الأحد، 14 أكتوبر 2012

أزواد في معادلة الأمن والسياسة الخارجية للدولة الليبية الجديدة





شهدت ليبيا  عرسا انتخابيا قال  فيه الشعب  كلمته وأختار ممثليه في انتخابات المؤتمر الوطني بعد نجاح ثورة 17 فبراير 2011 المباركة للتخلص من الفساد والاستبداد الذي جثم على صدور أبنائه  طيلة  42 عام  وقد قدم  الليبيون  تضحيات جسام و هم يقطفون اليوم ثمار جهدهم نهاية سعيدة عرس وطني اختار فيه الشعب ممثليه بكل نزاهة وحرية .
وقطع الليبيون بذلك  شوطا كبيرا في صنع ديمقراطيتهم النابعة من الذات الوطنية  ويؤسسوا لبناء دولة القانون والمؤسسات الدستورية المنتخبة ديمقراطيا وبما أن الأمن الداخلي لأي دولة واستقرارها  يعتمد على سياستها الخارجية التي يمكنها  صنع الأصدقاء والشركاء الاقتصاديين وكذلك يعتمد نجاح السياسة الخارجية على أمن  قوي ومستقر  فالأمن  والسياسة الخارجية متلازمان ومترابطان .
 فإن بنيت السياسة الخارجية  على أسس من الاحترام المتبادل وإسناد الأشقاء ودعم القضايا العادلة فهذا النوع من السياسة  يجعل من دولة صغيرة نسبيا وقليلة السكان ومحدودة الثروات الطبيعة  دولة محورية في محيطها الإقليمي والدولي وقد يجعل منها أيضا واحة للأمن والاستقرار في محيط يتسم بالاضطراب والثورات والانقلابات العسكرية كما كانت ليبيا في عهد الملك إدريس السنوسي  .
وقد منح الملك السنوسي الطوارق القادمين من مالي والنيجر الجنسية الليبية مكافأة لهم على دورهم البطولي في الدفاع عن إقليم فزان إبان الاستعمار  الفرنسي من جهة وليصنع منهم أوراق في سياسة ليبيا  الإفريقية فتم تسويق الزاوية  الصوفية السنوسية  الذراع الديني للنفوذ الليبي في إفريقيا عبر الطوارق  وساهمت كفاءات أزواد   العلمية باللغة العربية في تقوية النظام التربوي والتعليمي في إقليم فزان  وساهم المهندسون الطوارق  وأصحاب التخصصات النادرة منهم في تطوير الإقليم   كما أصبح  اقتصاد إقليم فزان قبل الطفرة النفطية يعتمد على تجارة طوارق مالي والنيجر بين فزان  " وكان ذلك العصر الذهبي للسياسة الخارجية الليبية وقد جعلت هذه السياسة ليبيا في عهد الملك إدريس السنوسي ليبيا دولة محورية في الوطن العربي و ذات اقتصاد حرة يعتمد على استثمارات أخرى غير النفط  وكان إقليم  فزان بفضل احتضانه لطوارق الصحراء الكبرى " أزواد وأير شمال مالي والنيجر "  بمثابة دبي  وقد حقق الإقليم   بفضل استقطابه للاستثمارات والطاقات البشرية الطوارقية نجاحات لليبيا كالتي تحققها إمارة دبي للسياسة الخارجية الإماراتية الآن .
 وأما إذا  بنيت السياسة الخارجية  على صنع الخصوم والمؤامرات وطعن القضايا العادلة في الظهر كما فعل النظام البائد للقذافي  وكتابه الأخضر  ولجانه الثورية  التي تحشر أنفها في كل صغيرة وكبيرة مما لا يعنيها في من الشؤون الداخلية للآخرين فإنها تصنع الأعداء والخصوم وتكون عواقبها وخيمة "  ثورة شعبية في الداخل وتدخل أطلسي في الخارج" .
ومنذ انقلاب القذافي في سبتمبر   1969 حرم الطوارق من الجنسية  الليبية عام 1977 الممنوحة لهم من طرف الأسرة السنوسية في الخمسينات والستينات  وصار القذافي  يستغل الطوارق  ويورطهم في حروبه في تشاد ومغامراته في جنوب لبنان ويستخدم قضيتهم ورقة مساومة ليصنع لهم الأعداء والخصوم في محيطهم القريب والبعيد .
لذلك ننصح صانع القرار الليبي المنتخب بالعودة لنهج الحركة السنوسية  الذي صنعه  " الآباء المؤسسون للدولة الليبية الحديثة عام  1950 " الذين ركزوا على صناعة حلفاء وأصدقاء لليبيا في محيطها وجوارها القريب وكانت ليبيا  في العهد السنوسي حلقة وصل بين المشرق العربي  والمغرب الكبير وكانت قضية أزواد  من أنجح الاستثمارات السياسية والدبلوماسية للسياسة الخارجية للملك  إدريس السنوسي الذي استضاف الأمير محمد علي الأنصاري أمير طوارق تمبكتو
فقد أكرم الملك السنوسي وشيوخ العشائر والقبائل الليبية الأمير محمد علي الأنصاري الذي أصبح حلقة وصل بين الأمازيغ والقبائل العربية لأنه مقبول من الطرفين و قدمه  لأبن عمه الملك غازي بن فيصل الأول ملك العراق ولرئيس حكومته نوري السعيد  عام 1951و للملك فاروق قبل انقلاب جمال عبد الناصر عام 1952 كما قدمه للملك سعود بن عبد العزيز ملك السعودية  ولأسرة آل صباح الكويتية وأقنعهم  بضرورة دعم قضية أزواد لبناء حزام ابيض في الصحراء الكبرى يمنع تدفق الأفارقة السود نحو المغرب الكبير للحفاظ على الهوية الحضارية والنقاء العرقي   لدول شمال إفريقيا وحماية المذهب المالكي   من شعوذات وبدع الأفارقة السود  .
وتقوم الجزائر ومالي والنيجر   باستغلال الفراغ الليبي في الموضوع الأزوادي  بسبب اختطاف السياسة الأمنية الليبية من طرف بعض المليشيات الزنتانية والغدامسية الذين جعلوا من معاداة الطوارق  نهجا لهم  مما تسبب في فشل ليبيا الجديدة في تحقيق أي انجاز على صعيد  السياسة الخارجية على المستويين  الإقليمي والدولي حتى الآن .
ولتصحيح مسار السياسية الخارجية الليبية يتعين على المؤتمر الوطني الليبي المنتخب إيجاد قواسم مشتركة بين ليبيا و أزواد لإيجاد آليات لتقديم ليبيا دعم لأزواد  بالتنسيق مع الأحزاب السياسية الأزوادية المعروفة  وذات الرصيد في مقارعة نظام القذافي البائد  مثل المؤتمر الوطني الأزوادي " التيار الوطني الأزوادي الحر" الذي يملك قواعد شعبية واسعة في ليبيا  من الطوارق أو الأمازيغ وفق صيغة التعاون الذي كان  قائم بين الأمير محمد علي الأنصاري والملك السنوسي تجلب الدعم لقضية أزواد من جهة وجعل  ليبيا الجديدة دولة محورية في الوطن العربي وتعيد للسياسة الخارجية الليبية أمجادها وتألقها في الخمسينات والستينات .
بقلم : أبو بكر الأنصاري
رئيس المؤتمر الوطني الأزوادي

أزواد في أجندة السياسة الخارجية للمملكة المغربية




لا يختلف اثنان حول أهمية القضية الأزوادية بالنسبة للمملكة المغربية وهذا الاهتمام له جذوره  التاريخية فولاية تمبكتو كانت جزء لا يتجزأ من الدولة المرابطية ودولة الموحدين والسعديين كما أن بعض قبائل ولاية تمبكتو من أصول أندلسية  مغربية سواء تعلق الأمر بالقبائل الأمازيغية أو حتى البرابيش وخلال فترة  مقاومة الاستعمار الفرنسي كان الأمير محمد علي الأنصاري أمير طوارق تمبكتو هو  الذي يدير السياسة الخارجية للطوارق ويتفاوض ويتحدث مع الدول والقوى الكبرى باسم بقية إمارات الطوارق بوصفه مهندس السياسة الخارجية الطوارقية.
وقد وطد الأمير محمد علي الأنصاري  علاقاته مع المملكة المغربية في عهد الملك محمد الخامس في إطار ما كان يسمه المغاربة في الأربعينات عمقهم الجنوبي وثغرهم في الصحراء الكبرى وقد خلت كتابات كثير ممن دونوا تاريخ المغرب الحديث من أية إشارة من قريب أو من بعيد لأي دور للأمير محمد علي الأنصاري أو بقية القادة  الجنوبيين للحركة الوطنية للمغرب الكبير في الخمسينات أمثال أمراء قبائل الصحراء الكبرى وشيوخ   الصحراء المغربية الذين كان نضالهم لصالح المغرب الكبير مرجع للسياسة المغربية تجاه الملف الصحراوي بسبب مساندتهم للأسرة المالكة المغربية إبان ثورة الملك والشعب ودفاعهم عن مغربية الصحراء المغربية .
وقد وطد حزب الاستقلال المغربي بقيادة علال الفاسي والاتحاد الاشتراكي بقيادة المهدي بن بركة وحزب بورقيبة التونسي  وجبهة التحرير الوطني الجزائري بقيادة احمد بن بيلا علاقاتهم مع جمال عبد الناصر  وحزب البعث العربي الاشتراكي بقيادة ميشيل عفلق والبيطار الذين كانت سياستهم ومواقفهم  معادية للامازيغ عامة والطوارق بشكل خاص فأقنع عبد الناصر قادة أحزاب دول المغرب الكبير بعقد صفقة مع إفريقيا السوداء " مالي , السنغال , ساحل العاج , غانا , الحبشة " من أجل تقسيم الطوارق بين أربع دول  بهدف منع قيام أي كيان امازيغي يفصل بين القومية العربية والقوميات الزنجية .
 و كان للأسر الملكية في كل من " ليبيا والمغرب والعراق والكويت " رأي أخر وهو دعم قضية أزواد لبناء حزام ابيض يمنع تدفق الأفارقة السود نحو المغرب الكبير للحفاظ  النقاء العرقي لدول شمال إفريقيا وحماية المذهب المالكي من شعوذات وبدع الأفارقة السود مثلما كان السودان حزام يمنع تدفق الأفارقة السود نحو مصر والشام ومثلما العراق حزام يمنع التدفق الفارسي نحو الجزيرة العربية والشام  وقد استطاع حزب البعث العربي الإشتراكي  و جمال عبد الناصر الإطاحة بالملكية في العراق عام 1958 وليبيا عام 1969 والنظام الأميري في اليمن عام 1962   مما جعل المغرب يرضخ لرغباتهم في عدة ملفات ومنها الملف الأزوادي كما خسر المغرب موريتانيا وبقي المغرب يدافع عن حقوقه في صحرائه المغربية وفي مدينتي سبته ومليلية والجزر الجعفرية .
لقد عمل الأمير محمد علي الأنصاري مع الملك محمد الخامس خلال السنوات الحرجة من تاريخ المغرب عندما تكالب الفرنسيون والقومجيون بقيادة جمال عبد الناصر والبعثيين  ضد الأسرة الملكة المغربية عندما تم نفي الملك محمد الخامس وولي عهده الشاب المتعدد المواهب الأمير الحسن الذي أصبح لاحقا الملك الحسن الثاني واستطاع الأمير محمد علي الأنصاري بالتنسيق مع حلفائه في موريتانيا حشد دعم سكان تمبكتو وأصدقائه من شيوخ  الصحراء المغربية لمساندة الأسرة المالكة المغربية خلال ثورة الملك والشعب حتى صار الفرنسيون يستغربون من انتفاض تمبكتو لمساندة الملك محمد الخامس وعندها قرر الحاكم العسكري الفرنسي لغرب إفريقيا سلخ تمبكتو وموريتانيا عن الحكم المغربي فضم ولاية تمبكتو إلى داكار وضم موريتانيا إلى سان لوي في السنغال .
لقد كان للأمير محمد علي الأنصاري وشيوخ قبائل الصحراء المغربية  دور متميز في ثورة الملك والشعب بالمغرب أنكره كثير ممن دونوا تاريخ المغرب ولذلك وجدنا من واجبنا لفت الانتباه لدور الأمير محمد علي الأنصاري في ملحمة ثورة الملك والشعب لتوضيح أن لثورة الملك والشعب أبطالا آخرين  وهم من أبطال الجنوب " أزواد وموريتانيا والصحراء المغربية "وهؤلاء قدموا للمغرب ما لم يقدمه غيرهم  و لو رجع المغرب لنهج هؤلاء الأبطال الجنوبيين  لكان دولة محورية في محيطه الإقليمي والدولي.
وفي عام 1963 وقعت معركة الرمال بين المغرب والجزائر حول تندوف وتزامنت تلك المعركة مع ثورة كيدال وعرض موديبو كيتا أول رئيس لمالي بعد الاستقلال وساطته بين الطرفين مقابل تسليمه قادة ثورة كيدال  "ألادو وزيد اج الطاهر في كيدال  المتواجدين في تمنرست والأمير محمد علي الأنصاري  المقيم في الرباط " آنذاك وتم له ذلك وتحقق وقف لإطلاق النار بين  الجيشين المغربي والجزائري الخارج للتو من حرب تحرير ضد فرنسا اغلب أبطالها من الطوارق وأن  45 % من المليون ونصف شهيد من أبناء أزواد وأير  حيث كان أبناء تمبكتو منهم يقاتلون من أجل مغرب كبير يضم" أزواد وموريتانيا والصحراء المغربية  والمغرب" بينما يقاتل أبناء كيدال وغاو وتمنرست من أجل بناء مغرب أوسط يمتد من البحر المتوسط إلى نهر النيجر "المغرب الأوسط " هو الاسم القديم للجزائر   وكان الطوارق في  شرق الصحراء الكبرى يقاتلون على جبهة ثالثة في إقليم فزان  الليبي بالتنسيق مع عمر المختار والأسرة السنوسية في إقليم برقة وكان الأمير محمد علي الأنصاري مهندس السياسة الخارجية للطوارق على الجبهات الثلاثة وحلقة وصل بينهم وبين العالم العربي وبقية حركات التحرر كحركة مصطفى البرزاني في إقليم كردستان.
و أمضى قادة أزواد في سجون مالي ما بين 1963- 1977 بعدها عاد الأمير محمد علي بن الطاهر الأنصاري للمغرب بعد  أداء فريضة الحج  حيث أكرمه الملك الحسن الثاني واسكنه في حي اليوسفية في الرباط ثم في تمارا بين الرباط والدار البيضاء حيث قضي أخر حياته حتى انتقل الى جوار ربه عام 1995 رحمه الله واسكنه فسيح جناته .
واليوم يجد المغرب نفسه بحاجة للعب أدوار في قضية أزواد لسببين
أولاهما : لمنع الجزائر الداعم الرئيسي لجبهة البولساريو من الانفراد  بمنطقة الساحل والصحراء لكن المعضل الذي يواجه المغرب أن 60% من قادة أزواد  هم من إقليمي كيدال وغاوا ومرتبطين  بالجزائر ويحملون الجنسية الجزائرية وبعضهم كان مرتبط بالقذافي  وأن اغلب التنظيمات الأزوادية الفاعلة عسكريا  يقودها في نظر الرباط إما أشخاص من إقليم كيدال يحملون الجنسية الجزائرية او يدينون لها بالولاء أو أشخاص  عمل بعضهم سنوات في خدمة القذافي أو لهم ارتباطات بدول إقليمية داعمة للبولساريو ولا يستطيع المغرب الرسمي التعاون مع هذا النوع القيادات
وثانيا : أن ولاية تمبكتو المرتبطة تاريخيا بالمغرب  مهمشة في صناعة القرار الأزوادي فهي تعاني من احتلال مزدوج من  طرف  تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي المصنوع جزائريا  وكذا حركة أنصار الدين  الموالية للجزائر   بقيادة رجل المؤسسة  الجزائرية في أزواد  إياد اغ غالي كما أن تمبكتو  غائبة في صناعة القرار في الحركة الوطنية لتحرير أزواد  حيث يوجد عضو واحد من إقليم  تمبكتو   من أصل 28 عضوا في المجلس الوطني الانتقالي  المشكل من طرف الحركة الوطنية  لتحرير أزواد    .
رغم أن  إقليم تمبكتو الأوسع مساحة والأكثر كثافة سكانية وذو موقع استراتيجي وأبناؤه ناشطون سياسيا وإعلاميا في القضية الأزوادية وهذه بعض أسباب تحفظ الرباط حيال الحركة الوطنية كما يقوم بعض الكتاب العرب الأزواديين المؤيدون للحركة الوطنية بكتابة مقالات تنتقد دور الأحزاب الامازيغية المغربية وتتهمها بنشر فكر امازيغي شوفيني مناهض للعرب  في أزواد من اجل إبقاء احتكار الجزائر السيطرة على التنظيمات المسلحة الفاعلة على الساحة الازوادية .
ويشعر المغرب بغضب شديد بعد هدم الأضرحة والمساجد التاريخية في تمبكتو من طرف  تنظيم القاعدة و حركة أنصار الدين الموالية للجزائر وهي معالم يعتبرها المغرب جزء من تاريخه وحضارته الأندلسية لأن أغلبها شيد أثناء حقب حكم المغرب على إقليم تمبكتو  ويتوقع   الخبراء المغاربة في شؤون أزواد   طرح خطط مغربية للعمل بفعالية في الساحة الأزوادية ومنافسة الجزائر في هذه الساحة   .
 وذلك بأن يدعم المغرب حلفائه في ولاية تمبكتو بدعم تيار وطني حر سياسي معروف بمناهضته للتدخل الجزائري في الشؤون الازوادية  ومؤيد للطرح المغربي في القضية الصحراوية " الحكم الذاتي للأقاليم الصحراوية في إطار السيادة المغربية " يكون قادته ومؤسسيه من ولاية تمبكتو ويستقطب الناقمين على الدور التخريبي الجزائري من أبناء كيدال وغاوا  ليكون مثل تيار  المستقبل اللبناني بقيادة سعد الحريري  وأن  يبني هذا التيار تحالفات في ولايتي تمبكتو وغاو تصبح مثل قوى 14 آذار يدعمه المغرب وليبيا ودول الخليج كمرحلة أولى ثم تركيا وأميركا وفرنسا .
وبذلك تفقد الجزائر سطوتها ونفوذها في أزواد وينتهي عهد الوصاية الجزائرية ولن تجرؤا الجزائر على فرض اتفاقيات أو تنصيب عملاءها وفي ذلك فوائد للشعب الأزوادي منها إنجاح تجربة التعددية الحزبية والفصائلية في إطار المشروع الوطني الأزوادي كما هو الحال في التجربة الناجحة لإقليم كردستان حيث يوجد الحزب الديمقراطي الكردستاني بقيادة مسعود البرزاني ومقره اربيل ومعظم قادته من اربيل وهو مقرب من تركيا  و أيضا الاتحاد الوطني الكردستاني  بقيادة جلال الطالباني ومقره السليمانية ومعظم قادته من أبناء السليمانية وهو مقرب من إيران وهناك أحزاب إسلامية كردية سنية شافعية المذهب  مقرها دهوك ومقربة من جماعات الأخوان المسلمين في العالم العربي .
 وهذه القوى من المحافظات الثلاثة  تتشارك حكم إقليم كردستان وتكون حيث وضعتها صناديق الاقتراع وخيار الشعب وبالتالي لا يوجد في كردستان من يقول عن نفسه إنه الممثل الشرعي والوحيد للشعب فالجميع يستمد شرعيته من أصوات الشعب ومن نشاط قواعده الشعبية وكل هذه الأحزاب والقوى واذرعها في المجتمع المدني ممثلة البرلمان الكردستاني وحكومته وأجنحتها العسكرية ممثلة في قوات البشمركة " الجيش الوطني الكردي وممثلة في الأجهزة الأمنية لكردستان وكلها تعمل من أجل المصلحة العلياء الكردية .
بقلم : أبو بكر الأنصاري
رئيس المؤتمر الوطني الأزوادي


أزواد بين خيانات إياد أغ غالي وطموح المشروع الوطني






كثير من الأزواديين يجهلون تاريخهم ونظام تسيير أمورهم قبل الاستعمار الفرنسي وقد كان كبار السن يقولن لنا " لا يصلح شأن أخر هذه الأمة إلا بما صلح به شأن أولها " وهو العودة للإسلام وتعاليمه السمحة كما قال عمر بن الخطاب " نحن أمة أعزها الله بالإسلام وإن ابتغينا العزة في غيره أذلنا الله "  وقد  وظف  الطوارق عاداتهم وتقاليدهم مع القيم والتقاليد الإسلامية حتى أصبح التدين فطرة وجزء من سلوكيات الإنسان الطارقي وقد كان لأزواد مجموعة من الإمارات لكل واحدة أمير تقليدي وهذه الإمارات متفقة على السياسة الخارجية بينما لكل واحدة خصوصيتها التنظيمية وحدودها الجغرافية ولا يستطيع أي أمير تقليدي تخطي حدوده وهناك نظام قضائي متعارف عليه وجميع الأمراء التقليديين يدافعون عن نظرائهم ويحرصون على هيبتهم فنظام الحكم الطوارقي قبل الاستعمار الفرنسي شبيه بدولة الإمارات العربية المتحدة هناك العديد من إمارات الطوارق والبرابيش في الصحراء الكبرى يجتمعون لاختيار الحاكم الأعلى من بين الأمراء التقليديين بشكل توافقي.
وبالتالي فإن الطوارق ليسوا بحاجة لمرتزقة وجواسيس من دول دأبت على المتاجرة بمحاربة الإرهاب مع إدارة بوش منذ 11 سبتمبر 2001 لاستهداف معارضيها وانتهاك حقوق الإنسان لكي يعلموا شعبنا الذي ترعرعت أجياله كابر عن كابر على تعاليم الإسلام ولسنا بحاجة لاستيراد القعقاع الشنقيطي   وبن لعور الجزائري وغيرهم من شذاذ الأفاق  ليبينوا للناس أمور دينهم وبالتالي هذه الجماعات الإجرامية " القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي  وحركة الجهاد والتوحيد وحركة أنصار الدين التي فتحت لهم أبواب أزواد على مصراعيها ليعيثوا في الأرض فساد ويحرقوا الحرث والنسل هي جماعات إجرامية تحركها أجهزة مخابرات دول تريد السيطرة على الثروات النفطية لأزواد بجلب تدخل دولي على غرار أفغانستان والعراق يلحق الأذى بشعبنا ويشرده وتستولي شركة سونتراك الجزائرية وبعض الشركات المتعاقدة معها على نفط شعبنا وتعطي لإياد اغ غالي وأتباعه من المال والسلطة ما يدوسون به على بقية قبائل أزواد.
وقد بدأ هذا المخطط منذ عام 1992 بعد توقيع اتفاقية تمنرست واتفاق باماكو الذي رفضته جميع القوى الوطنية الأزوادية وقد بدأت المخطط  عندما صنع بعض جنرالات الجزائر شرخا وهميا بين بعض أهل كيدال وتمبكتو بتضخيم دور بعض المجندين من صغار الضباط التمبكتيين  مع جيش مالي عام 1963 أمثال " زولبيبا " والذي جعل منه عملاء الجزائر  في  كيدال رمزا للخيانة والعمالة لمالي .
  وقد أنكر عملاء الجزائر في كيدال أي  دور الزعيم السياسي لتلك الثورة الأمير محمد علي الأنصاري بسبب إقامته ولجوئه في المغرب  فبدأ إياد وجماعته يفكرون في  الإعداد للانتقام من أهل تمبكتو وجاءت الفرصة سانحة عام 1991 عندما بدأت الثورة وتوجه إياد وجماعته إلى بلدة ليرة في ولاية تمبكتو على الحدود مع موريتانيا واحتكوا بسكانها وأوهموهم أنهم جاؤا لتحرير الوطن من الاحتلال المالي وصار سكان البلدة يتبرعون بما جادت به نفوسهم من المال وشراء السلاح والسيارات للجبهة فقامت مالي بالهجوم على البلدة وقتلوا الكثير من خيرة أبناء ليرة من علماء ووجهاء ونزح أبناء تمبكتو إلى مخيمات اللاجئين في موريتانيا .
وتبعتهم جبهة إياد في المخيمات وقاموا بزرع الفتن والخلافات بين قبائل تمبكتو وزرعوا التنافر والتباغض بينهم وقاموا  باستغلال حماس وتأييد أهل المخيمات للجبهة  فجمعوا الأموال الطائلة واشتروا أسلحة بحجة بناء جناح للجبهة في تمبكتو لكنهم اخذوا السلاح والمال الى كيدال وتركوا أهل المخيمات بدون أي وسيلة للدفاع عن النفس.
وبعد التوقيع على اتفاقيات باماكو عام 1992 بدأ إياد اغ غالي مرحلة أخرى في التحالف مالي للتآمر على الرافضين للاتفاقيات فشن حربا على الجبهة العربية الإسلامية لتحرير أزواد أزهقت أرواح ألاف العرب البرابيش الأزواديين ومنذ ذلك فقد عرب أزواد الثقة بإخوانهم الطوارق وفضل بعضهم مصالحه مع مالي على جرائم إياد ثم بدأ  حربا ضد امغاد بسبب تنافسه مع الهجي غامو وهو ما أشعل صراع بين  الحركة الشعبية لتحرير أزواد بقيادة إياد  والجيش الثوري لتحرير أزواد بقيادة عبد الرحمن غلا من اجل صراع بين الهجي وإياد راح ضحيته مئات الشباب الأزوادي من اجل أن يفوز إياد اغ غالي  على الهجي غامو .
ثم تحالف إياد اغ غالي مع  مخابرات مالي والمؤسسة العسكرية الجزائرية وبقية أعداء القضية الإقليميين والدوليين  لتفكيك جميع الكيانات الأزوادية المطالبة بالاستقلال او الرافضة للاتفاقيات المذلة وصار إياد غالي يدبر مع مالي والجزائر  صراعات وهمية بين المجموعات والقبائل الأزوادية لمنع ظهور اي بديل وطني عنه وقامت مالي والجزائر والقذافي بالتخلص من مانو دياك عام  1995 لأنه شكل تحدي جدي لزعامة إياد كما قاموا بتقزيم وتحجيم عيسى سيدي محمد رئيس الجبهة الشعبية لتحرير أزواد حتى يحتكر إياد وجماعته تمثيل أزواد .
وخصصت مالي ما يقارب 200 مليار سيفا ما بين 1992 حتى 2005 لأقارب وجماعة إياد بينما بقي الشعب الأزوادي يعاني الفقر والحرمان وفي كل عام يحصل إياد وجماعته وإقليمه على 30 مليار سيفا حتى أصبحت أجمل فلل وقصور تمنرست مملوكة لأتباع وأقارب إياد اغ غالي بينما أرامل وثكالى أزواد مشردات بين ليبيا وموريتانيا وقد قال القذافي في خطابه الساخر من كل تماشق عام 2008 في اوباري إن إياد اغ غالي وشيخ اوسا أكدا له أنهما ضد قيام دولة طارقيه في شمال مالي .
وأصبح إياد يتحرك على عدة مسارات يتحالف مع التيارات الإسلامية في الخارج " جماعة الدعوة والتبليغ في موريتانيا والجماعات السلفية في الجزائر والسعودية ومع إيران وحلفائها حزب الله عبر الجزائر "وفي الداخل يشرف على ثورات وهمية تشعل صراع مالي عدة أسابيع ثم تنتهي باتفاق برعاية جزائرية قذافية يحصل فيها إياد وجماعته وإقليمه على عدة مليارات سيفا ويبقى الشعب الأزوادي يزداد حرمانا على حرمانه .
وبعد ثورة 17 فبراير في ليبيا وبعد  سقوط  نظام القذافي وتأسيس الحركة الوطنية لتحرير أزواد تآمر إياد اغ غالي مع الجزائر ومالي من أجل استخدام الجماعات الإرهابية القاعدة والجهاد والتوحيد لطمس معالم  "الحركة الوطنية لتحرير أزواد "  فتم طردها من المدن الرئيسة وبدأت الحركة تتلاشى تدريجا رغم ولاء شباب الفيس بوك لها والذين يشاهدون إياد اغ غالي بأم أعينهم   يسرق ثورتهم ويوظفها لصالح المخططات الاقليمة " الجزائرية الغرب افريقية " ويستخدم إياد غالي حركة الجهاد والتوحيد للدوس على قبائل غاو بينما يستخدم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي للدوس على قبائل تمبكتو وتهديم أضرحة أوليائها ومعالمها السياحية ويغرر ببعض المراهقين من أبنائها ليستغل حماسهم الديني للجهاد .
وقد اقنع إياد اغ غالي بعض قادة الحركة الوطنية لتحرير أزواد برفض قبول المتطوعين الجدد من أبناء ولاية تمبكتو بحجة أنهم غير مدربين وأن الحركة ليس لديها ما تطعمهم وتدربهم بينما فتح باب القبول للمتطوعين في إقليمي غاو و كيدال حتى تهيمن قبائل معروفة بولائها لإياد على الجناح العسكري للحركة الوطنية  وقام هو بدوره بقبول أولئك المتطوعين في جماعته أنصار الدين ليكتسب بهم شرعية ثورية تؤهله للاستبداد والتسلط وتساعده  على سحب البساط من تحت أقدام الحركة الوطنية أمام الشعب في ولاية تمبكتو لأنه قبل متطوعيهم الذين تم رفضهم من جانب الحركة الوطنية بقيادة محمد ناجم .
 فهل بعد هذا السجل الحافل بالخيانات والمؤامرات يمكن أن يصدق أحد أن أياد غالي الملتحي الذي يلبس عباءة الدين وزعيم حركة أنصار الدين جاء لإقامة الدولة الإسلامية  ؟ على حركة أنصار الدين تنفيذ الحدود الشرعية في رئيسهم إياد غالي قبل الحديث عن تأسيس إمارة إسلامية تجلب الخراب والتدخل الأجنبي للبلاد إن ما يقوم به إياد غالي مجرد خيانات ومؤامرات لسرقة السلطة فقط.
وفي المقابل تقوم القوى الوطنية الأزوادية المناهضة للجزائر بتنفيذ مشروع وطني أزوادي ببناء دولة أزواد الآمنة المستقرة الفاعلة في محيطها الإقليمي والدولي وهذه الدولة تتكون من نظام فيدرالي من ثلاثة أقاليم " تمبكتو وغاو وكبدال " كل إقليم لديه إدارة محلية حكومة وبرلمان محليين وهناك البرلمان الاتحادي وحكومة اتحادية ويكون لكل إقليم أحزاب ومنظمات مجتمع مدني تمثل أبناءه تمثيل حقيقا وتذوب الفصائل المسلحة في الجيش الوطني والأجهزة الأمنية الأزوادية .
وان تساهم الأحزاب السياسية ومنظمات المجتمع المدني في صياغة الدستور الوطني الأزوادي بأيدي وطنية أزوا دية واندماج الأجنحة العسكرية للفصائل المسلحة في المؤسسة العسكرية الأزوادية وتتقاسم الأقاليم الثلاثة المناصب السيادية بينها بطريقة توافقية وأن يقود الزعماء التقليدين مجلس للشيوخ أو الأعيان يكون غرفة ثانية للبرلمان المنتخب الذي يختار قادة المناصب السيادية الأزوادية وفقا للدستور الذي سيكتبه الخبراء القانونيون الأزواد مستمد من الشريعة الإسلامية ويؤدي لبناء دولة الأصالة والمعاصرة في أزواد .
مثل التجربة الناجحة لإقليم كردستان حيث يوجد الحزب الديمقراطي الكردستاني  بقيادة مسعود البرزاني ومقره أربيل وهو مقرب تركيا وهناك حزب الاتحاد الوطني الكردستاني بقيادة جلال الطالباني ومقره السليمانية وهو مقرب من إيران وهناك أحزاب إسلامية شافعية المذهب في  دهوك ومقربة من جماعات الإخوان المسلمين في العالم العربي والأجنحة العسكرية لهذه الأحزاب مندمجة في الجيش والأجهزة الأمنية الكردية وكل هذه الأحزاب تتشارك في حكم إقليم  كردستان
بقلم : أبوبكر الأنصاري
رئيس المؤتمر الوطني الأزوادي