الخميس، 10 أبريل 2014

إخفاقات الزنوج في أميركا ونجاحات الأمازيغ في المنطقة




شهدت السنوات الثلاث الماضية أحداث كبيرة في منطقة الشرق الأوسط والمغرب الكبير تمثلت  بثورات ناجمة عن  حالة الرفض  والاحتقان التي تشعر بها الأجيال الجديدة تجاه الاستبداد والديكتاتورية  وقاد هذه  الثورات  شباب ناقم على الظلم  لكن قوى فاسدة مثل اللوبي الزنجي الأمريكي المعادي للمسلمين البيض الذي خاض حملة صليبية على الإسلام تحت مسمى " الحرب على الإرهاب " منذ 11سبتمبر 2001 تآمر على الثورات  العربية فقام بزرع التنظيمات الإرهابية التي صنعها  لتبرير غزواته الاستعمارية في أفغانستان وتدميره مكتسبات الحضارة العباسية في العراق  أدخل القاعدة وأخواتها إلى معظم مناطق الربيع العربي بالتعاون مع  مخابرات الأنظمة التي ثارت الشعوب ضدها   لتبرير تدخل خارجي يدفن المشاريع الوطنية للشعوب الثائرة أو الطامحة لتحرير أوطانها .
وفي خضم هذه التحولات بدأ الامازيغ يفكرون بحماية مشروعهم الوطني عبر تمازغا وقد بدأت الجاليات الأمازيغية في أوروبا وأمريكا الشمالية بالانتظام في تجمعات وتنسيقيات وتتواصل مع لوبيات صناعة القرار بالتعامل معها وفق تعاطيها الإيجابي مع القضايا الأمازيغية وقد شهدت السنوات الماضية تشكيل جمعيات صداقة أمازيغية مع الأرمن واليهود والكرد كما شكل الأمازيغ العمود الفقري للعديد من منظمات حقوق الإنسان العالمية  ومنظمات الشعوب الأصلية وبدأت بصمات  الأمازيغ تتضح في سياسات كثير من اللوبيات في الغرب  .
إن المشروع الأمازيغي يمتاز  بتطوير وتحديث نفسه طبقا لما يجري داخل تمازغا و جوارها وقد سعى  أن يكونوا جزء لا يتجزأ من إفريقيا لكن  الاتحاد الإفريقي وقبله منظمة الوحدة الإفريقية  لم يبد حماسا لذلك  بسبب بياض بشرتهم  فالبند الذي ينص على عدم المساس بالحدود المتوارثة عن الاستعمار يهدف إلى الإبقاء على الأمازيغ الواقعين تحت احتلال  مالي والنيجر تحت العبودية والقهر بينما توجد أقاليم أخرى في إفريقيا  سكانها سود مثل " اريتريا وجنوب السودان " سمح لهم بالاستقلال والمساس بالحدود المتوارثة عن الاستعمار  .
حتى ما سمى بالذاكرة الجماعية لإفريقيا نجدها  تمنح هالة وقدسية مبالغة  لبعض من يقدمون على أنهم أبطال إفريقيا من الزنوج حيث يوجد تضخيم لكل من نيلسون مانديلا رئيس جنوب إفريقيا السابق  وهفوت بويني رئيس ساحل العاج وصان غور رئيس السنغال السابق  ومارتن لوثرنغ المعارض الأمريكي الأسود  وباراك اوباما أول رئيس اسود لأمريكا ولاعب كرة القدم بيليه  وهؤلاء في نظرنا لا يساوون شيئا أمام أبطال تمازغا البيض  أمثال "  الملك محمد الخامس  والأمير عبد القادر الجزائري ,عبد الكريم الخطابي , عمر المختار ,سعد زغلول ,مصطفى كامل ,محمد علي باشا, مانو دياك , المختار ولد داده أول رئيس لدولة البيضان , الأمير محمد علي الأنصاري  .
هؤلاء الأبطال البيض من بلاد تمازغا لم يحصلوا على 1% من الاهتمام الإفريقي الشعبي ولم يخلدوا في الذاكرة الجماعية الإفريقية رغم أن  منهم الأولياء الصالحين والقادة الكبار  وبفضل النجاحات التي حققها المشروع الأمازيغي على الساحتين الأوروبية والأمريكية اضطر الاتحاد الإفريقي للقبول  بالكونغرس الأمازيغي كمراقب في بعض الاستحقاقات الانتخابية  ونظم معه ندوة دولية حول الشعوب الأصلية في تونس .
ومن المفيد استثمار الفرصة لفضح اللوبي الزنجي وأساليبه  وكيف تحول من أقليه  في الستينات إلى فاعل حقيقي فمنذ ثورة مارتن لوثرنج المعارض الأمريكي الزنجي  بدأت مجموعات السود في أميركا تنتظم في تجمعات وتعمل على تشجيع هجرة الزنوج  إلى الولايات المتحدة  لتغيير البنية العرقية  لأميركا.
وقد بدأ زنوج أميركا يتاجرون بمعاناة السود في جنوب إفريقيا ويبنون حملة علاقات عامة  عبر العالم للاستفادة من ذلك داخليا وبدأ نجوم كرة السلة السود الأمريكيين ورجال الأعمال بالاستثمار في النفط وفي الإعلام السينمائي للسيطرة على الرأي العام الأمريكي وبدأت هذه الهجرات  في تغيير البنية  العرقية لأمريكا  ومنذ أحداث 11 سبتمبر2001 وجد المسلمين البيض صعوبة في دخول أميركا بسبب قوانين مكافحة الإرهاب التي تستهدفهم بينما دخل أكثر من 60 مليون اسود إلى أميركا دون مشاكل وساهموا في  انتخاب اوباما كأول رئيس اسود في التاريخ الأمريكي .
وفي الثمانيات تم تعيين كوندليزا رايس ملحقة أمنية بسفارة أميركا في موسكو  فقامت بوضع خطط لتفكيك الإمبراطورية السوفيتية وهذا ما رفع رصيدها وجعلها مستشارة للآمن القومي وقيادية في الحزب الجمهوري كما تم تعيين كولن باول رئيس لأركان الجيش الأمريكي وهما  مهندسا حرب الخليج الثانية " توريط صدام بغزو الكويت ومهاجمته بحجة تحريرها "  .
وقد ربط اللوبي الزنجي علاقات سرية مع ثورة الخميني بحجة أنها داعمة لسود جنوب إفريقيا ضد بيضها الحاكمين ورسموا لها إستراتيجية  التلاعب بمشاعر الشعوب العربية والإفريقية بالتظاهر بمعاداة إسرائيل التي تحتل فلسطين وتدعم النظام العنصري في جنوب إفريقيا وتقديم أمريكا على أنها " الشيطان الأكبر "  ولها يوم القدس أخر جمعة من كل رمضان فصارت إيران أداة للوبي الزنجي ينسق معها  لتدمير خصومها " صدام حسين وحركة طالبان " ويتركها تتلاعب بالمنطقة العربية خدمة لمشروعها الصفوي الفارسي ووصل للحكم في العراق أحزاب موالية لطهران تقوم بتدمير وطنها خدمة للمشروع الفارسي وفي لبنان حزب الفرس الذي يفتعل عنتريات وبطولات ضد إسرائيل للتغطية على جرائم الفرس في حق أبناء العراق  .
وصار اللوبي الزنجي الأمريكي  يفرض على أدواته في النظام الرسمي العربي صياغة الاتفاقية العربية لمكافحة الإرهاب لتصب في مصلحة  " التحالف الزنجي - الفارسي  المعادي لشعوب المنطقة "  لتستهدف المسلمين السنة في مشارق الأرض ومغاربها وقد نفذ مجلس وزراء  الداخلية العرب توجيهات اللوبي الزنجي فجعل ثلاثة من أصل أربعة من أركان الإسلام جزء من الإرهاب " فالذين يصلون في المساجد متآمرين على قلب النظام والذين يدفعون الزكاة ممولين للإرهاب والذين يحجون بيت الله الحرام يحضرون اجتماعات الخلايا النائمة الإرهابية عبر العالم " وصارت الأنظمة العربية  التي تجاهر  بمناهضة النفوذ الإيراني هي من تنفذ وتمول مشاريع الشراكة السرية  الفارسية - الزنجية  .
وتتلخص إستراتيجية اللوبي الزنجي خارجيا في توريط أميركا في صراعات  ضد المسلمين البيض السنة بالتعاون مع أدواتها الإقليمية ومحاولة جعلهم عدو للغرب  بعد انهيار المعسكر السوفيتي واستخدام الشيعة العرب أدوات لخدمة المصالح الفارسية  وداخليا استثمار إخفاقات تلك الحروب الأمريكية الفاشلة  ونقمة الشعوب الإسلامية ضد أميركا  لإضعاف صلابة نفوذ اللوبيات  البيضاء المنافسة التي كانت تؤيد النظام الأبيض في جنوب إفريقيا سابقا " اللوبي اليهودي والارمني واللاتيني " بحجة أن الكونغرس هو من يصوت على الحروب والتدخلات العسكرية الخارجية علما بأن المشرع الأمريكي يتخذ قراراته بالتصويت للحروب الخارجية بناء على معلومات أجهزة المخابرات التي يشرف عليها اللوبي الأسود فقد تباهى بارك اوباما مرشح اللوبي الزنجي بأنه لم يصوت لصالح  حرب العراق في مجلس الشيوخ ليكسب نقاط على حساب منافسته هلري كلنتون التي كان تصويتها  طبقا للمعلومات  المقدمة من كوندليزا رايس مستشارة الأمن القومي  وخطاب كلون باول وزير الخارجية الأمريكي  أمام مجلس الأمن في الأمم المتحدة عام 2003.
 فالزنوج الأمريكيين يعتبرون اليهود والأوربيون واللاتين  و المسلمين البيض تجار عبيد كانوا يبيعون السود ويشغلونهم في مزارعهم ومصانعهم  ويسعى اللوبي الأسود للانتقام منهم بضربهم ببعض عبر غزوات خارجية ضد المسلمين السنة البيض وزرع بلبلة بين بيض أميركا  داخليا  لتتحول أميركا إلى إمبراطورية زنجية افريقية وينتقل الحكم في بلاد العم سام للسود  من بني حام كما حدث في جنوب إفريقيا  ويتحول حلف شمال الأطلسي الى " حلف جنوب الأطلسي " بعدما يرتبط سود أمريكا بموطنهم الأصلي إفريقيا السوداء على ضفتي الأطلسي.
ولحماية ذاتهم  بلور الأمازيغ مشاريع بديلة وتعاطف الشارع  المشرقي  مع الطرح الأمازيغي المستنير الذي يدعوا إلى شراكة بين الشعوب البيضاء التي تعاني من نفس المشكلة  وقد استطاع الحراك الأمازيغي تحقيق العديد من النجاحات داخليا وخارجيا منها صنع شراكة مع الأكراد  وتعاطف العشائر المشرقية مع عدالة  الحراك  الامازيغي كما تؤهل شعوب المنطقة المشروع الامازيغي    للعب أدوار مهمة  في المنطقة العربية  بحكم التاريخ والجغرافيا أسوة بنظرائهم "الأكراد والأتراك   " حيث تحالف المشروع  الكردي مع القوى اللبرالية والعشائرية  ويسعى الامازيغ للتحالف مع المعسكر الكردي العشائري اللبرالي المعتدل  في المنطقة ليكون للحراك الأمازيغي بصماته في مستقبل الشرق الأوسط   بينما يدعم حزب العدالة والتنمية التركي التيارات الإسلامية  في حين صنع الإيرانيون معسكر الممانعة الذي يضم  ائتلاف الأحزاب الطائفية الموالية لطهران في العراق وحزب الفرس اللبناني والحوثيين .
ويعمل المشروع الأمازيغي على تحقيق السلام في الشرق الأوسط  على كافة المسارات  لاستثمار ذلك داخليا لتحقيق استقلال أزواد وترسيم الأمازيغية في دساتير دول شمال وغرب إفريقيا وأوروبا ودمج القوانين العرفية الأمازيغية في الدول التي يشكل فيها الأمازيغ أغلبية وبلغة المصالح يسعى بعض رموز الحراك الأمازيغي في مصر  بعد انخراطهم في الحراك الأمازيغي إلى إحياء الروابط التاريخية  بين مصر والأمازيغ التي تعززت منذ عهد الظاهر ببرس عندما ساهم الأمازيغ في انتصار مصر بمعركة عين جالوت  ضد المغول جيش هولاكو حيث قال الظاهر  ببرس قولته الشهيرة " الأمن القومي المصري يمتد من بغداد إلى تمبكتو " بمعنى منع  الفرس من السيطرة على العراق ومنع القوميات الزنجية من السيطرة على الصحراء الكبرى  وقد تطورت الروابط  مع الخديويين وازدهرت في عهد الملك فاروق الذي فتح مكتب تحرير منطقة المغرب الكبير الذي شارك الامازيغ في بنائه .
ومن المفيد أن يحتضن الحراك الأمازيغي الدور القيادي المصري في المنطقة لتكون مصر سندا لاستقلال أزواد ودسترة الأمازيغية مقابل أن يستخدم الأمازيغ علاقاتهم مع دوائر صنع القرار الغربي لدعم دور القاهرة القيادي إفريقيا وشرق أوسطيا ولتمكين مصر من الزعامة لنصرة القضايا العادلة لابد من ترتيب البيت الداخلي المصري وإعادة تأهيل الاقتصاد المصري بإجراء مصالحة تاريخية بين الفر قاء المصريين وتحديدا إصلاح ذات بين الجيش وجماعة الإخوان  على أساس ان الجيش حامي الدولة والمجتمع وجماعة الإخوان ذراع ديني من اجل قيادة مصر للعالم الإسلامي  وتوزيع السلطة بين القوى المتصارعة وجلب الاستثمارات على النحو التالي .
إجراء حوار وطني مصري ومصالحة مصرية – مصرية وإلغاء أحكام الإعدام الصادرة بحق قادة الإخوان   وتقاسم السلطة بين الأطراف الرئيسية على نحو يضمن مصالح الجميع ’
رئاسة الجمهورية المصرية  والوزارات الأمنية الدفاع والداخلية من نصيب المؤسسة العسكرية بقيادة عبد الفتاح السيسي بوصف الجيش حامي الدولة ونظامها السياسي وصمام الأمان للشعب المصري’
رئاسة الحكومة المصرية  ووزارة الخارجية والإعلام من نصيب القوى اللبرالية وشباب الثورة والأحزاب العريقة الوفد والدستور وعمرو موسى وغيرهم .
رئاسة البرلمان المصري ووزارة الإعلام والتعليم والاقتصاد للإخوان المسلمين لنشر الثقافة الإسلامية وتلميع صورة الإسلام بالتعاون مع الأزهر الشريف  وتفعيل الزكاة وقوانين التكافل الاجتماعي التي تضمن تحسين المستوى المعيشي للمصريين وجلب الاستثمارات السياحية للنهوض بالاقتصاد المصري واستعادة الأزهر الشريف  دوره كمرجعية إسلامية عالمية .
و بلغة المصالح سوف يستفيد الأمازيغ الكثير من النجاح في تحقيق المصالحة المصرية – المصرية وتفعيل الدور القيادي المصري لنصرة القضايا الأمازيغية وعلى رأسها استقلال أزواد ودسترة الأمازيغية وفتح الجامعات المصرية في وجه الطلاب الأمازيغ من اجل نهضة حضارية في تمازغا .
وتعمل المرجعيات الأمازيغية على النهوض بالواقع الأمازيغي على ضوء المتغيرات الإقليمية وإيجاد آليات  لتحديث المشروع الأمازيغي  ليصبح متكامل سياسيا واجتماعيا وثقافيا  يراعى خصوصية كل مكون أمازيغي وارتباطاته التاريخية والمذهبية وحلفائه بحيث تصب كلها في خدمة القضية الأمازيغية سواء  تعلق الأمر بتحرير أزواد من الاحتلال المالي أو  بترسيم ودسترة  الأمازيغية وصولا لبناء منظومة أمازيغية  يتم فيها رد الاعتبار للإنسان الأمازيغي الذي كان عنصرا محوريا في بناء الحضارة الإسلامية في الأندلس وفي دولة المرابطين ويتمكن الحراك الأمازيغي من تحصين الجبهة الداخلية لحماية المشروع الوطني من أي لعبة أمم .
وصولا لوضع مثل  الشعوب المشابهة  كالأرد والبشتون والأتراك والكرد وكلها شعوب مسلمة  تملك مشاريع وطنية قومية تتحدث بلغاتها وتقوم بتدريس العلوم الدينية بالعربية كما تقوم بتدريس الطب والهندسة بالانجليزية فحافظت على لغاتها وأبقت العربية لغة لتعليم الدين والانجليزية لغة لتعليم التقنيات الحديثة  وتعيش مع جيرانها من القوميات الأخرى باحترام وسلام وتعايش ضمن دول متعددة الأعراق وتعاملت مع الغرب بندية و مع العالم العربي وفق المصالح المشتركة ضمن احترام ثوابت الطرفين وهي متطورة تقنيا ومتقدمة اقتصاديا مثل النمور الأربعة " كوريا الجنوبية  وماليزيا وتايوان وتايلاند" .
إن النضال السلمي أجدى وأنفع للقضايا العادلة  وأن المقاومة الذكية عبر القلم أفضل من العنتريات الكاذبة كما أن الدعوة إلى الإسلام تبدأ من تلميع صورته  ثم تشجيع الجاليات الإسلامية في الدول الغربية على المشاركة السياسية في بلدانهم والدخول في تحالفات لخدمة قضاياهم وتلميع صورة الإسلام وجعله رقما صعبا في سياسة بلدانهم التي يحملون جنسيتها والمساهمة في تعديل دساتير وأنظمة وقوانين بلدانهم لإعطاء الدين الإسلامي مكانة تساوي بقية الأديان السماوية الأخرى في الغرب واستصدار قوانين وتشريعات تجرم الإساءة للإسلام ونبيه ورموزه وتجريم الإساءة للشعوب المسلمة مثل قوانين معاداة السامية وقوانين تجريم إنكار مذبحة الأرمن.
أبو بكر الأنصاري
رئيس المؤتمر الوطني الأزوادي