الاثنين، 30 سبتمبر 2013

الإفراج عن الصحفي علي أنوزلا مطلب وطني



مؤخرا  نشرت في  بعض مواقع الانترنت المغربية  صور  لوالدة  الزميل الصحفي علي أنوزلا  في مستشفى الشيخ زايد بالرباط بعد  محاولتها زيارة ابنها   وعلى إثر ذلك تدهورت حالتها الصحية وهذا المشهد يزيد من  قوة الضغط الشعبي في الداخل وخاصة على مستوى الرأي العام الصحرواي  لأن الأمومة  في عادات وتقاليد المجتمعات  الصحراوية والبدوية عابرة للأسرة الصغيرة فأم الزميل علي أنوزلا هي  أم لكل أقاربه وأصدقائه وزملائه ومعارفه و أن ما يحدث لها من تدهور صحي  يزيد من الجرح للكرامة الصحراوية كما يجرح كرامة كل أصدقاء وزملاء ابنها.
ويتساءل المتضامنون مع  الزميل علي أنوزلا  ما الذي يجعل النقابة الوطنية للصحافة المغربية وغيرهم  يباركون  الإجراءات التعسفية  بحق زميلهم   هل الرغبة في التقرب من السلطة  ؟ او الحصول على امتيازات ؟ أو الرغبة في الأكل على موائد كبار المسؤولين ؟   أو الحصول على إعلانات تجارية لصحفهم و مواقعهم ؟ أو السفر على حساب السلطة للخارج لتغطية المؤتمرات الدولية ؟ هل من أجل  هذا تنكروا لزميلهم  لدرجة إصدار بيان  جعلهم أضحوكة في الداخل والخارج ؟.
قضية علي أنوزلا   كشفت للمجتمع  من هو الصحفي الإعلامي  في المغرب ومن هو الانتهازي المتسلق المستفيد من مصائب زملائه فالصحفيين والإعلاميين  المغاربة  شكلوا لجنة وطنية لدعم ومساندة علي أنوزلا ونظموا تظاهرات مساندة وداعمة لزميلهم من طنجه إلى الكويرة في استفتاء حر بين المهنية والانتهازية .
في الأسبوع الماضي كتبت مقالا للتضامن مع زميلنا بعنوان " معا لاستصدار عفو ملكي عن الصحفي علي أنوزلا  لتلميع صورة الوطن " وذلك لقناعتي  بأن المطالبة بإطلاق سراح الزميل الصحفي  مطلب وطني ويجب أن  يمر من  خلال  المؤسسات الدستورية للمملكة المغربية وإقناع صانع القرار المغربي  بإصدار عفو ملكي خاص عنه   .
كما أن الاستشهاد بالعفو عند الهاشميين الأردنيين يؤكد للقاصي والداني أن حملة الدفاع عنه  نابعة من الذات المغربية وبدافع الغيرة على المصلحة العامة للوطن  ولذا كنا حريصين على أن يكون العفو الملكي عنوانا لحل مشكلة اعتقاله  لتحقيق هدفين  أولاهما تفريج كربة الزميل  والانتصار لحرية الصحافة في المغرب  وثانيهما الحفاظ على هيبة المؤسسات الدستورية والحفاظ على العقد الوطني.
 ولا يختلف اثنان في  أن مقال الزميل  عن السعودية في موقعه لكم  " السعودية الخطر الداهم " الذي تحدث فيه عن دور السعودية في عرقلة الثورات العربية كان السبب الرئيسي في نكبة عائلة أنوزلا  .
 تجدر الإشارة إلى  أن عشرات الصحفيين في " البحرين والكويت واليمن "  كتبوا منذ انطلاق الربيع  العربي عن السعودية بنفس الطريقة التي كتب بها علي أنوزلا  وهذه الدول كلها اقرب جغرافيا للسعودية  من المغرب وأكثر تأثرا و حساسية بما يكتب عنها  لكنها لم تعتقل أي من صحفييها  .
  يذكر أن الدور  السعودي في شمال إفريقيا  مرفوض من طرف  كثير من التيارات الأمازيغية بسبب ما يقول المناضلون  الامازيغ  عن  دور المملكة  في الضغط على الأنظمة المغاربية لمنعها من  ترسيم اللغة الأمازيغية في دساتير دول المغرب الكبير وهذا ما يزيد شعبية علي أنوزلا بين الأمازيغ ويزيد من حجم التعاطف معه أمازيغيا .
يجب أن نطلق مبادرة جديدة بعنوان " المغرب أولا "  تقضي  بمنع  استرضاء أي دولة قريبة  او بعيدة على حساب توحيد الجبهة الداخلية المغربية  أو المصلحة العليا للبلد أو وحدته الترابية  ونتساءل   ماذا استفاد   المغرب من الاتفاقية العربية لمكافحة الإرهاب التي صاغها مجلس وزراء الداخلية العرب  المفصلة على  مقياس الجزائر و نظام مبارك  ؟  سوى استثناء جبهة البولساريو  من قائمة الحركات الإرهابية العربية لآتها ليست حركة إسلامية وليست متطرفة و  لاتحارب جنرالات  الجزائر ولاتحارب  نظام  مبارك  ولاتسعى لتقسيم السودان الذي يمر عبره  نهر النيل الشريان الحيوي لمصر  .
وهكذا  تم التأثير على صلابة  الموقف المغربي في قضية الصحراء بسبب اتفاقية  مكافحة الإرهاب  العربية التي جعلت الجزائر حليفا أكثر أهمية للوبي الزنجي الأمريكي وللاشتراكيين الفرنسيين   من الرباط  في حرب إدارتي  بوش وهولاند  على  الإرهاب وهو ما يفسر موقف سوزان رايس  سفيرة واشنطن لدى الأمم المتحدة سابقا و مستشارة اوباما  حاليا   من توسيع  صلاحيات المنيرسو  التي رفضها المغرب بقوة  و يجب على صانع القرار المغربي أن يفكر  بوحدته الترابية وبمصلحة شعبه أولا ثم بصورة المغرب في المحافل الدولية  ثانيا وأن يبتعد عن سياسة استرضاء الغير التي تفقده احترام الداخل  والخارج  وبالتالي لا معنى لمحاكمة أنوزلا بقوانين مكافحة الإرهاب .
إن الدستور المغربي ينص على أن جلالة الملك محمد السادس يملك حق العفو الملكي  وندعوه  إلى إستصدار عفو عن الصحفي  علي أنوزلا   بدافع المصالحة مع الذات المغربية وكسب ود جمهوره ومحبيه وكسب احترام الهيئات المحلية والدولية المتضامنة معه وتطييب خاطر الأقلام الوطنية التي دافعت عنه والمشهود لها بالولاء للقضية المحورية " الوحدة الترابية "  ومراعاة الشعور العام الصحرواي الذي يعتبر ما يحدث للزميل علي أنوزلا  ابن " كلميم باب  الصحراء "  تمييز عنصري جارح لكرامة الصحراويين.
وبلغة المصالح سوف يستفيد المغرب من العفو الملكي عن الصحفي علي أنوزلا  فوائد كثرة منها تلميع صورة المملكة المغربية إقليميا ودوليا و الإشادة العالمية بنهج الإصلاح الذي يتبناه الملك والتعديلات الدستورية  وتطور حقوق الإنسان فيه بعد نجاح مساره الديمقراطي الذي انطلق منذ تعيين عبد الرحمن اليوسفي رئيسا للحكومة المغربية في أواخر عهد المغفور له الملك الحسن الثاني وأن تحسين صورة المملكة عبر العفو الملكي قد يشجع تدفق  الاستثمارات الخارجية التي يحتاجها اقتصاد البلد لتوفير فرص عمل للعاطلين  .
ويقوي حركة السياحة في المغرب ويزيد قناعة المغاربة في الأقاليم الجنوبية الصحراوية  بصواب قرارهم التمسك بروابط البيعة مع الملوك العلويين الذين يعفون عند المقدرة وهو ما سيقود لتقوية موقف المغرب في قضية الوحدة الترابية ويعطي دفعة قوية للطرح المغربي الحكم الذاتي في إطار السيادة الكاملة للمغرب على أقاليمه الجنوبية الصحراوية  ويعزز تماسك الجبهة الداخلية المغربية  حفظ الله المغرب وأدام عليه نعمة الأمن والاستقرار في ظل الحكم الرشيد الشريف للأسرة العلوية المغربية ذات الشرعية الدينية والتاريخية ومهندسة  مشروع الاستقلال الوطني والحفاظ على  مكتسباته وصون وحدته الترابية .
أبو بكر الأنصاري
رئيس المؤتمر الوطني الأزوادي




الأحد، 22 سبتمبر 2013

معا لإستصدار عفو ملكي عن الصحفي علي أنوزلا لتلميع صورة الوطن





كلما قامت  حكومة  باعتقال صحفي ينتقدها بشكل منتظم  تضع نفسها في مأزق وتصبح عرضة  لانتقادات المنظمات الحقوقية وتجعل سمعتها أمام فوهة بركان  لأقلام في الداخل والخارج  ويتسبب ذلك في مشاكل اقتصادية ناجمة عن تراجع الاستثمارات  الخارجية وانخفاض تصنيفها الائتماني لأن  رأس المال الأجنبي جبان و أيضا يقود  إلى تراجع السياحة  بسبب ضجة اعتقال الصحفي الصادرة عن المنظمات الدولية و أيضا السلبية التي يتناول بها الوسط الإعلامي  سمعة تلك الحكومة  كما أنها تحول ذلك الصحفي المعتقل إلى بطل وقدوة للشباب  في الوطن العربي المتعطش لأبطال منذ نكبة 48 ونكسة 67  وتسمح تلك الحادثة لمنظمات الدفاع عن حقوق الإنسان بتتبع عورات  النظام  كما أن قوانين مكافحة الإرهاب لا تصلح لتصفية الحسابات مع الصحفيين المغضوب عليهم من طرف بعض الحكومات.
هناك  أمثلة لبعض الصحفيين  الذين ينتمون لدول ثم أجروا مقابلات مع أعداء دولهم كالإعلاميين البريطانيين في بي بي سي   والصحف اليومية والأسبوعية في لندن  الذين أجروا مقابلات مع قادة الجيش الجمهوري الايرلندي  أو مع المسؤولين الأرجنتينيين خلال  حرب بريطانيا والأرجنتين  على جزر الفوكلاند كما أجرت شبكة سي ان ان ومجلة تايم الأمريكيتان مقابلات مع أسامة بن لادن قبل وبعد أحداث 11 سبتمبر 2001 ومع ذلك لم يقدم أي منهم للمحاكمة ولم يعتقل بسبب عرضه مادة تروج لعدو تلك الدولة .
هذه مقدمة لأعبر عن وجهة نظري فيما يتعرض له الزميل الإعلامي المغربي  القدير علي أنوزلا مدير " موقع لكم  " وهو زميل جمعتني به صداقة عندما كنا نعمل معا في مكتب جريدة الشرق الأوسط في الرباط وكان نعم الأخ والصديق وكان  يتعاطف معي عندما عرف أني صحفي من الطوارق من إقليم أزواد دخل الإعلام من أجل التعريف بقضيته ونقل معاناة شعبه الجريح  أسوة بالمناضلين الأمازيغ  في المغرب وقد عرف عن أبناء قبائل الأقاليم الجنوبية للمغرب والأمازيغ تعاطفهم وحماسهم لنصرة القضية الأزوادية.
 علي أنوزلا  صحفي متواضع وموهبة إعلامية و تنطبق عليه  مواصفات الصحفي الناجح لأن التألق الإعلامي والتفوق  الصحفي  ليس بالشهرة والمال والظهور المستمر وإنما بالصداقة وحسن معاملة الزملاء وجعلهم أخوة والتضامن معهم في الشدائد مهما كانت خطورة وحساسية الملفات التي يتهمون فيها  لأن خصوصية العلاقة البينية بين الإعلاميين تحتم على كل  إعلامي  أن يصدر موقف مساند ومتضامن مع زميله وخاصة إن  كان يعرفه بشكل شخصي وعمل معه مهما  اختلفت  مواقفهم من هذه القضية  أو تلك  يبقى  التضامن واجب مهني على كل صحفي حيال أخيه في المهنة .
وحسب ما نشر في وسائل  الإعلام المحلية المغربية  عن ملابسات اعتقال الإعلامي القدير علي أنوزلا  فإن الشريط الذي سبب المشكلة مجرد رابط تم نشره في النسخة الفرنسية لموقع " لكم "   التي يشرف عليها زميله أبوبكر الجامعي وهو عبارة عن رابط أشير إليه في صحيفة البايس الاسبانية التي نقلته بدورها عن موقع اليوتيوب لإثبات صحة الخبر  لأن التوثيق مهم في عالم الصحافة  ولم يكن مادة  من عمل أي محرر بالموقع  كما أنه في قوانين مكافحة الإرهاب لا يعد نشر أو تغطية أخبار الإرهابيين إرهاب أو تحريض عليه   .
   إن سجن أو اعتقال أي صحفي من طرف أي دولة يعطيه دعاية مجانية    تفوق خبرة  30 سنة في الصحافة أو تأليف 100 كتاب في الإعلام أو محاورة  قادة ومشاهير عصره  وفي أقل من ثلاثة سنوات صنع المغرب بطلين  من أبناء الأقاليم الجنوبية هما علي أنوزلا وآمنتو حيدر بسبب ردات  فعل غير محسوبة العواقب تحرج المغرب في الداخل والخارج .
وخلال الأيام الماضية  تابعنا ردود أفعال زملاءنا المدافعين عن أخيهم علي أنوزلا  وتراوحت بين التهجم على الأجهزة الأمنية وانتقاد تراجع الحريات العامة في المملكة المغربية كما تابعنا بقلق  بيان نقابة الصحفيين المغاربة  الذي يندى له الجبين خجلا و كان صدمة للمجتمع   المغربي حيث كان البيان  الفاضح أشد قسوة وظلما على الزميل علي  أنوزلا من السجن وتكالب الأحزاب المتناحرة على السلطة  عليه و  تعيد للأذهان ما قامت به  نقابة الصحفيين المصريين  في عهد جمال عبد الناصر بتحريض من  محمد حسنيين هيكل التي جرمت الأخوين الصحفيين  مصطفى وعلي أمين بصورة انتهازية  تتسم  بالشماتة والتشفي بحق زميل عرف بالمهنية ومساعدة زملائه  وهو ما يصح  تسميته ب"ظلم ذوي المهنة "  .
 وللإنصاف نقول بأن الدفاع عن الزميل القدير علي أنوزلا  لايعني بأي شكل من الإشكال انتقاد النظام أو الهجوم على مؤسساته الدستورية والأمنية فالنظام الملكي المغربي له خصوصية وشرعية متعددة الأبعاد  منها  الديني بسبب انتماء الأسرة العلوية للرسول محمد صلى الله عليه وسلم وأن الولاء  لها محل إجماع وطني لكل المغاربة  وكذا  الإنجاز الناجم عن دور الأسرة العلوية الشريفة المحوري في استقلال المغرب والدفاع عن مكتسباته ووحدته الترابية  ثم أن رشق النظام بالتهم والدخول في صدام معه يعد معركة غير متكافئة فالأجهزة الممسكة بالملف تستطيع تلفيق التهم وفبركة الأدلة لاستصدار أحكام قضائية  خصوصا وأن كثير من المراقبين يعتبرون الموضوع  كله على بعضه تصفية حسابات مع صحفي صحراوي غير متحمس لمغربية الصحراء  وقد سبق لنائبة في البرلمان المغربي اتهام الزميل علي أنوزلا بالعمالة للجزائر والبولساريو .
إن الدستور المغربي ينص على أن جلالة الملك محمد السادس يملك حق العفو الملكي فإذا كان قد عفا عن الإسباني المتهم باغتصاب أطفال  قاصرين مغاربة وكانت دوافع العفو الملكي   تحسين العلاقة مع الجارة إسبانيا فمن باب أولى أن ندعو إلى إستصدار عفو ملكي خاص عن الصحفي  علي أنوزلا بموجب الدستور المغربي  بدافع المصالحة مع الذات المغربية وكسب ود جمهوره ومحبيه وكسب احترام الهيئات المحلية والدولية المتضامنة معه وتطييب خاطر الأقلام الوطنية التي دافعت عنه والمشهود لها بالولاء للقضية المحورية " الوحدة الترابية "  ومراعاة الشعور العام الصحرواي الذي يعتبر ما يحدث للزميل علي أنوزلا  ابن " كلميم باب  الصحراء "  تمييز عنصري جارح لكرامة الصحراويين.
  وأن يتعامل القصر الملكي المغربي مع هذا الموضوع بطريقة العفو عند المقدرة  التي يتعامل بها الملوك الهاشميين في الأردن مع منتقديهم و معارضيهم من  الصحفيين والسياسيين الأردنيين  فقد كان الملك حسين بن طلال  يعفو بشكل دائم عن المعارض  الإسلامي المعروف  ليث شبيلات و  المعارضة  اليسارية الشركسية تيجان فيصل اللذان كانا ينتقدان الملك ويتهمان الأسرة الهاشمية بتهم ضخمة  عبر إذاعة لندن التي يسمعها الوطن العربي كله  وكذا قادة جماعة الإخوان المسلمين الأردنية اللذين كانوا يشنون هجوم عنيف على الملك والنظام كلما وقع خلاف بين الأردن وحماس ثم يعفو الملك من اجل المصلحة العامة لتقوية الجبهة الداخلية .
وخلال فترة الخمسينات والستينات عفا الملك حسين بن طلال عن مئات القوميين الناصرين والعبثيين والشيوعيين الذين عملوا لحساب جمال عبد الناصر وحزب البعث والاتحاد السوفيتي ممن قاموا بزعزعة استقرار المملكة وكسب العرش الهاشمي الأردني نتيجة لذلك العفو إخلاص وولاء عشائر من عفا عنهم  وفي عام 1970 التفت العشائر الأردنية خلف الملك حسين إبان أيلول الأسود بسبب صفات العفو عند المقدرة التي يتسم بها نهج الهاشميين في الحكم  إن  نجاح التجربة الملكية البرلمانية الأردنية و بقاء الأردن واحة سلام في محيط شرق أوسطي مضطرب بفعل الربيع  العربي سببه العفو الملكي الخاص عن أبناء الأردن الذين يتهمون بالإساءة للنظام أو للذات الملكية أو الذين يتهمون بالإضرار بأمن الوطن واستقراره .
كما عفا  الأمراء الهاشميين عن الصحفيين الذي شهروا بهم أو الذين اتهموهم بالفساد والثراء الفاحش ومن أحدث  قصص العفو الهاشمي ما قام به  الملك عبد الله بن الحسين  الذي عفا عن كل الصحفيين الذين  كتبوا ضده  و عن  المعارضين الذين قادوا ما عرف على مدى عام ونصف بالحراك الشعبي الذين تراوحت مطالبهم بين محاربة الفساد وتقليص سلطات الملك وقد عفا عنهم بموجب صلاحية العفو التي يطالبون بنزعها  وقامت أخته الأميرة هيا بنت الحسين  بتوظيف العديد منهم في دبي بوصفها زوجة للشيخ محمد بن راشد آل مكتوم أمير دبي  كما قامت  الأميرة سمية بنت الحسن بالعفو عمن هتفوا بشعار " الشعب يريد إسقاط النظام " أمام قصرها    .
إن الملوك  الأشراف العلويين  عبر تاريخ المغرب حكموا  قلوب الرعية بالعفو الملكي والمكرمات الملكية وهو ما أفرز ثورة الملك والشعب في الخمسينات التي نجم عنها عقد وطني بين الحاكم والمحكوم ودستور أعطى للملك حق العفو الملكي مهما كانت الأحكام القضائية الصادرة بحق أي مغربي أو مقيم على تراب المغرب  .
وبلغة المصالح سوف يستفيد المغرب من العفو الملكي عن الصحفي علي أنوزلا  فوائد كثرة منها تلميع صورة المملكة المغربية إقليميا ودوليا و الإشادة العالمية بنهج الإصلاح الذي يتبناه الملك والتعديلات الدستورية  وتطور حقوق الإنسان فيه بعد نجاح مساره الديمقراطي الذي انطلق منذ تعيين عبد الرحمن اليوسفي رئيسا للحكومة المغربية في أواخر عهد المغفور له الملك الحسن الثاني وأن تحسين صورة المملكة عبر العفو الملكي قد يشجع تدفق  الاستثمارات الخارجية التي يحتاجها اقتصاد البلد لتوفير فرص عمل للعاطلين الذين يتظاهرون أمام البرلمان المغربي ويقوي حركة السياحة في المغرب ويزيد قناعة المغاربة في الأقاليم الجنوبية الصحراوية  بصواب قرارهم التمسك بروابط البيعة مع الملوك العلويين الذين يعفون عند المقدرة وهو ما سيقود لتقوية موقف المغرب في قضية الوحدة الترابية ويعطي دفعة قوية للطرح المغربي الحكم الذاتي في إطار السيادة الكاملة للمغرب على أقاليمه الجنوبية الصحراوية  ويعزز تماسك الجبهة الداخلية المغربية  حفظ الله المغرب وأدام عليه نعمة الأمن والاستقرار في ظل الحكم الرشيد الشريف للأسرة العلوية المغربية ذات الشرعية الدينية والتاريخية وصاحبة انجاز مشروع الاستقلال الوطني والحفاظ مكتسباته وصون وحدته الترابية .
أبو بكر الأنصاري
رئيس المؤتمر الوطني الأزوادي