الأربعاء، 5 يونيو 2019

الاستقلاليون يعيدون إنتاج مشروعهم الوطني رغم تنافس الكبار على المنطقة




منذ عام 2011 شهدت منطقة الشرق الأوسط والمغرب الكبير ثورات أطاحت بالكثير من النظام الرسمي الذي صنعه انقلاب جمال عبد الناصر منذ انقلابه على الملك فاروق وصعود الشعبوية القومجية التي تتاجر بالقضية الفلسطينية للتغطية على تأمرها على قضايا شعوب المنطقة وقد شهدت الدول التي حكمها الانقلابين العرب كوارث بدأ بالنكسة عام 1967 وخسارة ما تبقى من فلسطين والجولان وسينا وتنازل العراق عن شط العرب في اتفاقية الجزائر من اجل تكالب إقليمي ضد الكرد  ووساطة رئيس مالي موديبو كيتا لوقف حرب الرمال بين المغرب والجزائر بعد سرقة ثورتها وتوظيفها لطموحات عبد الناصر القيادية مقابل تسليم قادة أزواد الأمير محمد علي الأنصاري والأمير زيد إلى باماكو ليقضوا 13 سنة في سجون مالي مرورا باستغلال الحكام العرب للورقة الفلسطينية في صراعاتهم كالزج بهم في أيلول الأسود لإرضاء غرور عبد الناصر والقذافي  وتوريطهم في الحرب الأهلية اللبنانية لإيجاد تبرير لحافظ الأسد للوصاية على لبنان والتلاعب بنسيجه الطائفي وفق حساباته مع الغرب أدت لحرب أهلية طاحنة وبعد ستين سنة من الفشل القومجي  ظهر الربيع العربي  لتصحيح المسار الخاطئ منذ انقلاب عبد الناصر وعنترياته التي جلبت الكوارث للعرب وخلال العقود  الماضية تدرج الأزواديين في ثوراتهم منذ عام 1963 التي سلم وسجن قادتها مرورا بهجرتهم للدول العربية وانخراطهم في جيش القذافي الذي استغلهم في مغامراته وحروبه حتى هرب مجموعة منهم وقاموا بثورة انتهت باتفاق مذل وقعه إياد اغ غالي قائد الحركة الشعبية الأزوادية وانقسمت الساحة إلى معسكرين .
الأول : معسكر الاندماجيين يقوده إياد غالي زعيم حركة أنصار الدين القائد السابق للحركة الشعبية الأزوادية الذي انقلب على قادة ثورة 63 وجعل قضيته ومنظومته القبلية لعبة بيد القذافي والجنرال توفيق  واللوبي الزنجي الأمريكي يستخدمونهم للانخراط  في التنظيمات المغضوب عليها غربيا  لتصفية القضية بحجة مكافحة الإرهاب ويضم المعسكر الاندماجي  منسقية حركات أزواد بقيادة العباس اغ انتالا  والحركة الوطنية بقيادة بلال اغ الشريف وبلات فورم  يحولون الحراك الشعبي إلى فتن وصراعات قبلية تجعل المواطن يؤمن بأن بقاءه تحت ظلم مالي أفضل من فوضى الثورة وقد  سهلوا التدخل الفرنسي لاحتكار المشهد الأزوادي و نفذوا المشاريع التصفوية  وارتموا في أحضان مالي ليفقدوا شعبيتهم وبعد الإطاحة بجناح الجنرال توفيق وسجنه في معمعة الحراك الجزائري أصبح مستقبلهم غامض بعد صعود قيادة أمازيغية للجيش الجزائري مؤيدة لاستقلال أزواد.
الثاني : المعسكر الاستقلالي الذي أسسه الزعيمان الخالدان في قلوب الشعب الأزوادي الأمير محمد علي الأنصاري أمير طوارق ولاية تمبكتو والشهيد مانو دياك زعيم المقاومة في النيجر و يضم بعض  أتباع الأمير زيد اغ الطاهر القائد العسكري لثورة 63  والرافضين للاتفاقيات المذلة وهو تيار يضم منظومة القوى المطالبة بالاستقلال ويسعى لقيام دولة أزواد ويضم قادة  سياسيين مخضرمين وعسكريين من مختلف الرتب وزعماء تقليديين وشخصيات نسائية نضالية وإعلاميين وكتاب ومراجع دينية وشخصيات اعتبارية ومشاهير وشباب ناشطين في شبكات التواصل الاجتماعي ويمثل المعارضة التقليدية التي رفضت ضم أزواد لمالي منذ نهاية الخمسينات ويرفض كل الاتفاقيات المبرمة بين مالي والحركات الاندماجية  ونشاطه مستمر و يقوم  بالمقاومة السلمية السياسية والاجتماعية  والإعلامية عبر التعبئة والتثقيف النضالي داخليا ونشر ثقافة الاستقلال والدفاع عن القضية في المحافل الدولية والتصدي لخصومها في الخارج وصياغة الرواية الوطنية للصراع  وبلورة المشروع الوطني الأزوادي وصولا لتحقيق أهدافه وهي الاستقلال وبناء الدولة الأزوادية المستقلة الفاعلة في محيطها الإقليمي والدولي ويعتبر " المؤتمر الوطني الأزوادي " العمود الفقري والمتحدث باسم المعسكر الاستقلالي  .
وخلال السنوات الماضية عمل الاستقلاليون خلف الكواليس لإفشال مؤامرات اللوبي الزنجي الذي كان يحرض على منطقة الساحل الإفريقي باسم مكافحة الإرهاب وقد تصدوا لمناوراته التي شارك فيها 32 دولة عربية وافريقية وأوروبية وكانت الحركة الزنجية تسعى لتهجير سكان المنطقة وتوطين زنوج جنوب الصحراء لنهب ثرواتها لمنافسة الحركة الصهيونية التي بنت مجدها من تجارة العبيد حيث طلب المعسكر الاستقلالي من إخوانه اليهود الأمازيغ المغاربة والجزائريين الذين تحركوا عبر منظمة " ايباك" اكبر منظمات اللوبي اليهودي الأمريكي و الدولة العميقة لرعاية مشروع لبناء "هلال سامي "يضم الأمازيغ والكرد واليهود الشرقيين العمود الفقري لمشروع الشرق الأوسط الكبير وجعل التآخي المسلم اليهودي في المنظومة الأمازيغية  رقم صعب في معادلة حكم العالم وإستراتيجية للدولة العميقة الإسرائيلية وبفضله تمت الإطاحة بكل من تأمروا ضد قضية أزواد مثل الجنرال الأسود وليام ورد قائد الافريكوم والتصويت العقابي ضد الرئيس الفرنسي هولاند بعد تدخله العسكري لصالح مالي كما يعمل اليهود المغاربة والاشكناز لتحريك الدولة العميقة  لمعاقبة نتنياهو عبر لإطاحة بحكومته أولا بتنحية وزير دفاعه يهودا براك الذي شارك طيرانه في قصف شعبنا ثم تحريك تهم فساد ضده وفضحه أمام الشعب الإسرائيلي واستخدام القضاء والإعلام والشرطة للتخلص منه وأصبح على نتنياهو التوصل لتسوية مع الشرطة بأن يستقيل ويعتزل السياسة مقابل أمانه الشخصي حفاظا على المصالح  العلياء الليكود الذي أسسه رجل السلام الاشكنازي مناحيم بيجن بطل معاهدة كامب ديفيد وبعد طي صفحة فساد نتنياهو العدو الأكبر لليهود المغاربة سوف يتم إعادة إنتاج مشروع الهلال السامي على أساس التآخي المسلم اليهودي في المنظومة الأمازيغية وأن الحراك الأزوادي جزء من المشهد الإقليمي في منطقة الشرق الأوسط والمغرب الكبير التي يتنافس فيها مشروعين غربيين منذ نهاية الحرب الباردة .
الأول  : " مشروع الحرب على الإرهاب " برعاية اللوبي الزنجي الأمريكي المعادي للسامية الذي يتخذ من المحافظين الجدد والإنجيليين  قناعه الأبيض وتقوده كوندليزا رايس وكولن باول و ينتمي إليه  الرئيس دونالد ترامب الذي وصل للسلطة عبر القرصنة الروسية  محاط بخدام المشروع الروسي في واشنطن أمثال صهره كوشنير وغرينبلات وسفيره في إسرائيل فريدمان  وقد انطلق المشروع منذ أحداث 11 سبتمبر عام 2001 وتستقوي به الأنظمة المستبدة و يدعم وحدة أراضي مالي ويستخدم معسكر الاندماجيين بقيادة اياد اغ غالي  لتحقيق أهدافه في الساحة الأزوادية ويعتبر في ظاهره حرب صليبية ضد الإسلام السني  لحساب المشروع الفارسي وفي جوهره لعبة أمم لتصفية المشروع الصهيوني  لحساب اللوبي الزنجي  المدعوم من الإمبراطورية الروسية للانتقام من الحركة الصهيونية على دورها في الحرب الباردة التي انتهت بتفكيك السوفييت وقد قاموا بانقلاب على رجال مملكة إسرائيل إسحاق رابين وشمعون بيريز  وغيروا التركيبة العرقية الإسرائيلية بتهجير مواطنين من أصفهان شيعة وبهائيين وكذلك مهاجرون روس ليسو يهود ليصبحوا  أغلبية على حساب الاشكناز واليهود المغاربة وهذا ما يفسر الفوز المتتالي لمعسكر اليمين بقيادة نتنياهو العمود الفقري للمشروع الروسي في إسرائيل بقيادة ترامب  وتأتي صفقة القرن الصغرى لبناء دولة غزة بقيادة تحالف دحلان وحماس بدعم من أدوات إيران الجهاد الإسلامي ومساندة خجولة من الجبهتين الشعبية والديمقراطية وأن دويلة الممانعة في غزة مكافأة لعنتريات حلفاء طهران الشريكة في المشروع الروسي بعد التكالب الداخلي والإقليمي لإفشال أوسلو والسماح لإيران بتحريك حزب الله وحماس والجهاد لافتعال عنتريات ضد إسرائيل كلما وجدت نفسها في مأزق  يحولها من قاتلة للسنة في العراق وسوريا إلى داعمة لمجددي عهد صلاح الدين الأيوبي الذين يحصلون على المال القطري عبر نتنياهو لتكريس الانقسام الفلسطيني واستخدام قنوات الجزيرة والميادين لشتم السلطة الفلسطينية وانتقادها للتغطية على الرفض الشعبي لحكم حماس الاستبدادي الفاشل الذي جلب الحروب المتتالية والحصار الذي دمر حياة المواطنين في غزة وأما صفقة القرن الكبرى فهي بيع منطقة الشرق الأوسط وبحارها الدافئة لروسيا بترليون دور تدفعها دول الخليج لأمريكا على شكل صفقات سلاح مقابل توازن مواقفها  بين أطراف الأزمة الخليجية وتسويق سمسارها ترامب على أنه الزعيم الذي أنعش الاقتصاد الأمريكي بالمال الخليجي ووفر الوظائف واشترى ذمم أعضاء حزبه في الكونغرس للدفاع عنه في معارك كسر العظم بينه وبين الدولة العميقة والمؤسسات وأنه صديق معسكر نتنياهو اليميني الاستيطاني الذي نقل سفارته للقدس وغطى جرائم المستبدين مثل خليفة حفتر عدو الأمازيغ في ليبيا نكاية بخصوم نتنياهو اليهود المغاربة  داخل إسرائيل.
وأن المشروع الروسي الذي يستخدم الحرب الأمريكية على الإرهاب لتفصيل منطقة الشرق الأوسط على مقاسه يعتمد على الجناح الفارسي في الليكود وعلى المهاجرين الروس غير اليهود ليصبحوا أغلبية تجعل نتنياهو  زعيم أسطوري  مثلما كان جمال عبد الناصر للقوميين العرب أيام الزمن الجميل " الأرض بتتكلم عربي " وبعد قانون القومية المفصل على مقاس معسكره تجري محاولات لاستصدار قانوني الحصانة و الولاء لمن يحكم إسرائيل بهدف إقصاء يهود أوروبا وأميركا والمغاربة المعارضين لليمين الاستيطاني  ومحاولة إعادة هيكلة بعض المصالح الحكومية بهدف خصصتها ليصبح قادتها مرتزقة موالين للزعيم القومجي  نتنياهو رجل موسكو في إسرائيل .
ويستخدم المشروع الروسي أدواته في واشنطن مثل كوشنير وغرينبلات وفريدمان لتفصيل حكام الخليج الموالين للبيت الأبيض على مقاسه كما يستخدم اليمين بقيادة نتنياهو لمحاولة اختراق اللوبيات اليهودية في واشنطن لتحريك سياستها الخارجية بما يخدم المصالح الروسية حتى تسيطر موسكو بطريقة ناعمة على مصالح أميركا الحيوية في المشرق العربي "إسرائيل والنفط العربي "عبر تحالف اليمين الاستيطاني بقيادة نتنياهو وحكام الخليج المرتبطين بمعسكر ترامب  لتمويل تخريب المنظومة الديمقراطية الغربية  والقضاء على أحزابها التقليدية العمال والمحافظين في بريطانيا والجمهوريين والديمقراطيين في أميركا كما حدث مع حزب العمل الإسرائيلي عبر دعم الأحزاب القومية الشعبوية  المتحالفة مع اليمين الاستيطاني لتفكيك الاتحاد الأوربي وفصله عن أميركا والتدخل في الانتخابات الغربية لصالحها وصولا لاستخدام إدارة ترامب ورموزها كوشنير وغرنبلات وبولتون لتفكيك حلف الناتو الذراع العسكري للمنظومة الغربية لتكون نهاية الحرب الصليبية الأمريكية على الإسلام المسماة بالحرب على الإرهاب هزيمة الطرفين "الروسي الفارسي "والغربي وتشكيل عالم متعدد الأقطاب يكون في دور هام للصين وشرق أسيا وأميركا اللاتينية .
 الثاني : مشروع الشرق الأوسط الكبير الذي ترعاه اللوبيات السامية البيضاء ويقوده على الساحة الأمريكية منظمتا " أيباك" " وجي ستريت" أكبر منظمات اللوبي اليهودي بالتعاون مع منظمات المسلمين الأمريكيين  ويعمل مع مؤسسات صنع القرار الأمريكي والغربي وقد انطلق منذ مؤتمر مدريد للسلام علم 1992  و يسعى لبناء دولة أزواد في منطقة المغرب الكبير وإحياء عملية السلام "حل الدولتين " بتنفيذ قرار الأمم المتحدة عام 1947  الذي نص على تقسيم فلسطين إلى دولتين إحداها  إسرائيل على مساحة 55%  والأخرى دولة فلسطين في الضفة الغربية وقطاع غزة على مساحة 45% من فلسطين التاريخية وتكون القدس الشرقية عاصمة  لدولة فلسطين الحليف المميز  للغرب وتكون غزة ميناء فلسطين المتوسطي ولتحقيق ذلك يجب إجراء مفاوضات في لندن بين منظمة التحرير الفلسطينية ومنظمتا " ايباك" و" جي  ستريت" بحضور أحزاب إسرائيل  وبرعاية منظمات المسلمين الأمريكيين والأسرة المالكة البريطانية الزعيم الإقليمي لمشروع الشرق الأوسط الكبير تمهيدا لمؤتمر دولي على غرار مدريد عام 1992 ترسم فيه الخطوط العريضة للسلام بين إسرائيل وفلسطين والعالم الإسلامي عبر آلية وساطة متعددة تشارك فيها الرباعية الدولية وأطراف أخرى مثل التعاون الإسلامي والاتحاد من اجل المتوسط  بما يخدم التآخي المسلم اليهودي وأن ما يتوافق عليه مسلمو ويهود كل دولة غربية هو سياستها الرسمية مثلما يتخذ القادة الأمازيغ مواقفهم بناء على تفاهم مسلم يهودي لخدمة المصالح الأمازيغية العلياء وتنمية الأخلاق السياسة في إسرائيل وجعلها على نهج الأنبياء سليمان بن داوود وموسى بن عمران عليهم السلام واحترام حقوق الإنسان وحسن الجوار مع الفلسطينيين وإلغاء جميع قوانين الفساد والاستبداد الاستيطانية و إي قانون  يعارض التآخي المسلم اليهودي يعتبر باطل وغير دستوري ويجب أن تلغيه المحكمة العلياء .
 ونصرة قضايا  التآخي المسلم اليهودي ومنها عملية السلام على أساس حل الدولتين بحدودهما المنصوص عليها في قرار التقسيم عام1947 وإعادة تأهيل معسكر السلام الإسرائيلي الذي أسسه مناحييم  بيجن وإسحاق رابين وشمعون بيريز الذي ينتمي لمشروع الشرق الأوسط الكبير ويؤيده أغلب يهود الخارج ويلبي طموحات اللوبيات الإسرائيلية في الغرب ويضم سياسيين مخضرمين وشخصيات اعتبارية وضباط من مختلف الرتب في كل مفاصل الدولة والقادة السابقين والحاليين في المؤسستين العسكرية والأمنية وكتاب ومفكرين وفادة رأي ومدونين مؤثرين ومراكز دراسات إستراتيجية  ووزراء سابقون وقادة حزب ازرق أبيض الذين وصلوا لصدارة المشهد بفضل تصويت أنصار مشروع الهلال السامي من الاشكناز والمغاربة وإعادة إنتاج الأجيال الجديدة من أبناء الأسر اليهودية المرجعية السياسية مثل آل رابين و آل بن غوريون  وآل بيريز وآل كوهين وآل أزولاي وآل ليفي لقيادة المشهد الإسرائيلي على أساس دعم قضايا التآخي المسلم اليهودي في المنظومة الأمازيغية وضم أشكناز روسيا الذين تنتمي إليهم الرئيسة غولدا مائير رئيسة الحكومة في الستينات إلى معسكر السلام بقيادة حزبا العمل وأزرق أبيض وتكليف جالياتهم في روسيا  بدور اللوبي الذي  يخدم مشروع الهلال السامي داخل منظومة الحكم الروسية مثلما تفعل منظمتا " ايباك " و" جي ستريت" في واشنطن  وتشكيل نظام سياسي توافقي وفق توازنات مشروع الشرق الأوسط الكبير على أسس التآخي المسلم اليهودي بحيث يكون رئيس دولة إسرائيل من اليهود المغاربة الأمازيغ " آل عمران "وتكون رئاسة الحكومة وقيادة المؤسسة العسكرية لليهود الاشكناز وأن تكون قيادة المؤسسات الأمنية لليهود الشرقيين وتكون رئاسة الكنيست ليهود أميركا  وإفراز قيادات شابه جديدة تكمل ما بناه الآباء المؤسسيين.
 وأن من أهم انجازات معسكر السلام القبول الإقليمي بإسرائيل دولة متوسطية في حدودها التي اقرها قرار التقسيم عام 1947 وتقاسم جائزة نوبل للسلام بين قادة إسرائيل مع الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات وصدور المبادرة العربية عن قمة بيروت عام 2002 والتطبيع الإعلامي بظهور شخصيات سياسية وإعلامية إسرائيلية في الإعلام العربي وإيجاد قضايا عادلة مشتركة يدافع عنها بعض العرب والإسرائيليين وأصبح السلام مع الفلسطينيين والعرب مصلحة علياء لمنظومة اللوبيات بقيادة "ايباك" و" جي ستريت" الراغبة في الاستفادة من الجاليات الشرق أوسطية   .
وعبر مشروع الشرق الأوسط الكبير تعمل واشنطن ولندن وباريس على إعادة تأهيل معسكر الاستقلاليين في الساحة الأزوادية وصناعة حلفاء له في منطقة الشرق الأوسط ليقود المشهد الأزوادي وتوحيد جهود الشعوب السامية  أتباع الديانات السماوية لبناء مستقبل مشرق لأجيالهم  والتقريب بين المذاهب الإسلامية لاستعادة السلم الأهلي في مجتمعات المنطقة وإيجاد حلول سلمية للصراعات القائمة وتنشيط الاقتصاد السياحي الديني في دول مشروع الشرق الأوسط الكبير مهد الأديان السماوية كما انضمت للمشروع دولة الكويت وسلطنة عمان لتعزيز مكانتهما الاستثمارية ودورهما كوسيط لحل الخلافات والأزمات في المنطقة  لخدمة طموحاتهم الإقليمية ودعم اقتصاديات دوله غير النفطية مثل فلسطين والأردن ولبنان وباكستان ودول المغرب الكبير و اندونيسيا وماليزيا وتايلاند والفلبين ومناصرة القضايا التي يدافع عنها المشروع  ومنها دعم معسكر حكومة الوفاق الليبية بقيادة فايز السراج المتحالف مع المعسكر الاستقلالي الأزوادي .
ومن أجل تحقيق أهداف شعب أزواد القريبة والبعيدة المدى يتعين الإسراع في إعادة ترتيب البيت الأزوادي والعمل لبناء تكتل وطني يضم معظم القوى مثل التحالف الكردستاني أو منظمة التحرير الفلسطينية أو قوى 14 آذار اللبنانية يحتفظ فيه كل فصيل وحزب ومنظمات المجتمع المدني  باستقلاله التنظيمي وخصوصيته لكنه جزء من منظومة وطنية أكبر من أجل استتباب الأمن ببناء دولة أزواد وعاصمتها تمبكتو آمنة مستقرة فاعلة  في محيطها الإقليمي والدولي فيدرالية بين ثلاثة أقاليم هي تمبكتو وغاو و كيدال عبر ديمقراطية توافقية بنظام برلماني يكون الرئيس من إقليم غاو ورئيس الحكومة من طوارق  تمبكتو بينما رئيس البرلمان من كيدال ورئيس مجلس الشيوخ من البرابيش ورئيس المجلس الاقتصادي والاجتماعي من السنغاي ورئيس مجلس القضاء من الفولان .
إن النضال السلمي أجدى وأنفع للقضايا العادلة  وأن المقاومة الذكية عبر القلم أفضل من العنتريات الكاذبة كما أن الدعوة إلى الإسلام تبدأ بتلميع صورته ثم تشجيع الجاليات المسلمة في الدول الغربية على المشاركة السياسية في بلدانهم والدخول في تحالفات لخدمة قضاياهم وتلميع صورة الإسلام وجعله رقم صعب في سياسة بلدانهم التي يحملون جنسيتها والمساهمة في تعديل دساتير وأنظمة وقوانين بلدانهم لإعطاء الدين الإسلامي مكانة تساوي بقية الأديان السماوية الأخرى في الغرب واستصدار قوانين وتشريعات تجرم الإساءة للإسلام ونبيه ورموزه وتجريم الإساءة للشعوب المسلمة مثل قوانين تجريم معاداة السامية وقوانين تجريم إنكار مذبحة الأرمن وجعل الأعياد والمناسبات الإسلامية عطل رسمية في الغرب وجعل الحجاب واللحية جزء من الهوية الشعبية في الدول الغربية وصولا لبناء لوبي سني قوي يحمي مصالح المسلمين السنة عبر العالم ويكبح جماح المؤامرات التي تحاك ضدهم و تحقيق طموحاتهم ونصرة قضاياهم وفتح صفحة جديدة في علاقات العالم الإسلامي مع الغرب  مبنية على الاحترام المتبادل و التعامل بندية.
بقلم : أبو بكر الأنصاري
 رئيس المؤتمر الوطني الأزوادي