي المسلم اليهودي بحيث يكون رئيس دولة إسرائيل من اليهود المغاربة الأمازيغ " آل عمران "وتكون رئاسة الحكومة وقيادة المؤسسة العسكرية لليهود الاشكناز وأن تكون قيادة المؤسسات الأمنية لليهود الشرقيين وتكون رئاسة الكنيست ليهود أميركا ووزارة الخارجية ليهود بريطانيا بينما تكون وزارة الدفاع ليهود استراليا وتكون وزارة الثقافة ليهود العراق ووزارة الإعلام للدروز  وترسيم الأمازيغية وجعل رأس السنة الأمازيغية عطلة مدفوعة الأجر في إسرائيل و العمل على تطويق وعزل الانتهازيين "الليكود يهود أصفهان والفلاشة و الأحزاب الروسية " ليكونوا معارضة برلمانية في الكنيست مثل القائمة العربية  للحفاظ على استقلالية القرار الإسرائيلي ومصالحها مع الغرب .
 وأن من أهم انجازات معسكر السلام القبول الإقليمي بإسرائيل دولة متوسطية في حدودها التي اقرها قرار التقسيم عام 1947 وشطب صفة العنصرية عن الصهيونية في الأمم المتحدة وتقاسم جائزة نوبل للسلام بين قادة إسرائيل إسحاق رابين وشمعون بيريز مع الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات والتطبيع الإعلامي بظهور شخصيات سياسية وإعلامية إسرائيلية في الإعلام العربي وإيجاد قضايا عادلة مشتركة يدافع عنها بعض العرب والإسرائيليين وأصبح السلام مع الفلسطينيين والعرب مصلحة علياء لمنظومة اللوبيات بقيادة "ايباك" الراغبة في الاستفادة من الجاليات الشرق أوسطية التي تؤيد قضايا مشتركة بين إسرائيل وشعوبهم لتعزيز دورها في التحكم بقواعد اللعبة في الدول الغربية  .
وعبر مشروع الشرق الأوسط الكبير تعمل واشنطن ولندن وباريس على إعادة تأهيل معسكر الاستقلاليين في الساحة الأزوادية وصناعة حلفاء له في منطقة الشرق الأوسط ليقود المشهد الأزوادي وتوحيد جهود الشعوب السامية  أتباع الديانات السماوية لبناء مستقبل مشرق لأجيالهم  والتقريب بين المذاهب الإسلامية لاستعادة السلم الأهلي في مجتمعات المنطقة وإيجاد حلول سلمية للصراعات القائمة وتنشيط الاقتصاد السياحي الديني في دول مشروع الشرق الأوسط الكبير مهد الأديان السماوية كما انضمت للمشروع دولة الكويت وسلطنة عمان لتعزيز مكانتهما الاستثمارية ودورهما كوسيط لحل الخلافات والأزمات في المنطقة  لخدمة طموحاتهم الإقليمية أما دولة قطر فقد أصبحت ذراع استثماري إقليمي يدعم اقتصاديات دوله غير النفطية مثل فلسطين والأردن ولبنان وباكستان ودول المغرب الكبير و اندونيسيا وماليزيا وتايلاند والفلبين ومناصرة القضايا التي يدافع عنها المشروع إعلاميا .
ومن أجل تحقيق أهداف شعب أزواد القريبة والبعيدة المدى يتعين الإسراع في إعادة ترتيب البيت الأزوادي والعمل لبناء تكتل وطني يضم معظم القوى مثل التحالف الكردستاني أو منظمة التحرير الفلسطينية أو قوى 14 آذار اللبنانية يحتفظ فيه كل فصيل وحزب ومنظمات المجتمع المدني  باستقلاله التنظيمي وخصوصيته لكنه جزء من منظومة وطنية أكبر من أجل استتباب الأمن ببناء دولة أزواد وعاصمتها تمبكتو آمنة مستقرة فاعلة  في محيطها الإقليمي والدولي فيدرالية بين ثلاثة أقاليم هي تمبكتو وغاو و كيدال عبر ديمقراطية توافقية بنظام برلماني يكون الرئيس من إقليم غاو ورئيس الحكومة من طوارق  تمبكتو بينما رئيس البرلمان من كيدال ورئيس مجلس الشيوخ من البرابيش ورئيس المجلس الاقتصادي والاجتماعي من السنغاي ورئيس مجلس القضاء من الفولان .
إن النضال السلمي أجدى وأنفع للقضايا العادلة  وأن المقاومة الذكية عبر القلم أفضل من العنتريات الكاذبة كما أن الدعوة إلى الإسلام تبدأ بتلميع صورته ثم تشجيع الجاليات المسلمة في الدول الغربية على المشاركة السياسية في بلدانهم والدخول في تحالفات لخدمة قضاياهم وتلميع صورة الإسلام وجعله رقم صعب في سياسة بلدانهم التي يحملون جنسيتها والمساهمة في تعديل دساتير وأنظمة وقوانين بلدانهم لإعطاء الدين الإسلامي مكانة تساوي بقية الأديان السماوية الأخرى في الغرب واستصدار قوانين وتشريعات تجرم الإساءة للإسلام ونبيه ورموزه وتجريم الإساءة للشعوب المسلمة مثل قوانين تجريم معاداة السامية وقوانين تجريم إنكار مذبحة الأرمن وجعل الأعياد والمناسبات الإسلامية عطل رسمية في الغرب وجعل الحجاب واللحية جزء من الهوية الشعبية في الدول الغربية وصولا لبناء لوبي سني قوي يحمي مصالح المسلمين السنة عبر العالم ويكبح جماح المؤامرات التي تحاك ضدهم و تحقيق طموحاتهم ونصرة قضاياهم وفتح صفحة جديدة في علاقات العالم الإسلامي مع الغرب  مبنية على الاحترام المتبادل و التعامل بندية.
بقلم : أبو بكر الأنصاري
 رئيس المؤتمر الوطني الأزوادي