الأربعاء، 2 يناير 2019

أزواد في معمعة الربيع الفرنسي وتنافس المشاريع الإقليمية




تشهد فرنسا هذه الأيام ربيع يقوده أبطال " السترات الصفراء " وهي حركة وطنية مطالبة بحقوق الطبقة المهمشة بعدما عاث استعمارها في إفريقيا فسادا ونهبا لخيراتها وتقسيم لأراضيها بطريقة مذلة لشعوبها وإدارته حروبها الأهلية بتنصيبه أعراق في الحكم و دفع أخرى للمعارضة المسلحة وإرغام بعض الضحايا على الهجرة  ليعيشوا كالبهائم في الضواحي يعانون التمييز ويشار إليهم بأصابع الاتهام كلما وقعت أحداث عنف و ارتفاع البطالة  مما أدى لحراك شعبي يرتدي مناضلوه السترات الصفراء يشارك فيه السكان الأصليين والجليين الثاني والثالث من مهاجري شمال وغرب إفريقيا  ضحايا السياسات الاستعمارية الفرنسية .
وقد عانى شعبنا الأزوادي الجريح من الحيف الفرنسي منذ رعاية الرئيس  شارل ديجول تحالف عربي إفريقي  " صفقة القرن الأولى" عام 1958  بين جمال عبد الناصر زعيم القوميين العرب وزعماء  الزنوج  بقيادة موديبو كيتا  لتقسيم بلاد الطوارق بين  دول عربية وافريقية  لمواجهة الاشكنازية الصهيونية التي تحكم إسرائيل ونظام البيض في جنوب إفريقيا آنذاك واليوم وبعد مرور 60 سنة على تلك الأحداث وأكثر 5 أعوام على التدخل الفرنسي الإجرامي شمال مالي لدعم حكومتها  العنصرية المعادية للسامية الأمازيغية وتزامنا مع صفقة القرن الثانية التي يرعاها ترامب بين محوره العربي واليمين الاستيطاني  لتصفية حل الدولتين  وقد يؤدي استمرار هذا النهج إلى مزيدا من الثورات التي يبدو أن شرارتها قد بدأت مع الربيع الفرنسي الزاحف تدريجيا إلى بقية دول أوروبا بعد تراكم سياساتها الخاطئة وتواطؤها مع بعض الديكتاتوريات الذي أدى انفجار ثورات الربيع العربي وقبلهم دفع شعبنا لثورات متتالية أدت لانقسامه إلى معسكرين متنافسين :
الأول : معسكر الاندماجيين يقوده إياد غالي زعيم حركة أنصار الدين القائد السابق للحركة الشعبية الأزوادية  الذي انقلب على قادة ثورة 63 وجعل قضيته ومنظومته القبلية  لعبة بيد القذافي والجنرال توفيق  واللوبي الزنجي الأمريكي يستخدمونه للانخراط  في التنظيمات المغضوب عليها غربيا  لتصفية القضية بحجة مكافحة الإرهاب ويضم المعسكر الاندماجي  منسقية حركات أزواد بقيادة العباس اغ انتالا  وحركة بلال اغ الشريف وبلات فورم ومنذ الإطاحة بالجنرال توفيق بدأ يتراجع الدعم  الجزائري  لمعسكر إياد غالي القبلي وتفتيته  ورميه في أحضان مالي ليفقد شعبيته في أزواد وخلق موازيين قوى جديدة من قبائل إدنان ودوسهة وامغاد والبرابيش  وإعادة إنتاج الزعامات التقليدية في منكا و تمبكتو لإنقاذ النفوذ الجزائري  في شمال مالي  لتبقى لاعب أساسي في منطقة الساحل الإفريقي.
الثاني : المعسكر الاستقلالي الذي أسسه الزعيمان الخالدان في قلوب الشعب الأزوادي الأمير محمد علي الأنصاري أمير طوارق ولاية تمبكتو والشهيد مانو دياك زعيم المقاومة في النيجر ويضم بعض  أتباع الأمير زيد اغ الطاهر القائد العسكري لثورة 63  والرافضين للاتفاقيات المذلة وهو تيار يضم منظومة القوى المطالبة بالاستقلال ويسعى لقيام دولة أزواد ويضم قادة  سياسيين مخضرمين وعسكريين من مختلف الرتب  وزعماء تقليديين وشخصيات نسائية نضالية وإعلاميين وكتاب ومراجع دينية وشخصيات اعتبارية ومشاهير وشباب ناشطين في شبكات التواصل الاجتماعي ويمثل المعارضة التقليدية التي رفضت ضم أزواد لمالي منذ نهاية الخمسينات ويرفض كل الاتفاقيات المبرمة بين مالي والحركات الاندماجية  ونشاطه مستمر و يقوم  بالمقاومة السلمية السياسية والاجتماعية  والإعلامية عبر التعبئة والتثقيف النضالي داخليا ونشر ثقافة الاستقلال والدفاع عن القضية في المحافل الدولية والتصدي لخصومها في الخارج وصياغة الرواية الوطنية وبلورة المشروع الوطني الأزوادي وصولا لتحقيق أهدافه وهي الاستقلال وبناء الدولة الأزوادية  المستقلة الفاعلة في محيطها الإقليمي والدولي ويعتبر " المؤتمر الوطني الأزوادي " العمود الفقري والمتحدث باسم المعسكر الاستقلالي  .
وخلال السنوات الماضية عمل المعسكر الاستقلالي خلف الكواليس من أجل التصدي لمؤامرات اللوبي الزنجي الذي كان يحرض ضد  إقليم أزواد بحجة مكافحة الإرهاب وبعد مناورات عام 2005 التي قامت بها واشنطن مع 32 دولة عربية افريقية في صحراء تمبكتو  طلب الاستقلاليون مساعدة اليهود الأمازيغ المغاربة والجزائريين الذين تحركوا عبر منظمة " أيباك" أكبر منظمات اللوبي الإسرائيلي  في واشنطن وأنقذوا شعبنا من مؤامرات  اللوبي الزنجي وحروبه الإستباقية وأطاحوا بمن كان يقف وراءها مثل وليام ورد القائد الأسود الافريكوم والتصويت العقابي ضد الرئيس الفرنسي هولاند كما أنقذ الاستقلاليون الجزائر عام 2011 من الربيع العربي عندما اقنعوا مؤيديهم الأمازيغ في الداخل بالحفاظ على حكم الرئيس عبد العزيز بوتفليقة  وإقناع النظام بإبرام صفقة بين شركة سونتراك الجزائرية وشركة قطر للبترول لأبعاد الدوحة عن حشر أنفها في الشؤون الجزائرية وشراء صمت قناة الجزيرة ذراعها الهجومي عن مظاهرات "ورغلة وغرداية"  وصولا للإطاحة بالجنرال توفيق عام 2015  وتياره  وفي المقابل تم استخدام الجنرال أحمد قايد صالح لترقية الضباط  الأمازيغ و أبناء الطرق الصوفية الداعمين لاستقلال أزواد لقيادة المؤسسات العسكرية والأمنية و الحزبية لتفصيل نظام الرئيس عبد العزيز بوتفليقة على مقياس مشروع الشرق الأوسط الكبير وأن الحراك الأزوادي جزء من المشهد الإقليمي في منطقة الشرق الأوسط والمغرب الكبير التي يتنافس فيها مشروعين غربيين :
 الأول  : " مشروع الحرب على الإرهاب الذي انطلق منذ أحداث 11 سبتمبر عام 2001 " برعاية اللوبي الزنجي الأمريكي المعادي للسامية و يستخدم المحافظين الجدد وينخرط  فيه المتطرفون الإنجيليون ويقوده كل من كوندليزا رايس ورامسفلد وديك شيني وبول بيريمر بدعم من زعيم يهود أصفهان الفرس المقرب من المرشد الإيراني الأعلى وهو نسخة يهودية للمرجعية " حاخام مثل السيستاني" الزعيم الديني اليمين الاستيطاني و يمثل أتباعه في إسرائيل العمود الفقري لليكود بقيادة نتنياهو وحلفائهم من الأحزاب الروسية الإسرائيلية و ينتمي إليه التاجر الرئيس دونالد ترامب المتهم بالوصول للسلطة عبر الدعم الروسي و به تستقوي الأنظمة المستبدة و يدعم وحدة أراضي مالي ويستخدم معسكر الاندماجيين بقيادة إياد اغ غالي  لتحقيق أهدافه في الساحة الأزوادية  وعبره يعمل يهود أصفهان الفرس في الليكود برئاسة نتنياهو الذي يمثل النسخة اليهودية من حزب الدعوة الشيعي العراقي بقيادة نوري المالكي العمود الفقري للمشروع الفارسي الذين يشتركون مع المتطرفين الإنجيليين في معتقدات وأساطير لتجمع استيطاني لمؤمنين بفكرتهم شرق المتوسط بانتظار ظهور إمامهم الغائب الذي يعتبر زعيم يهود  أصفهان نفسه من حوارييه  ليعتنقوا مسيحيته المنتظرة  وقد شكلوا تحالف يميني يضم فرس أصفهان والمهاجرون الروس المواليين للإمبراطورية الروسية داخل إسرائيل بقيادة  نتنياهو وأحزاب البيت اليهود وإسرائيل بيتنا ليكونوا أغلبية  في الكنيست واستغلال العلاقات الأمريكية - الإسرائيلية لتوريط واشنطن في حروب استباقية  ضد أعداء المشروع الفارسي أمثال حركة طالبان وصدام حسين وتطويرها إلى حرب صليبية ضد الإسلام السني الذي هزم السوفييت في أفغانستان  وتسليم العراق للقوى الشيعية الموالية لإيران بقيادة السيستاني وحزب الدعوة وصولا لبناء دولة القومية الروسية بنكهتها الفارسية التي أقرها الكنيست بأغلبية استيطانية استجابة للأساطير الأصفهانية الإنجيلية ويعتبر مشروع الحرب على الإرهاب سيطرة الإمبراطورية الفارسية بدعم روسي من كربلاء  في العراق إلى السيدة زينب  في مصر تحقيقا لحلم إسرائيل الكبرى من الفرات للنيل تكون  فيه دولة القومية  التي اقرها الكنيست إقليم يهودي  في الإمبراطورية الفارسية وتعطيل فعالية المؤسسات السيادية الغربية لتمرير مرشحي الحرب على الإرهاب وصفقاتهم عبر المال السياسي الفاسد .
وقد حمل مشروع الحرب على الإرهاب كثير من اليمينين الفاسدين  الشعبويين في وارويا وأميركا واستراليا المتاجرين بأمن إسرائيل إلى مراكز صنع القرار  بهدف إضعاف يهود أوروبا و أميركا الاشكناز تجار العبيد بين ضفتي الأطلسي مما أدى إلى انفصال حكومات إسرائيل اليمينية عن يهود العالم وتغيير التركيبة العرقية الإسرائيلية عبر زيادة تهجير مواطنين من جمهوريات السوفييت و أصفهان إيران موالين للإمبراطوريتين الروسية والفارسية وإيصالهم لحكم الكنيست لسن قوانين عنصرية مخادعة معادية للعرب  لتمرير مؤامراتهم القذرة وتخريب انجازات رجال الدولة الاشكناز المواليين للغرب وصولا لإلغاء الشخصية الصهيونية  لتصبح إسرائيل مثل كشمير التي يسكنها شعب مسلم موالي لباكستان ويحكمها مستوطنون هندوس مواليين للهند و استغلال  لوبيات اليمين الاستيطاني لحماية رجال موسكو وطهران الفاسدين في البيت الأبيض بحجة التصدي للإرهاب .
وقد واصل مشروع الحرب على الإرهاب تثبيت قبضة معسكر نتنياهو الذي يحكم إسرائيل بأساليب نوري المالكي و تحالفه الشيعي ليقوم بإدارة توازن رعب الصراعات الخليجية لإعادة تموضعه الداخلي لإقصاء خصومه الاشكناز فاستعمل قطر وقناتها الجزيرة والميادين التابعة لإيران لتلميع وتمويل حماس في غزة  لصناعة وتكريس الانقسام الفلسطيني تمهيدا لصفقة القرن ببناء دولة إمارة غزة بقيادة تحالف حماس ودحلان التابعة للمشروع الفارسي وفي المقابل استغلال وليي عهد الرياض وأبو ظبي  والرئيس المصري السيسي للضغط على من يرفضون صفقة القرن عبر تهديدهم بتجفيف منابع دعمهم ومحاولة إضعافهم داخليا وإيهام الرياض وأبو ظبي والقاهرة  بأن أميركا معهم للتخلص من جماعة الإخوان المسلمين المدعومة من قطر وتخويف محور ترامب العربي من تمدد إيران في الشام لدفعه دوله للتحالف مع  معسكر نتنياهو والتخلي عن القضية الفلسطينية وتوظيف المواقف الخليجية لزيادة شعبية إيران  كدولة مسلمة تدافع عن حقوق المستضعفين العرب كما كلف نتنياهو دولة قطر بتوفير ملايين الدولارات كرواتب لقادة حماس والجهاد الإسلامي لتكريس الانقسام الفلسطيني لإفشال الدور المصري في غزة وقبل ذلك قام مشروع الحرب على الإرهاب بإفشال الربيع العربي عبر تشجيع قطر على دعم التيارات الإسلامية لسرقة ثورات الشعوب العربية ومحاولة تفصيلها على مقياس قيام إمبراطورية التنظيم الدولي للإخوان المسلمين وبالمقابل تشجيع الإمارات على محاربة الإسلام السياسي المدعوم قطريا ومحاولة إعادة إنتاج الاستبداد السابق ودفع تركيا وإيران لمحاولة ملئ الفراغ القيادي الناجم عن تطاحن أثرياء الخليج  الذي دمر الوطن العربي .
 الثاني : مشروع الشرق الأوسط الكبير الذي ترعاه اللوبيات السامية البيضاء وتقوده على الساحة الأمريكية منظمة " أيباك" أكبر منظمات اللوبي اليهودي في واشنطن بدعم من منظمات المسلمين الأمريكيين ويعمل مع مؤسسات صنع القرار الأمريكي والغربي و يسعى لبناء دولة أزواد في منطقة المغرب الكبير وإحياء عملية السلام "حل الدولتين الساميتين مثل اسبانيا والبرتغال" بتنفيذ قرار الأمم المتحدة عام 1947  الذي نص على تقسيم فلسطين إلى دولتين الأولى إسرائيل على مساحة 55%  والثانية دولة فلسطين في الضفة الغربية وقطاع غزة على مساحة 45% من فلسطين التاريخية  وتكون القدس الشرقية عاصمة لدولة فلسطين الحليف المميز للغرب ولتحقيق ذلك يجب عقد مؤتمر دولي في بروكسيل على غرار مؤتمر مدريد لإجراء مفاوضات بين منظمة التحرير الفلسطينية الممثل الوحيد والشرعي للشعب الفلسطيني ومنظمة " ايباك" التي تمثل يهود العالم بحضور أحزاب إسرائيل برعاية منظمات المسلمين الأمريكيين وتشكيل آلية وساطة دولية متعددة لرعاية عملية السلام بإشراف الأسرة المالكة البريطانية الزعيم الإقليمي لمشروع الشرق الأوسط الكبير الذي يدور في فلكه المرجعيات الإعلامية والاقتصادية الكبرى في الغرب  لبناء مجتمع إنساني مبني على التآخي المسلم اليهودي ليكون ما يتوافق عليه مسلمو ويهود كل دولة غربية هو سياستها الرسمية في منطقة الشرق الأوسط والمغرب الكبير مثلما يتخذ القادة الأمازيغ مواقفهم بناء على تفاهم مسلم يهودي لخدمة المصالح الأمازيغية العلياء على ضوء تشكيل نظام عالمي متعدد الأقطاب ستفرزه موازيين القوى العالمية الجديدة .
 ونصرة قضايا  التآخي المسلم اليهودي الذي أقرته وثيقة المدينة  في عهد النبي محمد صلى الله عليه وسلم  وزواجه عليه الصلاة والسلام من صفية بنت حيي بن أخطب وهي السند الشرعي  للتآخي  في المنظومة الأمازيغية مثلما تعتبر العهدة العمرية أساس التآخي المسلم المسيحي في الشام  مرورا بطرد اليهود من الأندلس بعد سقوط الحكم الإسلامي وكانت حارات اليهود في العالم العربي قبل نكبة فلسطين خير شاهد على ذلك التآخي المسلم اليهودي ودعم عملية السلام على أساس حل الدولتين بحدودهما المنصوص عليها في قرار التقسيم عام1947 وإعادة تأهيل معسكر السلام الإسرائيلي الذي أسسه مناحييم  بيجن وإسحاق رابين وشمعون بيريز الذي ينتمي لمشروع الشرق الأوسط الكبير ويؤيده أغلب يهود العالم ويلبي طموحات لوبيات إسرائيل في الغرب ويضم سياسيين مخضرمين وشخصيات اعتبارية وضباط من مختلف الرتب في كل مفاصل الدولة وقادة سابقين في المؤسستين العسكرية والأمنية وكتاب ومفكرين ومن أبرز شخصياته  داليا بنت إسحاق رابين نائبة وزير دفاع سابقة وتسيبي ليفني وزيرة خارجية سابقة ووزراء سابقون وتقديم تنازلات لصالح السلام الشامل كما فعل رجال الدولة العظماء مناحيم بيجن في كامب ديفيد وإسحاق رابين في اوسلو ووادي عربة وتشكيل كتل انتخابية وتحالفات لتشكيل نظام سياسي توافقي يحمي إسرائيل من محاولات الاختراق الفارسي الروسي  بحيث يكون رئيس دولة إسرائيل من اليهود المغاربة وتكون رئاسة الحكومة وقيادة المؤسسة العسكرية لليهود الاشكناز وأن تكون قيادة المؤسسات الأمنية لليهود الشرقيين وتكون رئاسة الكنيست ليهود أميركا ووزارة الخارجية ليهود بريطانيا بينما تكون وزارة الدفاع ليهود استراليا وتكون وزارة الثقافة ليهود العراق و العمل على تطويق وعزل معسكر اليمين الاستيطاني وحاخاماته "الليكود بقيادة نتنياهو وحلفائهم من الأحزاب الروسية " ليكونوا معارضة برلمانية في الكنيست مثل القائمة العربية  للحفاظ على استقلالية القرار الإسرائيلي ومصالحها مع الغرب .
 وأن من أهم انجازات معسكر السلام القبول الإقليمي بإسرائيل دولة متوسطية في حدودها التي اقرها قرار التقسيم عام 1947 وشطب صفة العنصرية عن الصهيونية في الأمم المتحدة وتقاسم جائزة نوبل للسلام بين قادة إسرائيل إسحاق رابين وشمعون بيريز مع الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات والتطبيع الإعلامي بظهور شخصيات سياسية وإعلامية إسرائيلية في الإعلام العربي وإيجاد قضايا عادلة مشتركة يدافع عنها بعض العرب والإسرائيليين وأصبح السلام مع الفلسطينيين والعرب مصلحة علياء ليهود العالم ولمنظومة "ايباك" الراغبة في الاستفادة من الجاليات الشرق أوسطية التي تؤيد قضايا مشتركة بين إسرائيل وشعوبهم لتعزيز دورها في التحكم بقواعد اللعبة في الدول الغربية واعتراف المؤرخين العرب بفضل اليهود ودورهم في الحضارة الإسلامية وقيام الدراما العربية بعرض مسلسلات تحكي عن الدور الايجابي لحارات اليهود في العالم العربي قبل نكبة فلسطين .
وعبر مشروع الشرق الأوسط الكبير تعمل واشنطن و لندن وباريس على إعادة تأهيل معسكر الاستقلاليين في الساحة الأزوادية وصناعة حلفاء له في منطقة الشرق الأوسط ليقود المشهد الأزوادي وتوحيد جهود الشعوب السامية  أتباع الديانات السماوية لبناء مستقبل مشرق لأجيالهم  والتقريب بين المذاهب الإسلامية لاستعادة السلم الأهلي في مجتمعات المنطقة وإيجاد حلول سلمية للصراعات القائمة وتنشيط الاقتصاد السياحي الديني في دول مشروع الشرق الأوسط الكبير مهد الأديان السماوية ومن أبرز دوله الكبيرة تركيا المسلمة الأطلسية كما انضمت للمشروع دولة الكويت وسلطنة عمان لتعزيز مكانتهما الاستثمارية ودورهما كوسيط لحل الخلافات والأزمات في المنطقة ودولة قطر كذراع استثماري إقليمي يدعم اقتصاديات دوله غير النفطية مثل فلسطين والأردن ولبنان وباكستان ودول المغرب الكبير و اندونيسيا وماليزيا وتايلاند والفلبين ومناصرة القضايا التي يدافع عنها المشروع إعلاميا .
ومن أجل تحقيق أهداف شعب أزواد القريبة والبعيدة المدى يتعين الإسراع في إعادة ترتيب البيت الأزوادي والعمل لبناء تكتل وطني يضم معظم القوى مثل التحالف الكردستاني أو منظمة التحرير الفلسطينية أو قوى 14 آذار اللبنانية يحتفظ فيه كل فصيل وحزب ومنظمات المجتمع المدني  باستقلاله التنظيمي وخصوصيته لكنه جزء من منظومة وطنية أكبر من أجل استتباب الأمن ببناء دولة أزواد وعاصمتها تمبكتو آمنة مستقرة فاعلة  في محيطها الإقليمي والدولي فيدرالية بين ثلاثة أقاليم هي تمبكتو وغاو و كيدال عبر ديمقراطية توافقية بنظام برلماني يكون الرئيس من إقليم غاو ورئيس الحكومة من طوارق  تمبكتو بينما رئيس البرلمان من كيدال ورئيس مجلس الشيوخ من البرابيش ورئيس المجلس الاقتصادي والاجتماعي من السنغاي ورئيس مجلس القضاء من الفولان .
إن النضال السلمي أجدى وأنفع للقضايا العادلة  وأن المقاومة الذكية عبر القلم أفضل من العنتريات الكاذبة كما أن الدعوة إلى الإسلام تبدأ بتلميع صورته ثم تشجيع الجاليات المسلمة في الدول الغربية على المشاركة السياسية في بلدانهم والدخول في تحالفات لخدمة قضاياهم وتلميع صورة الإسلام وجعله رقم صعب في سياسة بلدانهم التي يحملون جنسيتها والمساهمة في تعديل دساتير وأنظمة وقوانين بلدانهم لإعطاء الدين الإسلامي مكانة تساوي بقية الأديان السماوية الأخرى في الغرب واستصدار قوانين وتشريعات تجرم الإساءة للإسلام ونبيه ورموزه وتجريم الإساءة للشعوب المسلمة مثل قوانين تجريم معاداة السامية وقوانين تجريم إنكار مذبحة الأرمن وجعل الأعياد والمناسبات الإسلامية عطل رسمية في الغرب وجعل الحجاب واللحية جزء من الهوية الشعبية في الدول الغربية وصولا لبناء لوبي سني قوي يحمي مصالح المسلمين السنة عبر العالم ويكبح جماح المؤامرات التي تحاك ضدهم و تحقيق طموحاتهم ونصرة قضاياهم وفتح صفحة جديدة في علاقات العالم الإسلامي مع الغرب  مبنية على الاحترام المتبادل و التعامل بندية.
بقلم : أبو بكر الأنصاري
 رئيس المؤتمر الوطني الأزوادي