الجمعة، 4 سبتمبر 2020

الساحل بين تقهقر فرنسي وتقدم استقلالي في مشروع الشرق الأوسط الكبير

 


جرت الكثير من الأحداث في الساحة الأزوادية بسبب فشل السياسة الفرنسية وتدخل أطراف دولية أخرى تحت ذرائع مختلفة مثل مكافحة الإرهاب والأمن الإقليمي لملئ الفراغ الناجم عن السياسات الكارثية  في الصحراء الكبرى منذ رحيل استعمارها وتقسيمها أرض الطوارق بين عدة  دول  وخططها للتصدي لحقهم في تقرير المصير والمظلومية المتراكمة والخداع الذي تعرض له الطوارق إقليميا حيث توهموا أن الجزائر سترد لهم جميل دعم ثورتها وأن المغرب سوف يرد على دعم الجزائر للبولساريو بالوقوف معهم وأن القذافي الذي يستغلهم في حروبه قد يدعم استقلالهم لكنهم اكتشفوا متأخرين ألا أحد معهم وقرروا الهروب من ليبيا والقيام بثورة انتهت باتفاقية مذلة أدت إلى انقسام الساحة الأزوادية إلى معسكرين متنافسين :

الأول : معسكر الاندماجيين الذي يقوده إياد غالي زعيم حركة أنصار الدين القائد السابق للحركة الشعبية الأزوادية الذي انقلب على قادة ثورة 63 وجعل قضيته ومنظومته القبلية  لعبة بيد القذافي والجنرال توفيق واللوبي الزنجي الأمريكي يستخدمونه للانخراط  في التنظيمات المغضوب عليها غربيا  لتصفية القضية بحجة مكافحة الإرهاب ويضم المعسكر الاندماجي منسقية حركات أزواد  وبلات فورم و منسقية عرب مالي التي تتحكم بالحركات العربية الأزوادية  يحولون الحراك الشعبي إلى فتن وصراعات قبلية تجعل المواطن يؤمن بأن بقاءه تحت ظلم  مالي أفضل من فوضى الثورة   وقد استخدم الرئيسين السابقين المالي  امادو توماني توري والموريتاني  محمد ولد عبد العزيز الاندماجيين لتمرير المؤامرات الفرنسية ضد الأزواديين وقاموا بمنح تودني لعرب مالي مكافـأة لهم على طعن الطوارق في الظهر وقاموا بتسليم تمبكتو وغاوا للسنغاي و كيدال لأتباع الجنرال الجزائري توفيق من أجل تصفية قضية أزواد.

الثاني : المعسكر الاستقلالي الذي أسسه الزعيمان الخالدان في قلوب الشعب الأزوادي الأمير محمد علي الأنصاري أمير طوارق ولاية تمبكتو والشهيد مانو دياك زعيم المقاومة في النيجر ويضم بعض  أتباع الأمير زيد اغ الطاهر القائد العسكري لثورة 63  والرافضين للاتفاقيات المذلة وهو تيار يضم منظومة القوى المطالبة بالاستقلال ويسعى لقيام دولة أزواد ويضم قادة  سياسيين مخضرمين وعسكريين من مختلف الرتب وزعماء تقليديين وشخصيات نسائية نضالية وإعلاميين وكتاب ومراجع دينية وشخصيات اعتبارية ومشاهير وشباب ناشطين في شبكات التواصل الاجتماعي ويمثل المعارضة التقليدية التي رفضت ضم أزواد لمالي منذ نهاية الخمسينات ويرفض كل الاتفاقيات المبرمة مع مالي  ونشاطه مستمر ويقوم  بالمقاومة السلمية السياسية والاجتماعية والإعلامية عبر التعبئة والتثقيف النضالي داخليا ونشر ثقافة الاستقلال والدفاع عن قضية أزواد في المحافل الدولية والتصدي لخصومها في الخارج وصياغة الرواية الوطنية للصراع  وبلورة المشروع الوطني الأزوادي وصولا لتحقيق أهدافه وهي الاستقلال وبناء الدولة الأزوادية المستقلة الفاعلة في محيطها الإقليمي والدولي  و يقود الاستقلاليون الثورة العميقة الأزوادية التي تتعاون مع الدول العميقة الغربية والشرق أوسطية ويعتبر " المؤتمر الوطني الأزوادي " العمود الفقري والمتحدث باسم المعسكر الاستقلالي  .

وخلال السنوات الماضية عمل الاستقلاليون خلف الكواليس لإفشال مؤامرات اللوبي الزنجي وفرنسا الذين تحرشوا بمنطقة الساحل تحت غطاء مكافحة الإرهاب حيث طلب المعسكر الاستقلالي  مساعدة إخوانه اليهود الأمازيغ الذين يشكلون 30% من سكان إسرائيل و تحركوا عبر منظمة " ايباك" اكبر منظمات اللوبي اليهودي الأمريكي والدولة العميقة لرعاية "مشروع الهلال السامي "وتحريك الجاليات الداعمة للمشروع في الدول الغربية مثل الأمازيغ والكرد واليهود والاحواز و الفلسطينيين واللبنانيين والسوريين وسنة العراق ومسلمي شبه القارة الهندية وحشد أصواتهم في الانتخابات الأمريكية والأوروبية للتصويت للساسة الداعمين للهلال السامي " و تتولى عائلة روتشيلد الاشكنازية التي تهيمن على اقتصاد العالم القيادة الفخرية للمشروع خلفا لشمعون بيريز وانضم إليه يهود العراق واليمن وأصبح التآخي المسلم اليهودي في المنظومة الأمازيغية رقم صعب في معادلة حكم العالم وإستراتيجية للدول العميقة الغربية وبفضله تمت الإطاحة بمن تأمروا ضد قضية أزواد وتطويق فرنسا أوروبيا وأطلسيا وسحب البساط من تحت أقدام مشروعها وإقصاءها من ملفات المنطقة ومعاقبة نتنياهو على دعمه سياساتها في مالي واستخدام القضاء والإعلام والشرطة للتخلص منه وتطويق المشروع التخريبي لمحمد بن زايد ولي عهد أبو ظبي  المؤيد لمالي وفرنسا وصولا للتخلص من أدواته حفتر عدو الأمازيغ  في ليبيا و تفصيل منطقة الساحل على مقياس مشروع الشرق الأوسط الكبير وتنظيف المشهد الإسرائيلي من المافيات الروسية غير اليهودية الداعمة لمعسكر نتنياهو وإعادة إنتاج مشروع السلام الذي قاده أقطاب مملكة إسرائيل إسحاق رابين و شمعون بيريز وأن الحراك الأزوادي جزء من المشهد الإقليمي في منطقة الشرق الأوسط والمغرب الكبير التي يتنافس فيها مشروعين .

  الأول: " مشروع الحرب على الإرهاب منذ أحداث 11 سبتمبر عام 2001 " برعاية اللوبي الزنجي الأمريكي المعادي للسامية الذي يستخدم المحافظين الجدد ويدعمه المتطرفون الإنجيليون ويقوده كل من كوندليزا رايس ورامسفلد و ينتمي إليه التاجر الرئيس دونالد ترامب الذي وصل للسلطة عبر القرصنة الروسية ويستخدم الاندماجيين لتحقيق أهدافه في الساحة الأزوادية وعبر مشروع الحرب على الإرهاب يعمل يهود أصفهان الفرس في الليكود على تخريب عملية السلام لتصبح القضية الفلسطينية والملفات العربية أوراق إيرانية للتفاوض مع الغرب على ملفها النووي والتنسيق الفارسي الروسي داخل إسرائيل لدفع واشنطن لخوض حروب الفرس ضد الإسلام السني باسم مكافحة الإرهاب وقد انطلقت جولته الأولى  منذ اغتيال إسحاق رابين ثم بدأت الثانية بعد أحداث 11 سبتمبر 2001 وانطلقت الثالثة مع صفقة القرن ببيع إسرائيل وغاز المتوسط لروسيا مقابل تنصيب اليمين الروسي الفارسي حكام في تل أبيب وإقصاء عائلة روتشيلد التي تهيمن على اقتصاد العالم وتملك 54% من ثروات العالم وقد قامت روسيا وإيران باستخدام نتنياهو ومعسكره للتخلص من نفوذ آل روتشيلد في إسرائيل كما استخدموا أطراف عدة  مثل الصين والقيام  بدعاية سلبية لكورونا بهدف إفلاس المصانع المملوكة لعائلة روتشيلد في الصين وشرائها من طرف الحزب الشيوعي  والتلاعب بأسعار النفط لتدمير شركات الغاز الصخري المملوك لعائلة روتشيلد.

ومنذ عام 2008 بعد الأزمة المالية العالمية و تراجع دور آل مكتوم حكام دبي في إدارة الأمن والسياسة الخارجية الإماراتية بسبب ديونهم أدخلت روسيا ولي عهد أبو ظبي محمد بن زايد إلى حلبة صراعها ضد عائلة روتشيلد وقد رفع شعارات معاداة الإسلام السياسي وتركيا العثمانية وعدم تدخل الدول المسلمة في شؤون العرب لقطع الطريق على التحالف السعودي التركي الذي كاد أن يوحد السنة ضد تدخلات إيران وحول أنقرة والرياض إلى خصمين متناحرين وتصدى للربيع العربي بدعم الثورات المضادة ومزق وحدة حلفاء واشنطن وأشعل صراع سعودي قطري وتنافس على العرش السعودي ليدعم  بن سلمان ضد بن نايف ويورطه في حرب اليمن  ليسيطر على موانئ الجنوب لتطويق سلطنة عمان كما استغل حاجة السيسي بعد انقلابه عام 2013 للمال والاعتراف بشرعيته واستخدمه في ليبيا لصالح  حفتر وخذله في سد النهضة بسبب استثماراته الزراعية في إثيوبيا وشجع روسيا  على التدخل في الانتخابات الأمريكية لقطع الطريق على هلري كلنتون خوفا من مواصلة دعمها لثورات العربي ويستخدم  بن زايد التطبيع لإيجاد موطئ قدم في المشهد الإسرائيلي  بعد خصخصة اليمين الاستيطاني الأمن والسياسة الخارجية  ليدعم الليكود  ضد أزرق أبيض والترويج للاستثمار السياحي للاستحواذ على بعض المؤسسات السيادية مثل شركة العال ومطار بن غوريون وميناء حيفا المملوكة لعائلة روتشيلد ومنح سارة نتنياهو وكوشنير والمياردير حاييم شابان نصيب منها ليكونوا واجهة يختبئ خلفهم للتحكم بالمشهد الإسرائيلي مثلما يفعل في ليبيا باستخدامه الثلاثي حفتر وعقيله صالح وعبد الله الثني  كما يسعى بن زايد لتوريط معسكر نتنياهو لخوض حرب نيابة عنه ضد غريمته تركيا  في صراع خارجي لتعطيل محاكة نتنياهو بتهم الفساد وأن الإعلان عن التطبيع يهدف لمنح ترامب انجاز دعائي  بعد تراجع شعبيته وتسويق بن زايد كرجل سلام مثل السادات وقائد إقليمي لمشروع الحروب على الإرهاب على حساب أدوار إسرائيل ومصر والسعودية وتركيا وإيران التي ضرب بعضها ببعض وقد خسر بعض مرشحي اللوبي اليهودي في الكونغرس الأمريكي مقاعدهم في بعض الولايات المهمة والحاسمة بسبب تصويت الجاليات المتضررة من سياسات بن زايد عقابا على تحالفه مع نتنياهو منذ  2014 .  

ويهدف مشروع الحرب على الإرهاب إلى تفكيك النظام العالمي أحادي القطب الذي بني على تفاهمات بين القوى الكبرى وعائلة روتشيلد و أقام دولة إسرائيل مقابل تمويل اقتصاديات الدول الغربية وهو ما دفع روسيا للانتقام منهم عبر دعم اليمين الاستيطاني المكون من تحالف النفايات الاستيطانية  الروسية غير اليهودية لتكون أغلبية مع يهود أصفهان للإطاحة بالساسة والعائلات اليهودية المرتبطة بآل روتشيلد والتخلص من عملية السلام التي منحت شرعية إسلامية عربية لوجود إسرائيل إلى جانب فلسطين وفق قرار التقسيم  كما تستخدم روسيا أغلبيتها الاستيطانية  داخل إسرائيل لاختراق الساحات الغربية والتدخل في الانتخابات الأمريكية لصالح بقاء معسكر نتنياهو وتنصيب عميلها ترامب  حليف اليمين الاستيطاني وصفقته للقرن ببيع إسرائيل وغاز شرق المتوسط  لروسيا حتى تهيمن على الطاقة العالمية وتخنق أوروبا وهو ما يعني نهاية الدور القيادي الاقتصادي لآل روتشيلد وتفكك القوى الغربية وظهور نظام فوضى عالمي ضبابي  لا تحمد عقباه على جميع الأطراف.

الثاني : مشروع الشرق الأوسط الكبير الذي ترعاه اللوبيات السامية البيضاء وتقوده على الساحة الأمريكية منظمة " أيباك" أكبر منظمات اللوبي اليهودي في واشنطن و منظمات المسلمين الأمريكيين  وترعاه عائلة روتشيلد ويعمل مع مؤسسات صنع القرار الأمريكي والغربي و يسعى لبناء دولة أزواد في منطقة المغرب الكبير وإحياء عملية السلام "حل الدولتين الساميتين مثل اسبانيا والبرتغال" بتنفيذ قرار الأمم المتحدة عام 1947  الذي نص على تقسيم فلسطين إلى دولتين الأولى إسرائيل على مساحة 55%  والثانية دولة فلسطين في الضفة الغربية وقطاع غزة على مساحة 45% من فلسطين التاريخية وتكون القدس الشرقية عاصمة لدولة فلسطين الحليف المميز للغرب ولتحقيق ذلك يجب عقد مؤتمر دولي في بروكسيل على غرار مؤتمر مدريد يسبقه إجراء مفاوضات في لندن بين منظمة التحرير الفلسطينية الممثل الوحيد والشرعي للشعب الفلسطيني ومنظمة " ايباك" التي تمثل يهود العالم بحضور أحزاب إسرائيل برعاية منظمات المسلمين الأمريكيين وتشكيل آلية وساطة دولية متعددة لرعاية عملية السلام بإشراف الأسرة المالكة البريطانية الزعيم الإقليمي لمشروع الشرق الأوسط الكبير الذي يدور في فلكه المرجعيات الإعلامية الكبرى في الغرب مثل صحف واشنطن بوسط  ونيويورك تايمز وشبكة سي ان ان  وجور سليم بوسط  وهارتس ومعاريف ويدعوت احرنوت وبي بي سي والغارديان والتايمز وشبكات التواصل فيسبوك وتويتر وغوغل وياهو والمرجعيات الاقتصادية صندوق النقد والبنك الدوليين من أجل بناء مجتمع إنساني مبني على التآخي المسلم اليهودي ليكون ما يتوافق عليه مسلمو ويهود كل دولة غربية هو سياستها الرسمية في منطقة الشرق الأوسط والمغرب الكبير مثلما يتخذ القادة الأمازيغ مواقفهم بناء على تفاهم مسلم يهودي لخدمة المصالح الأمازيغية العلياء  .

 إعادة تأهيل معسكر السلام الإسرائيلي الذي تقوده عائلة روتشيلد الاشكنازية وأسسه رجالها المخلصين مناحييم  بيجن والشهيد إسحاق رابين وشمعون بيريز وينتمي لمشروع الشرق الأوسط الكبير ويؤيده أغلب يهود العالم ويلبي طموحات اللوبيات الإسرائيلية في الغرب ويضم سياسيين مخضرمين وشخصيات اعتبارية وضباط من مختلف الرتب في كل مفاصل الدولة وكتاب ومفكرين والمؤسسات السيادية الأمنية والعسكرية و شركة العال ويمثله معسكر أزرق ابيض وحزب العمل واليسار ويؤيده الاشكناز والشرقيين والسفرديم وبعض الحرديم ومراكز دراسات الداخل والخارج والمدونين المؤثرين وكبار الإعلاميين في إسرائيل والقائمة العربية المشتركة وإعادة إنتاج الأجيال الجديدة من أبناء الأسر اليهودية المرجعية السياسية  مثل آل رابين و آل بن غوريون  وآل بيريز وآل كوهين وآل أزولاي وآل ليفي وغيرهم لقيادة المشهد الإسرائيلي على أساس دعم قضايا التآخي المسلم اليهودي في المنظومة الأمازيغية وفق عقيدة الهلال السامي تحت القيادة الفخرية لآل روتشيلد ويكون رئيس دولة إسرائيل من اليهود الأمازيغ " آل عمران" ورئاسة الحكومة وقيادة الجيش للاشكناز وقيادة المؤسسة لأمنية لليهود الشرقيين ورئاسة الكنيست ليهود أميركا ونائبه من القائمة العربية.

 وأن من أهم انجازات معسكر السلام القبول الإقليمي بإسرائيل دولة متوسطية في حدودها التي اقرها قرار التقسيم عام 1947 وشطب صفة العنصرية عن الصهيونية في الأمم المتحدة وتقاسم جائزة نوبل للسلام بين قادة إسرائيل والرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات والتطبيع الإعلامي بظهور شخصيات سياسية وإعلامية إسرائيلية في الإعلام العربي وإيجاد قضايا مشتركة يدافع عنها العرب والإسرائيليين  لدمج إسرائيل بين شعوب منطقة الشرق الأوسط والمغرب الكبير كدولة طبيعية واستقطاب أفضل الكفاءات في الشرق الأوسط  والمغرب الكبير من قادة وأحزاب وقوى مجتمع مدني ومراجع دينية ومشاهير ومؤثرين لخدمة مشروع الهلال السامي  وأن الكرة في ملعب الشعب الأمريكي لينتخب أنصار هذا المشروع في الانتخابات الرئاسية والكونغرس لإعادة إنتاج الدور القيادي الأمريكي وتقوية مؤسساته الأمنية والدستورية وصيانة استقلالية القرار الأمريكي الغربي.

وعبر مشروع الشرق الأوسط الكبير تعمل أميركا و بريطانيا والاتحاد الأوروبي على إعادة تأهيل معسكر الاستقلاليين في الساحة الأزوادية وتفصيل المشهد المغاربي على مقاسه عبر أدوات المشروع الإقليمية مثل الريس الموريتاني محمد ولد الشيخ الغزواني والجزائري عبد المجيد تبون ليكملوا ما بناه الرئيس الموريتاني السابق معاوية ولد الطايع وتوحيد جهود الشعوب السامية  أتباع الديانات السماوية لبناء مستقبل مشرق لأجيالهم والتقريب بين المذاهب الإسلامية لاستعادة السلم الأهلي في مجتمعات المنطقة وإيجاد حلول سلمية للصراعات القائمة وتنشيط الاقتصاد السياحي الديني في دول مشروع الشرق الأوسط الكبير مهد الأديان السماوية ومن أبرز دوله الكبيرة تركيا المسلمة الأطلسية كما انضمت للمشروع دولة الكويت وسلطنة عمان لتعزيز مكانتهما الاستثمارية ودورهما كوسيط لحل الخلافات والأزمات في المنطقة ودعم اقتصاديات دوله غير النفطية مثل فلسطين والأردن ولبنان وباكستان ودول المغرب الكبير واندونيسيا وماليزيا ومسلمي شرق أسيا ومناصرة القضايا التي يدافع عنها المشروع ومنها دعم معسكر حكومة الوفاق الليبية بقيادة فائز السراج الحليف الاستراتيجي للمعسكر الاستقلالي الأزوادي ونشر الثقافة الإسلامية الصوفية في غرب إفريقيا للتحكم بقادتها عبر مرجعياتهم الدينية المغاربية ومن المهم أن يقوم الغرب بالتضحية بفرنسا في صراعه مع روسيا والصين وسحب البساط من تحت أقدامها  وإحلال بريطانيا في الساحل الإفريقي وايطاليا في ليبيا محل باريس و تحسين وضع مسلمو الايغور في الصين مقابل تسويق منتجاتها في إفريقيا لامتصاص حدة التوتر  وإفهام الصين والهند أن نجاح علاقاتها مع الغرب يتوقف على تحسن أوضاع المسلمين  فيهما وحل قضية كشمير لصالح  سكانها المسلمين حيث يسود في الغرب مبدأ التآخي المسلم اليهودي الذي يحكم السياسة الخارجية للدول الغربية.

    ومن أجل تحقيق أهداف شعب أزواد القريبة والبعيدة المدى يتعين الإسراع في إعادة ترتيب البيت الأزوادي والعمل لبناء تكتل وطني يضم معظم القوى مثل التحالف الكردستاني أو منظمة التحرير الفلسطينية  يحتفظ فيه كل فصيل وحزب ومنظمات المجتمع المدني  باستقلاله التنظيمي وخصوصيته لكنه جزء من منظومة وطنية أكبر من أجل استتباب الأمن ببناء دولة أزواد وعاصمتها تمبكتو آمنة مستقرة فاعلة  في محيطها الإقليمي والدولي فيدرالية بين ثلاثة أقاليم هي تمبكتو وغاو و كيدال بنظام برلماني يكون الرئيس من إقليم غاو ورئيس الحكومة من طوارق  تمبكتو بينما رئيس البرلمان من كيدال ورئيس مجلس الشيوخ من البرابيش ورئيس المجلس الاقتصادي والاجتماعي من السنغاي ورئيس مجلس القضاء من الفولان .

 إن النضال السلمي أجدى وأنفع للقضايا العادلة وأن المقاومة الذكية عبر القلم أفضل من العنتريات الكاذبة كما أن الدعوة إلى الإسلام تبدأ بتلميع صورته ثم تشجيع الجاليات المسلمة في الدول الغربية على المشاركة السياسية في بلدانهم والدخول في تحالفات لخدمة قضاياهم وتلميع صورة الإسلام وجعله رقم صعب في سياسة بلدانهم التي يحملون جنسيتها والمساهمة في تعديل دساتير وأنظمة وقوانين بلدانهم لإعطاء الدين الإسلامي مكانة تساوي بقية الأديان السماوية الأخرى في الغرب واستصدار قوانين وتشريعات تجرم الإساءة للإسلام ونبيه ورموزه وتجريم الإساءة للشعوب المسلمة مثل قوانين تجريم معاداة السامية وقوانين تجريم إنكار مذبحة الأرمن وجعل الأعياد والمناسبات الإسلامية عطل رسمية في الغرب وجعل الحجاب واللحية جزء من الهوية الشعبية في الدول الغربية وفتح مساجد للمسلمين في جميع المؤسسات العامة والخاصة الغربية وتخصيص برامج إعلامية للتعريف بالجاليات المسلمة ودورها الايجابي  في مجتمعاتها ومكانة الإسلام في الحياة الأميركية وصولا لبناء لوبي سني قوي يحمي مصالح المسلمين السنة عبر العالم ويكبح جماح المؤامرات التي تحاك ضدهم من أجل تحقيق طموحاتهم ونصرة قضاياهم وفتح صفحة جديدة في علاقات العالم الإسلامي مع الغرب  مبنية على الاحترام المتبادل و التعامل بندية.

بقلم : أبو بكر الأنصاري

 رئيس المؤتمر الوطني الأزوادي