الأحد، 19 أبريل 2015

قضية أزواد في معمعة المشاريع الإقليمية والدولية




تعيش منطقة شمال وغرب إفريقيا حالة غير مسبوقة من الاستقطاب الحاد بين مشاريع القوى الكبرى بواجهات  إقليمية يتاجر بعضها  بقضايا العالم العربي لبسط هيمنته وتمثل عاصفة الحزم التي أيدتها  الجالية الأزوادية في الخليج  نقطة تحول في تعاطي المنظومة الخليجية مع مشروع توتال و اللوبي الزنجي الأمريكي "الحرب على الإرهاب"   الذي يحارب السنة و يسعى لتمكين إيران  الفارسية من السيطرة على الجزيرة العربية  والخليج  لأن مالي والجزائر اللتان تتاجران بمحاربة الإرهاب  هما من معسكر الممانعة  الإيراني  الذي يدعم حكومة باماكو عسكريا ودبلوماسيا  ضد  الأزواديين السنة المالكيين.  
لا يختلف اثنان في أن إقليم أزواد والصحراء الكبرى جزء من المغرب الكبير  قبل الاستعمار الأوروبي وفي الأربعينات من القرن الماضي أسس بعض قادة المنطقة المغاربية ومنهم الأمير محمد علي الأنصاري في القاهرة مكتب تحرير المغرب الكبير بهدف قيام كيان اتحادي فيدرالي من برقة إلى شنقيط يحتفظ فيه كل كيان بنظامه وتكون مراكش عاصمة اتحادية ومحمد الخامس حاكم اتحادي على غرار الاتحاد السوفيتي سابقا  مع احتفاظ  كل إقليم بنظام حكمه .   
في عام 1952 وقع انقلاب في مصر بقيادة جمال الناصر الذي رأي أن قيام كيان مغاربي كبير  يحول دون زعامته للعالم العربي فعمد إلى تفكيكه وسلخ إقليم أزواد وآير شمال النيجر وضمها إلى إفريقيا السوداء  ومن الاستراتيجيات التي  استخدمها  الضباط الأحرار في مصر تخويف السنغاي والفولان الدارسين في الجامعات المصرية والفرنسية من قيام كيان طارقي أمازيغي بحجة أنه سيكون نظام فصل عنصري  كجنوب إفريقيا  وقد رفض العرب  البرابيش في أزواد الفكر القومي العربي  الناصري وكل دعوة تفصلهم عن الطوارق وقد  انقسمت الدول العربية  في الخمسينات حول قضية الطوارق  إلى ثلاثة أقسام .
الأول :  معسكر الملكيات الدستورية بقيادة العراق التي اندفع  ملكها فيصل الثاني ورئيس حكومته نوري السعيد  بشكل تام في دعم استقلال الطوارق بقيادة  الأمير محمد علي الأنصاري ومعه الملك الليبي إدريس السنوسي  وروج لدولة الطوارق على أنها قوة للعرب مثل باكستان
القسم الثاني : معسكر الأنظمة الثورية بقيادة جمال عبد الناصر الذي رفض فكرة استقلال الطوارق وعمل على تخويف الأفارقة والعرب من مغبة السماح بقيام كيان أمازيغي يفصل بين العرب وإفريقيا السوداء وتم تجيش الفنانين  لتمجيد عبد الناصر وشيطنة من يخالفه الرأي " الأرض بتتكلم عربي "
القسم الثالث :  الذين يريدون  استقلال الطوارق لكنهم غير قادرين على تحدي جمال عبد الناصر الذي كان يحظى بشعبية بين  الجماهير العربية ويضم السعودية التي عرض ملكها سعود بن عبد العزيز  على الأمير محمد علي  الأنصاري الإقامة في العزيزية جنوب مكة مع أفراد عائلته وخصصوا له راتب أمير من الأسرة الحاكمة استفاد منه طوال حياته  و قدم أهم المفكرين الازواد د.عبد القدوس الأنصاري مؤسس الإعلام السعودي لولي العهد الأمير فيصل بن عبد العزيز  آنذاك كما  ضم هذا القسم سوريا التي توالت عليها الانقلابات واضطرت للدخول في تجربة وحدة فاشلة مع مصر  .
ومنذ السبعينات استثمر القذافي  وريث عبد الناصر حالة التشرد التي عانى منها الأزواديين  فجند بعضهم في جيشه وورطهم في حروبه بتشاد وجنوب لبنان وفي عام 1990 تمكن البعض  من الهروب من ليبيا وقيادة ثورة انتهت بتوقيع اتفاق مع مالي  ومنذ ذلك الوقت انقسم الأزوادييون إلى معسكرين :
الاستقلاليون : معسكر أسسه الأمير محمد علي الأنصاري ومانو دياك ويطالب باستقلال إقليم أزواد ويضم  أيضا عيسى سيدي محمد قائد الجبهة الشعبية لتحرير أزواد والشهيد مولاي سليمان القائد العسكري للجبهة العربية الإسلامية لتحرير أزواد  وبعض الإعلاميين  وشخصيات اعتبارية عشائرية وفكرية  ومراجع دينية وزعماء تقليديين ورموز نسائية نضالية  وقد قامت فرنسا ودول الجوار بمحاربة هذا المعسكر فاغتالوا   الشهيد مانو دياك وحاصروا عيسى سيدي محمد  و قيادات أخرى  وأصبح بدون أي قوة عسكرية  فاعلة على الأرض ويعمل قادته  حاليا كمعارضين وناشطين مدنيين سلميين  مستقلين على مسافة واحدة من كل التنظيمات الأزوادية وهذا المعسكر يقود التحركات الشعبية الرافضة للاتفاقيات ويقوم بالضغط الشعبي على الحركات كما يسانده بعض العسكريين من رتب مختلفة ويعد قوة ضغط داخل بعض الفصائل  وينشط في شبكات التواصل الاجتماعي  .
الاندماجيون : معسكر  أسسه ويقوده  إياد اغ غالي الذي جعلت منه شركة توتال  والقذافي والجزائر أهم من يمسك بخيوط اللعبة  الأزوادية وأصبحت فصائل وحركات كثيرة  في أزواد تظهر  بانتظام ويقودها أتباعه والمقربون منه  تثور وتوقع اتفاقيات  ضمن قواعد اللعبة التي يمسك إياد غالي بخيوطها  ليحتكروا  تمثيل أزواد بحيث يكون الاندماجيون  أبطال الحروب وملياردرات السلام ولايخرج مصير القضية  من أيديهم  فمنهم من يرفع شعار الاستقلال  ومنهم التيار الإسلامي المطالب بتطبيق شرع الله وإقامة الخلافة الراشدة  ومنهم من يفاوض في الجزائر باسم أزواد ويستقبل في العواصم الإقليمية والدولية وفيهم  نواب في برلمان مالي  في توزيع متقن للأدوار  وكل من ينتقدهم تتم شيطنته وتخوينه أو اتهامه بالاصطياد في الماء العكر  ويطلبون من مؤيديهم تقديس قادة تلك الفصائل ومنحهم شيك على بياض  وتنزيههم عن النقد  .
وتعيش المنطقة العربية و إفريقيا  على وقع صراع مشاريع فهناك مشروع شركات  توتال للحرب على الإرهاب  الذي بدأه الرئيس  الأمريكي  بوش منذ أحداث سبتمبر 2001 وهو مشروع اللوبي الزنجي الأمريكي  ويسعى لتحويل بلد العم سام  إلى  العم حام دولة يحكمها السود  العبيد السابقين مثل جنوب إفريقيا يكون فيه اوباما  مانديلا  أميركا   ويدعم المشروع الصفوي الفارسي ويعمل على شيطنة الشعوب السنية البيضاء التي تتوافر أراضيها على ثروات نفطية وغاز وقد شن ضربات بطائرات بدون طيار ضد المسلمين البيض في باكستان واليمن كما صنع القاعدة وداعش لشيطنة السنة و العشائر  لتمكين الفرس من رقاب العرب  وقد حقق تدمير مكتسبات الحضارة العباسية  وتسليم بلاد الرافدين للهيمنة الفارسية  عبر المرجع  السيستاني و الائتلاف الشيعي الموالي لإيران وسلم لبنان إلى حزب  حسن نصر الله  واستخدمه  لافتعال بطولات وعنتريات مع إسرائيل ليحكم بالشراكة مع عملاء فرنسا ميشيل عون ووليد جنبلاط  وللتغطية على جرائم طهران بحق السنة العراقيين " محور الممانعة " .
 كما يدعم مشروع  توتال واللوبي الزنجي "الحرب على الإرهاب "  الثورات المضادة السيسي في مصر , حفتر في ليبيا  و  الحوثي وعلي عبد الله صالح  في اليمن وواجهة هذا المشروع الإقليمية  هي إيران   ويعتبر إعدام الرئيس العراقي السابق صدام حسين الذي هزم الصفويين الفرس في الحرب العراقية الإيرانية وجرع الخميني السم وأرغمه على قبول قرار مجلس الأمن رقم 598 ذروة انتصار المشروع الفارسي الذي يرعاه الرئيس الأمريكي جورج بوش " الحرب الصليبية على السنة  " تحت غطاء الحرب على الإرهاب .
و في المقابل هناك مشروع الشرق الأوسط الكبير الذي أطلقه بيل كلنتون منذ 1995 الذي ترعاه اللوبيات البيضاء   في أميركا  وتطور نهاية عام 2006  ويسعى لقيام دولة كردية  بمشاركة التركمان في الشرق الأوسط  و دولة  أزواد  طارقية بمشاركة العرب البرابيش  في شمال وغرب إفريقيا   و تقوية العشائر العربية السنية في الشام والعراق  كما يسعى لمنح القوميات التي حرمت من امتلاك دول خاصة بها فرصة  أن تصبح رقم صعب في معادلة حكم بلدانها من خلال دسترة لغاتها ومشاركتها في صناعة القرار السياسي والاقتصادي والأمني في بلدانها ومنحها فضائيات ووسائل لإبراز نفسها وعاداتها وتقاليدها ضمن دول متعددة الأعراق بضمانات دستورية  وواجهة هذا المشروع في  الشرق الأوسط  تركيا  المسلمة الأطلسية ومن أهدافه إقامة شراكة بين التيار الإسلامي المعتدل والقوميات المطالبة بحقوقها في دولها وتحت عباءة مشروع الشرق الأوسط الكبير كانت تجري عملية السلام على كافة المسارات بين العرب وإسرائيل  .
وعلى الساحة الأزوادية يدعم مشروع  اللوبي الزنجي و شركات  توتال   لمحاربة الإرهاب  وحدة أراضي مالي  و يستخدم معسكر الاندماجيين بقيادة اياد غالي والفصائل التي تدور في فلكه لتحقيق أهدافه فمرة يجعل منهم حركات إرهابية  لتبرير التدخل الفرنسي عسكريا ضد "حركة أنصار الدين " لمنع قيام دولة الطالبان في منطقة الساحل  وتارة أخرى يجعل من  بعضهم حركات معتدلة تشارك باريس في محاربة الإرهاب  و يضغط عليها لتوقيع اتفاق واغادغو للاعتراف بوحدة مالي الترابية وعلمانية دستورها وكذلك خارطة الطريق التي بنيت الوساطة الجزائرية عليها وذلك لجعل قضية أزواد في حلقة مفرغة من اللا حرب واللا سلم مفتوح على كل الاحتمالات كما يطبخ في كواليس توتال ووفق لسير الاتفاقية الدفاعية الفرنسية المالية التي يسعى شقها الاقتصادي لمنح توتال وأخواتها حق احتكار استخراج ثروات باطن شمال مالي والتصدق على الدولة المالية من فتات ما يخرج من باطن الأرض التي أعادها التدخل الفرنسي إلى سيطرة مالي  .
بينما يسعى مشروع الشرق الأوسط الكبير إلى بعث الروح في معسكر الاستقلاليين الذي أسسه الزعيمين الخالدين في قلوب الشعب الأزوادي الأمير محمد علي الأنصاري ومانو دياك  وجعله على واجهة المسرح الأزوادي  ليصبح  شريكا لواشنطن ولندن وحلفائهم في الشرق الأوسط لتكون دولة أزواد التي حلم  بها  هذا المعسكر أمرا واقع بتحالفات إقليمية ودولية كما رسموها  في القرن الماضي وخلق أصدقاء  لمعسكر الاستقلاليين في أوساط  بعض القوى الموالية للغرب في الشرق الأوسط  .
وقد ترددت  دول الخليج في  التعاطي مع الملف الأزوادي بسبب تنسيق الجزائر مع توتال وإدارة بوش في الحرب على الإرهاب وبموجبه سلمت توتال  و اللوبي الزنجي  ملف أزواد لجنرالات الجزائر   الذين يستخدمون الاندماجيين بقيادة  اياد غالي ويعملون على احتكارهم  المسرح الازوادي بشقيه المطالب بالانفصال او الموالي لمالي  وقد حاولت قطر التعاطف مع قضية أزواد قبل سقوط القذافي لكن تسليم  "غالي المبو " و " إبراهيم باهنكا "  ملفها  للقذافي في اجتماع اوباري 2008 جعل الدوحة وقناة الجزيرة تبتعدان  عن  الملف المحتكر قذافيا وجزائريا ومنذ  انطلاق الربيع العربي منعت توتال  الخليجيين  من  الاقتراب من أزواد  و تركه للجزائر و إدارة هولاند  توظفانه لخدمة مشاريعهم لمحاربة الإرهاب في الساحل وقد دخلت إيران منطقة الساحل عبر دعمها العسكري لحكومة مالي ضد الازواديين السنة المالكيين وعبر تحالفها مع الجزائر التي منحتها  حق التواجد في شط العرب من خلال اتفاقية عام 1975 والتاريخ سيحمل الجزائر وزر الحرب العراقية الإيرانية ثمرة تلك الاتفاقية التي جنت على شعوب الخليج وفتحت شهية الفرس للتمدد جنوبا حتى اليمن  وقد أصبحت إيران  منبوذة لدى الشعوب الأمازيغية بسبب دعمها العسكري لحكومة مالي  كما تشعر طهران  أن جرائم حلفائها في العراق " الائتلاف الشيعي والحشد الشعبي "  في حق السنة والعشائر العراقية  جلبت لها كراهية مليار سني   ولم تعد دعاية معاداة إسرائيل تحقق لها أي اختراق  إعلامي   .
و قد دأبت دوائر صنع  القرار الغربي  على تسريب بعض الحلول للملفات الإقليمية عبر مقالات وتدوينات لبعض مشاهير السياسة والإعلام المقربين منها  فيتوقع أن يحسم الصراع في اليمن لصالح دول الخليج  بموجب صفقات  اقتصادية مقابل دعم غربي  ومع قرب الانتخابات الفرنسية و احتمال عودة اليمين  لقصر الإليزي سوف تضغط  باريس على عملائها في لبنان ميشيل عون ووليد جنبلاط  والقيادة المارونية للجيش اللبناني لفك ارتباطهم مع حسن نصر الله  وحل ملف الرئاسة اللبنانية بفوز سمير جعجع وتشكيل حكومة بقيادة سعد الحريري  واختيار  شيعي بعيد عن إيران من آل  الحسيني  أو من آل  فضل الله لرئاسة  البرلمان اللبناني وتسليم سلاح مليشيا  نصر الله للجيش الوطني اللبناني ودمج مقاتليه بالأجهزة اللبنانية كبقية المليشيات اللبنانية بعد اتفاق الطائف  لجلب الاستثمار الخليجي الذي يحتاجه الاقتصاد الفرنسي واللبناني  .
  ويتوقع أن ينقسم البيت الشيعي بعد وفاة  المرجع السيستاني الذي بارك الاجتياح الأمريكي وسلم العراق للهيمنة الفارسية  إلى مرجعيتين  واحدة  عربية في النجف  يتبعها شيعة العراق  ولبنان تسعى لدمج الشيعة في دولهم العربية  ومتحالفة مع السنة وتسعى لتلميع صورة المذهب الشيعي  في العالم الإسلامي   والثانية  صفوية  في قم تروج لعظمة الفرس وتعادي العروبة ويتبعها شيعة  إيران و أذربيجان  .
 ويتوقع سحب البساط من تحت أقدام خليفة حفتر ومحمود جبريل في ليبيا بهدف الوصول لحل سياسي  مبني على تقاسم السلطات بين الأقاليم والمكونات بشكل متوازن يكون الرئيس الليبي من إقليم برقة ونائبيه من الطوارق والأمازيغ  ورئيس الحكومة من إقليم طرابلس  ورئيس البرلمان من إقليم فزان ويرأس كل لجنة في البرلمان مكون أساسي من مكونات الشعب الليبي  .
ومن أجل  تحقيق أهداف  شعب أزواد القريبة والبعيدة المدى يتعين الإسراع في  إعادة ترتيب البيت الأزوادي من أجل بناء تكتل وطني يضم جميع القوى مثل التحالف الكردستاني أو منظمة التحرير الفلسطينية أو قوى 14 آذار اللبنانية يحتفظ فيه كل فصيل وحزب ومنظمات المجتمع المدني  باستقلاله التنظيمي وخصوصيته لكنه جزء من منظومة وطنية أكبر  لمواجهة مخططات توتال ولإيصال قضية أزواد إلى بر الأمان  من أجل استتباب الأمن ببناء دولة أزواد وعاصمتها تمبكتو  آمنة مستقرة فاعلة  في محيطها الإقليمي والدولي فيدرالية بين ثلاثة إقليم هي تمبكتو وغاوة وكيدال بنظام برلماني يكون الرئيس من إقليم جاو ورئيس الحكومة من تبمكتو بينما رئيس البرلمان من كيدال ورئيس مجلس الشيوخ من البرابيش ورئيس المجلس الاقتصادي والاجتماعي من السنغاي ورئيس مجلس القضاء من الفولان  .
إن النضال السلمي أجدى وأنفع للقضايا العادلة  وأن المقاومة الذكية عبر القلم أفضل من العنتريات الكاذبة كما أن الدعوة إلى الإسلام تبدأ من تلميع صورته  ثم تشجيع الجاليات الإسلامية في الدول الغربية على المشاركة السياسية في بلدانهم والدخول في تحالفات لخدمة قضاياهم وتلميع صورة الإسلام وجعله رقم صعب في سياسة بلدانهم التي يحملون جنسيتها والمساهمة في تعديل دساتير وأنظمة وقوانين بلدانهم لإعطاء الدين الإسلامي مكانة تساوي بقية الأديان السماوية الأخرى في الغرب واستصدار قوانين وتشريعات تجرم الإساءة للإسلام ونبيه ورموزه وتجريم الإساءة للشعوب المسلمة مثل قوانين معاداة السامية وقوانين تجريم إنكار مذبحة الأرمن.
بقلم : أبو بكر الأنصاري
 رئيس المؤتمر الوطني الأزوادي