الثلاثاء، 4 فبراير 2014

معا لحماية مشروعنا الوطني وصنع السلام في المنطقة




لقد حقق الحراك الأمازيغي إنجازات كبيرة وقفزات  نوعية على مدى 20 سنة بفضل التراكمات النضالية وقد استطاع الأمازيغ امتصاص العديد من المؤامرات والدسائس التي حاكتها ضدهم قوى مثل  اللوبي الزنجي الأمريكي  وبعض الأطراف الإقليمية  التي رأت في دعم مالي عبر تحالفها مع الجزائر وسيلة لربط علاقات مع ذلك اللوبي المعادي للمسلمين البيض  ويتجه الحراك الأمازيغي  لتحقيق  طفرات نضالية  تجعله فاعل حقيقي وصانع سلام في المنطقة لأن الأمازيغ قرروا  البداية من حيث انتهى الآخرين  .
لقد بدأ الحراك الأمازيغي يعيد ترتيب بيته الداخلي ويرتب أوراقه وأولوياته ويعيد حساباته مع القوى الكبرى على مبدأ  " الأمازيغ أولا "ثم حلفاء الحراك الأمازيغي والمتعاطفين مع القضية الأزوادية  وقد أصبح هذا الحراك على محورين هما تحرير أزواد من الاحتلال المالي وهي القضية المحورية للشعوب الأمازيغية  وكذا  ترسيم ودسترة الأمازيغية في بلدان المغرب الكبير والدول الأوربية التي يوجد بها مناطق ذات أغلبية أمازيغية ودمج  العرف الأمازيغي ضمن القانون الوضعي لتلك البلدان وأن علاقات الأمازيغ  مع أي قوة إقليمية أو دولية يحددها تفهم أو تعاطي تلك القوى ايجابيا مع القضية الأمازيغية .
وقد بدأت الجاليات الأمازيغية في أوروبا وأمريكا الشمالية بالانتظام في تجمعات وتنسيقيات وتتواصل مع لوبيات صناعة القرار بالتعامل معها وفق تعاطيها الإيجابي مع القضايا الأمازيغية وقد شهدت السنوات الماضية تشكيل جمعيات صداقة أمازيغية مع الأرمن واليهود والكرد كما شكل الأمازيغ العمود الفقري للعديد من منظمات حقوق الإنسان العالمية  ومنظمات الشعوب الأصلية وبدأت بصمات  الأمازيغ تتضح في سياسات كثير من اللوبيات في الغرب  وبدأت روسيا عبر قيصرها الجديد فلادمير بوتين تتقرب من رموز الحراك الأمازيغي و الإعلام الروسي يستضيف  العديد من قادة الحراك الأمازيغي في فضائياته وإذاعاته .
وتعاني بعض شعوب المنطقة من ظاهرة ما يعرف بلعبة الأمم " صراع قوى متعددة عليها واستخدام أبنائها وقودا لذلك " مثلما يحدث  في سوريا التي راحت ضحية توزيع للأدوار بين عدة قوى بإشراف اللوبي الزنجي الأمريكي   فمنذ  انطلاق الربيع العربي وحدوث ثورة تونس و مصر وليبيا قام ذلك اللوبي الأسود الأمريكي المعادي للمسلمين البيض   بتصدير الاحتجاجات إلى سوريا ابتداء من" أحداث درعا "  وصار  ذلك اللوبي الحقود يحرك أطراف اللعبة وهي طهران  وأدواتها حكومة نوري المالكي في بغداد و حزب الفرس اللبناني للعب أدوار المناصر للنظام  السوري  كما  يحرك فرنسا و باقي أركان النظام الرسمي العروبي المرتبط  به لدعم المعارضة  في إطار مشروع الفوضى الخلاقة" الكل ضد الكل والجميع مظلوم"  .
وقام المجلس الوطني الانتقالي الليبي  بتزكية  المجلس الوطني السوري وحشد معظم الناقمين على القذافي لمعاداة النظام السوري وقدم سفارة سوريا بطرابلس الغرب هدية للمعارضة  كما قام بعض رموز الإخوان المسلمين في مصر  بإصدار فتاوى للجهاد في سوريا وتكفير علمائها  الذين رفضوا دعم المعارضة مثل مفتي سوريا محمد البوطي الذي مات بقذيفة على مسجده بدمشق وعلى الأرض تعددت الجماعات المسلحة السورية والمقاتلين الأجانب  وأصبحت هذه الفصائل تتصادم عسكريا فيما بينها وسمعنا عن جهاد النكاح لأول مرة في تاريخ الفتوحات الإسلامية عبر الأزمة  السورية.
وقد ذهبت المعارضة السورية ضحية رفع سقف مطالبها بسبب وعود إقليمية  ناجمة عن حسابات تكتيكية مرحلية للوبي الحقود الأسود الأمريكي   ثلاث سنوات وسوريا تعاني من لعبة الأمم كل طرف يدعم فصيل أو جماعة من المعارضة  أو يتدخل عسكريا لصالح النظام ليحقق أهدافه أو ينفذ دوره في مسلسل من إنتاج وتأليف  وسيناريو وحوار وإخراج  ذلك اللوبي الأسود الأمريكي الذي يعرضه على الفضائيات يوميا .
لقد صمد النظام السوري وانقسمت المعارضة وتعددت عناوينها ومسمياتها  وصار الكبار يرفضون  تسليم سوريا لمليشيات متناحرة  كما أن انقلاب عبد الفتاح السيسي في مصر ألقى  بظلاله على الوضع السوري و غير موازين القوى لصالح النظام  بعد عزل محمد مرسي الذي كان السند القوي للمعارضة وقد بدأت بعض اللوبيات البيضاء الغربية تطلب من حكماء السياسة المساهمة في وضع حلول واقعية عملية قابلة  للتطبيق  لإيجاد مخرج مشرف لطرفي النزاع وحفظ ماء وجه الدول التي زجت بنفسها في الملف السوري .
والملامح العامة للحل السياسي في سوريا بحسب كواليس بعض لوبيات صنع القرار الغربي  تتلخص فيما يلي :
1-  وقف تام وفوري لإطلاق النار وفتح ممرات  آمنة  ورفع الحصار عن مخيم اليرموك والمناطق الأخرى وبدأ مسلسل سلام  بين الحكومة والمعارضة  السوريتين وعقد مؤتمر للحوار الوطني في قبرص ومؤتمر للمصالحة الوطنية  في درعا  برعاية الأمم المتحدة
-  عقد مؤتمر لأصدقاء سوريا في مدينة اغادير جنوب المغرب لتطبيع علاقات النظام السوري مع الدول المؤيدة للمعارضة وتحسين علاقات المعارضة مع الأطراف الداعم للنظام تحت إشراف رئيس لجنة القدس الملك محمد السادس بسبب تأثير وارتباط الملف السوري بالقضية الفلسطينية  .
2- يكون الحل في سوريا شبيه باتفاق الطائف الذي انهي الحرب الأهلية اللبنانية " اتفاق أغادير " يتم بموجبه تقاسم السلطة بين حزب البعث والائتلاف السوري والتنسيقيات والمعارضة  في الداخل عبر كتابة دستور سوري جديد تكون فيه سوريا دولة مدنية  ديمقراطية برلمانية ,
توزيع السلطات التنفيذية بين الرئيس ورئيس حكومة منبثقة من البرلمان مع  فصل تام  بين السلطات التنفيذية والتشريعية والقضائية  وترسيم اللغة الكردية في الدستور السوري  ودمج الأكراد في كل مؤسسات الدولة السورية.
3-  ا- تكون رئاسة الجمهورية السورية  لحزب البعث بقيادة بشار الأسد  بالإضافة إلى وزارتي الخارجية والإعلام و يحق للحزب ترشيح من يراه مناسبا للمواقع  التي من حصته
  ب- تكون رئاسة الحكومة السورية للائتلاف الموحد إضافة إلى وزارتي الدفاع والمالية ويحق للائتلاف ترشيح من يراه مناسبا للمواقع التي من حصته
 ج- تكون رئاسة البرلمان السوري ووزارة الداخلية للتنسيقيات وقوى المعارضة في الداخل ويحق لهم ترشيح من يرونه مناسب للمواقع  التي من حصتهم
 ويحق لأي حزب أو تنظيم سوري أن يكون جزء من كتلة  "حزب البعث وحلفائه" أو كتلة "الائتلاف وحلفائه" أو كتلة ا"لتنسيقيات وحلفائها" بكل حرية وأن تكون الديمقراطية  السورية توافقية و  تكون جميع مكونات المجتمع السوري ممثلة بشكل عادل في جميع الكتل وأجهزة الدولة العسكرية والأمنية والسلطات التنفيذية والقضائية والتشريعية
 د- دمج  مقاتلي المعارضة بالجيش و الأجهزة الأمنية السورية و دمج ممثلي المعارضة السورية في الخارج ضمن سفارات سوريا عبر العالم  وفق مبدأ " الجميع منتصر "  لأن الشعب السوري منقسم بين النظام والمعارضة لكل طرف مؤيدين وسوريا مثل الأم التي يتقاتل أبنائها أمامها وهي بحاجة لمن يقرب ويصلح بينهم  فسوريا بحاجة لنشر ثقافة الرحمة بين أبنائها .
4- تشكيل صندوق  اعمار سوريا بغلاف مالي200 مليار يور" مائتي مليار يورو"  على غرار صندوق مارشال وتخصيص 20% منه لإعادة اللاجئين ورواتب للأرامل والثكالى والأيتام السوريين ومنح تعويضات لمن تهدمت بيوتهم أو فقدوا مصدر رزقهم,
 وأن تقوم الدول التي كانت تدعم أطراف النزاع بضخ استثمارات في سورية لإعادة تأهيل الاقتصاد السوري لإيجاد فرص عمل للسورين في الداخل وإطلاق منتدى عالمي لاستكشاف الاستثمار في سوريا وجعل المدن الساحلية مقرا للعديد من ورش عمل تنسيق الاستثمار السياحي المتوسطي وتكون دمشق مقرا للأمانة العامة ل" الاتحاد من أجل المتوسط "الذي أسسه الرئيس الفرنسي الأسبق  نيكولا ساركوزي وتوقيع معاهدة شراكة  اقتصادية بين سوريا والاتحاد الأوروبي لإعطاء دمشق معاملة  تجارية استثمارية تفضيلية وصياغة قوانين وحوافز لجذب الاستثمارات الخارجية إلى سوريا .
هذه ابرز ملامح الحل الذي طبخته بعض لوبيات صنع القرار الغربي  بالتعاون مع من لديهم مصلحة حقيقية في حل الأزمة السورية ممن يحظون باحترام لأنهم على مسافة واحدة من كل الأطراف السورية ونتمنى كأشقاء لسوريا أن تجد هذه الأفكار قبولا لدى الجميع وتقديم تنازلات مؤلمة من أجل الوطن السوري الجريح  حتى يكون مستقبل سورية بيد أبنائها فهم من يعرف مصلحة وطنهم.
والحقيقة أن الأمازيغ  سوف يستفيدون من المشاركة في صنع السلام بسوريا لأنه بلغة المصالح سوف يكسب الحراك الأمازيغي حليف  في شرق المتوسط والمشرق يسحب البساط من تحت أقدام القوميين العروبين  المغاربيين المتزمتين الذين تفننوا في شيطنة الأمازيغ كما ستعمل الدراما السورية على الترويج للامازيغ فنيا بصناعة مسلسلات تاريخية عن أمجاد وأبطال الأمازيغ ودبلجة الفن الأمازيغي لتكون الثقافة والتضامن الفني  وسيلة لبناء تحالف وبناء ثقة كما كانت سوريا تفعل مع المسلسلات التركية وسوف تفتح الجامعات والمعاهد السورية   أبوابها في وجه الطلاب الأمازيغ وسوف يؤدي ذلك  إلى نهضة في تمازغا وموطئ قدم لها في المشرق العربي .
كما أن  مشاركة الأمازيغ في صنع السلام بسوريا سوف يجعل دمشق حاضنة تستضيف المعارضين الامازيغ عندما تغلق الدول التي لها مصالح نفطية وغازية مع شركة سونتراك  الجزائرية أبوابها في وجوههم كما استضافت سوريا الأمير عبد القادر الجزائري عندما قاد المقاومة ضد المحتل الفرنسي .
 وأيضا سيؤدي مشاركة الأمازيغ في صناعة السلام  بسوريا إلى إفراز موقف سوري جديد  في قضية الصحراء المغربية مؤيد للطرح المغربي  "الحكم الذاتي في إطار السيادة المغربية على أقاليمه الجنوبية " وهو انجاز سيقوى شوكة الحراك الأمازيغي   داخل المغرب ويحجم ويضعف القوى المناهضة  للأمازيغ  فكل انجاز أمازيغي خارجي يفرز مكاسب للأما زيغ في الداخل  وتكون سوريا الجديدة حليف للمغرب .
وسوف تشجع هذه الانجازات والنجاحات المرجعيات الأمازيغية على النهوض بالواقع الأمازيغي على ضوء المتغيرات الإقليمية وإيجاد آليات  لتحديث المشروع الأمازيغي  ليصبح متكامل سياسيا واجتماعيا وثقافيا  يراعى خصوصية كل مكون أمازيغي وارتباطاته التاريخية والمذهبية وحلفائه بحيث تصب كلها في خدمة القضية الأمازيغية سواء  تعلق الأمر بتحرير أزواد من الاحتلال المالي أو  بترسيم ودسترة  الأمازيغية وصولا لبناء منظومة أمازيغية  يتم فيها رد الاعتبار للإنسان الأمازيغي الذي كان عنصر محوري في بناء الحضارة الإسلامية في الأندلس وفي دولة المرابطين ويتمكن الحراك الأمازيغي من تحصين الجبهة الداخلية لحماية المشروع الوطني من أي لعبة أمم .
وصولا لوضع مثل  الشعوب المشابهة  كالأرد والبشتون والأتراك والكرد وكلها شعوب مسلمة  تملك مشاريع وطنية قومية تتحدث بلغاتها وتقوم بتدريس العلوم الدينية بالعربية كما تقوم بتدريس الطب والهندسة بالانجليزية فحافظت على لغاتها وأبقت العربية لغة لتعليم الدين والانجليزية لغلة لتعليم التقنيات الحديثة  وتعيش مع جيرانها من القوميات الأخرى باحترام وسلام وتعايش ضمن دول متعددة الأعراق وتعاملت مع الغرب بندية و مع العالم العربي وفق المصالح المشتركة ضمن احترام ثوابت الطرفين وهي متطورة تقنيا ومتقدمة اقتصاديا مثل النمور الأربعة " كوريا الجنوبية  وماليزيا وتايوان وتايلاند" .
إن النضال السلمي أجدى وأنفع للقضايا العادلة  وأن المقاومة الذكية عبر القلم أفضل من العنتريات الكاذبة كما أن الدعوة إلى الإسلام تبدأ من تلميع صورته  ثم تشجيع الجاليات الإسلامية في الدول الغربية على المشاركة السياسية في بلدانهم والدخول في تحالفات لخدمة قضاياهم وتلميع صورة الإسلام وجعله رقم صعب في سياسة بلدانهم التي يحملون جنسيتها والمساهمة في تعديل دساتير وأنظمة وقوانين بلدانهم لإعطاء الدين الإسلامي مكانة تساوي بقية الأديان السماوية الأخرى في الغرب واستصدار قوانين وتشريعات تجرم الإساءة للإسلام ونبيه ورموزه وتجريم الإساءة للشعوب المسلمة مثل قوانين معاداة السامية وقوانين تجريم إنكار مذبحة الأرمن.
أبو بكر الأنصاري
رئيس المؤتمر الوطني الأزوادي