الاثنين، 17 فبراير 2020

قضية أزواد تنتصر لمشروع الشرق الأوسط الكبير على أوهام الإرهاب




طيلة الستة عقود الماضية كان بعض الأزواديون يستخفون بأهمية النضال السلمي ويظنون عسكرة الثورة والتقوقع كجزيرة معزولة عن محيطها الإقليمي السبيل الأمثل لنيل حقوقهم و يعتبر يعضهم المقاومة السلمية  ترف ومضيعة للوقت وكانت أطراف إقليمية تستغل الأمر لمنع انتشار الوعي الثوري حتى يسهل على أدواتها المحلية ركوب موجة العسكرة وتوقيع اتفاقيات مذلة تطعن الشعب في ظهره وتحول حراكه إلى حروب قبلية وفتن داخلية تجعل الشعب يؤمن بأن بقاءه تحت ظلم مالي أفضل له من شغب  يتلقى محركوه توجيهاتهم من أطراف لا تريد حق تقرير مصير أزواد .
والحقيقة أن ثورات أزواد عمل تراكمي منذ رفض الطوارق الهيمنة الفرنسية وصولا لثورة 63 التي ذهبت ضحية حرب الرمال المغربية الجزائرية وتسليم قادتها وإطلاق سراحهم بعد اندلاع حرب الصحراء الغربية ومحاولة الطرفين استمالتهم  ووقوفهم على الحياد في المعمعة المغاربية الشائكة ومنذ 1977 وضعت الأطراف الإقليمية  مخططها للسيطرة على الشعب الأزوادي عبر إسقاط إماراته التقليدية في منكا وتمبكتو وغاوا وإقصاء قادة ثورة 63 وتفصيل معسكر اندماجي في كيدال متحالف مع  منسقية عرب مالي التي ترفض قيام كيان طوارقي مستقل في الشمال  يوزعون الأدوار فيما بينهم فمنهم من  يهاجم ويوقع بأمر من أسياده الإقليميين ومنهم من في مؤسسات مالي وترعاه أجهزتهم التي تقوم بتطويق وإقصاء من منافسيهم  ليتحكموا بالشعب  ويجيشوا العامة خلفهم وإذا وقعوا اتفاقية يطالبون الشعب بتناسي وإنكار مظلوميته  وتحميل نفسه وجهله وتفرقه مسؤولية معاناته ويتفاخرون بأن الاضطرابات العابرة مع مالي سلعتهم يغادرون جيشها ويعودون إليه متى أرادوا وقد انقسم شعب أزواد منذ الاتفاقية  التي وقعها إياد اغ غالي عام 1992 وتم رفضها شعبيا على نطاق واسع إلى معسكرين متنافسين كل منها يسير في فلك مشروع إقليمي ودولي .
الأول : معسكر الاندماجيين الذي يقوده إياد غالي زعيم حركة أنصار الدين القائد السابق للحركة الشعبية الأزوادية  الذي انقلب على قادة ثورة 63 وجعل قضيته ومنظومته القبلية  لعبة بيد القذافي والجنرال توفيق  واللوبي الزنجي الأمريكي يستخدمونه للانخراط  في التنظيمات المغضوب عليها غربيا  لتصفية القضية بحجة مكافحة الإرهاب ويضم المعسكر الاندماجي  منسقية حركات أزواد  وبلات فورم و منسقية عرب مالي التي تتحكم بالحركات العربية الأزوادية  يحولون الحراك الشعبي إلى فتن وصراعات قبلية تجعل المواطن يؤمن بأن بقاءه تحت ظلم  مالي أفضل من فوضى الثورة  وقد تحالفوا مع إرهابيين فلان " حركة ماسنه" لإشعال حروب قبلية إقليمية لن تنجو منها أي من دول غرب إفريقيا بسبب إيقاظ أحلام المارد الفولاني لإنشاء إمبراطوريته التي يطمح أن تصل للأندلس مثل دولة المرابطون وقد استخدم الفولان إياد اغ غالي في لعبة أكبر منه  لتحقيق أهدافهم كما فعل القادة الأفارقة بالقذافي بإيهامه انه ملك القارة السوداء التي لم ولن  تنصب ابيض قائدا عليها وكانت نهايته مأساوية بسبب تحديه للقوى العظمى من أجل أوهام الولايات المتحدة الإفريقية   .
 الثاني : المعسكر الاستقلالي الذي أسسه الزعيمان الخالدان في قلوب الشعب الأزوادي الأمير محمد علي الأنصاري أمير طوارق ولاية تمبكتو والشهيد مانو دياك زعيم المقاومة في النيجر ويضم بعض  أتباع الأمير زيد اغ الطاهر القائد العسكري لثورة 63  والرافضين للاتفاقيات المذلة وهو تيار يضم منظومة القوى المطالبة بالاستقلال ويسعى لقيام دولة أزواد ويضم قادة  سياسيين مخضرمين وعسكريين من مختلف الرتب وزعماء تقليديين وشخصيات نسائية نضالية وإعلاميين وكتاب ومراجع دينية وشخصيات اعتبارية ومشاهير وشباب ناشطين في شبكات التواصل الاجتماعي ويمثل المعارضة التقليدية التي رفضت ضم أزواد لمالي منذ نهاية الخمسينات ويرفض كل الاتفاقيات المبرمة بين مالي والحركات الاندماجية ونشاطه مستمر ويقوم  بالمقاومة السلمية السياسية والاجتماعية والإعلامية عبر التعبئة والتثقيف النضالي داخليا ونشر ثقافة الاستقلال والدفاع عن قضية أزواد في المحافل الدولية والتصدي لخصومها في الخارج وصياغة الرواية الوطنية للصراع  وبلورة المشروع الوطني الأزوادي وصولا لتحقيق أهدافه وهي الاستقلال وبناء الدولة الأزوادية المستقلة الفاعلة في محيطها الإقليمي والدولي  و يقود الاستقلاليون الثورة العميقة الأزوادية التي تتعاون مع الدول العميقة الغربية والشرق أوسطية ويعتبر " المؤتمر الوطني الأزوادي " العمود الفقري والمتحدث باسم المعسكر الاستقلالي  .
 وخلال السنوات الماضية عمل الاستقلاليون خلف الكواليس لإفشال مؤامرات اللوبي الزنجي الذي كان يتحرش بمنطقة الساحل تحت غطاء الحرب الأمريكية على الإرهاب حيث طلب المعسكر الاستقلالي  المساعدة من إخوانه اليهود الأمازيغ " آل عمران " المغاربة والجزائريين الذين تحركوا عبر منظمة " ايباك" اكبر منظمات اللوبي اليهودي الأمريكي و الدولة العميقة لرعاية "مشروع الهلال السامي "وتحريك الجاليات الداعمة للمشروع في الدول الغربية وهي الأمازيغ والكرد واليهود  والاحواز و الفلسطينيين واللبنانيين والسوريين وسنة العراق ومسلمي شبه القارة الهندية وحشد أصواتهم في الانتخابات الأمريكية والأوروبية  للتصويت للساسة الداعمين للهلال السامي " بدعم من عائلة روتشيلد الاشكنازية التي تهيمن على اقتصاد العالم  وجعل التآخي المسلم اليهودي في المنظومة الأمازيغية رقم صعب في معادلة حكم العالم وإستراتيجية للدولة العميقة الإسرائيلية وبفضله تمت الإطاحة بمن تأمروا ضد قضية أزواد مثل الجنرال الأسود وليام ورد قائد الافريكوم والتصويت العقابي ضد الرئيس الفرنسي هولاند والإطاحة بالجنرال توفيق عام 2015 وقطع الطريق على المأمورية الثالثة  للمرتزق محمد ولد عبد العزيز في موريتانيا وصولا لاقتلاع  جذور خليفة حفتر عدو الأمازيغ في ليبيا  وتفصيل منطقة الساحل على مقياس مشروع الشرق الأوسط الكبير و معاقبة نتنياهو على دعمه تدخل الرئيس هولاند في مالي والإطاحة بحكمه وإعادة إنتاج مشروع السلام الذي قاده أقطاب مملكة إسرائيل إسحاق رابين و شمعون بيريز في التسعينات وأن الحراك الأزوادي جزء من المشهد الإقليمي في منطقة الشرق الأوسط والمغرب الكبير التي يتنافس فيها مشروعين .
الأول  : " مشروع الحرب على الإرهاب " برعاية اللوبي الزنجي الأمريكي المعادي للسامية الذي يتخذ من المحافظين الجدد "الإنجيليين " قناعه الأبيض وتقوده كوندليزا رايس وكولن باول و ينتمي إليه الرئيس باراك اوباما وقد انضم إليه  التاجر الرئيس دونالد ترامب الذي وصل للسلطة عبر القرصنة الروسية وانطلق  منذ أحداث 11 سبتمبر عام 2001 وتستقوي به الأنظمة المستبدة و يدعم وحدة أراضي مالي ويستخدم معسكر الاندماجيين بقيادة إياد اغ غالي  لتحقيق أهدافه في الساحة الأزوادية وهو في ظاهره حرب صليبية ضد الإسلام السني  لحساب طهران وفي الجوهر لعبة أمم لتصفية المشروع الصهيوني  لمصلحة اللوبي الزنجي المدعوم من روسيا للانتقام من الحركة الصهيونية  لدورها في الإطاحة بحكم القياصرة لانجاز وعد بفلور و دعمها الغرب خلال الحرب الباردة  وقد قامت موسكو عبر المستوطنين الذين يحملون جنسيتها بالانقلاب على رجال مملكة إسرائيل إسحاق رابين وشمعون بيريز وتغيير التركيبة العرقية  بجلب مهاجرين فرس من أصفهان لدعم نتنياهو في الليكود ونفايات بشرية من روسيا  بقيادة ليبرمان ليكونوا  أغلبية ساحقة على حساب الاشكناز والمغاربة وهذا ما يفسر الفوز المتتالي  لليمين الاستيطاني  وسنوا قانون القومية الذي يلغي السامية العربية لغة اليهود الشرقيين واستبدالها بالروسية تمهيدا لطمس معالم السامية العبرية لغة أنبياء بني إسرائيل عليهم السلام وتنفيذ مشروع الإنجيلين بجمع اليهود شرق المتوسط لذبحهم حتى ينزل المسيح المخلص يحسب عقيدة الانجيليين الأمريكيين.
وأن صفقة القرن تعني ببساطة بيع دولة إسرائيل وغاز شرق المتوسط لروسيا للانتقام من الحركة الصهيونية على تفكيكها الاتحاد السوفيتي  خلال دعمها الغرب في الحرب الباردة مثلما تم بيع إقليم كردستان العراق ونفط كركوك للحشد الفارسي بعد استفتاء حق تقرير المصير وأن من يقيمون علاقات مع نتنياهو عدو اليهود المغاربة والاشكناز إنما يتسلقون على أكتافه للتقرب من موسكو التي تتحكم بالبيت الأبيض في عهد معسكر ترامب لأن تغيير أميركا يبدأ بالسيطرة على المشهد الإسرائيلي وستكون الخطوات المقبلة من صفقة القرن بيع الحزب الجمهوري الأمريكي للمشروع الروسي ليكون مثل الليكود ذراعها  للقضاء على المؤسسات الأمريكية ثم تدمير الحزب الديمقراطي الأمريكي كما فعلوا  بحزب العمل الذي حكم إسرائيل 36 سنة وتحويل أميركا إلى شركة عقارية تملك روسيا 36% منها وجعل معسكر ترامب متحدث باسم الحصة الروسية  مثل تحالف نتنياهو ليبرمان في إسرائيل ومحاولاتهم المتكررة لإسكات الإعلام الأمريكي على أساس أن الذين انتخبوا ترامب يرفضون عظمة أميركا و يبحثون عن وظائف وملئ بطونهم عير مليارات الخليجيين ولذلك اختاروه مدعوم بأغلبية جمهورية تقوم بتبرئة ساحته في مجلس الشيوخ ويفصلون كل موظف يشهد ضده أو يتحدى خيانته وقد بدأت عدة دول أوروبية ترتيب أوضاعها لما بعد انتهاء عهد الهيمنة الأمريكية فأصبحت فرنسا على سبيل المثال تدعوا لمشاركة روسيا في الأمن الأوروبي وإنشاء جيش قوي للقارة بعيد عن الناتو وتتقاسم باريس مع موسكو النفوذ في شرق المتوسط  ضمن صفقة القرن وتدعمان حفتر تمهيدا لشطب واشنطن من المعادلة الدولية وأن الانتخابات القادمة ستحدد مستقبل الدور القيادي الأمريكي فإذا أعاد الشعب انتخاب  ترامب ومعسكره في مجلسي الشيوخ و النواب فإن ذاك يعني نهاية هيمنة واشنطن على المنظومة الغربية  وبلوغ ذروة المشروع الروسي الذي انطلق منذ اغتيال إسحاق رابين مرورا باستغلال أحداث 11 سبتمبر وتغيير قواعد اللعبة على المسرح الدولي .
الثاني : مشروع الشرق الأوسط الكبير الذي ترعاه اللوبيات السامية البيضاء وتقوده على الساحة الأمريكية منظمة " أيباك"  وجي استريت أكبر منظمات اللوبي اليهودي في واشنطن و منظمات المسلمين الأمريكيين ويعمل مع مؤسسات صنع القرار الأمريكي والغربي وترعاه اقتصاديا عائلة روتشيلد التي تدعم التآخي المسلم اليهودي في المنظومة الأمازيغية وتهيمن على الاقتصاد العالمي ويسعى لبناء دولة أزواد في منطقة المغرب الكبير وإحياء عملية السلام "حل الدولتين الساميتين مثل اسبانيا والبرتغال" بتنفيذ قرار الأمم المتحدة عام 1947  الذي نص على تقسيم فلسطين إلى دولتين الأولى إسرائيل على مساحة 55% والثانية دولة فلسطين في الضفة الغربية وقطاع غزة على مساحة 45% من فلسطين التاريخية وتكون القدس الشرقية عاصمة لدولة فلسطين الحليف المميز للغرب ولتحقيق ذلك يجب عقد مؤتمر في لندن بين منظمة التحرير الفلسطينية الممثل الوحيد والشرعي للشعب الفلسطيني ومنظمة " ايباك"  وجي استريت التي تمثل يهود العالم بحضور أحزاب إسرائيل برعاية منظمات المسلمين الأمريكيين وتشكيل آلية وساطة دولية متعددة لرعاية عملية السلام بإشراف الأسرة المالكة البريطانية الزعيم الإقليمي لمشروع الشرق الأوسط الكبير الذي يدور في فلكه المرجعيات الإعلامية الكبرى في الغرب مثل صحف واشنطن بوسط  ونيويورك تايمز وشبكة سي ان ان  وجور سليم بوسط  وهارتس وقناة إسرائيل 24 وبي بي سي والغارديان والتايمز وشبكات التواصل فيسبوك وتويتر وغوغل وياهو والمرجعيات الاقتصادية صندوق النقد والبنك الدوليين من أجل بناء مجتمع إنساني مبني على التآخي المسلم اليهودي .
 ونصرة قضايا  التآخي المسلم اليهودي ومنها عملية السلام على أساس حل الدولتين بحدودهما المنصوص عليها في قرار التقسيم عام1947 وإعادة تأهيل معسكر السلام الإسرائيلي الذي أسسه مناحييم  بيجن وإسحاق رابين وشمعون بيريز الذي ينتمي لمشروع الشرق الأوسط الكبير ويؤيده أغلب يهود العالم ويلبي طموحات اللوبيات الإسرائيلية في الغرب ويضم سياسيين مخضرمين وشخصيات اعتبارية وضباط من مختلف الرتب في كل مفاصل الدولة  وكتاب ومفكرين ومن أبرز شخصياته  ووزراء سابقون و قادة المؤسسات السيادية الأمنية والعسكرية ويمثله معسكر أزرق ابيض وحزب العمل واليسار ومراكز دراسات الداخل والخارج  والمدونين المؤثرين وكبار الصحفيين والكتاب في إسرائيل  وإعادة إنتاج الأجيال الجديدة من أبناء الأسر اليهودية المرجعية السياسية مثل آل رابين و آل بن غوريون  وآل بيجن  وآل بيريز وآل كوهين وآل أزولاي وآل ليفي لقيادة المشهد الإسرائيلي على أساس دعم قضايا التآخي المسلم اليهودي في المنظومة الأمازيغية الذي يمثل مصلحة علياء ليكملوا انجازات الإباء المؤسسيين وتقديم تنازلات لصالح السلام الشامل كما فعل رجال الدولة العظماء مناحيم بيجن في كامب ديفيد وإسحاق رابين في اوسلو ووادي عربة  .
 وأن من أهم انجازات معسكر السلام القبول الإقليمي بإسرائيل دولة متوسطية في حدودها التي اقرها قرار التقسيم عام 1947 وشطب صفة العنصرية عن الصهيونية في الأمم المتحدة وتقاسم جائزة نوبل للسلام بين قادة إسرائيل إسحاق رابين وشمعون بيريز مع الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات والتطبيع الإعلامي بظهور شخصيات سياسية وإعلامية إسرائيلية في الإعلام العربي وإيجاد قضايا عادلة مشتركة يدافع عنها بعض العرب والإسرائيليين وأصبح السلام مع الفلسطينيين والعرب مصلحة علياء لليهود الاشكناز والشرقيين ولمنظومة "ايباك" الراغبة في الاستفادة من الجاليات الشرق أوسطية التي تؤيد قضايا مشتركة بين إسرائيل وتلك الشعوب لتعزيز دورها في التحكم بقواعد اللعبة في الدول الغربية واعتراف المؤرخين العرب بفضل اليهود الشرقيين  ودورهم في الحضارة الإسلامية  منذ أن كانوا يترجمون علوم الإغريق واليونان وقيام الدراما العربية بعرض مسلسلات تحكي عن الدور الايجابي لحارات اليهود في العالم العربي قبل نكبة فلسطين وأن ما يتوافق عليه مسلمو ويهود كل دولة غربية يكون سياستها الخارجية مثلما يتخذ القادة الأمازيغ مواقفهم بناء على تفاهم مسلم يهودي لخدمة المصالح الأمازيغية العلياء وأن الكرة في ملعب الشعب الأمريكي لينتخب أنصار هذا المشروع في الانتخابات الرئاسية والكونغرس لإعادة إنتاج الدور القيادي الأمريكي وتقوية مؤسساته الأمنية والدستورية وحمايتها من الاختراق الخارجي وصيانة استقلالية القرار الأمريكي .
 وعبر مشروع الشرق الأوسط الكبير تعمل أميركا و بريطانيا والاتحاد الأوروبي على إعادة تأهيل معسكر الاستقلاليين في الساحة الأزوادية و تفصيل المشهد المغاربي على مقاسه عبر أدوات المشروع الإقليمية مثل الجنرال محمد ولد الشيخ الغزواني  في موريتانيا و الرئيس الجزائري المنتخب عبد المجيد تبون ليكملوا ما بناه الرئيس معاوية ولد الطايع رجل معسكر السلام في منطقة الساحل واستئناف جهوده  لبناء تحالفات مغاربية افريقية لدعم استقلال أزواد وصناعة حلفاء للمعسكر الاستقلالي في منطقة الشرق الأوسط ليقود المشهد الأزوادي وتوحيد جهود الشعوب السامية  أتباع الديانات السماوية لبناء مستقبل مشرق لأجيالهم والتقريب بين المذاهب الإسلامية لاستعادة السلم الأهلي في مجتمعات المنطقة وإيجاد حلول سلمية للصراعات القائمة وتنشيط الاقتصاد السياحي الديني في دول مشروع الشرق الأوسط الكبير مهد الأديان السماوية ومن أبرز دوله الكبيرة تركيا المسلمة الأطلسية كما انضمت للمشروع دولة الكويت وسلطنة عمان لتعزيز مكانتهما الاستثمارية ودورهما كوسيط لحل الخلافات والأزمات في المنطقة ودعم اقتصاديات دوله غير النفطية مثل فلسطين والأردن ولبنان وباكستان ودول المغرب الكبير واندونيسيا وماليزيا ومسلمي شرق أسيا ومناصرة القضايا التي يدافع عنها المشروع ومنها دعم معسكر حكومة الوفاق الليبية بقيادة فائز السراج الحليف الاستراتيجي للمعسكر الاستقلالي الأزوادي ونشر الثقافة الإسلامية الصوفية في غرب إفريقيا للتحكم بقادتها عبر مرجعياتهم الدينية المغاربية لإنجاح مشروع الشرق الأوسط الكبير.
 ومن أجل تحقيق أهداف شعب أزواد القريبة والبعيدة المدى يتعين الإسراع في إعادة ترتيب البيت الأزوادي والعمل لبناء تكتل وطني يضم معظم القوى مثل التحالف الكردستاني أو منظمة التحرير الفلسطينية أو قوى 14 آذار اللبنانية يحتفظ فيه كل فصيل وحزب ومنظمات المجتمع المدني  باستقلاله التنظيمي وخصوصيته لكنه جزء من منظومة وطنية أكبر من أجل استتباب الأمن ببناء دولة أزواد وعاصمتها تمبكتو آمنة مستقرة فاعلة  في محيطها الإقليمي والدولي فيدرالية بين ثلاثة أقاليم هي تمبكتو وغاو و كيدال بنظام برلماني يكون الرئيس من إقليم غاو ورئيس الحكومة من طوارق  تمبكتو بينما رئيس البرلمان من كيدال ورئيس مجلس الشيوخ من البرابيش ورئيس المجلس الاقتصادي والاجتماعي من السنغاي ورئيس مجلس القضاء من الفولان .
 إن النضال السلمي أجدى وأنفع للقضايا العادلة وأن المقاومة الذكية عبر القلم أفضل من العنتريات الكاذبة كما أن الدعوة إلى الإسلام تبدأ بتلميع صورته ثم تشجيع الجاليات المسلمة في الدول الغربية على المشاركة السياسية في بلدانهم والدخول في تحالفات لخدمة قضاياهم وتلميع صورة الإسلام وجعله رقم صعب في سياسة بلدانهم التي يحملون جنسيتها والمساهمة في تعديل دساتير وأنظمة وقوانين بلدانهم لإعطاء الدين الإسلامي مكانة تساوي بقية الأديان السماوية الأخرى في الغرب واستصدار قوانين وتشريعات تجرم الإساءة للإسلام ونبيه ورموزه وتجريم الإساءة للشعوب المسلمة مثل قوانين تجريم معاداة السامية وقوانين تجريم إنكار مذبحة الأرمن وجعل الأعياد والمناسبات الإسلامية عطل رسمية في الغرب وجعل الحجاب واللحية جزء من الهوية الشعبية في الدول الغربية وفتح مساجد للمسلمين في جميع المؤسسات العامة والخاصة الغربية وتخصيص برامج إعلامية للتعريف بالجاليات المسلمة ودورها الايجابي  في مجتمعاتها ومكانة الإسلام في الحياة الأميركية وصولا لبناء لوبي سني قوي يحمي مصالح المسلمين السنة عبر العالم ويكبح جماح المؤامرات التي تحاك ضدهم من أجل تحقيق طموحاتهم ونصرة قضاياهم وفتح صفحة جديدة في علاقات العالم الإسلامي مع الغرب  مبنية على الاحترام المتبادل و التعامل بندية.
بقلم : أبو بكر الأنصاري
 رئيس المؤتمر الوطني الأزوادي