الخميس، 25 أغسطس 2016

قضية أزواد في معمعة الربيع العربي بين كفاح الاستقلاليين وتنازلات الاندماجيين




تشكل القضية الأزوادية محور الحراك الأمازيغي بوصفها قضية تحرر وتصفية استعمار وهي نتيجة مظلمة تاريخية منذ بداية القرن العشرين وقد تأثرت بالربيع العربي إيجابا لجهة الإطاحة بالقذافي  أشد الزعماء عداء للحراك الأمازيغي كما تضررت من الثورات المضادة التي جاءت بخليفة حفتر العدو اللدود لهم و تميزت القضية  بأنها تهم المشرق العربي والأمازيغ بنفس الدرجة فالأجيال السابقة من رموزها يعتبرون العالم العربي عمق استراتيجي  تاريخي منذ وقوع  الشام في قبضة الاستعمار الفرنسي إلى جانب  بلاد الطوارق والمغرب الكبير أصبح هناك متعاطفين في المشرق العربي مع القضية كما شارك الأمير محمد علي الأنصاري في تأسيس مكتب المغرب العربي في القاهرة في أربعينات القرن الماضي وتعاطف معه بعض قادة الشام و الأسرة الهاشمية وخاصة الملكين فيصل وغازي ونوري السعيد في العراق  .
وشكلت فترة الثمانينات نقلة نوعية في مسيرة نضال شعب أزواد عندما انخرطوا في معسكرات تدريب في ليبيا وقاتلوا في حروب القذافي في تشاد تحت قيادة خليفة حفتر  الذي تم أسره وتحول لمعارض ليعود بعد سقوط النظام حاقد ومتكالب مع التبو وتشاد ضدهم  كما قاتلوا في جنوب لبنان خلال الاجتياح الإسرائيلي إلى جانب بعض الفصائل الفلسطينية  وخلال تلك الفترة تعرف عليهم الشهيد  ياسر عرفات  وآمن بعدالة قضيتهم  وحث حليفه صدام حسين على مساندتهم لكن غزو الكويت وما بعده حال دون ذلك كما أنقذ الرئيس السوري الراحل  حافظ الأسد حياة مئات منهم انقطعت بهم السبل  في البقاع وجنوب لبنان عام 1983 وحال دون أسرهم وقدم لهم الدعم للعودة وهؤلاء أصبحوا لاحقا  العمود الفقري للجناح العسكري للمقاومة الاستقلالية  في أزواد وشمال النيجر وفي السنوات الأخيرة من عمره كان زعيم المعسكر الاستقلالي مانو دياك يتمنى إن يرد لسورية جميلها ويقابل إحسانها بمثله أو خير منه  .
وفي عام 1990 عاد المقاتلين الطوارق من ليبيا للقيام بثورة لتحرير أزواد وانتهت بتوقيع اتفاقية مذلة وقعها اياد اغ غالي زعيم الحركة الشعبية الأزوادية  تم بموجبها التخلي عن الثوابت الوطنية ورفضها اغلب قادة  فصائل أزواد  وقد انقسمت الساحة الأزوادية إلى معسكرين  متنافسين :
معسكر الاندماجيين : يقوده  إياد غالي زعيم حركة أنصار الدين القائد السابق للحركة الشعبية الأزوادية  الذي انقلب على قادة ثورة 63 وحول قضية الطوارق إلى لعبة  بيد القذافي والجنرالات خالد نزار وتوفيق وشركة توتال واللوبي الزنجي الأمريكي يستخدمونه للانخراط  في التنظيمات المغضوب عليها غربيا  لتصفية القضية بحجة مكافحة الإرهاب  ويضم منسقية حركات أزواد بقيادة العباس اغ انتالا  وبلات فورم بقياد الهجي غامو  يسرقون  ثورة الشعب  و يقدمون تنازلات مهينة  من أجل وحدة أراضي مالي  لاحتكار تمثيل أزواد ومشاركة حكومة باماكو في نهب المساعدات المقدمة للشمال .
المعسكر الثاني : معسكر الاستقلاليين الذي أسسه الزعيمان  الخالدان في قلوب الشعب الأزوادي  الأمير محمد علي الأنصاري أمير طوارق ولاية تمبكتو والشهيد مانو دياك زعيم المقاومة في النيجر و يضم بعض  أتباع الأمير  زيد اغ الطاهر  القائد العسكري لثورة 63  و بعض أتباع عيسى سيدي محمد زعيم الجبهة الشعبية لتحرير أزواد  وأتباع الشهيد مولاي سليمان القائد العسكري للجبهة العربية الإسلامية  لتحرير أزواد  وهو تيار يضم منظومة القوى المطالبة بالاستقلال  ويسعى لقيام دولة أزواد وحق تقرير المصير في شمال النيجر  ويضم قادة  سياسيين مخضرمين وعسكريين من مختلف الرتب  وزعماء تقليديين وشخصيات نسائية نضالية وإعلاميين وكتاب ومفكرين ووجهاء وشخصيات اعتبارية ومشاهير وشباب ناشطين في شبكات التواصل الاجتماعي  و يمثل المعارضة التقليدية التي رفضت ضم أزواد لمالي منذ نهاية الخمسينات ويرفض كل الاتفاقيات المبرمة بين مالي والحركات  الاندماجية  ونشاطه مستمر و يقوم  بالمقاومة السلمية السياسية والاجتماعية  والإعلامية وصولا لتحقيق أهدافه وهي الاستقلال وبناء الدولة الأزوادية  المستقلة الفاعلة في محيطها الإقليمي والدولي ويعتبر  " المؤتمر الوطني الأزوادي "   أهم  أقطاب  معسكر الاستقلاليين  .
 وقد أدى ارتباط المعسكر الاندماجي الذي يقوده اياد اغ غالي  بالقذافي والجنرال توفيق ورغبة الجزائر وليبيا في احتكار تحريك الأوضاع في مالي وابتزازها إلى ابتعاد الدول  العربية المشرقية تفاديا لأي توتر في علاقاتها مع القذافي والجنرال توفيق اللذان يعتبران شمال مالي حديقة خلفية لهما.
 وخلال فترة التسعينات لعب معسكر الاستقلاليين  دور رئيسي  وراء الكواليس مع إدارة بيل كلنتون   بسبب علاقاتهم المتوازنة  مع صناع القرار في المنطقة وقربهم من دوائر صناع القرار الغربي و استقطبوا اهتمام المتعاطفين مع قضيتهم كما عمل الاستقلاليون  وراء الكواليس لصناعة تحالفات جديدة مثل دعم حزب العدالة والتنمية التركي بقيادة رجب طيب اردغان ليعوضوا عن خسارتهم في رحيل  الشهيد صدام حسين وليكون حليف  أطلسي سني يدعم مشاريعهم والاستفادة من منظومة القوميات السنية المرتبطة بالعثمانيين وكذلك دعم عبد العزيز بوتفليقة القيادي بمعسكر الأمير عبد القادر الجزائري الاستقلالي  الذي كان قائدا للجبهة الجنوبية في ثورة التحرير الجزائرية  في الخمسينات والمقرب من أمراء الطوارق الذي ساعد في إطلاق سراح قادة ثورة 63 عندما كان وزير للخارجية في عهد هواري بومدين  عام 1976 وتمكينه تدريجيا من تطبيق مشروعه الوئام المدني وإزاحة خصومه  الجنرالات خالد نزار و محمد العماري وتوفيق الواحد تلو الأخر  وتربعه  على عرش المشهد الجزائري دون منافس وأن الحراك الأزوادي  جزء من  المشهد الإقليمي في  منطقة الشرق الأوسط والمغرب الكبير التي يتنافس  فيها مشروعين .
لأول  : "  مشروع الحرب على الإرهاب الذي انطلق منذ أحداث 11 سبتمبر عام 2001  "  الذي يرعاه اللوبي الزنجي الأمريكي المعادي للسامية بقيادة كوندليزا رايس وكولن باول والذي ينتمي إليه باراك اوباما   وتموله توتال  الفرنسية  و تستقوي به الأنظمة المستبدة  وينخرط فيه جناح  الجنرال توفيق في الجزائر ويدعم  وحدة أراضي مالي ويستخدم معسكر الاندماجيين لتحقيق أهدافه في الساحة الأزوادية  وهو مشروع زنجي عنصري يدار بإستراتيجية  فارسية صفوية  وواجهه مشروع مكافحة الإرهاب  الإقليمية نظام  ولاية الفقيه  الإيراني ويعمل على شيطنة و محاربة المسلمين السنة الساميين  البيض عبر العالم ومن أهدافه تقسيم بلاد العرب بين الفرس والزنوج عبر  فوضى خلاقة يقتل فيها البيض بعضهم بعضا ويمنع الناجون منهم من حق اللجوء  في  أميركا و أوروبا  بحجة الخوف من ارتباطهم بالإرهاب .
ويمكن القول أن مأساة  سوريا  تكمن في رغبة  اللوبي الزنجي وعميله نظام ولاية الفقيه الفارسي  مهندسو مشروع الحرب على الإرهاب  بنشر الفوضى  عبر إشعال حرب أهليه للانتقام من الإنسان السني الأبيض في سوريا على عهود الرق والعبودية التي عانى منها عبيد أمريكا والانتقام لهزائم الفرس في ذي قار والقادسية والقصاص من العشائر السورية الرافضة لانحياز حافظ الأسد إلى جانب إيران في حرب الخليج الأولى في الثمانيات والتي انتهت بتحرير الفاو والشلامجة وجزر مجنون وتجرع الخميني السم وقبوله قرار مجلس الأمن 598  كما فعلوا  بالعراق وأفغانستان منذ عام 2001 وضربهم باكستان بطائرات بدون طيار  وقد قام اللوبي الزنجي و عميله نظام ولاية الفقيه الفارسي بتوزيع الأدوار لاستمرار الفوضى في سورية حيث تظاهر الفرس بدعم النظام وكلفوا حسن نصر الله وحرسهم الثوري  بممارسة تطهير عرقي ضد السنة لتأليبهم ضد النظام وتحويلهم لمعارضين حتى يبقى النظام رهينة للمشروع الفارسي بسبب عزلته بين الشعوب السنية التي تعاطف الكثير منها مع المعارضة بسبب جرائم إيران وحسن نصر الله بحق الشعب السوري  بينما يبكي اللوبي الزنجي دموع التماسيح على المعارضة  ويكلف بعض حلفائه في المنطقة بدعمها إعلاميا وسياسيا ومنع التسليح النوعي عنها لتكون عاجزة عن الحسم  وتتراجع شعبيتها بين السوريين  وقد تبين للنظام والمعارضة أن إيران واللوبي الزنجي متآمران لسفك الدم السوري  وقد عطل مشروع الحرب على الإرهاب   عملية السلام في الشرق الأوسط التي قطع فيها بيل كلنتون أشواط كبيرة  لأن اللوبي الزنجي يعمل على  منع  الساميين البيض أتباع الديانات السماوية من العيش المشترك .  
الثاني : مشروع الشرق الأوسط الكبير الذي ترعاه اللوبيات السامية البيضاء  يسعى لبناء دولة أزواد في  منطقة المغرب الكبير  وحق تقرير مصير الأكراد ضمن دولهم المتعددة الأعراق  في منطقة الشرق الأوسط  وإحياء عملية السلام في الشرق الأوسط على أساس حل الدولتين الساميتين لأحفاد النبي إبراهيم عليه السلام  دولة فلسطين لأحفاد إسماعيل عليه السلام  بجوار إسرائيل لأحفاد إسحاق عليه السلام  مثل البرتغال بجوار اسبانيا  وإيجاد حل سياسي في سوريا يحفظ وحدتها مبني على تقاسم السلطة تكون الرئاسة  للدكتور بشار الأسد وحزب البعث  الذين يملكون شرعية الانجاز فهم من بنو الجيش العربي السوري  وطوروا التعليم وحرروا الاقتصاد من التبعية لمساعدات الآخرين أو قروض صندوق النقد الدولي وجعلوا حلب الشهباء من أهم أقطاب الصناعة في الشرق الأوسط رغم قسوتهم في مواجهة منتقديهم , وإشراك المعارضة في الانتخابات البرلمانية وفي حكومة وحدة وطنية وفي النقابات ومنظمات المجتمع المدني  بوصفها تمثل شريحة من المجتمع السوري لها جمهورها وتحظى بدعم إقليمي  . 
وتوحيد جهود الشعوب السامية البيضاء  أتباع الديانات السماوية لبناء مستقبل مشرق لأجيالهم ومنح القوميات التي حرمت من الاستقلال  خصوصيتها ضمن دول متعددة الأعراق وتدريس لغاتها  بضمانات دستورية ومنحها فضائيات للتعريف بنفسها وعاداتها وتقاليدها  وهذا المشروع يؤيد معسكر الاستقلاليين في الساحة الأزوادية  وواجهته الإقليمية تركيا  المسلمة  البيضاء السنية الأطلسية وقد انضمت إليه دول الخليج بعد عاصفة الحزم بسبب التقارب الخليجي الأمازيغي الناجم عن  دعم جاليات الطوارق في الخليج لعاصفة الحزم وعبر هذا المشروع تعمل لندن وواشنطن على إعادة تأهيل معسكر الاستقلاليين وصناعة حلفاء له في منطقة الشرق الأوسط ليقود المشهد الأزوادي .  
مطلوب من  شركة سونتراك  الجزائرية التي تملك 30% من توتال  التوسط بين شركة توتال الفرنسية وبين معسكر الاستقلاليين الأزواد بأن تعيد توتال  صياغة المشهد في منطقة غرب إفريقيا  لصالح معسكر الاستقلاليين  تمهيدا لقيام دولة أزواد التي كان يعمل الأمير محمد علي الأنصاري ومانو دياك من أجلها  وإطلاق سراح الأسرى الطوارق لدى القوات الفرنسية  الذين تجري محاكمة بعضهم بمحاكم دولية بتهمة الإرهاب  بسبب انتمائهم لقبائل ترفض التدخل الفرنسي في مالي   مقابل أن تقوم اللوبيات المؤيدة  لمعسكر الاستقلاليين الأزواديين   في الغرب  بمنح فرنسا  دور مهم في حل الملف السوري  عبر مشروع " الاتحاد من أجل المتوسط " وسوف  تقوم تلك اللوبيات بمساعدة  باريس في حل الملف السوري بعقد " اتفاق جنيف " بين أطراف  الأزمة السورية  يقضي  بوقف إطلاق النار ودمج الأجنحة العسكرية للمعارضة في المؤسسة العسكرية والأمنية السورية  وتحويل الأجنحة السياسية إلى أحزاب وطنية تشارك في الانتخابات البرلمانية والبلدية  و تقاسم السلطة على أساس دستور جديد للبلاد   بتقليص سلطات الرئيس ونقل 50% منها إلى رئيس الحكومة الذي يقود الجانب الإداري والخدمي في الدولة ويكون رئيس الدولة  من معسكر حزب البعث بقيادة بشار الأسد و رئيس الحكومة واسع الصلاحيات من معسكر الائتلاف المعارض   ورئيس البرلمان من معسكر التنسيقيات  ورئيس مجلس الشيوخ شخصية مستقلة محايدة .
ويكون رئيس  سوريا  د. بشار الأسد من يقود المؤسسة الأمنية والعسكرية والسياسة الخارجية  لأنه يحظى بدعم ملايين السوريين في الداخل ومدعوم من قوى عظمى  خارجيا كما أن الغرب بحاجة لبشار الأسد في عملية السلام وتسويق خيارها بين القواعد الشعبية لمعسكر الممانعة  وأن تتشكل الحكومة مناصفة بين حزب البعث والمعارضة  وانتخاب بعض رموز المعارضة لقيادة بعض البلديات وتعين بعض مشاهير المعارضة سفراء وممثلين لسوريا في بعض العواصم  التي كانوا يقيمون فيها    واسترجاع دمشق دورها المحوري  في الاتحاد من أجل المتوسط الذي تعتبر من أعضائه  الفاعلين والمؤسسين  .
 ورد الاعتبار للأسر التي لعبت أدوار في  سوريا قبل وصول حافظ الأسد  للسلطة  أمثال" الأطرش ,الآتاسي  ,العظمة وغيرهم ممن تركوا بصماتهم في مسيرة الدولة " وتولي بعض أبناءها مواقع سيادية وقيادة أحزاب ونقابات ومنظمات مجتمع مدني ومنح الأكراد الجنسية  السورية وترسيم لغتهم في الدستور  وتشكيل صندوق مثل مارشال تموله أوروبا وأمريكا ودول الخليج وروسيا وإيران  لإعادة إعمار  البلد ومن أهدافه إعادة بناء البيوت والمدارس والمستشفيات والمرافق المهدمة و تمويل  الأرامل والأيتام والثكالى  من  السوريين المتضررين من كل الفصائل المعارضة والحكومية  بمنحهم راتب شهري يضمن لهم  حياة مستقرة وكرامة إنسانية  وانتخاب بعض الأرامل والثكالى في البرلمانات المقبلة من طرف أنصار النظام والمعارضة وصياغة قوانين تحمي هذه الشريحة من المجتمع السوري  وعودة اللاجئين وإعادة بناء البيوت المهدمة بفعل الحرب وتشكيل مجلس شيوخ غرفة ثانية للبرلمان يكون أعضائه شيوخ عشائر ورموز الطرق الصوفية و الكنائس  ومشاهير المجتمع  ومشاهير أرامل وثكالى الأزمة من أتباع النظام والمعارضة  وبعض رجال الدولة مثل عبد الحليم خدام ورفعت الأسد والعماد مصطفى طلاس  وجنرالات متقاعدين من الجيش وبعض قادة المعارضة مثل برهان غليون وهيثم المالح ومن المفيد أن يقود مجلس الشيوخ السوري شخصية وطنية حيادية على مسافة واحدة من كل الأطراف  مثل ابن مدينة درعا البار   د. فاروق الشرع ليكون مهندس المصالحات بين القوى الوطنية المتنافسة في الساحة السورية .
وتكون كل الأطراف السورية  رابحة فالمعارضة أوقفت احتكار عائلة  الأسد للسلطة بفعل نضالها وتحديها للمد الفارسي   بينما المدافعين عن النظام ربحوا بقائه  مع تقليص بعض سلطاته بفضل انتصارات وبطولات الجيش العربي  صانع الربيع السوري الذي واجه  مؤامرات  اللوبي الزنجي و الجميع كسب  بقاء مؤسسات الدولة السورية ورعاية مصالحة وطنية مع الفصائل الإسلامية على طريقة الوئام المدني في الجزائر و أن الحل السياسي يخدم مصلحة  دول الخليج لأنه سيقضي على النفوذ الإيراني لعدم حاجة النظام  لطهران في محاربة معارضيه  و أيضا رغبة حزب البعث في توثيق صلاته بقواعده الشعبية من السنة  وإن الحلول السلمية تراعي توازنات داخلية  حيث الشعب السوري منقسم بين النظام والمعارضة وتوازنات خارجية موقف موسكو وواشنطن  .
 من الضروري رد الاعتبار للاقتصاد السياحي السوري من أجل انتعاش اقتصاديات دول البحر المتوسط والخليج لأن الأزمة السورية كانت سببا في  تراجع أسعار النفط وفي انهيار الاقتصاد اليوناني  والايطالي وخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي بسبب تدفق اللاجئين وانقطاع طريق التجارة بين  أوروبا  والشرق الأوسط وتورط دول نفطية في دعم بعض أطراف الأزمة مما اثر على الاتحاد الأوروبي  ومن المفيد أيضا مد خطوط أنابيب للنفط والغاز من دول الخليج  والعراق إلى البحر المتوسط ثم إلى  تركيا عبر الأراضي السورية  توفر للبلاد حاجتها من المحروقات يستفيد منها الاقتصاد السوري وتساهم في استقرار أسعار النفط عالميا وجعل سورية معبر للتجارة بين أوروبا والخليج ومنطقة جذب للاستثمارات المتوسطية والشرق أوسطية  وأن تعمل الدراما السورية على إنتاج مسلسلات وأفلام عن القضايا العادلة فلسطين وأزواد  والأحواز وكشمير وتدريب وتدريس فنانين ومخرجين من أبناء هذه الشعوب لصناعة دراما محلية خاصة بهم و بعد الحل السياسي فإن سورية مرشحة لتصبح   قوة اقتصادية وسياحية ودرامية وقطب سياسي  في البحر المتوسط .
ومن أجل  تحقيق أهداف  شعب أزواد القريبة والبعيدة المدى يتعين الإسراع في  إعادة ترتيب البيت الأزوادي  من أجل بناء تكتل وطني يضم جميع القوى مثل التحالف الكردستاني أو منظمة التحرير الفلسطينية أو قوى 14 آذار اللبنانية يحتفظ فيه كل فصيل وحزب ومنظمات المجتمع المدني  باستقلاله التنظيمي وخصوصيته لكنه جزء من منظومة وطنية أكبر  من أجل استتباب الأمن ببناء دولة أزواد وعاصمتها تمبكتو  آمنة مستقرة فاعلة  في محيطها الإقليمي والدولي فيدرالية بين ثلاثة إقليم هي تمبكتو وغاو وكيدال بنظام برلماني يكون الرئيس من إقليم جاو ورئيس الحكومة من طوارق  تبمكتو بينما رئيس البرلمان من كيدال ورئيس مجلس الشيوخ من البرابيش ورئيس المجلس الاقتصادي والاجتماعي من السنغاي ورئيس مجلس القضاء من الفولان,
إن النضال السلمي أجدى وأنفع للقضايا العادلة  وأن المقاومة الذكية عبر القلم أفضل من العنتريات الكاذبة كما أن الدعوة إلى الإسلام تبدأ من تلميع صورته  ثم تشجيع الجاليات المسلمة في الدول الغربية على المشاركة السياسية في بلدانهم والدخول في تحالفات لخدمة قضاياهم وتلميع صورة الإسلام وجعله رقم صعب في سياسة بلدانهم التي يحملون جنسيتها والمساهمة في تعديل دساتير وأنظمة وقوانين بلدانهم لإعطاء الدين الإسلامي مكانة تساوي بقية الأديان السماوية الأخرى في الغرب واستصدار قوانين وتشريعات تجرم الإساءة للإسلام ونبيه ورموزه وتجريم الإساءة للشعوب المسلمة مثل قوانين تجريم معاداة السامية وقوانين تجريم إنكار مذبحة الأرمن وجعل الأعياد والمناسبات الإسلامية عطل رسمية في الغرب وجعل الحجاب واللحية جزء من الهوية الشعبية في الدول الغربية وصولا لبناء لوبي سني قوي يحمي مصالح المسلمين السنة عبر العالم ويكبح جماح المؤامرات التي تحاك ضدهم من أجل تحقيق طموحاتهم ونصرة قضاياهم وفتح صفحة جديدة في علاقات العالم الإسلامي مع الغرب  مبنية على الاحترام المتبادل و التعامل بندية.
بقلم : أبو بكر الأنصاري
 رئيس المؤتمر الوطني الأزوادي