الخميس، 26 ديسمبر 2013

أزواد في معمعة الخلافات المغربية - الجزائرية




                                 

خلال مراسيم  تنصيب الرئيس المالي الجديد إبراهيم بوبكر كيتا استوقف المحللون لشؤون المنطقة   غياب الرئيس الجزائري لأسباب صحية  والحضور اللآفت للعاهل المغربي الملك محمد السادس ولقائه الزعماء التقليدين وقادة بعض الطرق الصوفية في منطقة تعتبرها الجزائر حديقتها الخلفية والخصم والحكم والوسيط في صراعاتها وخاصة منطقة الساحل والصحراء وتحديدا الصراع المالي الأزوادي الذي ظلت الجزائر ونظام القذافي يحتكران منذ 30 سنة كل مساعي الحل والعقد فيه وهو ما لم تقبله الجزائر دخول المغرب حديقتها الخلفية  .
وقد ردت الجزائر بأن بعث الرئيس الجزائري  عبد العزيز بوتفليقة رسالته لاجتماع للاتحاد الإفريقي في أبوجا طالب فيه بتوسيع صلاحيات قوة الأمم المتحدة المينورسو لتشمل انتهاكات حقوق الإنسان  مما أشعل فتيل أزمة بين البلدين  واستدعى المغرب سفيره من الجزائر واندلعت تظاهرات  شعبية مغربية غاضبة أمام سفارة الجزائر بالرباط وقنصليتها  بالدار البيضاء وبلغت حد قيام أحد المغاربة بإنزال العلم الجزائري من مبنى قنصلية الجزائر  بالدار البيضاء ثم خطاب العاهل المغربي الذي قال فيه  إن بلاده لا تتلقى دروس في حقوق الإنسان من بلد معروف بسجله الحافل بخرق تلك الحقوق وقام ملك المغرب بزيارة لواشنطن وحصل على  دعم البيت الأبيض لطرحه الحكم الذاتي في إطار السيادة المغربية على الأقاليم الصحراوية الجنوبية كما طالب حزب الاستقلال بقيادة حميد شباط  أبرز الواجهات السياسية للوبي الفاسي باسترجاع الصحراء الشرقية " تندوف ولاية بشار وأدرار" للسيادة المغربية .
 يتعين علينا نحن الأزواديين اتخاذ  مواقف رصينة وأن نكون على مسافة واحدة من جميع   أطراف الخلاف  حول  قضية الصحراء ومعرفة خلفياته التاريخية قبل وبعد استقلال البلدين ثم بلورة الدور الايجابي الذي يمكننا  لعبه في التقريب بين مناصري  قضيتنا   "الامازيغ والصحراويين "  انطلاقا من الدعم الأمازيغي المطلق لشعبنا الأزوادي في حقه بتقرير المصير والاستقلال وكذا مساندة  أبناء الأقاليم الصحراوية لقضية أزواد  كما  يوجد إجماع أمازيغي في شمال إفريقيا  على منع قيام الجمهورية العربية الصحراوية  دولة البوليساريو  القومية  التي هي من نسج خيال جنرالات الجزائر الشاويين المعاديين للأمازيغية.
في الثلاثينات والأربعينات من القرن الماضي تحالف المقاومون في المغرب والصحراء الكبرى  ضد المحتلين الفرنسي والاسباني وكان لتلك المقاومة تصور مبدئي وهو قيام اتحاد مغاربي مثل الاتحاد  السوفيتي يشمل " ليبيا بأقاليمها الثلاثة برقة وطرابلس وفزان والصحراء الكبرى بإقليمها أزواد وآير و المغرب الأوسط ويشمل الجزائر وتونس  إضافة إلى شنقيط الاسم القديم لموريتانيا  و أيضا المغرب الأقصى المغرب شماله وجنوبه الصحراوي " يحتفظ فيه كل كيان بنظام سياسي داخلي خاص به و بقياداته السياسية وزعاماته العشائرية و يقود الاتحاد المغاربي  الملك محمد الخامس بوصفه الشخصية التوافقية لمجاهدي المنطقة المغاربية آنذاك .
ولهذه الغاية تأسس في القاهرة بمصر  مكتب  تحرير للمنطقة المغاربية  في عهد الملك فاروق حيث كانت مصر وشعبها سند حقيقي لكل الثوار والمناضلين الأحرار عبر العالم   وبعد انقلاب جمال عبد الناصر عام 1952 وجد الضباط الأحرار  أن هذه الفكرة تتعارض مع طموحاتهم لقيادة العالم العربي وإفريقيا فبعثروا  المكتب وتآمروا على النظاميين الملكيين في الرباط وطرابلس واتهم عبد الناصر الأنظمة الملكية بالرجعية والعمالة للإمبريالية   وقام عبد الناصر بحشد محبيه في الوطن العربي للدعاية  لثورة الجزائر لصناعة نظام ثوري معادي للملكيات  في المنطقة المغاربية .
وبعد استقلال الجزائر وانضمام الضباط الجزائريين الذين عملوا في الجيش الفرنسي وأغلبهم من الشاويين المشبعين بالفكر القومجي الناصري والبعثي  مثل خالد نزار ومحمد العماري إلى الجناح العسكري لجبهة التحرير حرض النظام الناصري المصري  نظيره  الجزائري الوليد على معاداة النظامين الملكيين في المغرب وليبيا و صناعة لوبي شاوي عسكري من الجنرالات هو ما دفع قيادة جبهة التحرير الجزائرية وجنرالاتها  على خوض حرب الرمال لتحقيق مجموعة من الأهداف .
كما شجع النظام الناصري المصري في الخمسينات بعض الفاسيين  بالمغرب الذين يعملون لحساب المخابرات الفرنسية والقوميين العرب  في المشرق العربي  على صناعة لوبي فاسي  قوي ووضع إستراتيجية محكمة  للهيمنة على صناعة القرار في المغرب وإقصاء الامازيغ والصحراويين  وخلق مظلوميات وتناقضات داخلية تعيق طموح الأسرة العلوية  لمنافسة  جمال عبد الناصر على قيادة الأمة العربية وجعل الشعبين  الجزائري والمغربي  والمنطقة المغاربية رهائن لاحتكار السلطة وتصفية حسابات اللوبي الشاوي في الجزائر  و اللوبي الفاسي المغربي في الرباط  وهذان اللوبيان يستخدمان  القومية العربية والتيارات الاسلاموية لمحاربة الامازيغ وتسفيه تطلعاتهم وتكفير رموزهم النضالية والفكرية .           
خلال الفترة من 1959 حتى 1972 كان المغرب" القصر والأسرة العلوية الشريفة " وشعوب الصحراء الكبرى  " الطوارق والموريتانيين "   الداعمين الوحيدين لنضال الشعب الصحراوي ضد المستعمر الاسباني حيث ازدهرت في الستينات ثقافة  "شعب البيضان "  التي أسسها تحالف المقاومين الأزواديين  والموريتانيين والصحراويين في الثلاثينات وسارت عليها جالياتهم في الخليج في الأربعينات والخمسينات علما بأن البيضان والامازيغ هم العمود الفقري للمقاومة وجيش التحرير المغربي المؤيد للملك محمد الخامس   وكانت محور سياسات الرئيس الموريتاني الراحل المختار ولد داده الذي كان يرى ألا مستقبل  للبيضان في ظل احتكار اللوبي الفاسي  صناعة القرار في المغرب .
 ثقافة البيضان  تعتبر الطوارق  و الموريتانيين والصحراويين  شعب واحد يملك تاريخ مشترك  وعادات وتقاليد ولباس  موحد وهو الدراعة  والحولي للرجل والملحفة للمرأة وهو ما أدى إلى انتقال كثير من الطوارق والصحراويين إلى العيش في موريتانيا منذ 1963
 وكانت الأسرية العلوية الشريفة  المغربية تعتبر  دعمها  لنضال الشعب الصحراوي ضد المستعمر الاسباني واجب وطني من أجل استكمال وحدته الترابية فإسبانيا التي تحتل  الصحراء  تحتل أيضا  سبتة ومليله والجزر الجعفرية   والحقد الاسباني على المغرب معروف للجميع منذ سقوط الأندلس وانتقال من كان فيها من المسلمين واليهود إلى المغرب بعد تنكيل الإسبان بهم وبعد خروج الاستعمار  الاسباني من الصحراء نظم المغرب المسيرة الخضراء  لكن اللوبي الشاوي الجزائري  و نظام القذافي  ردوا عليه بتأسيس الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب بقيادة مصطفى الوالي السيد الذي استشهد  في  عام 1977 و تم تنصيب محمد عبد العزيز خلفا له وقد خاض المغرب والبوليساريو معارك طويلة وخاضت الرباط والجزائر صراع دبلوماسي واستخباري موازي وفي عام 1991 تمكنت الأمم المتحدة من وقف لإطلاق النار بين المغرب والبوليساريو.
قام الملك محمد السادس بصياغة الطرح المغربي  مشروع الحكم الذاتي للأقاليم الجنوبية  في إطار السيادة الكاملة للمغرب على أقاليمه الصحراوية  وأمر بإطلاق سراح  كثير من السجناء الصحراويين وتم تعويضهم ماديا عن سنوات السجن  كما سمح للكثير منهم بالتعبير السلمي عن مواقفهم   .
الفرصة  الآن مواتية لإنجاح مشروع الحكم الذاتي في الأقاليم الصحراوية  بان تقوم الرباط  بمقاربة تنموية  ومعاملة قبائل الصحراء مثل معاملة الأردن للعشائر البدوية في صحراء الشام  وكذا القيام  ببناء  جامعات في كل الأقاليم الجنوبية بمعدل جامعتين في العيون وجامعة ومعهد عالي في كل من كلميم والطانطان وبوجدور والسمارة والداخلة حتى يتمكن  أبناء الأقاليم الصحراوية  من متابعة دراستهم من الابتدائية حتى الدكتوراه في أقاليمهم ومدنهم وتستقبل هذه الجامعات الطلاب البيضان من موريتانيا وأزواد بمنح خاصة من مناطق الحكم الذاتي الصحراوي لتكون  الأقاليم الصحراوية  بوابة للدبلوماسية الناعمة والشعبية المغربية في جنوب الصحراء الكبرى .
 وبناء جامعات ومستشفيات ومشاريع استثمارية  في المناطق التي يتواجد بها الصحراويون خارج المغرب مثل ازويرات ونواذيبو في موريتانيا وولاية تمبكتو في إقليم  أزواد لكسب الصحراويين في الداخل والخارج ولرد الجميل والاعتبار لمجتمع البيضان الذي كان أبناؤه العمود الفقري لجيش التحرير المغربي في الاربعينات والخمسينات ولتوسيع النفوذ المغربي في منطقة الساحل.
 و تعيين وزير أول مرة من الامازيغ ومرة من الصحراويين  ومرة من مناطق وجهات مغربية أخرى وعلى الصعيد الحزبي تقوم أغلب  الأحزاب المغربية العريقة بمبادرات وطنية  بانتخاب أمناء و زعماء  وقادة جدد من الامازيغ والصحراويين في إطار تكافؤ الفرص بين أبناء المملكة المغربية من طنجة إلى الكويرة الذي ينص عليه النظام الداخلي للأحزاب المغربية والسماح لبعض الصحراويين بتولي  بعض الوزارات السيادية كالخارجية والداخلية والمالية في الحكومة المركزية بالرباط ومنح المنشقين عن البوليساريو دور سياسي وإعلامي للتسويق للطرح المغربي مشروع الحكم الذاتي ودعم الثقافة والفن والدراما لمجتمع البيضان  لاستقطاب استثمارات خارجية للأقاليم الجنوبية   لزيادة دخل الفرد الصحراوي  والتعريف بأقاليم الجنوب الصحراوي  سياحيا واستثماريا لصالح أبناء المنطقة فالصحراوين والامازيغ  جزء لا يتجزأ من المقاومة وجيش التحرير المغربي  وهم جزء من ثورة الملك والشعب  وقد قدم  الامازيغ و الصحراويين   قوافل من  الشهداء  لأجل حرية واستقلال وكرامة المغرب.
ومن المفيد  للمغرب لكسب رهان قضية الصحراء المغربية أن يقوم  بخطوات داخلية مثل ترسيم الامازيغية في الدستور المغربي ودمج ما يوافق الشريعة الإسلامية من القوانين العرفية الامازيغية في القوانين الوضعية المغربية و الترخيص لأحزاب أمازيغية مثل الحزب الديمقراطي الامازيغي بقيادة أحمد الدغرني والسماح  بدخولها البرلمان المغربي لأن نضال أمازيغ المغرب الداعم للوحدة الترابية وراء كثير من انجازات السياسة الخارجية للمغرب  .
 وحتى يصبح المغرب فاعل في محيطه الإقليمي والدولي ورقم صعب في معادلة سياسات القوى الكبرى في  المنطقة مثل الأردن يتعين على الرباط  الانفتاح على القضايا العادلة للشعوب المطالبة بحق تقرير المصير مثل قضية أزواد و أن يقوم المغرب  بإعادة تأهيل قادة الحراك الازوادي خاصة في المناطق القريبة من الأقاليم الصحراوية " ولاية تمبكتو " التي توجد فيها جاليات صحراوية منذ الخمسينات والستينات والتي  يرتبط سكانها بروابط قديمة مع سلاطين الدولة العلوية المغربية  قبل الاستعمار الفرنسي  وأن تدعم  الرباط حق الازواديين في تقرير المصير كما تساند تركيا التركمان والقبارصة الاتراك .
 ومن أجل  تحقيق أهداف  شعب أزواد القريبة والبعيدة المدى يتعين الإسراع في عقد مؤتمر شامل لجميع الحركات والتنظيمات والأحزاب والجمعيات الأزوادية من أجل بناء تكتل وطني يضم جميع القوى مثل التحالف الكردستاني أو منظمة التحرير الفلسطينية أو قوى 14 آذار اللبنانية يحتفظ فيه كل فصيل باستقلاله التنظيمي وخصوصيته لكنه جزء من منظومة وطنية أكبر  من أجل مواجهة المخططات الفرنسية ولإيصال قضية أزواد إلى بر الأمان  .
والعمل على وضع مبادئ وأهداف ووسائل لهذا التكتل تقود لإنجاح المشروع الوطني الأزوادي
 مشروع المقاومة الوطنية الشريفة الذي تناضل من أجله القوى الوطنية من أجل استتباب الأمن ببناء دولة أزواد وعاصمتها تمبكتو  آمنة مستقرة فاعلة  في محيطها الإقليمي والدولي فيدرالية بين ثلاثة إقليم هي تمبكتو وغاوة وكيدال .
إن النضال السلمي أجدى وأنفع للقضايا العادلة  وأن المقاومة الذكية عبر القلم أفضل من العنتريات الكاذبة كما أن الدعوة إلى الإسلام تبدأ من تلميع صورته  ثم تشجيع الجاليات الإسلامية في الدول الغربية على المشاركة السياسية في بلدانهم والدخول في تحالفات لخدمة قضاياهم وتلميع صورة الإسلام وجعله رقم صعب في سياسة بلدانهم التي يحملون جنسيتها والمساهمة في تعديل دساتير وأنظمة وقوانين بلدانهم لإعطاء الدين الإسلامي مكانة تساوي بقية الأديان السماوية الأخرى في الغرب واستصدار قوانين وتشريعات تجرم الإساءة للإسلام ونبيه ورموزه وتجريم الإساءة للشعوب المسلمة مثل قوانين معاداة السامية وقوانين تجريم إنكار مذبحة الأرمن.
بقلم : أبو بكر الأنصاري
 رئيس المؤتمر الوطني الأزوادي






الأربعاء، 25 ديسمبر 2013

ماذا تفعل القوات الفرنسية في شمال مالي؟

حوار مع رئيس المؤتمر الوطني الأزوادي أبو بكر الأنصاري
حاوره: فهيم الصوراني
نص الحوار:
سؤال: أستاذ الأنصاري ننقاش مع حضرتك آخر تطورات الأوضاع قي مالي وتحديدا في المناطق الشمالية، التي شهدت أمس وتحديدا في مطار كيدال، شهدت اشتباكات بين المتظاهرين مع القوات الفرنسية العاملة هناك، سؤالي بداية لحضرتك ما دلالة هذا الاشتباك والتطورات التي يمكن أن تحصل جرائه؟
جواب: هو في الحقيقة أن القوات الفرنسية أصبحت عدوا للشعب الأزوادي منذ اليوم الأول لدخولها إلى المنطقة، فهي جاءت لدعم النطهير العرقي الذي تقوم به الحكومة المالية ضد الشعب الأزوادي وهي التي قامت برعاية التطهير العرقي الذي تم مدن جاوا وتلبتكو حيث أفرطت السلطات المالية في قتل الشعب الأزوادي الأبيض بدم بارد ودون أي إدانة دولية أو إقليمية لأن هناك راع كبير لهذا الإجرام هو القوات الفرنسية، أما أسباب المظاهرة التي قامت فهي أن رئيس الحكومة المالية أراد أن يقوم بزيارة إلى إقليم كيدال واراد أن يصارح بما يسميه إنجازات وهمية ومصالحة وطنية أمام الأزواديين الذين لا تنطلي عليهم هذه الأكاذيب والذين خرجوا تقودهم النساء والأطفال والشباب وكبار السن، فأرادوا أن يذهبوا إلى المطار ليقولوا لا لقدوم رئيس السفاحين وحكومة السفاحين إلى إقليم كيدال، وهو ما تصدت لهم القوات الفرنسية واستخدمت الغازات المسيلة للدموع وقامت بعد ذلك بإطلاق النار هي والقوات المالية المشتركة وأدى ذلك إلى استشهاد امرأة وجرح أخرى وهذا أدى إلى حملة استنكار واسعة النطاق على مستوى الداخل وعلى مستوى المغتربين، وامتلأت شبكات التواصل الاجتماعي بنشر فيديو تلك المذبحة ونشرته بعض الفضائيات الإقليمية والدولية.
سؤال: ما تعليقك على ما يدور من كلام عن أن مالي والقوات الفرنسية، يوجد هناك محاولات لعرقلة اندماج الحركات الأزوادية في محاولة للضغط عليها لتقديم تنازلات فيما يتعلق بحق تقرير المصير؟
جواب: نعم بالفعل هناك رغبة فرنسية مالية لطمس معالم الطرف الأزوادي في معادلة شمال مالي، هناك محاولات حثيثة، وأنت تعرف أن الجبهات أخذت قارات استراتيجية منذ بضعة أشهر بالاندماج في تكتل كبير يضم كافة فصائل الشعب الأزوادين لكي يقدم مطالب واضحة المعالم وعلى رأسها حق تقرير المصير، ولكن فرنسا ومعها دول غرب افريقيا لم تكن هذه الخطوة الجريئة من قبل الحركات الأزوادية تعجبهم، فعمدوا إلى اللعب تحت الطاولة من أجل تفكيك هذه التنظيمات أو من أجل دفعها إلى تقديم تنازلات، لكن الرأي العام الأزوادي ما زال متمسكا بحق تقرير المصير، وما زال يثق بالمطالب التي يؤمن بها، والشعب الأزوادي يثق بقيادته ولن تفلح هذه المحاولات بالنيل من شرعيتها، لكننا نحن هنا نريد أن ننبه إلى أن هذه الدول هدفها الوحيد هو أن تفشل المشروع الوطني الأزوادي، هذا المشروع الذي تناضل الحركة الوطنية من أجله، وعلى الشعب الأزوادي أن يتمسك بنهجه الوطني وأن يثق في البرنامج الوطني الذي رفعته الحركة والذي ناضلت من أجله لأنها هي الخط الذي سار عليه الشهداء وسار عليه المناضلون.
سؤال: فيما يتعلق بنتائج الانتخابات البرلمانية والبلدية التي جرت مؤخرا في مالي هل من تداعيات أو تأثير مباشرا على إقليم أزواد في الشمال؟
جواب: هو في الحقيقة أن الشعب الأزوادي يرفض هذه الانتخابات جملة وتفصيلا وقد فشلت مالي في الحصول على أصوات الأزواديين كما حدث في الانتخابات الرئاسية التي كانت هناك لها مقاطعة شاملة من قبل الشعب الأزوادي، وفي هذه الانتخابات حجم المقاطعة ما زال بنفس الوتيرة اليت كان عليها في الانتخابات السابقة.
الشعب الأزوادي لا يعترف بالسيادة المالية على أراضي الشمال، الشعب الأزوادي يريد حقه في تقرير المصير، ويريد أن تتبنى الأمم المتحدة خيارا واستفتاء حرا ونزيها في المناطق الشمالية، يخير الشعب الأزوادي بين الاستقلال والحكم الذاتي الموسع والفدرالية، وهذا ما يريده الشعب الأزوادي لكي يحصل على حقوقه مثلما حصل عليه شعب تيمور الشرقية الذي قال وفي استفتاء حر ونزيه أنه يريد الانفصال عن اندونيسيا.