الثلاثاء، 5 نوفمبر 2013

الأنصاري لـ"صوت روسيا": فرنسا إستخدمت شعار محاربة الإرهاب لدفن طموح الأزواديين في بناء دولة مستقلة

حوار مع أبو بكر الأنصاري-رئيس المؤتمر الوطني الأزوادي

أجرى الحوار: فهيم الصوراني
نص الحوار:
سؤال: نناقش اليوم آخر تطورات الملف الأزوادي، الحكومة المالية أعلنت رفضها التفاوض مع الحركات الأزوادية وأعلنت لاآتها الثلاث: لا للحكم الذاتي، لا للإستقلال، لا للفيدرالية، ما هو موقفكم من إعلان الحكومة المالية؟
جواب: أنت تعلم أن الرئيس المالي الجديد إبراهيم أبو بكر كيتا مدعوم من فرنسا وهو مصاب بجنون العظمة، يتوهم أنه هو الذي يحقق الإنتصار الميداني، ويتوهم أنه هو الذي يطارد الجماعات المسلحة، لأن فرنسا كما تعرف خلطت ما بين محاربة التيارات الإسلامية وما بين دفن المشروع الوطني الأزوادي واستخدمت محاربة الإرهاب ومحاربة الجماعات الإسلامية كي تقضي على طموح الأزواديين في بناء دولة مستقلة لهم، وهذا ما جعل الرئيس المالي يشعر بالغرور والزهو، وكأنه هو الذي حقق هذا الإنتصار، وكأنه هو صانع القرار وليس أن القرارات تملى عليه من قصر الإليزيه، لهذا هو وضع لاآته الثلاث ووضع كما يقال الحصان أمام العربة حتى لا تتحرك، ووضع الدولاب في العربة حتى لا تتحرك، لذلك هو المسؤول عن التوترات التي تحصل، كما تعلم هناك مواجهات تحدث في الشمال بين القوات الفرنسية وبعض الجماعات الإسلامية. لقد خانت فرنسا الحركة الوطنية التي تعاونت معها ضد الإسلاميين، وكانت الحركة الوطنية تتمنى لو أن فرنسا تمكنت من دحر الإسلاميين ثم تفاوضت مع الأزواديين من أجل مرحلة انتقالية تفضي إلى حكم ذاتي انتقالي لمدة خمس سنوات يليها إستفتاء تقرير المصير ثم بناء دولة أزوادية مستقلة، لكن فرنسا خذلت الحركة الوطنية وخذلت الشعب الأزوادي ووضعت الأمور في هذا التعقيد، وهذا الذي جعل الرئيس المالي يتفاخر بأنه لا يريد حكم ذاتي ولا يريد فيدرالية ولا يريد أي شيء، يتوهم أنه هو الذي حقق الإنتصار. موقفنا من هذا أننا منذ البداية كنا نرفض العملية العسكرية الفرنسية لأننا نعرف أن فرنسا ستخون الشعب الأزوادي وستعيد الأقليم الى السيادة المالية، إذا نحن نرفض ما يصدرعن مالي جملة وتفصيلا.
سؤال: اجتماع دول غرب أفريقيا في داكار قبل يومين لمناقشة الوضع في شمال مالي، والذي ناقش أيضا الموقف من التدخل الفرنسي بعد مرور نحو تسعة أشهر عليه، ما خلفيات هذا الاجتماع وهل يمكن أن يترك تأثيرا على سير الأوضاع في شمال مالي؟
جواب : أنت تعلم أن الدول الأفريقية الآن باتت على قناعة بأن التدخل الفرنسي كان من أجل المصالح الخاصة الفرنسية، من أجل المصالح الإقتصادية الفرنسية، ولم يكن يستهدف مصلحة أيا من دول غرب أفريقيا، الآن الدول الأفريقية بدأت تدرك أن فرنسا استخدمتها في حروب لا ناقة لها فيها ولا جمل، تشاد، كما تعرف 30 بالمائة من قواتها إما قتيل وإما جريح وإما مفقود، نجل الرئيس التشادي ما زال مريضا، وقائد قواتها الذي أرسل إلى مالي قتل في تلك المعارك، ولم تجن من هذا الموضوع سوى الجراح والآلام والأرامل والثكالى وتصاعد قوة ونقمة المعارضة على الرئيس، كذلك بقية الدول الأفريقية وجدت نفسها مهمشة في عملية السلام في شمال مالي، حتى وسيط البوركيني الذي كان يتفاخر قبل التدخل الفرنسي بأنه الوسيط في الأزمة، الآن يجد نفسه مهمشا، ونجد الرئيس المالي يتفاخر بأنه هو الذي حقق النصر وأنه هو الذي يرفض اللاآت الثلاث، وبالتالي وجدت دول غرب أفريقيا نفسها مهمشة في هذا الصراع، وأن فرنسا استخدمتها في حرب لا ناقة لها فيها ولا جمل، وأن فرنسا تريد السيطرة على النفط واليورانيوم والثروات الطبيعية في مالي، ثم تنهبها لحسابها وتتصدق على مالي مما تنهبه من شمالها بينما بقية الدول الأفريقية تتفرج ويموتون في حروب لا ناقة لهم فيها ولا جمل من أجل أن ينعم الإقتصاد الفرنسي بالرفاهية وتزداد شعوب أفريقيا جوع على جوع، لذلك هذه الدول بدأت الآن تعيد حساباتها، الآن تفكر بالإستراتيجية المقبلة، هي لا تريد أن تعلن معارضتها الصريحة للتدخل الفرنسي ولكنها تحاول أن تقول عبارات فضفاضة كالإشارة بالدور الفرنسي في استتباب الأمن في مالي والوحدة الترابية لكنها في الواقع تدرك تمام الإدراك أنه تم استغلالها في حروب لا ناقة لها فيها ولا جمل وأن فرنسا تريد أن تنمي إقتصادها وتجوع دول أفريقيا وهذا ما يجعل الدول الأفريقية تتخذ الآن مقاربات أكثر واقعية من الصراع في شمال مالي.