الخميس، 3 ديسمبر 2015

انتفاضات أزواد بين طموح الاستقلاليين و انتهازية الاندماجيين




إذا أردنا  معرفة ما يحدث  لشعب  ما يتعين علينا  متابعة التطورات في محيطه الإقليمي والدولي لأن ثورات الشعوب وانتصارها وإخفاقها ليست  شأن داخلي بل هي في جانب كبير  خارجي  تحكمها قواعد لعبة تفرضها قوى إقليمية   وأن تغييرها وفرض حق تقرير المصير يتطلب من ضمير الثورة الدخول في تحالفات  منافسة  وذلك بالقيام بحراك شعبي فاعل   يسمى بلغة العصر الحديث  " الربيع السياسي " الذي يفرز واقع جديد يرغم القوى الكبرى والمحيط الإقليمي على التعامل معه كحقيقة على الأرض .   
 وفي الحالة الأزوادية خرج الطوارق  نهاية الخمسينات منهكين من حرب المستعمر الفرنسي الذي قسم أرضهم  بين عدة دول و في عام 1963 قامت ثورة كيدال بقيادة سياسية ممثلة بالأمير محمد علي الأنصاري أمير طوارق ولاية تمبكتو  و عسكرية بقيادة الأمير  زيد أغ  الطاهر  أمير قبائل كيدال  انتهت بتسليم  قادتها  لمالي   بهدف  إنجاح وساطة منظمة الوحدة الإفريقية التي قادها رئيس مالي موديبو كيتا آنذاك لوقف إطلاق النار في حرب الرمال بين المغرب والجزائر.   
وفي عام 1990  فرضت شركة توتال الفرنسية  عبر الحزب الاشتراكي الفرنسي بقيادة فرانسوا ميتران و الزعيم الليبي معمر القذافي  وجناح هواري بومدين  بقيادة  الجنرال توفيق الحاكم الفعلي للجزائر آنذاك  قواعد لعبة وهي الانقلاب على  قادة ثورة 63  وتنصيب  " اياد اغ غالي " وجعله وجماعته  مرتزقة يقاتلون مع القذافي في حروبه في تشاد وجنوب لبنان وتستخدمهم الآلة الدبلوماسية للجنرال توفيق لتسويق نفسها كصانعة  للسلام و الاستقرار الإقليمي  كما  فرضوا  زعماء قبليين مواليين له على أقاليم أزواد  لتفكيك النسيج الاجتماعي ووضع قبائلهم   تحت وصايته  وجعل كيدال من تقطف الثمار المادية والدعائية  للانتفاضات  وتجويع وإفقار بقية المناطق  لتكون ذمم قادتها قابلة للبيع والشراء  ونشر ثقافة الانتهازية  والتسلق على أكتاف الأرامل والثكالى والأيتام والتكسب من وراء معاناة الشعب  ونتيجة لذلك  شهد المجتمع الأزوادي  انقسام عامودي وافقي إلى معسكرين .
الأول : معسكر الاندماجيين بقيادة إياد اغ غالي ويعمل ضمن قواعد لعبة  شركة توتال الفرنسية والحزب الاشتراكي الفرنسي  والقذافي وشركة سونتراك جناح الجنرال توفيق بالجزائر ففي عام 1990 عندما حاول موسى تراوري التفاهم مع الروس  على استخراج النفط أشعلوا له ثورة مسلحة  في شمال مالي  وبعد انقلاب امادو توماني توري وتفاهمه مع الرئيس الفرنسي فرانسوا ميتران ابرموا اتفاقية الميثاق الوطني برعاية جزائرية  وفي عام 2011 عندما حاول امادو توماني توري التنقيب عن النفط لصالح الأمريكيين استثمرت  توتال الفرنسية  الربيع العربي والإطاحة بالقذافي وشجعوا  الحركة الوطنية وحركة أنصار الدين  على الثورة والمطالبة بحق تقرير المصير وإقامة الخلافة الراشدة  ثم التدخل الفرنسي الذي كان  ظاهره محاربة الحركات الإرهابية وباطنه السيطرة على ثروات شمال مالي وحرمان شعب أزواد من الاستقلال .
 وقد توزع  معسكر الاندماجيين  الذي يقوم  بثورة مضادة  للرجوع  لمالي إلى جناحين  يديرهما  إياد غالي زعيم حركة أنصار الدين  المثير للجدل  واحد يسمى بلات فورم يتزعمه  الهجي غامو قائد حركة غاتيا  وهو يناضل من أجل وحدة أراضي مالي ومنع قيام دولة الطوارق في الشمال  خوفا من اضطهاد القبائل المسيطرة على الحركة الوطنية  بينما يسمى الأخر  منسقية الحركات الأزوادية  سيما ويتزعمه  العباس اغ انتالا  ويضم الحركة العربية بقيادة  سيداتي وحركة بلال اغ الشريف وبعض شيوخ القبائل المرتبطين بمشروع القذافي " تجمع قبائل الصحراء الكبرى  " وهو يناضل لتطبيق الاتفاق الذي يمنع تقسيم مالي  الموقع في  واغادغو   ليحتكروا تمثيل أزواد ويتقاسموا  مع نظام مالي نهب المساعدات المقدمة للشمال  .
المعسكر الثاني : معسكر الاستقلاليين الذي أسسه الزعيمان  الخالدان في قلوب الشعب  الأمير محمد علي الأنصاري أمير طوارق ولاية تمبكتو والشهيد مانو دياك زعيم المقاومة في النيجر كما يضم بعض  أتباع الأمير  زيد اغ الطاهر  أمير قبائل كيدال القائد العسكري لثورة 63  و بعض أتباع عيسى سيدي محمد زعيم الجبهة الشعبية لتحرير أزواد  وأتباع الشهيد مولاي سليمان القائد العسكري للجبهة العربية الإسلامية  لتحرير أزواد  وهو تيار يضم منظومة القوى المطالبة باستقلال الطوارق ويسعى لقيام دولة أزواد وحق تقرير المصير في شمال النيجر  ويضم قادة  سياسيين مخضرمين وعسكريين من مختلف الرتب  وزعماء تقليديين  وشخصيات نسائية نضالية وإعلاميين وكتاب ومفكرين ووجهاء وشخصيات اعتبارية ومشاهير وشباب ناشطين في شبكات التواصل الاجتماعي  و يمثل المعارضة التقليدية التي رفضت ضم أزواد لمالي منذ نهاية الخمسينات ويرفض كل الاتفاقيات المبرمة بين مالي والحركات  الاندماجية  ونشاطه مستمر  و يقوم  بالمقاومة السلمية السياسية والاجتماعية  والإعلامية وصولا لتحقيق أهدافه وهي الاستقلال وبناء الدولة الأزوادية  المستقلة الفاعلة في محيطها الإقليمي والدولي ويعتبر  " المؤتمر الوطني الأزوادي "   أحد أبرز أقطاب  معسكر الاستقلاليين   .
وخلال  السنوات الماضية عمل  معسكر الاستقلاليين الأزواد  خلف الكواليس من أجل  تغيير قواعد اللعبة تدريجيا وفق إستراتيجية  داخلية تقضي بصنع  معارضة شعبية لكل الاتفاقيات التي تبرمها مالي مع  الاندماجيين  ومهاجمة جناح الجنرال توفيق في الجزائر إعلاميا وخارجيا البحث عن حليف غربي  يزيح  القذافي  و يصنع  حليف  لمعسكر الاستقلاليين داخل  مؤسسة الحكم الجزائري وفي منطقة المغرب الكبير  وقد استخدم مانو دياك  وتلاميذه علاقاتهم بدوائر صنع القرار الغربي للتمهيد  للتغيير المطلوب ومنها دعم جاك شيراك عمدة بلدية باريس وإيصاله لقصر الأليزي عام 1995 .
وقد  تعاون الجناح العسكري للرئيس عبد العزيز بوتفليقة  بقيادة الفريق ركن  أحمد  قايد صالح  مع  " معسكر الاستقلاليين الأزواد  "  على أساس تسويق بوتفليقة من طرفهم  لدى دوائر صنع القرار الغربي  المؤيدين لقضية أزواد لإنجاح مشروع الوئام المدني وإعادة الاعتبار  للدبلوماسية الجزائرية  على ضفتي المتوسط  عبر بوابة  مشروع  " الاتحاد من اجل المتوسط الذي أطلقه ساركوزي الحليف القوى لمعسكر الاستقلاليين الازواد في الساحة الأوربية  "   مقابل تحسين أوضاع الطوارق ومنح أمرائهم  في الجنوب الجزائري وقادة الطرق الصوفية  المؤيدين لاستقلال  أزواد معاملة تفضيلية وجعل ولاياتهم  في الجنوب  تحظى بمشاريع تنموية وسياحية  والتسامح مع الناشطين  الذين يروجون لقيام دولة أزواد وترقية بعض الضباط الامازيغ المؤيدين لاستقلال أزواد  وتعيينهم  في مواقع قيادية بالمؤسسة العسكرية والأمنية الجزائرية  وزيادة الاهتمام بالأمازيغية تدريسا وإعلاما بإنشاء فضائيات أمازيغية بكل اللهجات بما فيها برامج بلغة الطوارق  ويقود معسكر الاستقلاليون النهضة الأزوادية نحو الحرية والاستقلال كما أن الحراك  الأزوادي  جزء من  المشهد الإقليمي في  منطقة الشرق الأوسط والمغرب الكبير التي يتنافس  فيها مشروعين   .
الأول  : "  مشروع الحرب على الإرهاب الذي انطلق منذ أحداث 11 سبتمبر عام 2001  "  الذي يرعاه اللوبي الزنجي الأمريكي المعادي للسامية بقيادة كوندليزا رايس وكولن باول   وتموله توتال  الفرنسية  و تستقوي به الأنظمة المستبدة  وينخرط فيه جناح  الجنرال توفيق في الجزائر ويدعم  وحدة أراضي مالي  ويستخدم معسكر الاندماجيين بقيادة اياد غالي في الساحة الأزوادية لتحقيق أهدافه  وهو مشروع زنجي عنصري يدار بإستراتيجية  فارسية صفوية  وواجهه مشروع مكافحة الإرهاب  الإقليمية نظام  ولاية الفقيه  الإيراني ويعمل على شيطنة و محاربة المسلمين السنة الساميين  البيض عبر العالم ومن أهدافه تقسيم بلاد العرب بين الفرس والزنوج عبر  فوضى خلاقة يقتل فيها البيض بعضهم بعضا ويمنع الناجون منهم من  دخول أميركا  بحجة الخوف من ارتباطهم بالإرهاب  وتحويل أميركا من بلد العم سام إلى أرض العم حام يحكمها السود مثل جنوب إفريقيا   .
وتقوم  إدارة الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند  بالمتاجرة بمكافحة الإرهاب داخليا للانتقام من المسلمين الفرنسيين الذين يرفضون التصويت لها  كما تقوم باستثماره  خارجيا لتبرير تدخلاتها في مالي وكذلك في الملف السوري  ضد المعارضة التي تدعمها  باريس دعائيا  لكسب أموال الخليجيين  وتقصف أجنحتها  العسكرية  داخل  سوريا بالتنسيق مع الروس والإيرانيون لحماية الرئيس بشار الأسد وبخروج الجنرال توفيق من السلطة تكون الجزائر قد قفزت من سفينة الحرب على الإرهاب التي  تقودها طهران   كما تفعل الفئران قبل غرق السفينة وقد أدى دعم الرئيس الفرنسي  فرانسوا هولاند   لحكومة مالي ضد المقاومة الأزوادية إلى إقصاء فرنسا  من أغلب الملفات الشرق أوسطية بطريقة مدروسة وقد أصبح 1.7 مليار سني عبر العالم يكرهون أميركا وفرنسا وإيران بسبب جرائم  مشروع الحرب على الإرهاب  في العالم الإسلامي   .
ويلاحظ المراقبون أن الرئيس الأمريكي الأسود باراك اوباما القيادي في اللوبي الزنجي المعادي للسامية   لم يترك قرية أو بلدة فيها مسلم سني أبيض في اليمن أو باكستان إلا وضربها بالطائرات بدون طيار بحجة مكافحة الإرهاب  لينتقم من الإنسان الأبيض  بينما بوكو  حرام الزنجية لم يطلق عليها رصاصة واحدة  كما يحرص اللوبي الزنجي وشركة  توتال الفرنسية  على افتعال أحداث إرهابية دموية  في أوروبا والشرق الأوسط وإفريقيا لرفع شعبية قادتهم ومرشحيهم في استطلاعات الرأي والتضييق على الجاليات المسلمة وتخويف اليهود من العيش في الدول الغربية  حتى يرحلوا ويزول نفوذ لوبياتهم  لتبقى مكافحة الإرهاب  والاسلامو فوبيا سلعة  رائجة في الغرب ويكون  محاربة الإرهاب مشروع  كل مرشح فاشل ليس لديه برنامج مقنع  والتسويق من خلال الاتفاق النووي مع إيران  لنظام ولاية الفقيه  الفارسي  العقل المدبر لمشروع مكافحة  الإرهاب وأدواته على أنه شريك مخلص للقوى الكبرى  في محاربة التطرف و الإرهاب .
الثاني : مشروع الشرق الأوسط الكبير الذي ترعاه اللوبيات السامية البيضاء  يسعى لبناء دولة أزواد في  منطقة المغرب الكبير   ودولة كردية في منطقة الشرق الأوسط ودعم العشائر السنية في العراق وسوريا  ومنح القوميات التي حرمت من الاستقلال   خصوصيتها ضمن دول متعددة الأعراق وتدريس لغاتها  بضمانات دستورية ومنحها فضائيات للتعريف بنفسها وعاداتها وتقاليدها  ويؤيد معسكر الاستقلاليون في الساحة الأزوادية  وواجهته الإقليمية تركيا  المسلمة  البيضاء السنية الأطلسية وقد انضمت إليه دول الخليج بعد عاصفة الحزم بسبب التقارب الخليجي الأمازيغي الناجم عن  دعم جاليات الطوارق في الخليج لعاصفة الحزم  وعبر هذا المشروع تعمل لندن وواشنطن على إعادة تأهيل معسكر الاستقلاليين وصناعة حلفاء له في منطقة الشرق الأوسط ليقود المشهد الأزوادي .
وتجري تحت عباءة  هذا المشروع  عملية السلام في الشرق الأوسط  على كافة المسارات  برعاية أميركا بلد العم سام على أساس  حل الدولتين وقد أنشأ معسكر الاستقلاليين الأزواد  شبكة حلفاء مؤيدة  لقيام دولة أزواد ولمشروع الشرق الأوسط الكبير   في الساحة الأوروبية  تشمل حزب  نيكولاي ساركوزي والحزب الديغولي الذي أسسه جاك شيراك والجبهة الوطنية بقيادة ماري لوبين والحزب الديمقراطي المسيحي الألماني  وقادة كاتالونيا   وزعماء  الجاليات المسلمة الأمازيغية  والتركية والكردية  وأبناء الشام ومسلمو شبه القارة الهندية والجاليات  السامية المقيمة في أوروبا  بمختلف أديانها السماوية وينسق معهم  للتصويت لمن يؤيد قضية أزواد  في الانتخابات بالدول الأوروبية  وقد حققوا نتائج طيبة في الانتخابات البلدية و البرلمانية الأوروبية الأخيرة .
ومن أجل  تحقيق أهداف  شعب أزواد القريبة والبعيدة المدى يتعين الإسراع في  إعادة ترتيب البيت الأزوادي  من أجل بناء تكتل وطني يضم جميع القوى مثل التحالف الكردستاني أو منظمة التحرير الفلسطينية أو قوى 14 آذار اللبنانية يحتفظ فيه كل فصيل وحزب ومنظمات المجتمع المدني  باستقلاله التنظيمي وخصوصيته لكنه جزء من منظومة وطنية أكبر  لمواجهة مخططات اللوبي الزنجي وشركة توتال  ولإيصال قضية أزواد إلى بر الأمان  من أجل استتباب الأمن ببناء دولة أزواد وعاصمتها تمبكتو  آمنة مستقرة فاعلة  في محيطها الإقليمي والدولي فيدرالية بين ثلاثة إقليم هي تمبكتو وغاو وكيدال بنظام برلماني يكون الرئيس من إقليم جاو ورئيس الحكومة من طوارق  تبمكتو بينما رئيس البرلمان من كيدال ورئيس مجلس الشيوخ من البرابيش ورئيس المجلس الاقتصادي والاجتماعي من السنغاي ورئيس مجلس القضاء من الفولان  .
إن النضال السلمي أجدى وأنفع للقضايا العادلة  وأن المقاومة الذكية عبر القلم أفضل من العنتريات الكاذبة كما أن الدعوة إلى الإسلام تبدأ من تلميع صورته  ثم تشجيع الجاليات المسلمة في الدول الغربية على المشاركة السياسية في بلدانهم والدخول في تحالفات لخدمة قضاياهم وتلميع صورة الإسلام وجعله رقم صعب في سياسة بلدانهم التي يحملون جنسيتها والمساهمة في تعديل دساتير وأنظمة وقوانين بلدانهم لإعطاء الدين الإسلامي مكانة تساوي بقية الأديان السماوية الأخرى في الغرب واستصدار قوانين وتشريعات تجرم الإساءة للإسلام ونبيه ورموزه وتجريم الإساءة للشعوب المسلمة مثل قوانين تجريم معاداة السامية وقوانين تجريم إنكار مذبحة الأرمن وصولا لبناء لوبي سني قوي يحمي مصالح المسلمين السنة عبر العالم ويكبح جماح المؤامرات التي تحاك ضدهم لتحقيق طموحاتهم ونصرة قضاياهم وفتح صفحة جديدة في علاقات العالم الإسلامي مع الغرب  مبنية على الاحترام المتبادل و التعامل بندية.
بقلم : أبو بكر الأنصاري
 رئيس المؤتمر الوطني الأزوادي

الخميس، 25 يونيو 2015

القضية الأزوادية في معادلة صياغة النظام الإقليمي الجديد




قبل الحديث عن التحولات التي تشهدها منطقة الشروق الأوسط والمغرب الكبير وموقف الأزواديين منها علينا معرفة تلك المستجدات وخلفياتها ووضع قضيتنا في معمعة تلك التغيرات وتأثرها  سلبا أو إيجابا  بما يحدث في الوطن العربي فإقليم الصحراء الكبرى  الذي يضم أزواد وآير جزء أصيل من المنطقة المغاربية  ذهب  ضحية صفقات بين القوميين العرب بقيادة جمال عبد الناصر  الذي قاد سلسلة من الانقلابات في الدول العربية  و بين  الزنوج بزعامة صان غور رئيس السنغال  وشارل ديجول رئيس دولة الاستعمار الفرنسي  نجم عنها نظام إقليمي عنصري فاسد تم  بموجبه  ضم الطوارق إلى جسم غريب عنهم وهو مالي والنيجر ومنظومة غرب إفريقيا الناطقة بالفرنسية .    
 وقد عاش  الطوارق في أزواد وآير  منذ 1955 بين مطرقة الاستبداد الزنجي الفرنسي  وسندان التآمر الناصري القومي   حيث غابت القضية الأزوادية عن الاهتمام العربي بسبب تحالف الأنظمة العسكرية العربية " مصر  في عهد عبد الناصر ومبارك والجزائر ونظام القذافي " مع مالي ضد الطوارق وبقيت دول الخليج متفرجة لا تستطيع تقديم الدعم لحلفائهم الأزواديين  الذين تربطهم بالخليج روابط تاريخية واجتماعية وتعيش بينهم جالية كبيرة تزيد عن المليون  ونصف نسمة تحظى بالثقة الرسمية والشعبية الخليجية  ويعتبر  الطوارق من أكثر الجاليات تأييدا ل"عاصفة الحزم  وإعادة الأمل " ويعرف عن قضيتهم   منذ الخمسينات  أنها تحظى بتعاطف الأنظمة الملكية العربية  بسبب علاقات كثير من ملوك العرب  بالأمير محمد علي الأنصاري  وفي المقابل خذلها وتآمر عليها  الانقلابيون القوميون بقيادة جمال عبد الناصر  المتحالف مع زعماء إفريقيا  السوداء أمثال صان غور رئيس السنغال  وموديبو كيتا رئيس مالي .    
والحقيقة أن الربيع العربي هو عبارة عن ثورات شعبية لتصحيح مسار عربي خاطئ منذ بداية السلسلة الانقلابية العربية التي استهلها جمال عبد الناصر عام 1952 مرورا بانقلاب عبد الكريم قاسم 1958 في العراق ومسلسل الانقلابات السورية والانقلابات في اليمن وانقلاب القذافي 1969 والتي جاءت بأنظمة عسكرية  مستبدة خانت  قضايا الأمة  العربية وخصوصا  الشعوب التي سلخها الاستعمار عن الوطن العربي " الطوارق في الصحراء الكبرى وعرب الاحواز في إيران  والشعب الفلسطيني " وتلاعبوا بمصير  المنطقة  كما تحالفوا سرا وعلانية مع الأنظمة العنصرية التي تقمع تلك الشعوب  وقام اللوبي الزنجي الأمريكي  الذي ينتمي إليه الرئيس  الحالي باراك اوباما برعاية من شركة توتال الفرنسية  بتخريب انتفاضة الشعوب العربية  بدعم الثورات المضادة ليتحول الربيع إلى فوضى وسفك للدماء و فتن طائفية وصراعات قبلية  ومنذ السبعينات استثمر القذافي  وريث جمال عبد الناصر حالة التشرد التي عانى منها الأزواديين  فجند بعضهم في جيشه وورطهم في حروبه في  تشاد وجنوب لبنان وفي عام 1990 تمكن بعضهم  من الهروب من ليبيا وقيادة ثورة انتهت بتوقيع اتفاق مع مالي  ومنذ ذلك الوقت انقسم الأزوادييون  الطوارق إلى معسكرين :
 أولا الاستقلاليون : معسكر أسسه الأمير محمد علي الأنصاري ومانو دياك ويطالب باستقلال إقليم أزواد ومنطقة آير ويضم  أيضا عيسى سيدي محمد قائد الجبهة الشعبية لتحرير أزواد والشهيد مولاي سليمان القائد العسكري للجبهة العربية الإسلامية لتحرير أزواد  كما يضم إعلاميين  وشخصيات اعتبارية عشائرية وفكرية  ومراجع دينية وزعماء تقليديين ورموز نسائية نضالية  وقد قامت  شركة توتال    بمحاربة هذا المعسكر فاغتالوا   الشهيد مانو دياك وحاصروا عيسى سيدي محمد  و قيادات أخرى  وأصبح بدون  قوة عسكرية  ويعمل قادته  حاليا كمعارضين وناشطين مدنيين سلميين  مستقلين على مسافة واحدة من كل التنظيمات الأزوادية  ويعتبر المؤتمر الوطني الأزوادي المتحدث الإعلامي لمعسكر الاستقلاليين   الذي ساند ثورة 17 فبراير للتخلص من القذافي  ودافع عن الطوارق في ليبيا  ولا يزال المدافع الإعلامي  عن ثوار معركة "آللو " في اوباري كما  يساند التحركات الشعبية الرافضة للاتفاقيات ويقوم بالضغط الشعبي و يسانده  بعض العسكريين من رتب مختلفة   وينشط في شبكات التواصل الاجتماعي  .
 ثانيا الاندماجيون : معسكر  أسسه ويقوده  إياد اغ غالي الذي جعلته شركة توتال  والقذافي والجزائر أهم من يمسك بخيوط اللعبة  الأزوادية ويمثل الاندماجيون  هيمنة جنرالات  الجزائر وشركة توتال الفرنسية  على منطقة الصحراء الكبرى  ويعد " المجلس الأعلى لوحدة أزواد "  برئاسة  العباس اغ انتالا   القيادة المركزية  للاندماجيين  وقد استحوذ  على منسقية حركات أزواد  يسرقون ثورة الشعب   ويوقعون اتفاقيات  ضمن قواعد اللعبة التي يمسك  إياد اغ غالي زعيم حركة أنصار الدين  بخيوطها  ليحتكروا  تمثيل أزواد بحيث يكونوا  أبطال الحروب وملياردرات السلام ولايخرج مصير القضية من أيديهم  فمنهم من يرفع شعار الاستقلال وحق تقرير المصير  ومنهم حركات جهادية  تطالب بتطبيق شرع الله وإقامة الخلافة الراشدة  ومنهم من يفاوض في الجزائر باسم أزواد ويستقبل في العواصم الإقليمية والدولية وفيهم  نواب في برلمان مالي  ضمن  توزيع متقن للأدوار  وكل من ينتقدهم تتم شيطنته وتخوينه أو اتهامه بالاصطياد في الماء العكر  ويطلبون من مؤيديهم تقديس قادتهم  ومنحهم شيك على بياض  وتنزيههم عن النقد .
 كما أن من وظائف  معسكر الاندماجيين  بقيادة اياد اغ غالي  منذ 35 سنة  ابتزاز مالي أمنيا كلما  قامت ثورة شعبية ضدها  أو حاولت باماكو  إقامة علاقات عسكرية أو توقيع عقود تنقيب مع أي من القوى الكبرى بدون موافقة باريس أو الجزائر فيحرضون المجموعات المنضوية تحت لواء  هذا المعسكر لسرقة الثورة أو  للمبادرة بالهجوم على مالي عسكريا رافعين شعارات "حق تقرير المصير أو تحرير أزواد "  وعندما تتراجع باماكو وتعود لبيت الطاعة الفرنكفوني  تتدخل باريس والجزائر لفرض حل يضمن وحدة أراضي  مالي ويجعلها تحت الوصاية الفرنسية  فالاقتصاد محرك السياسة وأن  شركة سونتراك الجزائرية التي يسيطر عليها الجنرالات  تملك 35% من إجمالي توتال الفرنسية الراعية لمشروع الحرب على الإرهاب الذي يقوده اللوبي الزنجي الأمريكي منذ 11 سبتمبر 2001  .
 وعلى الساحة الأزوادية يدعم مشروع  اللوبي الزنجي الأمريكي   لمحاربة الإرهاب الذي ترعاه توتال  وحدة أراضي مالي  و يستخدم معسكر الاندماجيين بقيادة اياد غالي و منسقية الحركات  التي تدور في فلكه لتحقيق أهدافه فمرة يجعل من بعضهم حركات إرهابية  لتبرير التدخل الفرنسي عسكريا ضد "حركة أنصار الدين " لمنع قيام دولة الطالبان في منطقة الساحل على حد زعمهم  وتارة أخرى يجعل من بعضها  حركات معتدلة تشارك باريس في محاربة الإرهاب  و يضغط عليها لتوقيع اتفاق واغادغو للاعتراف بوحدة مالي الترابية وعلمانية دستورها وكذلك خارطة الطريق لبسط هيمنة الجزائر وباريس  بدعم من اللوبي الزنجي الأمريكي   لجعل قضية أزواد في حلقة مفرغة من اللا حرب واللا سلم مفتوح على كل الاحتمالات كما يطبخ في كواليس توتال ووفق لسير الاتفاقية الدفاعية "الفرنسية - المالية " التي يسعى شقها الاقتصادي لمنح توتال وأريفا  الفرنسيتان  حق احتكار استخراج ثروات باطن شمال مالي والتصدق على الدولة المالية من فتات ما يخرج من بطن الأرض التي أعادها التدخل الفرنسي والدعم الجزائري  إلى سيطرتها   .

و على الساحة الشرق أوسطية  يدعم مشروع اللوبي الزنجي لمحاربة الإرهاب الذي ترعاه شركة توتال الفرنسية  تصدير الثورة الخمينية  الإيرانية " معسكر الممانعة "  للتوسع في المشرق العربي  في لبنان عبر حزب الفرس بقيادة حسن نصر الله  وحلفائه وفي اليمن عبر الحوثيين والرئيس السابق علي عبد الله صالح وعبر دعم  الثورات المضادة السيسي في مصر وحفتر في ليبيا  وفي العراق عبر أذرعها  السيستاني   وفيلق القدس و يستخدمون الائتلاف الشيعي  لإفراغ العراق من 12 مليون سني عربي وإحلال الفرس محلهم ثم تكرار نفس العملية مع 13 مليون من  الشيعة العرب في الجنوب تحت غطاء محاربة الإرهابيين  والتكفيريين والوهابيين والإخوان والبعثيين والصداميين  والدواعش   ليكون العراق عاصمة الإمبراطورية الفارسية .
 ويوجد تنسيق على عدة مستويات  بين مالي و إيران عبر حليفهما  المشترك  الجزائر وتحت عباءة مشروع الحرب على الإرهاب الذي يقوده اللوبي الزنجي وترعاه توتال  حيث تنقل  مالي  لإيران تجربتها  التي أفرغت أزواد من سكانه الطوارق والعرب  لإحلال  قوميات زنجية محلهم حتى أصبح السكان الأصليين أقلية مضطهدة تحت غطاء محاربة القاعدة والإرهاب لتطبيقها في العراق  بينما  تنقل طهران  لمالي تجربتها في قمع عرب الأحواز لتطبيقها في أزواد وتسويق وكلاء  إيران في المنطقة العربية  على أنهم يحاربون الإرهاب التكفيري الوهابي   الإخواني  الذي عانت منه كل من مصر و الجزائر وكانتا سباقتين للتصدي له  قبل أن يدرك العالم خطورته بعد أحداث 11 سبتمبر 2001 و يوجد إسناد إعلامي متبادل  بين جميع المنضويين تحت عباءة  المشروع الاستعماري المسمى بالحرب على الإرهاب الذي يقوده اللوبي الزنجي الأمريكي  وترعاه توتال الفرنسية الذي يهدف لتقسيم بلاد العرب بين الفرس والأحباش وتحويل أمريكا من بلاد العم سام إلى بلاد العم حام .
وقد  أسفر الإجرام الفارسي  الزنجي الأمريكي  الذي ترعاه  شركة توتال الفرنسية  اقتصاديا تحت غطاء مكافحة الإرهاب  عن توحيد مليار ونصف مسلم سني عبر العالم  على معاداة إيران وكراهية اللوبي الزنجي الأمريكي  واحتقار  فرنسا التي تظهر العنصرية تجاه المسلمين  وأصبحت إيران الفارسية  محاطة بهلال من الشعوب والقوميات  السنية المعادية لها فالبشتون الأفغان  في شرقها والبلوشستان  والأرد في جنوبها والعرب والكرد غربها  والأتراك شمالها   وكلها  قوميات خاضت حروب وصراعات ضد  الفرس في حقب زمنية متفاوتة   كما أن الشعب الفارسي  داخل إيران  ناقم على نظام ولاية الفقيه الذي يبذر موارد البلاد  لدعم حماقات أتباعه  على حساب الجياع من  الفرس في الداخل  مما قد يؤدي إلى انفجار بركان شعبي بدأت إرهاصاته تتجلى  منذ 2010  سيعصف بنظام الولي الفقيه  وينسف المخططات الاستعمارية التي تستخدمه في المشرق العربي   .
 وقد تراجعت أدوار أمريكا  وفرنسا على المسرح الدولي  بسبب معاداتها لمليار ونصف مسلم سني عبر العالم ضحايا  جرائم  الحلف الفارسي  الزنجي الأمريكي  ومشروعهم لمحاربة الإرهاب الذي ترعاه توتال الفرنسية  في طول العالم الإسلامي وعرضه الذي دمر أفغانستان وحطم مكتسبات الحضارة العباسية   وشرد شعوب الشرق الأوسط  وإفريقيا عبر دعمه للثورات المضادة  وهو ما جعل الاستثمارات تتجه شرقا نحو النمور الأربعة " تايوان هونكوك وسنغافورة وكوريا الجنوبية " واسكندنافيا واستراليا ونيوزلاندا  وصارت أمريكا وفرنسا  تنتقلان  من أزمة مالية إلى أخرى منذ عام 2005 والتصنيف الائتماني لهما  يتراجع  مثل اليونان وايطاليا  بسبب معاداة اللوبي الزنجي  الذي ترعاه توتال  للمسلمين السنة عبر العالم .
و في المقابل هناك مشروع الشرق الأوسط الكبير الذي أطلقه بيل كلنتون منذ 1995 الذي ترعاه اللوبيات  السامية البيضاء  في أميركا  وتطور نهاية عام 2006  ويسعى لقيام دولة كردية  بمشاركة التركمان في الشرق الأوسط  و دولة  أزواد  للطوارق بمشاركة العرب البرابيش  في شمال وغرب إفريقيا   و تقوية العشائر العربية السنية في الشام والعراق  كما يسعى لمنح القوميات التي حرمت من امتلاك دول خاصة بها فرصة  أن تصبح رقم صعب في معادلة حكم بلدانها من خلال دسترة لغاتها ومشاركتها في صناعة القرار السياسي والاقتصادي والأمني في بلدانها ومنحها فضائيات ووسائل لإبراز نفسها وعاداتها وتقاليدها ضمن دول متعددة الأعراق بضمانات دستورية  وواجهة هذا المشروع في  الشرق الأوسط  تركيا  المسلمة الأطلسية ومن أهدافه إقامة شراكة بين التيار الإسلامي المعتدل والقوميات المطالبة بحقوقها في دولها وتحت عباءة مشروع الشرق الأوسط الكبير كانت تجري عملية السلام على كافة المسارات بين العرب وإسرائيل  .
وفي الساحة الأزوادية  يسعى مشروع الشرق الأوسط الكبير إلى إعادة تأهيل  معسكر الاستقلاليين الذي أسسه الزعيمين الخالدين في قلوب الشعب الأزوادي الأمير محمد علي الأنصاري ومانو دياك  وجعله على واجهة المسرح الأزوادي  ليصبح  شريكا لواشنطن ولندن وحلفائهم في الشرق الأوسط لتكون دولة أزواد التي حلم  بها  هذا المعسكر أمرا واقعا بتحالفات إقليمية ودولية كما رسموها  في القرن الماضي وخلق أصدقاء  لمعسكر الاستقلاليين في أوساط  بعض القوى الموالية للغرب في الشرق الأوسط  .
و في مصر وليبيا يتوقع  الوصول لحل سياسي  بسحب البساط من تحت أقدام  خليفة حفتر ومحمود جبريل على أساس أن  أولويات دول  مجلس التعاون الخليجي  بعد "عاصفة الحزم وإعادة الأمل " بناء جبهة قوية سنية لمواجهة التمدد الإيراني  وهم  بحاجة  لجماعة الإخوان المسلمين  والتيارات الإسلامية في ليبيا  وحزب البعث للتصدي لمعسكر الممانعة ولنزع الغطاء الديني عن  إيران  خوفا من أن يستثمر  فيلق القدس الإيراني  مظلومية الإخوان في مصر وأحكام الإعدام الصادرة  بحق قادتها  ليزيد من وتيرة علاقاته بحماس و يحشد بعض ضعاف النفوس إلى جانبه وقد تستخدم طهران تلك المظلومية  مستقبلا للانتقام  من مصر على دعمها للعراق في حرب الثماني سنوات في ثمانينات القرن الماضي   كما حدث  بعد سقوط نظام صدام منذ 2003 في العراق  وكما يحدث مع  لبنان وسوريا  مهد حزب البعث الذي أسسه ميشيل عفلق الذي قاد معركة القادسية الثانية  ضد الخميني  ومع اليمن والفلسطينيين وغيرهم من الشعوب العربية   بسبب تأييدها  العراق في الحرب العراقية الإيرانية ’ و أن الحل في مصر يكون بتقاسم السلطة بين الجيش والإخوان المسلمين وقوى الثورة التي أطاحت بالرئيس مبارك  ضمن نظام برلماني عصري يعيد لمصر مكانتها ودورها القيادي ويحمي مجتمعها من الاختراق والارتباطات  الخارجية .
ويكون الحل في ليبيا  بدمج المؤسستين التشريعيتين برلمان طبرق كمجلس نواب  والمؤتمر الوطني  كمجلس شيوخ غرفة ثانية للبرلمان في جسم تشريعي واحد  مثل  الكونغرس الأمريكي  وتشكيل حكومة وحدة وطنية برئاسية شخصية معتدلة مثل عبد الرحمن السويحلي وأن يكون رئيس الدولة  في ليبيا من إقليم برقة  ومن قبائلها الكبيرة العبيدات أوالبرعص  ونائبيه من الطوارق والامازيغ في حين يكون  رئيس الحكومة من إقليم طرابلس  من مصراته او ورفلة  ويكون رئيس البرلمان من إقليم فزان من  أولاد سليمان أو المقارحة ويكون على رئاسة كل لجنة في البرلمان  وعلى رأس كل وزارة سيادية  شخصية من مكون قبلي  ليبي .
 وفي ساحة شمال إفريقيا  مطلوب أن  تقوم دول الخليج بالضغط على الأنظمة المغاربية لدعم دسترة وترسيم الأمازيغية وتدريسها  في مناهج التعليم  بجوار العربية ومساندة استقلال الطوارق عن مالي والنيجر وان يهتم الإعلام الخليجي بإبراز ايجابيات الحراك الأمازيغي وإنصافه وتعريف الجمهور العربي بقضية الطوارق    وأن تساند دول الخليج قضية أزواد في المحافل الإقليمية والدولية , وفي المقابل سيقوم الأمازيغ بتحريك اللوبيات المساندة لهم في الغرب   لتقوية علاقات أمريكا وأوروبا بدول الخليج ليصبح  مجلس التعاون  الخليجي محامي للحركة الأمازيغية ومدافع عن قضية أزواد  مثل تركيا الأطلسية التي أدى تحالفها مع الحراك الأمازيغي والكردي  إلى أن تصبح واجهة مشروع الشرق الأوسط الكبير وسوف ينجم عن ذلك استفادة دول الخليج من تأثير مشاهير السياسة والإعلام ومراكز الدراسات  المقربين من دوائر صنع القرار الغربي الداعمين للقضية الأمازيغية  لتقود دول الخليج المشهد العربي  بعد إزاحة نفوذ الأنظمة العسكرية الانقلابية التي كانت عدوة للهوية الأمازيغية ومزعجة للأنظمة الملكية العربية المعتدلة.
ومن أجل  تحقيق أهداف  شعب أزواد القريبة والبعيدة المدى يتعين الإسراع في  إعادة ترتيب البيت الأزوادي من أجل بناء تكتل وطني يضم جميع القوى مثل التحالف الكردستاني أو منظمة التحرير الفلسطينية أو قوى 14 آذار اللبنانية يحتفظ فيه كل فصيل وحزب ومنظمات المجتمع المدني  باستقلاله التنظيمي وخصوصيته لكنه جزء من منظومة وطنية أكبر  لمواجهة مخططات اللوبي الزنجي وشركة توتال  ولإيصال قضية أزواد إلى بر الأمان  من أجل استتباب الأمن ببناء دولة أزواد وعاصمتها تمبكتو  آمنة مستقرة فاعلة  في محيطها الإقليمي والدولي فيدرالية بين ثلاثة إقليم هي تمبكتو وغاو وكيدال بنظام برلماني يكون الرئيس من إقليم جاو ورئيس الحكومة من طوارق  تبمكتو بينما رئيس البرلمان من كيدال ورئيس مجلس الشيوخ من البرابيش ورئيس المجلس الاقتصادي والاجتماعي من السنغاي ورئيس مجلس القضاء من الفولان  .
إن النضال السلمي أجدى وأنفع للقضايا العادلة  وأن المقاومة الذكية عبر القلم أفضل من العنتريات الكاذبة كما أن الدعوة إلى الإسلام تبدأ من تلميع صورته  ثم تشجيع الجاليات المسلمة في الدول الغربية على المشاركة السياسية في بلدانهم والدخول في تحالفات لخدمة قضاياهم وتلميع صورة الإسلام وجعله رقم صعب في سياسة بلدانهم التي يحملون جنسيتها والمساهمة في تعديل دساتير وأنظمة وقوانين بلدانهم لإعطاء الدين الإسلامي مكانة تساوي بقية الأديان السماوية الأخرى في الغرب واستصدار قوانين وتشريعات تجرم الإساءة للإسلام ونبيه ورموزه وتجريم الإساءة للشعوب المسلمة مثل قوانين تجريم معاداة السامية وقوانين تجريم إنكار مذبحة الأرمن وصولا لبناء لوبي سني قوي يحمي مصالح المسلمين السنة عبر العالم ويكبح جماح المؤامرات التي تحاك ضدهم  كما يتوقع أن تقوم الجاليات المسلمة السنية المقيمة  في أوروبا وأمريكا المؤيدين  لمشروع الشرق الأوسط الكبير بدعم التصويت للسيدة هيلري كلنتون في الانتخابات الرئاسية الأمريكية ونيكولاي ساركوزي في الانتخابات الفرنسية لتحقيق طموحاتهم ونصرة قضاياهم وفتح صفحة جديدة في علاقات العالم الإسلامي مع أميركا وفرنسا مبنية على الاحترام المتبادل و التعامل بندية.
بقلم : أبو بكر الأنصاري
 رئيس المؤتمر الوطني الأزوادي